?كيف تنسى الحب المحرم شرعاً ؟ .. نبيل العوضي..

محمد جعفر

New member
مقاطع المشايخ نبيل العوضي وعبود عسيري من اكثر المقاطع التي داومت على إستماعها خلال ال 4 شهور الماضية ..

جزاهم الله كل الخير ، ونفعنا الله بعلمهم ..
 
جزاك الله خير




هل الحب حرام؟ مع جزيل الشكر


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الحب ـ وهو الميل إلى الشيءـ أنواع شتى، منه ما هو مشروع ومنه ما هو مذموم، ومنه الجبلي الفطري، والاختياري المكتسب.
- فمحبة الله ورسوله فرض على كل مسلم ومسلمة، بل إن تلك المحبة شرط من شروط الإيمان. قال تعالى: (ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله) [البقرة: 165]. وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين" متفق عليه. وهذه المحبة تستلزم طاعة المحبوب، إذ من أحب أحداً سارع في رضاه، ومن زعم أنه يحب الله ورسوله ثم خالف أمرهما أو اتبع سبيلاً لم يشرعاه فقد أقام البرهان على بطلان دعواه.
- وحب المؤمنين والعلماء والصالحين: وذلك من أفضل القرب وأجل العبادات التي يتقرب بها إلى الله عز وجل. قال صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود للكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار" متفق عليه. وللطبراني عنه صلى الله عليه وسلم قال: "أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله عز وجل" وكما يحب العبد المؤمنين الصالحين، واجب عليه كذلك أن يبغض الكافرين وأهل الفجور والمعاصي، كل بحسبه.

ومن أنواع الحب:
- محبة الزوجة والأولاد: فحب الزوجة أمر جبلي مكتسب، إذ يميل المرء إلى زوجته بالفطرة ويسكن إليها، ويزيد في حبه لها إن كانت جميلة، أو ذات خلق ودين، أو لديها من الصفات ما يجعل قلب زوجها يميل إليها. وكذا محبة الولد أمر فطري. ولا يؤاخذ المرء إذا أحب أحد أولاده أكثر من الآخر، ولا إحدى زوجتيه ـ إن كان له زوجتان أكثر من الزوجة الأخرى. لأن المحبة من الأمور القلبية التي ليس للإنسان فيها خيار، ولا قدرة له على التحكم فيها، لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لنسائه ويقول: "اللهم هذه قسمتي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك" رواه الترمذي. وإنما يحرم أن يفضل المحبوب على غيره بالعطايا أو بغيرها مما يملك من غير مسوغ. قال تعالى: "ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة" [النساء: 128]. وعنه صلى الله عليه وسلم قال: "من كان له امرأتان يميل لإحداهما جاء يوم القيامة وأحد شقيه مائل" رواه النسائي والحاكم. وعنه أيضاً قال: "اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم" متفق عليه. والمراد بالميل: الميل في القسم والإنفاق، لا في المحبة.
- محبة الوالدين وسائر القرابات: فكل إنسان مفطور على حب أبويه. إذ هما من أحسن إليه صغيراً وسهر عليه وتعب من أجله. وهذه الأنواع من الحب مندوب إليها مأمور بها، أمر إيجاب أو استحباب، على تفصيل في الشرع، ليس هذا مكان تفصيله.
- الحب بين الفتيان والفتيات: وهذا قسمان: الأول: رجل قُذف في قلبه حب امرأة فاتقى الله تعالى وغض طرفه، حتى إذا وجد سبيلاً إلى الزواج منها تزوجها وإلا فإنه يصرف قلبه عنها، لئلا يشتغل بما لا فائدة من ورائه فيضيع حدود الله وواجباته.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لم ير للمتاحبين مثل النكاح" رواه ابن ماجه.
الثاني: من تمكن الحب من قلبه مع عدم قدرته على إعفاف نفسه حتى انقلب هذا إلى عشق، وغالب ذلك عشق صور ومحاسن. وهذا اللون من الحب محرم، وعواقبه وخيمة.
والعشق مرض من أمراض القلب مخالف لسائر الأمراض في ذاته وأسبابه وعلاجه، وإذا تمكن واستحكم عز على الأطباء علاجه وأعيى العليل دواؤه، وعشق الصور إنما تبتلى به القلوب الفارغة من محبة الله تعالى المعرضة عنه، المتعوضة بغيره عنه، وأقبح ذلك حب المردان من الذكور، فإنه شذوذ وقبح.
وإذا امتلأ القلب بمحبة الله والشوق إليه دفع ذلك عنه مرض عشق الصور.
وأكثر من يقيم علاقات من حب أو نحوه قبل الشروع في الزواج إذا ظفر بمحبوبه وتزوجه يصيبه الفتور وتحدث نفرة في العلاقة بينهما، لأن كلا منهما يطلع على عيوب من صاحبه لم يكن يعلمها من قبل. وإذا كان عاشقاً صده ذلك عن كثير من الواجبات. ولقد بين الشارع الحكيم علاج الحب بصورة عملية، وحدد مصارف الشهوة التي تذكي جذوته، بدءاً بغض البصر، والبعد عن المثيرات، ودوام المراقبة، وكسر الشهوة بالصيام وعند القدرة على النكاح بالزواج، وحدد المعيار في الاختيار، وأن الرجل عليه أن يظفر بذات الدين، وهذا هو المقياس الذي به يختار به المرء شريكة حياته. قال صلى الله عليه وسلم: "تنكح المرأة لأربع: لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك" متفق عليه.
والله أعلم.

إسلام ويب
 

محمد جعفر

New member
جزاك الله خير




هل الحب حرام؟ مع جزيل الشكر


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الحب ـ وهو الميل إلى الشيءـ أنواع شتى، منه ما هو مشروع ومنه ما هو مذموم، ومنه الجبلي الفطري، والاختياري المكتسب.
- فمحبة الله ورسوله فرض على كل مسلم ومسلمة، بل إن تلك المحبة شرط من شروط الإيمان. قال تعالى: (ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله) [البقرة: 165]. وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين" متفق عليه. وهذه المحبة تستلزم طاعة المحبوب، إذ من أحب أحداً سارع في رضاه، ومن زعم أنه يحب الله ورسوله ثم خالف أمرهما أو اتبع سبيلاً لم يشرعاه فقد أقام البرهان على بطلان دعواه.
- وحب المؤمنين والعلماء والصالحين: وذلك من أفضل القرب وأجل العبادات التي يتقرب بها إلى الله عز وجل. قال صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود للكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار" متفق عليه. وللطبراني عنه صلى الله عليه وسلم قال: "أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله عز وجل" وكما يحب العبد المؤمنين الصالحين، واجب عليه كذلك أن يبغض الكافرين وأهل الفجور والمعاصي، كل بحسبه.

ومن أنواع الحب:
- محبة الزوجة والأولاد: فحب الزوجة أمر جبلي مكتسب، إذ يميل المرء إلى زوجته بالفطرة ويسكن إليها، ويزيد في حبه لها إن كانت جميلة، أو ذات خلق ودين، أو لديها من الصفات ما يجعل قلب زوجها يميل إليها. وكذا محبة الولد أمر فطري. ولا يؤاخذ المرء إذا أحب أحد أولاده أكثر من الآخر، ولا إحدى زوجتيه ـ إن كان له زوجتان أكثر من الزوجة الأخرى. لأن المحبة من الأمور القلبية التي ليس للإنسان فيها خيار، ولا قدرة له على التحكم فيها، لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لنسائه ويقول: "اللهم هذه قسمتي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك" رواه الترمذي. وإنما يحرم أن يفضل المحبوب على غيره بالعطايا أو بغيرها مما يملك من غير مسوغ. قال تعالى: "ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة" [النساء: 128]. وعنه صلى الله عليه وسلم قال: "من كان له امرأتان يميل لإحداهما جاء يوم القيامة وأحد شقيه مائل" رواه النسائي والحاكم. وعنه أيضاً قال: "اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم" متفق عليه. والمراد بالميل: الميل في القسم والإنفاق، لا في المحبة.
- محبة الوالدين وسائر القرابات: فكل إنسان مفطور على حب أبويه. إذ هما من أحسن إليه صغيراً وسهر عليه وتعب من أجله. وهذه الأنواع من الحب مندوب إليها مأمور بها، أمر إيجاب أو استحباب، على تفصيل في الشرع، ليس هذا مكان تفصيله.
- الحب بين الفتيان والفتيات: وهذا قسمان: الأول: رجل قُذف في قلبه حب امرأة فاتقى الله تعالى وغض طرفه، حتى إذا وجد سبيلاً إلى الزواج منها تزوجها وإلا فإنه يصرف قلبه عنها، لئلا يشتغل بما لا فائدة من ورائه فيضيع حدود الله وواجباته.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لم ير للمتاحبين مثل النكاح" رواه ابن ماجه.
الثاني: من تمكن الحب من قلبه مع عدم قدرته على إعفاف نفسه حتى انقلب هذا إلى عشق، وغالب ذلك عشق صور ومحاسن. وهذا اللون من الحب محرم، وعواقبه وخيمة.
والعشق مرض من أمراض القلب مخالف لسائر الأمراض في ذاته وأسبابه وعلاجه، وإذا تمكن واستحكم عز على الأطباء علاجه وأعيى العليل دواؤه، وعشق الصور إنما تبتلى به القلوب الفارغة من محبة الله تعالى المعرضة عنه، المتعوضة بغيره عنه، وأقبح ذلك حب المردان من الذكور، فإنه شذوذ وقبح.
وإذا امتلأ القلب بمحبة الله والشوق إليه دفع ذلك عنه مرض عشق الصور.
وأكثر من يقيم علاقات من حب أو نحوه قبل الشروع في الزواج إذا ظفر بمحبوبه وتزوجه يصيبه الفتور وتحدث نفرة في العلاقة بينهما، لأن كلا منهما يطلع على عيوب من صاحبه لم يكن يعلمها من قبل. وإذا كان عاشقاً صده ذلك عن كثير من الواجبات. ولقد بين الشارع الحكيم علاج الحب بصورة عملية، وحدد مصارف الشهوة التي تذكي جذوته، بدءاً بغض البصر، والبعد عن المثيرات، ودوام المراقبة، وكسر الشهوة بالصيام وعند القدرة على النكاح بالزواج، وحدد المعيار في الاختيار، وأن الرجل عليه أن يظفر بذات الدين، وهذا هو المقياس الذي به يختار به المرء شريكة حياته. قال صلى الله عليه وسلم: "تنكح المرأة لأربع: لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك" متفق عليه.
والله أعلم.

إسلام ويب

إجابة رائعة والله يا عبد الله ، وتتضمن وقفات تتطلب التأمل فيها مرات ومرات..

جُزيت خيراً ، ورزقنا الله واياكم بالزوجة الحلال ، الودودة والولودة .. :eek:oo9o:
 
السؤال :
هل الحب بين الفتيات والشباب قبل الزواج حرام خصوصا فترة الخطوبة او التعارف ارجو النصيحة؟ .

الجواب :
كانت مرحلة ما قبل الخطبة، هي المرحلة التي تشتعل فيها المشاعر، وتتأجج أحاسيس اللهفة والإعجاب، وحتي يعرف الفتى أو الفتاة الفارق بين الوهم والحقيقة في هذه المشاعر.

وللحب مكانته وقدره في ديننا، فهو حقيقة إنسانية واقعة بعيدًا عما أصابه من فكر خاطئ وفهم مغلوط، ورسولنا (صلى الله عليه وسلم) هو آية المحبين عندما قال عن خديجة (رضي الله عنها): "إني رزقت حبها"، لكن هذا الحب الذي اعترف به الإسلام، وجعل له قدره وشأنه، ليس هو ما نراه في الشوارع والطرقات، لقد تبدلت هذه العاطفة السامية، وصارت مرادفة لنداء الرغبة والشهوة والجنس الرخيص، وخرجت على حدود العلاقة التي قررها التشريع الإسلامي، ونظمها بين الرجل والمرأة في إطار الزواج.

ولقد كان هلاك بعض الأمم السابقة كاليونان والإغريق نتاجًا طبيعيا لعدم مراعاة الضوابط الحاكمة للعلاقة بين الجنسين، والانغماس في الشهوات والترف والزني.

في شراك الحب
أن الشيطان لا ييأس من غواية ابن آدم، ويتدرج معه حتى يصل به إلى الفاحشة العظمى، وللعشق مراحل بعضها يسلم للآخر في خطوات هي: الاستحسان "بالنظرة المحرمة"، الإعجاب "تعلق قلبي"، الهيام والعشق، وهكذا أثمر الاستحسان والنظر فكرًا وانشغالاً، صادف قلبًا خاليا فتمكن منه، وبذلك يصبح العاشق ذليل محبوبه.

لهذا قيل: الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده.

إن وقوع الفتى في حب الفتاة والعكس، وما يتبع ذلك من تجاوزات لا تأبه لخوف من إله أو رادع من ضمير، أو حساب لمجتمع له أسباب ودوافع عديدة يمكن إجمالها في:

(1) الجهل بالدين.

(2) قلة الحياء من الله سبحانه وتعالى.

(3) غياب القدوة الصالحة عن الشباب.

(4) سوء التربية وانشغال الأب وغفلة الأم، بعد أن صارت الأسرة - إلا نادرًا - مكانًا للتعليم فقط لا للتربية.

(5) الصحبة الفاسدة: فكما يقول الشاعر

عن المرء لا تسل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي

فللصحبة الصالحة آثار لا تنكر وللصداقة الفاسدة أضرار لا تخفي

(6) الفراغ القاتل:

فإذا كان القلب فارغًا، فإنه يأمر الجوارح بكل خسيسة، ولذلك فإن شباب اليوم يعاني فراغًا عظيمًا على كل المستويات، فراغًا عقليا، وفراغًا قلبيا، وفراغًا نفسيا.

(7) المثيرات الخارجية من أفلام ومسلسلات وأغان تشجع على الرذيلة، وتدفع للهيام، والتعلق بالمحبوب، ومن تبرج للنساء، وتعر فاضح، وهذا يستلزم وقفة من أولي الأمر لبث ما هو نافع لشبابنا، وفتياتنا، وما هو أجدى للأمة، ففي دراسة أجريت على 500 فيلم تبين أن 72% منها يتحدث عن الحب والجريمة والجنس.

كما أظهرت دراسة أمريكية أن 29.6% من أفلام الأطفال تتحدث عن الحب بمفهومه الشهواني الخاطئ.

(8) الاختلاط غير المنضبط والثقة المبالغ فيها بين الفتى والفتاة؛ لذا فقد أوصى بعض الباحثين بالفصل بين الجنسين، واعتبروه علاجًا لكثير من المشكلات الأخلاقية والاجتماعية.

العواقب والآثار
ومن الطبيعي أن يثمر الفهم المغلوط لعاطفة الحب بين الفتيان والفتيات عواقب وخيمة تترك آثارها علي الجميع، ومنها:

- الصد عن الحق والنفور منه.

- ظلام القلب وسواده.

- دنو الغاية وحقارة الهدف.

- عذاب القلب وشغله بمن يحب، وما في ذلك من صد عن ذكر الله.

- ضياع الوقت فيما لا يفيد.

- العمي عن العيوب.

- ضياع المال وتبديده فيما لا يحل.

- سخط الله، وغضبه لما فيه من معاداة أوامره، وارتكاب نواهيه.

- تلويث السمعة وضياع العرض بحلو الكلام، وجميل الحديث.

وهنا سؤال علي لسان كل فتى وفتاة: هـل الحـب حـرام?

والمقصود بالحب هنا تلك العلاقات الشهوانية الرخيصة بين الشباب والفتيات.

ونجيب بأن الميل ليس جريمة ولا نوعًا من الإفساد، ولا فسادًا ينكر، إنما الذي يرفضه الشرع هو تلك الشهوانية المفتوحة بلا ضابط، يحارب الدين تلك اللحظات التي تعقبها الآلام والحسرات، فإذا كان مراد الله من العلاقة بين الجنسين استمرار الحياة، فإن ذلك لا يكون إلا بتنظيم محكم وضبط جيد لصور هذه العلاقات، كي تكون أداة بناء وعامل استقرار، وتأسيسًا على ما تقدم يتضح أن هذه العلاقة التي تسمى زورًا الحب ما هي إلا عشق منكر وحرام بين لا خفاء فيه.

وينطلق تحريم هذه العلاقة من القاعدة الفقهية "سد الذرائع" فالذريعة هي الوسيلة؛ لذا حرم الله تعالى الخمر، وحرم الخلوة بالأجنبية سدًا لذريعة الزنى، فكما حرم الله الزنى حرم كل وسيلة تدعو إليه.

ســبل العـلاج
من رحمة الله بعباده أنه لم يخلق داءً إلا وضع له دواء، وداء العشق أو تلك العلاقة المستهترة بين الشباب والفتيات ليست بمنأى عن العلاج والإصلاح إذا أحسنت النفع بالنصائح والوصايا التالية:

- الزواج: إذا تيسر السبيل لذلك لحديث النبي (صلى الله عليه وسلم): "لم نر للمتحابين مثل النكاح".

- حسم الأمر قبل وقوعه: {ولا تقربوا الزني}، {تلك حدود الله فلا تقربوها}.

فمن المهم ابتعاد الشباب والفتيات عن دواعي الإثارة من نظر ولمس ولقاءات ومصافحة.

- تدبر الأمر وإشعار النفس بعيوب هذا المحبوب، وإيثار المصلحة التي تعرفها الأسرة أكثر من الشاب والفتاة في هذه المرحلة الحساسة من مراحل حياتهم.

- غض البصر عما حرم الله، فالنظر أساس الشرور، ورسول الشيطان للقلب.

- محاربة الفراغ وشغل الوقت بما ينفع في الدنيا والدين.

- استشعار عظمة الله سبحانه، وأنه مطلع عليك، وأن الملائكة والجوارح والأرض كلها شهود عليك أمام الله سبحانه.

- معرفة أن الجزاء من جنس العمل، وأن المرء السوي لا يرضي ذلك لأخته أو لأحد من ذويه.

وصدق القائل: عفوا تعف نساؤكم، وتجنبوا ما لا يليق بمسلم.

- تذكر وتدبر الأضرار الناجمة عن مثل هذه العلاقات من أضرار دنيوية مثل تشتت الذهن، وضعف الذاكرة، وسوء السيرة، والغم العظيم.

- تخير الصحبة والبحث عن رفقة الخير، والخوف علي السمعة، والذكر الحسن بين الناس.

- قطع هذه العلاقة فورًا، والهروب من كل ما يقرب منها، والصبر على ذلك مع صعوبته في البداية.

"فمن صام عن الحرام في الدنيا أفطر على النعيم في الآخرة".

وفي الخاتمة آراء أهل العلم في تحديد طبيعة العلاقة بين الشباب والفتيات بأبعادها الشرعية والاجتماعية والنفسية، فرأى علماء الاجتماع أن أبناءنا تأثروا بالمادية التي طغت على المجتمع، بينما ذهب أساتذة الإعلام إلى أن الإعلام يزيف الوعي، ويركز على القيم السلبية.

بينما يرى علماء الأخلاق أن أولادنا ضحيتنا، والدين هو قارب النجاة بما يدعو إليه من: إدراك الذات والغاية من الخلق، والالتزام والتسلح بقيم الدين ومثله، وتنمية الوازع الديني، ومجاهدة النفس، وتحقيق الأمن العاطفي في البيت، وتحقيق الحب المتبادل بين جميع أفراد الأسرة، والمتابعة، والتقويم المستمر من الوالدين لأبنائهما وقاية لهم من الوقوع في المحظور.

البوابة الدينية
 

البحّات

New member
السؤال :
هل الحب بين الفتيات والشباب قبل الزواج حرام خصوصا فترة الخطوبة او التعارف ارجو النصيحة؟ .

الجواب :
كانت مرحلة ما قبل الخطبة، هي المرحلة التي تشتعل فيها المشاعر، وتتأجج أحاسيس اللهفة والإعجاب، وحتي يعرف الفتى أو الفتاة الفارق بين الوهم والحقيقة في هذه المشاعر.

وللحب مكانته وقدره في ديننا، فهو حقيقة إنسانية واقعة بعيدًا عما أصابه من فكر خاطئ وفهم مغلوط، ورسولنا (صلى الله عليه وسلم) هو آية المحبين عندما قال عن خديجة (رضي الله عنها): "إني رزقت حبها"، لكن هذا الحب الذي اعترف به الإسلام، وجعل له قدره وشأنه، ليس هو ما نراه في الشوارع والطرقات، لقد تبدلت هذه العاطفة السامية، وصارت مرادفة لنداء الرغبة والشهوة والجنس الرخيص، وخرجت على حدود العلاقة التي قررها التشريع الإسلامي، ونظمها بين الرجل والمرأة في إطار الزواج.

ولقد كان هلاك بعض الأمم السابقة كاليونان والإغريق نتاجًا طبيعيا لعدم مراعاة الضوابط الحاكمة للعلاقة بين الجنسين، والانغماس في الشهوات والترف والزني.

في شراك الحب
أن الشيطان لا ييأس من غواية ابن آدم، ويتدرج معه حتى يصل به إلى الفاحشة العظمى، وللعشق مراحل بعضها يسلم للآخر في خطوات هي: الاستحسان "بالنظرة المحرمة"، الإعجاب "تعلق قلبي"، الهيام والعشق، وهكذا أثمر الاستحسان والنظر فكرًا وانشغالاً، صادف قلبًا خاليا فتمكن منه، وبذلك يصبح العاشق ذليل محبوبه.

لهذا قيل: الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده.

إن وقوع الفتى في حب الفتاة والعكس، وما يتبع ذلك من تجاوزات لا تأبه لخوف من إله أو رادع من ضمير، أو حساب لمجتمع له أسباب ودوافع عديدة يمكن إجمالها في:

(1) الجهل بالدين.

(2) قلة الحياء من الله سبحانه وتعالى.

(3) غياب القدوة الصالحة عن الشباب.

(4) سوء التربية وانشغال الأب وغفلة الأم، بعد أن صارت الأسرة - إلا نادرًا - مكانًا للتعليم فقط لا للتربية.

(5) الصحبة الفاسدة: فكما يقول الشاعر

عن المرء لا تسل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي

فللصحبة الصالحة آثار لا تنكر وللصداقة الفاسدة أضرار لا تخفي

(6) الفراغ القاتل:

فإذا كان القلب فارغًا، فإنه يأمر الجوارح بكل خسيسة، ولذلك فإن شباب اليوم يعاني فراغًا عظيمًا على كل المستويات، فراغًا عقليا، وفراغًا قلبيا، وفراغًا نفسيا.

(7) المثيرات الخارجية من أفلام ومسلسلات وأغان تشجع على الرذيلة، وتدفع للهيام، والتعلق بالمحبوب، ومن تبرج للنساء، وتعر فاضح، وهذا يستلزم وقفة من أولي الأمر لبث ما هو نافع لشبابنا، وفتياتنا، وما هو أجدى للأمة، ففي دراسة أجريت على 500 فيلم تبين أن 72% منها يتحدث عن الحب والجريمة والجنس.

كما أظهرت دراسة أمريكية أن 29.6% من أفلام الأطفال تتحدث عن الحب بمفهومه الشهواني الخاطئ.

(8) الاختلاط غير المنضبط والثقة المبالغ فيها بين الفتى والفتاة؛ لذا فقد أوصى بعض الباحثين بالفصل بين الجنسين، واعتبروه علاجًا لكثير من المشكلات الأخلاقية والاجتماعية.

العواقب والآثار
ومن الطبيعي أن يثمر الفهم المغلوط لعاطفة الحب بين الفتيان والفتيات عواقب وخيمة تترك آثارها علي الجميع، ومنها:

- الصد عن الحق والنفور منه.

- ظلام القلب وسواده.

- دنو الغاية وحقارة الهدف.

- عذاب القلب وشغله بمن يحب، وما في ذلك من صد عن ذكر الله.

- ضياع الوقت فيما لا يفيد.

- العمي عن العيوب.

- ضياع المال وتبديده فيما لا يحل.

- سخط الله، وغضبه لما فيه من معاداة أوامره، وارتكاب نواهيه.

- تلويث السمعة وضياع العرض بحلو الكلام، وجميل الحديث.

وهنا سؤال علي لسان كل فتى وفتاة: هـل الحـب حـرام?

والمقصود بالحب هنا تلك العلاقات الشهوانية الرخيصة بين الشباب والفتيات.

ونجيب بأن الميل ليس جريمة ولا نوعًا من الإفساد، ولا فسادًا ينكر، إنما الذي يرفضه الشرع هو تلك الشهوانية المفتوحة بلا ضابط، يحارب الدين تلك اللحظات التي تعقبها الآلام والحسرات، فإذا كان مراد الله من العلاقة بين الجنسين استمرار الحياة، فإن ذلك لا يكون إلا بتنظيم محكم وضبط جيد لصور هذه العلاقات، كي تكون أداة بناء وعامل استقرار، وتأسيسًا على ما تقدم يتضح أن هذه العلاقة التي تسمى زورًا الحب ما هي إلا عشق منكر وحرام بين لا خفاء فيه.

وينطلق تحريم هذه العلاقة من القاعدة الفقهية "سد الذرائع" فالذريعة هي الوسيلة؛ لذا حرم الله تعالى الخمر، وحرم الخلوة بالأجنبية سدًا لذريعة الزنى، فكما حرم الله الزنى حرم كل وسيلة تدعو إليه.

ســبل العـلاج
من رحمة الله بعباده أنه لم يخلق داءً إلا وضع له دواء، وداء العشق أو تلك العلاقة المستهترة بين الشباب والفتيات ليست بمنأى عن العلاج والإصلاح إذا أحسنت النفع بالنصائح والوصايا التالية:

- الزواج: إذا تيسر السبيل لذلك لحديث النبي (صلى الله عليه وسلم): "لم نر للمتحابين مثل النكاح".

- حسم الأمر قبل وقوعه: {ولا تقربوا الزني}، {تلك حدود الله فلا تقربوها}.

فمن المهم ابتعاد الشباب والفتيات عن دواعي الإثارة من نظر ولمس ولقاءات ومصافحة.

- تدبر الأمر وإشعار النفس بعيوب هذا المحبوب، وإيثار المصلحة التي تعرفها الأسرة أكثر من الشاب والفتاة في هذه المرحلة الحساسة من مراحل حياتهم.

- غض البصر عما حرم الله، فالنظر أساس الشرور، ورسول الشيطان للقلب.

- محاربة الفراغ وشغل الوقت بما ينفع في الدنيا والدين.

- استشعار عظمة الله سبحانه، وأنه مطلع عليك، وأن الملائكة والجوارح والأرض كلها شهود عليك أمام الله سبحانه.

- معرفة أن الجزاء من جنس العمل، وأن المرء السوي لا يرضي ذلك لأخته أو لأحد من ذويه.

وصدق القائل: عفوا تعف نساؤكم، وتجنبوا ما لا يليق بمسلم.

- تذكر وتدبر الأضرار الناجمة عن مثل هذه العلاقات من أضرار دنيوية مثل تشتت الذهن، وضعف الذاكرة، وسوء السيرة، والغم العظيم.

- تخير الصحبة والبحث عن رفقة الخير، والخوف علي السمعة، والذكر الحسن بين الناس.

- قطع هذه العلاقة فورًا، والهروب من كل ما يقرب منها، والصبر على ذلك مع صعوبته في البداية.

"فمن صام عن الحرام في الدنيا أفطر على النعيم في الآخرة".

وفي الخاتمة آراء أهل العلم في تحديد طبيعة العلاقة بين الشباب والفتيات بأبعادها الشرعية والاجتماعية والنفسية، فرأى علماء الاجتماع أن أبناءنا تأثروا بالمادية التي طغت على المجتمع، بينما ذهب أساتذة الإعلام إلى أن الإعلام يزيف الوعي، ويركز على القيم السلبية.

بينما يرى علماء الأخلاق أن أولادنا ضحيتنا، والدين هو قارب النجاة بما يدعو إليه من: إدراك الذات والغاية من الخلق، والالتزام والتسلح بقيم الدين ومثله، وتنمية الوازع الديني، ومجاهدة النفس، وتحقيق الأمن العاطفي في البيت، وتحقيق الحب المتبادل بين جميع أفراد الأسرة، والمتابعة، والتقويم المستمر من الوالدين لأبنائهما وقاية لهم من الوقوع في المحظور.

البوابة الدينية
الله عز وجل يقول: (وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم)، وقال تقدست أسماؤه: (ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن). فلولا علم الله عز وجل برقة إغماضهن في السعي لإيصال حبهن إلى القلوب، ولطف كيدهن في التحيل لاستجلاب الهوى، لما كشف الله عن هذا المعنى البعيد الغامض الذي ليس وراءه مرمى، وهذا حد التعرض فكيف بما دونه.
 
ورسولنا (صلى الله عليه وسلم) هو آية المحبين عندما قال عن خديجة (رضي الله عنها): "إني رزقت حبها"، لكن هذا الحب الذي اعترف به الإسلام، وجعل له قدره وشأنه، ليس هو ما نراه في الشوارع والطرقات، لقد تبدلت هذه العاطفة السامية، وصارت مرادفة لنداء الرغبة والشهوة والجنس الرخيص، وخرجت على حدود العلاقة التي قررها التشريع الإسلامي، ونظمها بين الرجل والمرأة في إطار الزواج.
الرسول الله صلى الله عليه وسلم خير قدوة لنا
 
أعلى