تماضر
New member
عرديب ساسو نمره
كان محمد الشاطر يسكن مع أخته فاطمة في الخلاء، بعيداً عن الناس، وكان يخرج في أول الصباح قبل الدجاج ويصطاد ويحضر ما اصطاده في منتصف النهار، فيتغديان منه وأخته. ثم يرجع بعد الغداء ويصطاد ويأتي بهزيع من الليل فيتعشى ثم يرجع فيصطاد. ثم يأتي قبل الفجر فينام قليلاً. يفعل في اليوم التالي ما كان يفعله من قبل
وكان إذا جاء في الليل للعشاء يقف أمام البيت الذي فيه أخته فاطمة فيقول
فاطنة يا فاطنة
افتحي الباب
لمحمد الأرباب
يعشيك ويغديك
ويساري الليل يخليك
وكان قريباً من مكان محمد وأخته غول فظيع شرير، فأراد أن يأكل إما محمداً وإما أخته فاطمة. سمع ما يقوله محمد لأخته فاطمة عند الباب. فجعل يأتي كل عشاء ويطرق الباب، ويقول بصوته الغليظ المنكر الكريه
فُوطنه يُو فُوطْنهْ
افتحي البوب
لمحومد الأربوب
يعشيك ويغديك
ويسوري اليل يخليك
فإذا سمعت فاطمة صوته الكريه، صاحت وراء الباب
فوت، حسك حس الحمار
وحس محمد أخوي جرساً نقار
ولما أيقن الغول أن فاطمة لن تفتح له الباب ما دام صوته غليظاً وكريهاً، ذهب إلى الحداد، فقال له
هم هم ياحداد
يا تطرق لي حسي يا آكلك
وقال الحداد للغول: بطرق ليك حسك، لكن أوعك لو لقيت لك خنفسان والا حشرة تأكلها
وطرّق الحداد صوت الغول حتى صار مثل الجرس النقار. وذهب الغول فكمن قريباً من بيت فاطمة. وبينما هو كامن مرت خنفساء كبيرة فأعجبته وسال لعابه، فلم يتمالك نفسه حتى أمسك بها وقرشها
ولما جاء الليل ذهب إلى بيت فاطمة، وقال
ُفوطنه يُو فُوطْنهْ
افتحي البوب
لمحومد الأربوب
يعشيك ويغديك
ويسوري الليل يخليك
وعرفت فاطمة أنه الغول، فقالت له
فوت، حسك حس الحمار
وحس محمد أخوي جرساً نقار
وغضب الغول جداً وذهب من الصبح إلى الحداد وقال له: "إنت غشيتني وأنا جيت آكلك"!
فقال له الحداد: " أنا ما غشيتك، لازم إنت أكلت خنفسان والا حشرة من الحشرات " وضحك الغول لأنه عرف أن الحداد صادق. وطرق الحداد صوت الغول ونصحه ألا يأكل حشرة. ومضى الغول فكمن قريباً من بيت فاطمة. وبينما هو كامن رأى ضباً كبيراً، فسال لعابه ورجع صوته غليظاً كما كان. ولما ذهب إلى بيت فاطمة عرفت أنه الغول فلم تفتح له الباب
وغضب غاية الغضب وذهب في الصباح إلى الحداد ولامه الحداد على أنه أكل ضباً. وقال له
أنا ما بطرق حسك أكان كل يوم إنت تمشي وتاكل الحشرات
وصاح الغول في وجه الحداد
" طرق حسي والا باكلك"!
وخاف الحداد وطرق صوت الغول ومشى الغول في الصحراء طول النهار ولم ير حشرة. وجاء في أول الليل وكمن قريباً من بيت فاطمة. وجاءت خنفساء كبيرة مارة بالقرب منه، فسال لعابه من أجلها ومد يده ليقتلها ولكن تذكر ما سيحدث لصوته، فداسها برجله وخلطها بالتراب. ومر ضب كبير، فجرى لعابه طمعاً فيه، ولكنه تذكر نصيحة الحداد، فذهب بعيداً حتى لا ترى عينه الضب. وفي نصف الليل وقف أمام بيت فاطمة وطرقه وقال بصوت لطيف
فاطنة يا فاطنة
افتحي الباب
لمحمد الأرباب
يعيشيك ويغديك
ويساري الليل يخليك
ولم تشك فاطمة أنه أخوها، ففتحت الباب فهجم إلى الداخل وأمسك بيدها وقال لها
أنا الغول الجلجول
أكلك ولا آكل أخوك
وبكت فاطمة وقالت له
يا عمي الغول الجلجول
أكل محمد أخوي
ثم قالت له: ادسى في الزير ومحمد وقت يجي قوم عليه وأكله، واندس الغول في الزير. وجاء محمد وطرق الباب:
فاطنة يا فاطنة
افتحي الباب لمحمد الأرباب
يعشيك ويغديك
ويساري الليل يخليك
ولما فتحت له الباب قال لها " اني عطشان " فأشارت إلى الزير فأخذ القرعة وأراد أن يشرب. فأمسك به الغول وقال له
هم فيك، أنا جيت آكلك
ونظر محمد إلى فاطمة أخته وقال
كدي يا فاطنة تخونيني!
ورأى محمد أن الغول قوي ومخيف. فقال له: يابا الغول خلني أقول كلمة والا كلمتين
ورضي الغول بذلك وأمسك شديداً بيد محمد. فجعل محمد يصيح بأعلى صوته وهو يبكي
عرديب ساسو نمره
الليلة سيدكن أكلوه
وكانت عرديب وساسو ونمرة هن كلابه التي يصطاد بها. فلم تجبه فصاح مرة أخرى
عرديب ساسو نمره
قطاعة السلاسل
الليلة سيدكن أكلوه
ولم تجبه الكلاب، فصاح للمرة الثالثة
عرديب ساسو نمره
قطاعة السبع سلاسل
الليلة سيدكن أكلوه
وما أتم كلامه حتى جاءت الكلاب تصيح هو هو هو هو أمام البيت ودخلت فيه وهي تنبح وتصيح، وكل كلبة منها كأنها البقرة في حجمها
فقال لها
" هم في الغول، ما تخلن فيه علا عصب الطنبور" وهجمت الكلاب على الغول فأكلته ولم تترك فيه إلا عصب الطنبور
ثم قال محمد للكلاب
" هم في فاطنة ما تخلن فيها علا عصب الطنبور" وهجمت الكلاب على فاطمة فلم تترك فيها إلا عصب الطنبور
وجاءت حدأة تتفرج فقال محمد للكلاب:
" هم في الحديا ما تخلن فيها علا عصب الطنبور" وهجمت الكلاب على الحدأة فلم تترك منها إلا عصب الطنبور. وجمع محمد العصبات الثلاثة فعمل منها رباباً. وكان يضرب عليه في الصباح والمساء فتقول عصبة الغول:
جابتني الكتلة الشديدة
كنت أحسبه لغف مديدة
وتقول عصبة فاطمة
يا محمد شن سويت؟
إنت قت لي أحرسي البيت
وتقول عصبة الحدأة
جيت أتفرج فرجوني
قطعوا رويسي وحيروني
وعاش محمد مع كلابه إلى أن جاء هادم اللذات وهازم المسرات
من كتاب الأحاجي السودانية لعبد الله الطيب
تعالوا نواصل باقي الاحاجي واحكوا لي أولادكم وانسوا وزارة التربية والتعليم
كان محمد الشاطر يسكن مع أخته فاطمة في الخلاء، بعيداً عن الناس، وكان يخرج في أول الصباح قبل الدجاج ويصطاد ويحضر ما اصطاده في منتصف النهار، فيتغديان منه وأخته. ثم يرجع بعد الغداء ويصطاد ويأتي بهزيع من الليل فيتعشى ثم يرجع فيصطاد. ثم يأتي قبل الفجر فينام قليلاً. يفعل في اليوم التالي ما كان يفعله من قبل
وكان إذا جاء في الليل للعشاء يقف أمام البيت الذي فيه أخته فاطمة فيقول
فاطنة يا فاطنة
افتحي الباب
لمحمد الأرباب
يعشيك ويغديك
ويساري الليل يخليك
وكان قريباً من مكان محمد وأخته غول فظيع شرير، فأراد أن يأكل إما محمداً وإما أخته فاطمة. سمع ما يقوله محمد لأخته فاطمة عند الباب. فجعل يأتي كل عشاء ويطرق الباب، ويقول بصوته الغليظ المنكر الكريه
فُوطنه يُو فُوطْنهْ
افتحي البوب
لمحومد الأربوب
يعشيك ويغديك
ويسوري اليل يخليك
فإذا سمعت فاطمة صوته الكريه، صاحت وراء الباب
فوت، حسك حس الحمار
وحس محمد أخوي جرساً نقار
ولما أيقن الغول أن فاطمة لن تفتح له الباب ما دام صوته غليظاً وكريهاً، ذهب إلى الحداد، فقال له
هم هم ياحداد
يا تطرق لي حسي يا آكلك
وقال الحداد للغول: بطرق ليك حسك، لكن أوعك لو لقيت لك خنفسان والا حشرة تأكلها
وطرّق الحداد صوت الغول حتى صار مثل الجرس النقار. وذهب الغول فكمن قريباً من بيت فاطمة. وبينما هو كامن مرت خنفساء كبيرة فأعجبته وسال لعابه، فلم يتمالك نفسه حتى أمسك بها وقرشها
ولما جاء الليل ذهب إلى بيت فاطمة، وقال
ُفوطنه يُو فُوطْنهْ
افتحي البوب
لمحومد الأربوب
يعشيك ويغديك
ويسوري الليل يخليك
وعرفت فاطمة أنه الغول، فقالت له
فوت، حسك حس الحمار
وحس محمد أخوي جرساً نقار
وغضب الغول جداً وذهب من الصبح إلى الحداد وقال له: "إنت غشيتني وأنا جيت آكلك"!
فقال له الحداد: " أنا ما غشيتك، لازم إنت أكلت خنفسان والا حشرة من الحشرات " وضحك الغول لأنه عرف أن الحداد صادق. وطرق الحداد صوت الغول ونصحه ألا يأكل حشرة. ومضى الغول فكمن قريباً من بيت فاطمة. وبينما هو كامن رأى ضباً كبيراً، فسال لعابه ورجع صوته غليظاً كما كان. ولما ذهب إلى بيت فاطمة عرفت أنه الغول فلم تفتح له الباب
وغضب غاية الغضب وذهب في الصباح إلى الحداد ولامه الحداد على أنه أكل ضباً. وقال له
أنا ما بطرق حسك أكان كل يوم إنت تمشي وتاكل الحشرات
وصاح الغول في وجه الحداد
" طرق حسي والا باكلك"!
وخاف الحداد وطرق صوت الغول ومشى الغول في الصحراء طول النهار ولم ير حشرة. وجاء في أول الليل وكمن قريباً من بيت فاطمة. وجاءت خنفساء كبيرة مارة بالقرب منه، فسال لعابه من أجلها ومد يده ليقتلها ولكن تذكر ما سيحدث لصوته، فداسها برجله وخلطها بالتراب. ومر ضب كبير، فجرى لعابه طمعاً فيه، ولكنه تذكر نصيحة الحداد، فذهب بعيداً حتى لا ترى عينه الضب. وفي نصف الليل وقف أمام بيت فاطمة وطرقه وقال بصوت لطيف
فاطنة يا فاطنة
افتحي الباب
لمحمد الأرباب
يعيشيك ويغديك
ويساري الليل يخليك
ولم تشك فاطمة أنه أخوها، ففتحت الباب فهجم إلى الداخل وأمسك بيدها وقال لها
أنا الغول الجلجول
أكلك ولا آكل أخوك
وبكت فاطمة وقالت له
يا عمي الغول الجلجول
أكل محمد أخوي
ثم قالت له: ادسى في الزير ومحمد وقت يجي قوم عليه وأكله، واندس الغول في الزير. وجاء محمد وطرق الباب:
فاطنة يا فاطنة
افتحي الباب لمحمد الأرباب
يعشيك ويغديك
ويساري الليل يخليك
ولما فتحت له الباب قال لها " اني عطشان " فأشارت إلى الزير فأخذ القرعة وأراد أن يشرب. فأمسك به الغول وقال له
هم فيك، أنا جيت آكلك
ونظر محمد إلى فاطمة أخته وقال
كدي يا فاطنة تخونيني!
ورأى محمد أن الغول قوي ومخيف. فقال له: يابا الغول خلني أقول كلمة والا كلمتين
ورضي الغول بذلك وأمسك شديداً بيد محمد. فجعل محمد يصيح بأعلى صوته وهو يبكي
عرديب ساسو نمره
الليلة سيدكن أكلوه
وكانت عرديب وساسو ونمرة هن كلابه التي يصطاد بها. فلم تجبه فصاح مرة أخرى
عرديب ساسو نمره
قطاعة السلاسل
الليلة سيدكن أكلوه
ولم تجبه الكلاب، فصاح للمرة الثالثة
عرديب ساسو نمره
قطاعة السبع سلاسل
الليلة سيدكن أكلوه
وما أتم كلامه حتى جاءت الكلاب تصيح هو هو هو هو أمام البيت ودخلت فيه وهي تنبح وتصيح، وكل كلبة منها كأنها البقرة في حجمها
فقال لها
" هم في الغول، ما تخلن فيه علا عصب الطنبور" وهجمت الكلاب على الغول فأكلته ولم تترك فيه إلا عصب الطنبور
ثم قال محمد للكلاب
" هم في فاطنة ما تخلن فيها علا عصب الطنبور" وهجمت الكلاب على فاطمة فلم تترك فيها إلا عصب الطنبور
وجاءت حدأة تتفرج فقال محمد للكلاب:
" هم في الحديا ما تخلن فيها علا عصب الطنبور" وهجمت الكلاب على الحدأة فلم تترك منها إلا عصب الطنبور. وجمع محمد العصبات الثلاثة فعمل منها رباباً. وكان يضرب عليه في الصباح والمساء فتقول عصبة الغول:
جابتني الكتلة الشديدة
كنت أحسبه لغف مديدة
وتقول عصبة فاطمة
يا محمد شن سويت؟
إنت قت لي أحرسي البيت
وتقول عصبة الحدأة
جيت أتفرج فرجوني
قطعوا رويسي وحيروني
وعاش محمد مع كلابه إلى أن جاء هادم اللذات وهازم المسرات
من كتاب الأحاجي السودانية لعبد الله الطيب
تعالوا نواصل باقي الاحاجي واحكوا لي أولادكم وانسوا وزارة التربية والتعليم
التعديل الأخير: