العيلفون رموز ومعالم : حسن ود النيل ... حمامة المساجد وأبو المكارم ( 2021- 1943 )

العيلفون رموز ومعالم
حسن ود النيل ... حمامة المساجد وأبو المكارم !! ( 2021- 1943 )

قال المولى عز وجل في محكم تنزيله ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً)
صدق الله العظيم
في كل قرية من قرى السودان الوطن الغالي مدنه ومجتمعاته هناك بعض الناس اصطفاهم المولى عز وجل دون سائر خلقه بمجموعة من الصفات لم يصطفيها لغيرهم أناس كالأنجم الزواهر يتخللون ثنايا الزمان والأمكنة بأعمالهم وأفعالهم و يهبون الحياة بما عندهم وتهبهم الحياة بما عندها وتظل سيرتهم عطرة نابضة بالحياة تمشي بين الناس ألقاً ومحبة حتى بعد الممات ... فقيدنا "حسن عبد الرحمن النيل " الذي اختاره المولى عزوجل صباح الثلاثاء الموافق 18/5/2021 م إلى جواره بأرض الحرمين الشريفين نحسبه إن شاء الله واحدٌ من هؤلاء الأنجم الزواهر الذين ظللوا سماء أهلهم وعطروا مجتمعاتها ومجالسها بطيب الخصال ومكارم الأخلاق ...كرمٌ وشهامة وشجاعة وإباء وإقدام وعفوية وأريحية في التعامل ورباطة الجأش وشحنة إنسانية "ديناميكية" حية و متحركة في كل الاتجاهات والجبهات ... سماحة تالدة لا تحدها حدود ...حلاوة في الحديث سقيت بماء الكوثر وعذوبة وعفوية في الكلام وزنت بميزان الذهب ومهارة فائقة في شحذ الهمم وإلهاب الحماس في أي مرفق من مرافق الحياة وفوق هذا مودة وعاطفة جياشة مع أهله وأرحامه ومعارفه دون تمييزأو محاباة ...حسن ود النيل من أبناء الجيل الثالث الذي يعد امتداداً طبيعياً لأبناء الجيل الأول و الثاني من أهل العيلفون والجيل الثالث تترواح أعمارهم بين السبعين والثمانين ومن هذه الأجيال الثلاثة استمدت العيلفون الحديثة ألقها وسمعتها ومعاصرة لأبناء الجيل الرابع الذين تترواح أعمارهم بين الخمسين والستين والجيل الخامس الذين تترواح أعمارهم بين الأربعين والخمسين مروراً بالجيل السادس الذين تترواح أعمارهم بين العشرين والثلاثين وهؤلاء تقع على عاتقهم المحافظة على هذا الإرث التليد وحتى وإن بدأت مظاهر التفلت تظهر معالمها في كثير من الشواهد والمشاهد والمواقف ... من الأجيال الثلاثة الأولى اكتسبت العيلفون ألقها وملامحها وسمعتها ومن هؤلاء الشرفاء تشرب حسن ود النيل وأرتوى بأخلاقهم وفضائلهم ... حسن ود النيل من أولئك النفر الأبرار الأنقياء الشرفاء الذين رابطوا في الحمى وأوفوا بالعهود والمواثيق كما قال عنه المتحدثون ورثاه الراثون أجمعوا على طيب خصاله وكرم خلقه ... حسن ود النيل ليس عالماً أو مفكراً أو رجل أعمال يكتنز الذهب والفضة بل واحداً من غمار الناس لم ينل إلا قدراً يسيراً من التعليم اﻷكاديمي المنظم ولم تزين جدران منزله البسيط أنواط الجدارة وأوسمة الشرف وشهادات أكاديمية صماء في الإدارة والاقتصاد والقانون وعلم الاجتماع أو نال عضوية اللجان ومجالس الإدارات مدفوعة الأجر بل هو واحد ممن تعلموا في مدرسة الحياة فأحسنت تربيتهم وتعليمهم وتأديبهم ولو كانت الشهادات تمنح بقدرالعطاء والأثر الذي تركه الشخص في مجتمعه لنال "ود النيل" درجة الأستاذية عن جدارة واستحقاق ... ذهنٌ متفتح وعقل راجح وعاطفة إنسانية جياشة تنفعل بقضايا الناس والمجتمع وتخرج منه العبارات عفوية سلسة وسرعان ما تحدث دويأ وتترك أثراً ... ينهض حسن ود النيل عقب صلاة العيدين وصلاة الجمعة والأئمة على اختلاف ألسنتهم ومشاربهم يرددون خطبهم الرتيبة المكررة المملة فيصرخ بملء فيه ... الله أكبر ... الله أكبر اللهم حكم فينا شريعتك فينفعل معه الناس ويهللون ويكبرون فيجعل للعيد طعما ولصلاة الجمعة مذاقاً ...في اجتماعات الحي أو النادي لمناقشة قضية من القضايا أو أزمة من الأزمات يدلي حسن ود النيل برأيه قوياً وحكيماً وسديداً ... في مناسبات الأفراح والأتراح تجده يتوسط الدائرة ويتصدر الصفوف يباشر المهنئين أويستقبل المعزيين يطعم هذا ويسقي ذاك ويلح ويشد على الأيدي يبكي ويضحك يحزن ويفرح ويعانق ويذرف الدموع ... حسن ود النيل يعقد ويحل ويتلمس مواطن الخلل في المجتمع ويغوص في مشاكل الناس واحتياجاتهم ومعاناة المحرومين والمهمشين والضعفاء والمظلومين من أهله ومن غيرهم ... يدفع ويعطي بلا منٍ أو أذى ...حسن ود النيل كافح وناضل وتاجر وزرع مع المزارعين وعاش مع الكادحين وسافر وشقي وكدح وابتلي وعلم أبناءه فأحسن تربيتهم وكان نعم الأب الرحيم والمربي الفاضل والصديق العزيز لهم فتخرجوا جميعهم في أعرق الجامعات ونالوا أرفع الدرجات والتخصصات... حسن ود النيل لا يشبه الآباء ولا يخضع لسطوة النساء زوج بناته فأحسن الاختيار ويسر مراسيم الزواج وجعلها عهدا وميثاقا .. بلا ضجيج أو ضوضاء بضع تمرات مع كوب من الماء البارد ويقول في هذا " هذا التزام مافي داعي للتعقيد ... أقلهن مهراً أكثرهن بركة " ... حسن ود النيل حلال شبك وأخو إخوان وزول حارة وأخو نصيحة وفوق هذا تلمس فيه بساطة عفوية لا تملها النفس و وأريحية يألفها القلب والوجدان " يألفون ويؤلفون " ...حسن ود النيل حلاوة في اللسان وقوة في البيان وجاذبية في الحديث وأريحية في الاستقبال وبشاشة في اللقاء ...حسن ود النيل بساطة في التعبير وعمق في المعاني والدليل ... حسن ود النيل ضل صباح وقهوة ضهرية في "جخانين" وبيوتات بتري القديمة وونسة حبوبات وشاي مغربية بلقيمات وجلسة استماع " للعبد " الفنان وختمة قرآن ومشاهدة مباراة في كرة القدم يصفها أنها ضرب من ضروب اللهو عندما ينادي الآذان أن حي
إلى الصلاة !! ...حسن ود النيل ساهم في خلق الحس الشعبي الصادق ﻷهل العيلفون ... حسن ود النيل فريق بتري والمدرسة والتعاون والمسجد والموردة الكيان والتّح وأرح ورفقة طيبة مع خلف الله وأولاد الطيب أحمد وأولاد طه والفاتح الخضر وأحمد الضايع وسلاطين وعبد العزيز وقيع الله وتلّب وكُرّي وحمد السيد وبريش وعبد الفراج أمان وأولاد كبدوي وغيرهم من الأسر الكريمة و كل هؤلاء نسج خيطوهم وصهرها في لوحة واحدة بديعة الألوان وعلاقات ممتدة وجسور من التواصل بناها بالمحبة مع أهالي الدبيبة والحديبة والحفرة والقوز والباقير وأم ضواً بان والفادنية والشريق وأم تكالي فكان ود النيل "نيلاً" جرى بينهم بالمودة والصداقة والإخاء ... حسن ود النيل عالمه واسع وممتد ومن الصعب أن تحصيه ولكن أول ما يلفت انتباهك فيه بطارية ومسبحة وصلاة وثوب أنيق خلف اﻹمام في صفه الأول سبّح وصلى مع المصلين وركع مع الراكعين ... حسن ود النيل صاحب ملح وطرفة وقفشات انفعل وناصر الإنقاذ في بواكير أيامها وتأثر بشعاراتها وظاهرها ثم ما لبث أن أطلق عليها "ثورة الغتاس" لما رأى أن الأمر ليس فيما يراه ويشتيه ... "الله لا كسبهم دنيا وآخرة هذه ليست ثورة للإنقاذ هذه ثورة الغتاس" وفي هذا ربما صدقت نبوءة ود النيل فقد غطسنا بالفعل أو في طريقنا إلى الغرق بعد أن أصبحنا لا ندري يومنا من أمسنا وماذا نكسب غداً قبل أن تأتي "الكورونا" لتقضِي على ما بقى من حياة وجمال وياليت ود النيل أمهلته المنية إذا لعرفنا قوله بل حكمته في ثورة الحرية والسلام والعدالة !! .
*وأخير :
ً حسن ود النيل عاش بيننا وبدواخلنا وملأ حياتنا حباً وحبوراً ورحل عنا بعمق وهدوء وترك بصمة وأثراً حتى في مماته عندما أوصى ألا يقام عليه مأتم أو عزاء أوتنصب عليه سرادق العزاء ... اختاره المولى عز وجل إلى جواره بلا جلبة أو ضوضاء بعيداً عن أهله وعشيرته في الأرض االتي أحبها وهام بها إلا أنه ترك بصمة وترك قيمة حتى في مماته فطاب مع الخالدين ... أبا رفيدة طبت حياً وميتا !!!.

مبارك صباحي -الجمعة 2021/5/21
 

احمد الحبر

Administrator
طاقم الإدارة

رحمه الله كان حلال عقد ورجل قدامي وصاحب كاريزما وبصمة مؤثره في المجتمع ..

وبفقده فقدت العيلفون تاريخ كبير في الشجاعة والنخوة والكرم والمروءة ..

اللهم اغفر له وارحمه واجعل البركه في ذريته

+

كفيت واوفيت وما استبقيت شيئا استاذ مبارك ولخصت حياة الرجل في هذه العباره : حسن النيل هو فريق بتري المدرسه والتعاون والمسجد والموردة والتح ترح)
الرجل التقي النقي الوفي العفيف ..

 
أعلى