شوق الدرويش ..

تماضر

New member
"المدينة الجديدة أم درمان ، لا تشبه الخرطوم في شيئ ، تخرج إلى شوارعها تائهة تقول: ليست كسواكن ولا هي كالخرطوم ولا تشبه الأبيض هي مدينة تبدو كمسافر سيرتحل فجأة "
شوق الدرويش ..
رواية تسبر غور حقبة تاريخية لطالما تناولتها الألسن بالنقد أحيانا وبالإعجاب والمدح في غالب الأحيان ..
الرسالة، الدين ، النصر والفتح من جهة ،
القوة والحزم والبطش والإدعاء من جهة أخرى ..
قراءة التأريخ من وجهة نظر واحدةيزهق روح التأريخ ..
وهذا ما حاول أن يقدمه الكاتب في قالب محلى ببليغ الصور والمعاني والاسلوب المنمق الفريد
فتارة تجد نفسك في المستقبل ثم تنكفئ عائدا نحو الماضي بلمحة بصر وذاك الماضي نفسه قد يكون مشوبا ببعض حاضر .. أسلوب عبقري في الكتابة يجعل الانفاس في سباق .
قال: كيف يعيش الإنسان أعواما ينتظر وهما ؟
فرد عليه: إنه الإيمان يا صديقي ..

أرجو أن تشاركوني المتعة في قراءة رائعة حمور زيادة شوق الدرويش ولنا عودة للنقاش ..
 
الكاتب حمور زيادة يؤكد أن كل الروايات السودانية التي عالجت" الثورة المهدية" تناولتها من جانب احتفائي، متناسية البعد الإنساني والبشر الذين تأثروا سلباً بهذه الثورة ومن دهستهم هذه الثورة حتى لو كانوا مؤمنين بها.إرم - من سامر مختارأقامت دار “العين” في القاهرة الثلاثاء حفل توقيع ومناقشة رواية “شوق الدرويش” للكاتب والروائي السوداني المقيم بالقاهرة حمور زيادة.
وتولى مناقشة الرواية والقراءة النقدية لها الروائية المصرية سلوى بكر، بحضور صاحبة الدار فاطمة البودي ومجموعة كبيرة من المثقفين المصريين والسودانيين.
تدور أحداث رواية “شوق الدرويش” في زمن الثورة المهدية ( 1885– 1899م) التي قامت بزعامة محمد احمد المهدي رداً على مظالم الحكم التركي المصري.
وقد بنى محمد المهدي دعوته على فكرة المهدي الذي يظهر في آخر الزمان و يملأ الأرض عدلاً بعد أن امتلئت جوراً، وقد استجاب السودانيون للمهدي بقوة مكنته من هزيمة القوات الحكومية و السيطرة على السودان.
وقالت الروائية سلوى بكر: “إن رواية شوق الدروايش عمل كبير ومهم وستكون علامة بارزة في تاريخ الأدب السوداني”، كما أشارت إلى أن الرواية اعتمدت على مساحات واسعة من الوثائق، بالإضافة إلى مرجعيات دينية “إسلامية ومسيحية وأحيانا يهودية”.
وأضافت بكر: “المبهر بالرواية هو الطرائق التعبيرية وطرائق السرد التي استخدمها الكاتب حمور زيادة، فضلاً على تحقيقها عناصر الرواية التاريخية، فالرواية تكون تاريخية عندما تضع التاريخ في موضع المساءلة وهو ما فعلته رواية “شوق الدروايش”.
إلا أن بكر انتقدت استغراق الكاتب في “الرومانسية” فالرواية رغم أنها تتساءل عن التاريخ وتجيب على بعض الأسئلة، إلا أنها في لحظة ما تكاد تتحول إلى رواية عاطفية في المقام الأول وذلك لإفراطها في سرد قصة الحب ما بين البطل وحيببته الوافدة الأجنبية، بحسب وصف بكر.
و تعقيباً على كلام الروائية سلوى بكر قال الروائي حمور زيادة بأن قدم الثورة ثقيلة مثل قدم الطغيان، وهذا الشكل المغاير الذي بدت عليه روايتي عن الثورة جاء لاقترابها من الإنسان الذي شهدها، فكل الروايات السودانية التي عالجت” الثورة المهدية” إنما تناولتها من جانب احتفائي؛ على نحو إننا “قمنا بثورة عظيمة ونحن دحرنا المستعمر ونحن بهرنا العالم”، متناسية ذلك البعد الإنساني وهؤلاء البشر الذين تأثروا سلبا بهذه الثورة ومن دهستهم هذه الثورة حتى لو كانوا مؤمنين بها.
أما رد زيادة على موضوع ” السرد العاطفي ” التي أشارت إليه بكر فأوضح بأنه قد تعامل مع حب البطل للأجنبية كقدر، ولأنه صراحة لا يعرف كيف يأتي الحب.
أما الدافع الرئيسي لكتابة رواية تاريخية، تتناول الثورة المهدية بالأساس، فأوضح أنه كان بداخله احتياج شخصي للكتابة عن هذه الفترة، وقال: ” نحن في السودان نتوارث الحكايات جيل بعد آخر، وقد سمعت من أمي وجداتي حكايات كثيرة عنها، ولي جدة سميت بـ “المهدية” على اسم الثورة، وقد قضيت فترة ليست بالقصيرة مشغول بالبحث العلمي والتاريخي عن تلك الثورة بالذات وهو ما استفدت به أثناء كتابتي للرواية”.
 
فاز هذا العام 2014 بجائزة نجيب محفوظ ـ التى تمنحها الجامعة الأمريكية بالقاهرة سنويا للروائيين المصريين والعرب ـ الكاتب السودانى حمور زيادة عن رواية "شوق الدرويش". قام نائب رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة للشئون الأكاديمية الدكتور محمود الجمل بتسليم الجائزة إلى زيادة.

تدور أحداث رواية "شوق الدرويش" الصادرة عن دار العين للنشر بالقاهرة، فى خضم الثورة المهدية (1885-1899) التى قامت فى السودان بزعامة "محمد أحمد المهدي" ردًا على مظالم الحكم التركى المصرى وقتئذ، وترصد الرواية أحداث تلك الثورة من خلال رحلة العبد "بخيت منديل".
وعن حيثيات اختيار رواية "شوق الدرويش" ذكر أعضاء لجنة التحكيم أن "رواية "شوق الدرويش" رواية تتألق فى سردها "لعالم الحب والاستبداد والعبودية والثورة المهدية فى السودان فى القرن التاسع عشر، كما أضافوا أن علاقات القوى على المستويين الإقليمى والمحلى فى الرواية تتشابك منذ اندلاع الثورة المهدية وحتى سقوط الخرطوم، كما تتناول الرواية لوحة متعددة الألوان وواسعة النطاق من الشخصيات والأحداث لترسم صورة لزمان ومكان غير مألوف لمعظم القراء. كما أن أهم ما يميز "شوق الدرويش" هو هذا الثراء الملحمى الذى يسرى بطول السرد لا على مستوى تعقيد شخصية البطل المأساوى فحسب، بل أيضا على مستوى تعدد مناحى الخطاب اللغوي: إذ تتراوح على نحو مبهر وغنى ما بين السرد والشعر والحوار والمونولوج والرسائل والمذكرات والأغانى والحكايات الشعبية والوثائق التاريخية والترانيم الصوفية والابتهالات الكنسية وآيات القرآن والتوراة والإنجيل. ففى تصويرها للدمار الذى سببته الانتفاضة المهدية، وهى حركة دينية متطرفة عنيفة، تأتى شوق الدرويش كتجسيد قوى للمشهد الراهن فى المنطقة حيث تعم الفوضى نتيجة للتطرف الديني.
 

تماضر

New member
 
لا ادري لماذا تصور الروايات التاريخية الابطال علي انهم (زير نساء) وسفاكين هذا ما يُستشف من صورة الغلاف وبعض الروايات التاريخية التي شهدناها قريبا كمسلسلات تلفزيونية
 
لم اكمل الرواية بعد ...ولكن ثمة رابط بينها وبين (ترجمان الملك)بالرغم من ان كل منها توصل الرسائل بطريقة مختلفة الا انني وجدت كثير من الرسائل مشتركة (حسب فهمي ) المتواضع
 
بالرغم من ان كل رواية احداثها في حقبة زمنية مختلفة تماما - الا انك تجدها تشترك في فلسفتها في قراءة الاحداث -خصوصا في مواضيع الايمان وفلسفة الاديان في ظل تداخل مجموعات بشرية -دينية مختلفة
وهذا ما حدث في الحقب الزمنية التي تناولتها الروايتين بالرغم من ان الفاصل الزمني بين الحدثين يفوق الالف ومئات السنين
 
من اصعب الرويات التي مرت علي .. تداخل الازمنه فيها يصيبك بالدوار اللذيذ ..
اذكر ان احدهم اخبرني ان هذه الروايه مستوحاة من مذكرات احد المبشرين الاجانب .. ربما لهذا كان هذا التصوير الدموي البربري للمهديه ... و نلاحظ ان الكاتب حاول ان يعرض وجهات النظر المختلفه ( اتباع و شيوخ و مريدي و معارضي و اجانب و عبيد و اسياد ) لتلك الحقبه من الزمان لكن كلها كانت تميل لعكس صوره سلبيه للثورة المهديه ..
انا اييقن تماما ان تاريخنا يعتريه كثير من الزيف و القصص الملفقه لكن تلك الثوره بالذات لا اظنها كانت كما رسمتها هذه الرواية..
و اعجبني جدا قصة العشق التي جمعت بين بخيت العبد الاسود و تلك الفتاة اليونانيه الجميله ثيودورا او حواء.. عشق مليء بالحزن و الغضب و الانتقام يشبه ثوب ذاك الدرويش ..
اكثر ما بهرني في هذه الروايه لغة الكاتب و قدرته البديييعه في الوصف و الخيال ..
انقل لكم بعض عباراته :-
صحراء تسكن الروح ..
ابد من الرمل و الحجر..
حكيمة رأت كل شيء فماذا يدهشها ..
مشى عليها مثلهم كثر .. اذا عبرو مدت يدها فمسحت عن وجهها اثر خطوهم ..

الحزن ككل شيء يذبل .. يبدو في فروانه جامحا لا نهاية له .. يعربد في النفس يصيب كل الحياة بالمراره ..لكنه يخفت رويدا رويدا حتى لا يبقى منه الا دبيبا خافتا في الجوف ...
 
التعديل الأخير:

تماضر

New member
من اصعب الرويات التي مرت علي .. تداخل الازمنه فيها يصيبك بالدوار اللذيذ ..
اذكر ان احدهم اخبرني ان هذه الروايه مستوحاة من مذكرات احد المبشرين الاجانب .. ربما لهذا كان هذا التصوير الدموي البربري للمهديه ... و نلاحظ ان الكاتب حاول ان يعرض وجهات النظر المختلفه ( اتباع و شيوخ و مريدي و معارضي و اجانب و عبيد و اسياد ) لتلك الحقبه من الزمان لكن كلها كانت تميل لعكس صوره سلبيه للثورة المهديه ..
انا اييقن تماما ان تاريخنا يعتريه كثير من الزيف و القصص الملفقه لكن تلك الثوره بالذات لا اظنها كانت كما رسمتها هذه الرواية..
و اعجبني جدا قصة العشق التي جمعت بين بخيت العبد الاسود و تلك الفتاة اليونانيه الجميله ثيودورا او حواء.. عشق مليء بالحزن و الغضب و الانتقام يشبه ثوب ذاك الدرويش ..
اكثر ما بهرني في هذه الروايه لغة الكاتب و قدرته البديييعه في الوصف و الخيال ..
انقل لكم بعض عباراته :-
صحراء تسكن الروح ..
ابد من الرمل و الحجر..
حكيمة رأت كل شيء فماذا يدهشها ..
مشى عليها مثلهم كثر .. اذا عبرو مدت يدها فمسحت عن وجهها اثر خطوهم ..

الحزن ككل شيء يذبل .. يبدو في فروانه جامحا لا نهاية له .. يعربد في النفس يصيب كل الحياة بالمراره ..لكنه يخفت رويدا رويدا حتى لا يبقى منه الا دبيبا خافتا في الجوف ...
فعلا من أصعب الروايات .
تداخل الأحداث وتداخل المعاني ..
 
أعلى