رِسـالة أخيرة بما تعذّر قوله/ شعر حــُر

رسالة أخيرة بما تَعذَر قَوله/شِعر حــُر
___________________​

هلْ غَير أن أهديكَ شِعراً سائِغـاً للبَوحِ

أملكُ حيلةً أُخـــرى
لينْبِض فيَّ هذا القلبُ

يهتِفُ كم أحبّكَ مُلهِماً للحرفِ

ما اجْتاز القَصِيـدُ إليه

إلــّا قيد ما سَمحت
به الأعرافُ
فاجِئني إذاً يوماً بأنّك قد علِمتَ

تَكِنُّ لِي بعضَ المِشاعِر

لن تَضنّ عليَّ أكثر,
كي أُماثلَ إخوةً
في العِشقِ قبليَ

" قِيْسَليّاً"
مِن رِضابِ الشِّعر

إن هَتف القَصِيدُ ,
و إذ تمادت فيَّ
عاطِفتِي بحبِّك

واسْتَطاب البَوحُ

كنتُ أنا " كُثيراً"
آخراً قد ضَلَّ

في دربِ الهوى دَربيك-

وصلكَ
و الجُنون..!

يا كيف عَمَّدنِي
اشتِياقي جِئتُ لا أرجو
سوى عينيكَ حِرزاً

مِن متاهاتٍ ترامت
حيثما ولّيتُ نحوكَ ,
عُدتُ
مِنك إليكَ
تغلِبني الهَواجِسُ و الشُّجُونْ..!

حتى إذا قلتُ اشْتَهيت
أضمّ صَدرك لي لأنهل مِن شِفاهكَ

رغبةً ظلت
تراوِد خاطر الصّمتِ
المُعلَّقِ بيننا كُن
واثِقاً
حتماً ستردعنِي العُيون -

هذي العيون قَصيدتِي
والصَّوتُ صَوتك فيَّ أقوى

إذا أُجلّكَ فَوقَ ما وعِيت
عليه غرائِزي, إذ لا مَجال

لأيّ شكٍّ
أو
لما غلبت لديك عليَّ
مِن تلك الظُّنون!

كنْ مثلما اختارت لنا الأيّام

نبض الشِّعرِ

إلهاماً تَعذَّر غيره
لي في هواكَ
كما ودَدْت بأن
أكــــون..


________________________________
* قَيسَلِيَّـاً
نحت لغوي عُرف قَديماً مثل عبشمي ,عبقسي وغيرها
 
أعلى