الخبير الإداري/ سليمان الطيب منير:اللامركزيه ضروره لتحقيق العداله الإجتماعيه والتنميه

بسم الله الرحمن الرحيم
صالون العيلفون
الحوار رقم (6 )

حوارات عيلفونية متواصلة – إن شاء الله نستضيف فيها كل مرة أحد أبناء العيلفون لإلقاء الضوء على تجربته في الحياة ورؤيته في ما يهم وطننا الصغير بصفة خاصة ، وكل ما يهم وطننا الكبير بصفة عامة ، ويمكن لأعضاء المنتدى المشاركة في توجيه الأسئلة عبر البوست الذي يفتح لهذا الغرض قبل وقت كافي .

سليمان الطيب منير – إنسان بقامة وطن ، نشأته وتجربته الحياتيه تمددت واتسعت بطول السودان وعرضه ، جابت كل أرجاءه ، نزلت بطون وديانه وساحت في سهوله ، تسامت ووصلت قامات جباله ، عطاءً دون منٍ ، بإخلاص وتجرد ، عفة يد تنظر بإحتقار لكل يد وضعتها الاقدار في موقع المسئوليه فخانت الأمانه وأثرت على حساب وطن أنهكته الحروب والأيام ...
إنسان قدم للوطن الكثير ولم يأخذ منه ما يستحقه من التقدير وما محاولتنا المتواضعه هذه إلا بعضاً من رد جميل له من إجيالٍ تسعى لأن تتعلم من تجربته وتمشي في أثر خطاه علنا نعيد إلى هذا الوطن أمجاداً أصبحت من الماضي ...
خبرته وتجربته في المجال الإداري تحكي عن رحلة عمل وعطاء تدعمه معرفة علميه وعمليه اكتسبها ونهلها من منابع صافيه امتدت من جامعة الخرطوم العتيده مروراً بأوربا ثم تواصلت حتى الولايات المتحدة الامريكية كان خلالها فاعلاً متفاعلاً يمزج العلم بالخبرة ويقدم نتاجها خبرة وعطاءاً دون منٍ ...
كتابه هلال العيلفون ليس مجرد كتاب يوثق للرياضه في إحدى مدن السودان بل هو توثيق إنساني وإجتماعي تظهر من خلاله بانورما تموج بحياة لا تقتصر حدودها على مجتمع العيلفون بل هي صورة لكل مدن السودان الصغيرة الخارجه من رحم القرية والتي تتشكل كمدينه دون أن يمنعها زخم المدينه من أن تحتفظ بأصالتها ...
التقينا به عبر صالون العيلفون وطاف بنا عبر حقب زمنية مختلفة تطرق من خلالها لدراسته بخور طقت وجامعة الخرطوم والتخصص الاداري وكان ذلك محورنا الاول ، ثم تطرق في المحور الثاني للتجارب الادارية المختلفة في السودان ، أما سفره القيم ( هلال العيلفون ) وتجربته مع نادي الهلال كان هذا المحور الثالث ، ثم تطرق لمختلف القضايا في محور حديثه الرابع ...
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمتع الخبير الاداري الاستاذ / سليمان الطيب منير بموفور الصحة والعافية وان يجعل هذا العمل في ميزان حساناته ...
والشكر كل الشكر لكل من ساعد في إتمام هذا اللقاء لصاحب فكرة الاستضافة محمد الجيلي العاقب فرحابي ودكتور بدر الدين عبدالرحمن السر الذي كان على تواصل معنا لمعرفة خطوات اللقاء والشكر لكل الذين قاموا بتقديم الاسئلة ...
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ...



البطاقة الشخصية
الاسم : سليمان الطيب منير
الوالدة : آمنة علي عبدالرحمن
الميلاد : العيلفون – 1938 م
النشأة : بالعيلفون ، غير أنني أنظر لمضمون النشأة من منظورها الواسع الذي يتعدى حدود القرية التي ولدت بها وقضيت بها مراحل الطفوله والصبا الباكر ليشمل السودان بأسره والذي تقلبنا في أرجائه بعد التخرج والأنخراط في الخدمة العامه بحكم مسؤولية العمل العام وظروفه والذي تفرد به نظام الحكم المحلي والإدارة المحليه والذي اختارته لنا الأقدار والتصاقه الحميم بالناس على اختلاف بيئاتهم ومواقعهم بالبلاد ، ريفها وحضرها شمالها وجنوبها وشرقها وغربها في مشوار مهنه عظيمه قريبه للناس وملتصقه بهم وذات أثر عميق ومباشر في حياتهم وبعيده عن النمطيه الديوانيه وحياة المكاتب التي تتصف بها الخدمه المدنيه عموماً . هذه المفردات الواسعه من هذا المشوار هي في رأيي صورة النشأة الحقيقية داخل ربوع الوطن !
المراحل الدراسية :
أ – المرحله الأوليه والوسطى والثانويه بالعيلفون وأم درمان وخورطقت تباعاً 1943 – 1956 م .
ب – بكالوريوس الآداب جامعة الخرطوم 1962م – وكانت كلية الآداب وقتها أماً للكليات جميعها ويدرس بها علم الإقتصاد قبل إنشاء كلية الإقتصاد عام 1958م وتشمل علوم كلية الآداب أيضاً بقية العلوم الانسانية واللغويه .
ج – دبلوم الإدارة – مدرسة الإدارة كلية الحقوق جامعة الخرطوم 1965م .
د– دبلوم التنمية الريفيه – معهد الدرسات الإجتماعيه مدينة لاهاي هولندا 1975م .
? – ماجستير الإدارة العامه جامعة جنوب كاليفورنيا مدينة لوس انجلوس الولايات المتحدة الامريكيه 1981م .
الأسرة :
الزوجه آسيا مصطفى الجيلي .
البنات – سلافه وسعاد ، متزوجات ويقمن مع زوجيهما الأولى بدولة الامارات والثانيه بالمملكه العربيه السعوديه .
د/ سلمى ود/ تماضر ، الاولى طبيبه بالمملكه العربيه السعوديه والثانيه صيدلانيه تعمل داخل السودان .
الأولاد – د/ محمد وتوأمه أحمد ، الأول صيدلي بالامدادات الطبيه والثاني مسؤول العلاقات العامه باحدى الشركات داخل القطر .
الطيب ويدرس الهندسه بجامعة علوم التقانه – أم درمان .
العمل :
خبير إدارة متقاعد ، ويحتويني منزلي بالعيلفون وفي شئ من الاطلاع والخلوه الى النفس ، ولا بأس من التطرق لبعض محطات العمل العام ومظاهره والذي مارسناه من خلال مشوار أيامنا في الخدمة العامة بعد التخرج وحتى التقاعد .
عملت في بداية حياتي الوظيفية ضابطاً تنفيذياً مساعداً بمجالس الحكم المحلي وحتى منصب المدير التنفيذي بالمديريات القديمة ( سابقا ً) وهي وظيفة محافظ المديريه في ذلك الوقت حيث تقلبت لسنوات عديده في مجال العمل الاداري على المستوى المحلي والاقليمي والمركزي والأكاديمي ، سياسات وتخطيط وتنفيذ وتدريب وفي وقت كانت فيه الاداره والحكم المحلي على وجه الخصوص هي أساس الحكم غير المنتمي للسياسه وغره على جبين السودان وقبل أن تهب عليه رياح الانقلابات العسكريه ونظم الحكم الشموليه والعقائديه التي سخرته لمراميها وأهدافها
2- إعادة تقسيم المديريات .
كان السودان وحتى عام 1972م مقسماً إدارياً لتسع مديريات وهي الخرطوم والشماليه وكسلا والنيل الأزرق وكردفان ودارفور والمديريات الجنوبيه الثلاث أعالي النيل وبحر الغزال والاستوائيه وهو التقسيم الذي ورثه السودانيون عن الإداره البريطانيه ، حيث بدأت بعد رحيل البريطانيين أولى خطوات تطبيق اللامركزيه الإداريه في السودان بعد الاستقلال ومن بينها تقليص حجم هذه المديريات التسع الشاسعه ذات الرقع الممتده حتى لتحسبها دولاً وذلك بإعادة تقسيمها لوحدات إداريه مناسبة المساحه ( وتقصير ظلها الإداري ) وهو تعبير ابتدعه المرحوم الدكتور جعفر محمد علي بخيت وزير الحكومه المحليه آنذاك ويلوكه الآن الكثير من السياسين والتنفيذيين دون معرفة مصدره أو ربما كنهه ! وهو الذي خطط وقاد مشروع إعادة تقسيم المديريات ، وقد كان المرحوم جعفر محمد علي بخيت إدارياً وعالماً في مجال الاداره نظيف اليد مات وهو فقير الا من غنى النفس والسيرة العطرة لنفسه ولأسرته ولبلاده! عرف بفكره الإداري المتميز ومبادراته الجريئه في التغيير والتحديث وابتكار الصيغ والتعابير الملهمه والعميقه في ادبيات الإداره . نقول ذلك في حقه رغم إختلافنا معه في بعض آرائه وسياساته المتعلقه بثورته الإداريه التي أطلقها بإستحداث نظام الحكم الشعبي المحلي بديلاً عن الحكم المحلي والذي كان سائداً وورثناه عن الإداره البريطانيه ويستند الى قيم الحكم المحلي الحقيقيه في المشاركة الشعبية والممارسه الديمقراطيه على النطاق المحلي وتقديم الخدمات على مستوى الريف والمناطق الحضريه وخلافنا ذاك معه لم يكن يقدح في علمه وأمانته وتجويده لعمله واجادته له واخلاصه فيه ولكنه خلاف في بعض الجزئيات التي كنا نراها ضرورية لتجربته الإدارية التي فجرها بتأسيس الحكم المحلي على أسس جديده سماها هو الثورة الإدارية حيث كنا نشاركه مسؤوليه ذلك العمل عندما كنت مديراً لإحدى الإدارات بوزارة الحكومة المحليه على أيامه عام 1971م .
لقد كان لي شرف المشاركة في هذا العمل التاريخي الخاص بإعادة تقسيم مديريات السودان حيث كنت أحد أعضاء اللجنة المكلفة بهذا العمل وصدر بها قرار جمهوري على عهد حقبة مايو السياسيه عام 1972م ، وضمت في عضويتها ممثلين لوزارات الحكومة المحليه ، الداخليه ، الخدمة العامه والإصلاح الإداري ، الخزانه ( الماليه حاليا ً ) وكان رئيس هذه اللجنه الاستاذ كرم الله العوض وكيل وزارة الحكومه المحليه ومعلم أجيال الإداريين عليه رحمة الله وقد تم على ضوء جهد هذه اللجنه والدراسات الميدانيه والديوانيه التي قامت بها تقسيم مديريه كسلا القديمه الى مديريتين هما كسلا والبحر الأحمر أعلن رئيس الجمهوريه قيامها بموجب القرار الجمهوري رقم ( 181 ) الصادر بتاريخ 28 – 12– 1972م كأول مديريه تنشأ بعد قرار إعادة تقسيم مديريات السودان وهذا ما حدث بعد ذلك وفي فتره لاحقه وهكذا أصبح السودان يتكون من ثمانية عشره مديريه بدلاً عن تسع مديريات ، وترتب على ذلك سعه تفويضيه في لامركزيه القرار والمشاركة وزيادة الخدمات . وبذلك تحققت نقله نوعيه من مركزيه قابضة الى لامركزيه تخويليه للاقاليم تراخت إزاءها قبضة المركز واستطاعت الاقاليم من خلالها أن تتوسع في المشاركه وفي إدارة شؤونها واتخاذ القرار . ومن قبيل الانصاف لحقبة مايو السياسيه أن يسجل لها مثل هذه الخطوه الكبيره والجريئه في مجال الإصلاح الإداري والتي تهيبتها النظم السياسيه التي أعقبت الإستقلال ، وكذلك إعتمادها الى حد كبير على الخبراء والتكنوقراط في شغل المناصب الوزاريه في الدوله ، فمايو حافظت على وحدة البلاد وأنجزت مشروعات تنمويه لاتزال قائمه وحافظت على قوميه القوات المسلحة وقوميه الخدمة المدنيه واستمرار استقرارها ، أقول ذلك رغم أنني لم أكن سائراً في ركابها في يوم من الايام رغم موقعي القيادي في الخدمة المدنيه خلال أيامها في الحكم لقناعتي أن عثرات مسار ومشوار الديموقراطيه لا تعالج بالانقلابات العسكريه .
3- قمت بإجراء العديد من الدرسات والبحوث المتعلقه بشؤون الاداره والحكم المحلي على المستوى المحلي والدراسات المقارنة .
4- المشاركة في المؤتمر القومي الأول لتطوير الحكم المحلي في الخرطوم عام 1971م والذي تمخض عنه التطورات اللاحقه التي تحققت في مجال الحكم المحلي والإقليمي .
5- دراسة ميدانيه للتنميه الريفيه لقريه كيرشكو (KIRSKO ) بريف جمهورية يوغوسلافيا السابقه وهي جزء من متطلبات برنامج دبلوم التنميه الريفيه بمعهد الدراسات الإجتماعيه بمدينة لاهاي بهولندا عام 1975م .
6- شاركت في عدة مؤتمرات وسمنارات داخل وخارج السودان ومن بينها سمنار إدارة المدن ( MUNICIPAL ADMMINISTRATION ) والذي أنعقد في البرازيل عام 1978م وقفنا فيه على تطور المدن ونظريات التطبيق في الإداره من خلال الدراسات والزيارات الميدانيه التي قمنا بها لعدد من المدن البرازيليه كمدينة ريودي جانيرو العاصمة التجاريه وباهبيا وكورتيبا وساوباولو . وقد ضم هذا السمنار العديد من المشاركين من افريقيا وأمريكا اللاتينية
7- عميد أكاديميه العلوم الإداريه والمهنيه التابعة للحكومة المحليه وقد خرجت هذه الاكاديميه العديد من الضباط الإداريين الذين قادوا العمل الإداري والتنفيذي بمجالس الحكم المحلي وكذلك إقامة الدورات التدريبيه للعديد من موظفي المجالس المحليه كالكتبه والمحاسبين والمهنيين ورؤساء المجالس المحليه ، وقد شهدت هذه الأكاديميه أوج عطائها وبهائها خلال عمادة الزميل محمد عثمان خليفه أحد كبار الإداريين في ذلك الوقت الذي يتميز بأدائه الرصين وفكره الخلاق وقد تزاملنا في الكثير من مواقع العمل الإداري بالسودان .
أيضاً فقد كانت هذه الاكاديميه تصدر مجله شهريه تعني بشؤون الحكم المحلي بالسودان وتتناول أيضاً على صفحاتها تجارب الحكم المحلي في الكثير من أقطار العالم وكذلك الدراسات المقارنة في الحكم المحلي وتعكس أيضاً تجارب الضباط التنفيذيين بالمجالس المحليه ورئاسات المديريات وذلك من خلال المقالات والدراسات التي كانوا يعدونها من واقع تجاربهم وممارساتهم للاداء التنفيذي بالمجالس المحليه واحتكاكهم بالواقع المحلي مما ينتج عنه تبادل التجارب والتفاعل وحل المشكلات التي تواجه وحدات الحكم المحلي على نطاق السودان . كما كانت تعكس أيضاً هذه المجله نشاط رئاسة وزارة الحكومه المحليه بالخرطوم وتغطي الندوات والمؤتمرات خاصة تلك التي تعالج النزاعات القبليه والتي تجد الحلول من أجيال الإداريين خاصة وقد خلف هؤلاء الإداريون الرواد واجيالهم الوسيطه تقاليد وتراث نادر من حنكة الإداره ومفهوم العمل العام الرصين وحافظوا على المصلحه العامه وتفانوا في المحافظه عليها فوفروا الخدمات رغم شح الموارد وسهروا عليها في الريف والحضر وصانوا حرمه المال العام وساسوا القبائل بالحكمه والعدل ووحدوها وأزالوا خلافاتها وقاربوا بين ثقافاتها وعملوا لتجانسها وانسجامها لمصلحه الوطن فحفظوا للبلاد وحدتها واستقرارها .
8- تقاعدي وهجرتي للخارج .
تقاعدت بإختياري عن العمل بحكومة السودان عام 1983م وأخذتني الهجرة للعمل بالخارج كما أخذت الكثيرين غيري في ذلك الوقت حيث عملت بمهام أستشاريه وإداريه وأكاديميه بالمملكه العربيه السعوديه والجمهوريه اليمنيه خلال الفتره ما بين 1983م إلى 1998م .
العمل التطوعي :
العديد من أوجه النشاط الإجتماعي خاصه أيام الشباب والصبا الباكر وسيرد ذلك ضمن الفقرات اللاحقه .
 
التعديل الأخير:

الطالب / سليمان الطيب منير خارج محيط مدرسة خور طقت الثانويه – السنه الاولى 1953م ويظهر جزء من مباني المدرسة خلفه .

وخور طقت في ذلك الوقت من خمسينات القرن الماضي والبلاد تخرج من نير الاستعمار وتتنسم رياح الحريه والاستقلال ... والاستقطاب ما بين اليمين – واليسار يبلغ ذروته ويكاد يكون كل طالب وقد جنح لاحد التيارات ... فهل انتميت لأحد هذه التيارات ؟
لقد وفدت للسودان في ذلك الوقت تيارات الفكر الماركسي والحركه الإسلاميه من مصر على عهد الهيمنه البريطانيه على كل من مصر والسودان حتى ثوره يوليو عام 1952م وكلا التيارين تأثر بهما المجتمع الطلابي في السودان بمدارسه الثانويه في حنتوب ووادي سيدنا وخور طقت وكلية غردون ثم كلية الخرطوم الجامعيه ثم جامعة الخرطوم فيما بعد . وبدأ الصراع بين هذه التيارات في أستقطاب الطلاب الجدد والكل يسعى لزيادة أنصاره من الطلاب الوافدين من المدارس الوسطى وكذلك الصراع الفكري والسياسي للهيمنه على إدارة الإتحادات الطلابيه والتفاعل العام مع الأحداث السياسيه الساخنه في تلك الأيام والسودان بدأ يدخل المراحل التمهيديه لنيل الاستقلال وهو ما عرف بفترة تقرير المصير . بحكم خلفية نشأتي في بيئة دينيه وتشربي بجو الخلاوي في القريه وهذا القرآن الذي فتحنا عليه عيوننا ونحن صغار والتعلق بلوح الخلوه والتمرغ في تراب المسيد والنوبه وحلقات الأذكار والرايات فقد كان ميلي طبيعياً لجماعة الأخوان المسلمين من خلال التأثير النفسي لمجرد مفردات الاسم الذي يحمله التنظيم ! لذلك لم يبذل معي قادتهم جهداً كبيراً في إقناعي بالانضمام وهو ما عرف ( بالتجنيد ) وكانوا على النقيض من ذلك يبذلون جهوداً كبيره مع الطلاب الذين يأتون من خلفيات مغايره ربما لا يكون فيها كثير حماس للإتجاه الديني . بدأت أمارس معهم برامجهم وطقوسهم التنظيميه لفتره ، إلا انني ضقت بذلك ولم يسعفني طبعي من مجاراتهم في تلك الطقوس والقيود ومظاهر تلك السريه التي تحيط بنشاطهم ، فانا بطبعي أميل إلى البعد عن القيود ولا تطاوعني سجيتي بان أحاصر أو أن يتقيد عقلي وتفكيري أو أوضع في قوالب من الأوآمر والنواهي . لذلك صارحتهم بذلك في أولى مراحل إنضمامي لهم إلا أنني ظللت وفياً لخطهم السياسي وحتى تخرجي في الجامعه ! كنت الاحظ عليهم ميلهم للانعزال عن جمهور الطلاب بصفة عامه وقد يكون مرد ذلك لشدة انكبابهم على تنظيمهم وأحتوائه لهم مما قد لا يترك لهم مجالاً للمجاملات والعواطف والتفاعل مع الآخرين . لقد لاحظت أن كثيراً ممن ينضمون إليهم من الطلاب مدفوعون لهم بخلفيتهم الدينيه التي اتوا بها من بيوتهم أكثر من خلفية التيار الإسلامي الذي وفد من مصر . عموماً فقد كان الطلاب في تلك الفترة رغم خلافاتهم المذهبيه وصراعهم يتوحدون عند القضايا القوميه الكبرى التي تواجه البلاد في تلك الفترة من صراع ضد الإستعمار واضرابات ونشاط سياسي حاد في هذا الاتجاه وكانوا يحترمون بعضهم بعضاً رغم خلافاتهم السياسيه ولم يعرفوا في صراعهم جارح القول أو أساليب الطوب والسيخ والانصال الحاده الذي يسود حركات الطلاب الآن فجاء من هنا نضجهم ووعيهم .



حرم جامعة جنوب كاليفورنيا - ولاية كاليفورنيا - مدينة لوس أنجلوس
الاحتفال بالتخرج – 1981م ( مع الأسرة ).

الدراسة والعيش في الولايات المتحدة الامريكية حلم يراود الكثيرين وقد تسنى لكم ذلك كيف تنظر لتلك التجربة ؟
عندما ذهبنا إلى الولايات المتحده الامريكيه في عام 1979م لم يكن الأمر متاحاً لفرد إلا من تبتعثه الحكومه للدراسات العليا من السودانيين أو أفراد البعثات الدبلوماسيه الذين يمثلون السودان خارج الوطن ، وينطبق ذلك على الولايات المتحده الامريكيه وأوربا وغيرها من دول العالم المتقدم ، فقد كان الناس في السودان في ذلك الوقت قانعين بعيشهم في بلادهم وليس هنالك ما يدفعهم للهجره والاغتراب الذي تفشى بعد ذلك حيث ضرب الناس في فجاج الأرض وآوتهم مرافئ المهاجر حيث بدأت الحياه في السودان تكشر عن نابها وبدأت الهجره بالنسبه للكثيرين مع بوادر تردي الأوضاع والتآكل والوهن في جسم السودان . لذلك فمن يذهب للولايات المتحده في ذلك الوقت شأنه شأن من يبحر في زورق الاحلام وينظر الناس اليه بعين الاعجاب والتمني وحظوظ الاقدار العجيبه !
وجدنا امريكا قاره تربطها الطرق السريعه وتتناثر من شرقها الى غربها ومن شمالها إلى جنوبها المدن النظيفه المتحضره والإنتاج الغزير والوفره في كل شئ والحريه التي يحسها المواطن الامريكي ويعيشها ونظام الحكم الفدرالي الذي يلبي حاجات المواطن وفوق ذلك الاستقرار السياسي الذي ينساب فيه تداول السلطه عبر الاراده الحره للمواطنين . أما في الجانب الدراسي والاكاديمي فالحياه الجامعيه مشبعه بروح العلم وكفاءة المعلم وتلك الصله الوثيقه التي تربطه بطلابه والطالب موصول بمصادر المعرفه وأدواتها وحريه البحث والدراسه في محيط مؤسسات علميه تتمتع بالاستقلال وهيبه العلم ومكانته .
ألـــف تحـــيه وســـلام للإدارى الفــــذ والكـــاتب الذى أرَخ للعيلفون
من خلال كتابه القيم..هلال العيلفون وهاهى الطبعة الثانيه فى طريقها الى القارىء ...
ألف تحية وتهنئة على هذا العمل الضخم..
استاذنا الجليل سليمان
لقد عشت ودرست الدراسات العليا فى اوروبا – لاهاى – بلد النظام ثم أمريكا - كاليفورنيا-أرض الأحلام ... لا شك أن كل ذلك أضاف إليك خبرات نادره ومميزه فى المجال الإدارى وشتى ضروب الحياه ثم إستقر بك المقام فى العيلفون ... القرية الوادعة التى أصبحت مدينة
باضلاعها الثلاثة : من مسيد الأرباب و عبق التاريخ ودائرة العيلفون والإهمال الإدارى
ودائرة الطبقات المثقفه والمشاركات الخجولة كيف للعيلفون أن تلحق بالركب الحضارى
والمد المتسارع الذى عشته أنت فى أرض الأحــلام؟ وكيف لهذه الأضلاع أن تطور عيلفون الأحلام؟؟؟؟
أخي أشكرك على مشاعرك الدافئه نحو شخصي الضعيف وما قدمناه من عمل يتواضع في رأينا أمام قيمة الأوطان . لقد سبق لي أن أشرت في إجابتي على السؤال السابق إلى مؤشرات رئيسيه عن الحياه في الولايات المتحدة الأمريكيه ، أما أوربا والتي حظينا بالدراسة فيها أيضاً فالأمر شبيه بما هو قائم في أمريكا غير أن المرء يحس ويلمس العراقة في الحضارة الأوربيه وهذا في رأيي شئ طبيعي لأن أوربا هي أم الحضاره الامريكيه . لقد تسنى لي زيارة العديد منها كفرنسا وبلجيكا ويوغوسلافيا وبريطانيا خلال أقامتنا هناك ومن مقر اقامتنا في مدينه لاهاي بهولندا – تلك المدينه الصغيره الجميله حتى لتحسبها صندوق حلوى جميل تضعه أمامك وتنظر اليه وتتأمل فيه !
لقد أضافت لنا فترة العيش بتلك البلاد الكثير كما جاء في سؤالك . هنالك يعرف الانسان قيمة الوقت وقيمة العمل وتجويده ، يقف على الصدق والأمانه والتعامل الحضاري في صفات وطبائع أؤلئك القوم ، يقف على سلوكهم في التعامل مع الآخر وعدم التدخل فيما لا يعني المرء إلا بالقدر الذي تفرضه ظروف وأسباب ذاك التدخل ، رأينا الأمانه والعدل والحريه في مؤسسات حكمهم والبساطه والتواضع في سلوك حكامهم الذي يجاري سلوك عامة الناس في الطيبة وخفض الجناح . أذكر انني شاهدت في إحدى المرات رئيس وزراء هولندا برفقة زوجته وهو ممسك بيدها ويسيران راجلين في الشارع العام الي احدى دور السينما وفي إحدى الامسيات ! أين نحن من ذلك حيث تحيط بنا مظاهر التخلف من هيبه زائفه للحكم والحكام بمظاهر خيلائهم ومواكبهم الجوفاء لإرضاء الذات إذا شاءت الإقدار لأحدهم حكم الناس !
ونعود للعيلفون وأقول لك أخي أن هنالك الكثير الذي يمكن أن يقال لكي تلحق العيلفون بالركب وأهمها في رأيي البعد عن الصراع والخلاف وهو قطب الرحى في المشكلة والذي أقعد العيلفون زماناً طويلاً حيث أصبحت تقاد بعد أن كانت قائده ومع الأسف حتى من قرى صغيره كانت تسير في ركابها في يوم من الأيام ! لا شك في رأيي أن أمور السياسه تفرضها ضرورات الحياه التي يحياها الإنسان فهي في رأيي – أي السياسه – شر لابد منه لصلتها بالسلطة والتحكم في شؤون البلاد والعباد ، لذلك وجب علينا معرفة حقيقتها وكيفية التعامل معها لكي لا تكون مدعاة لخلق ذلك الصراع وتاجيج نيرانه والذي تضيع من خلاله مصالح المجتمعات وأن نعلى من قيمة الخلاف لنجعله إيجابياً ينتج عنه الكثير من الخير والقليل من الشر . إن تجمعات المثقفين في رأيي من أبناء العيلفون كفيله بأن تخلق مثل هذه الأجواء ، واضرب مثالاً لذلك ودون رياء أو مجامله نشاطكم الملحوظ في بلاد الغربه وفي منطقة الرياض على وجه التحديد ، هنا يضرب المثل الحي لما أوردته سابقاً وتتمناه العيلفون . فهنالك جهودكم لتطوير العيلفون والأخذ بيدها في المجال الصحي والتعليمي والخيري الذي يلمسه الناس هنا ، وهنالك نشاطكم الإجتماعي والفكري الذي يطل من خلال منتديات العيلفون ، ولا أجرد الداخل ولكنها خجوله كما ذكرتم والعذر ربما يكون موجوداً لظروف الحياه هنا ولهث الناس وراء أسباب العيش ، ولكن ذلك لا يمنع من السير على الصخور للوصول الى الغايات إن حرص الناس على ذلك .
 
التعديل الأخير:
في استقبال الرئيس جعفر نميري مصافحاً له لحظة هبوطه من طائرة الهليكوبتر خلال زيارته لهم بمنطقة شمال الجزيرة – الحصاحيصا عام 1973م وكان الاستاذ سليمان نائباً لمحافظ مديريه النيل الازرق الكبرى ويظهر في الخلف المهندس يحيي عبدالمجيد وزير الري الذي كان يرافقه وأحد المساعدين الإداريين .

تجربة الحكومات المحلية
**الادارة الاهلية
**التقسيم الاداري الذي مر به السودان في مختلف الحقب السياسية
**التقسيم الاداري الحالي
** الفشل في خلق عاصمة حضارية
نتمني القاء الضو علي النقاط عاليه
هذا سؤال واسع وسنحاول الإجابه عليه رغم صعوبة الإيجاز فيه .
تمتد جذور الإدارة كنشاط إنساني منظم لتحقيق اهداف معينه الى قديم الزمان ومنذ ظهور الجماعات الإنسانيه ومارست ذلك في نشاطها الزراعي والرعوي ببعض الاساليب البسيطه لتحقيق تلك الأهداف ، حيث تطورت أساليب ووظائف الإداره تبعاً للمتغيرات التي حدثت في وظائف الدوله الحديثه وقد تغير مفهوم الدوله بعد الحرب العالميه الثانيه حيث أصبح من أهم واجباتها تحقيق الرفاهيه الإجتماعيه . وقد لا تأخذ الدول أسلوباً أدارياً موحداً بل مع ما يتلاءم وظروفها السياسيه والإقتصاديه والإجتماعيه . ووضح مع مرور الأيام أن التركيز وتجميع السلطات لا يحقق الأهداف وأن اللامركزيه ضروره لتحقيق العداله الإجتماعيه والتنميه وتوسيع فرص العمل . لقد خطا العالم الأول في أوربا وامريكا وغيرها من دول العالم المتقدم خطوات سريعه في هذا الإتجاه وذلك بحكم ظروفه التاريخيه وأساليب النهضه التي مارسها ، وبالتالي أرسى قواعد دستوريه وقانونيه راسخه مكنته من أن يتطور باكراً نحو التوسع في الصلاحيات والاختصصات في الأجهزه المختلفه بين المركز والسلطات الإداريه وتحقيق ديموقراطيتها والحفاظ على التوازن الضروري بين الحريات الفرديه والصالح العام .
ويجدر بنا أن نستعرض هنا نشأة وتطور الحكم المحلي واللامركزي والفدرالي في إيجاز . فقد عرف السودان الإداره المحليه ومارسها على أساس ( فدرالي ) منذ دولة الفونج وكانت عاصمتها سنار ، حيث ترك لزعماء العشائر في دويلاتهم أن تحكم نفسها وقد كان السودان في تلك الحقبه عباره عن غابه من الكونفدراليه القبليه إن صح التعبير ذات التوجه العربي والإسلامي وقبل دخول الاتراك العثمانين الذين وسعوا رقعة السودان الجغرافيه تحت حكمهم وأضافوا لها أجناس وأقوام وثقافات وهويات واثنيات عديده مما هو معروف في الحقبه الزمنيه التي تلت ذلك . بدخول البريطانين وخضوع السودان للحكم الثنائي ( مصر وبريطانيا ) فقد كانت السلطات تتمركز في يد الحكم العام البريطاني يعاونه في تصريف شؤون الحكم السكرتير الإداري والسكرتير المالي والسكرتير القضائي وبعض السلطات التي منحت لشيوخ القبائل في حفظ الأمن وفض النزاعات بمقتضى الأعراف السائده بين القبائل وجباية الضرائب على الرغم من حداثة نظام الحكم المحلي والذي نشأ في ظروف مضطربه إشتد فيها نشاط الحركه الوطنيه ومناهضة الاستعمار لذلك جاءت نشأته متأثره بهذه العوامل السياسيه وخادمه له في نفس الوقت وتدرج بالمراحل التاليه ، حيث أتضح للبريطانين استحالة حكمهم السودان مركزياً لكبر مساحته وتركيبة سكانه وعوامل الأمن والظروف الإقتصاديه .
1/ المرحله الاولى 1921 – 1937م : حيث كانت البدايه للامركزيه عن طريق الحكم غير المباشر عبر شيوخ وزعماء العشائر الذين تم تنظيمهم في نظارات تضطلع كل منها بإختصاصات ماليه وإداريه وهو ما عرف بالإداره الأهليه .
2/ المرحله الثانيه 1937 – 1951م : في هذه المرحله تبين للحكومه البريطانيه عدم ملاءمه النظام القبلى للتطورات الحديثه وبعض ظروف الوعي السياسي والاضطرابات وقيام ثورة 1919م في مصر وأثرها على السودان وكذلك ثورة 1924م في السودان وحركة مؤتمر الخريجين ومظاهر التلاحم التي حدثت بين شعبي وادي النيل في مصر والسودان في هذه الفتره . لذلك أصدرت الحكومه البريطانيه عام 1937م قوانين الحكم المحلي التاليه :
1- قانون البلديات للمدن الكبرى .
2- قانون المدن المتوسطة .
3- قانون الأرياف لبقية اجزاء السودان الاخرى .
نصت هذه القوانين على تشكيل مجالس محليه في المدن بالانتخابات المباشره وبالتعيين بواسطة مديري المديريات في الأرياف . كما صدر عام 1948م قانون الحكومه المحليه لمجالس المديريات وانحصر تطبيقه في المديريات الشماليه وهي مجالس إستشاريه فقط ولا سلطات لها .
3/ المرحله الثالثه 1951 – 1971 م : مع بداية هذه الفتره بدأ التطور الحقيقي للحكم المحلي حيث انتدبت الحكومه البريطانيه خبير في شؤون الحكم المحلي في بريطانيا وهو الدكتور مارشال لدراسة واقع الحكم المحلي في السودان واقتراح نظام يلائم البلاد ومراحل تطوره وبناء على توصيات هذا الخبير البريطاني صدر قانون الحكم المحلي لعام 1951م وتضمن تطوراً في الحكم المحلي وسلطاته وتشريعاته .
4/ المرحله الرابعه 1971 – 1981م : بعد قيام ثورة مايو عام 1969م صدر قانون الحكم الشعبي المحلي لسنة 1971م وتركزت فلسفته في محورين هما تحقيق اللامركزيه بإشراك المواطن إشراكاً ديموقراطياً في إدارة شؤونه المحليه وتوظيف مؤسسات الحكم الشعبي المحلي لخدمة أغراض التنميه الإقتصاديه والإجتماعيه رغم تحفظي على درجة ديموقراطية الحكم المحلي في هذه المرحله – حيث بدأت في رأيي بوادر التسييس لاجهزة الحكم المحلي لخدمة الأهداف السياسيه للنظام الحاكم .
تم تطبيق الحكم الأقليمي على عهد ثورة مايو وظل كذلك حتى نهاية عهدها وتواترت بعد ذلك القوانين والاجراءات على مسار الحكم المحلي ومستوياته واختصاصاته على عهد الانقاذ مما يصعب متابعة خطواته واجراءاته لكثرته وحتى قيام الحكم الفدرالي الذي ادخله نظام حكم الانقاذ بديلاً عن الحكم الأقليمي الذي تبنته ثورة مايو في ختام عهدها السياسي .
لقد تطرقت في أسئلة اخرى للحكم الفدرالي والحكم المحلي بشئ من التفصيل مع إبداء وجهة نظري حول ما يحدث الآن ويمكن للقارئ الكريم أن يذهب لتلك الاسئلة لتكتمل لديه الصوره .
أما السؤال الخاص بالفشل في خلق عاصمة حضاريه حسب تعبير السائل الكريم فنرى أن السبب الرئيسي هو فشل النظم السياسيه التي تعاقبت على الحكم في تحقيق تنمية الاقاليم والريف والاطراف مما جعل العاصمه وجهه لهجرة مواطني تلك المناطق وبذلك ضاقت العاصمه بأهلها وتعذر إصلاحها مع ضعف الامكانيات الماديه والفنيه وفي ظل هذه الهجرات التي لا تتوقف وخاصه في الظروف الحاليه التي تشهد النزاعات والصراع المسلح وعدم الاستقرار السياسي ، وأصبح أمر تطويرها الآن مجرد إجتهادات ومحاولات لاهثه وضعيفه لانقاذ ما يمكن إنقاذه من خلال الترقيع ومحاولات التجميل السطحيه .
الإداره الأهــليه نوع من أنماط الحــكم التقلــيدى.. والذى كان سائدا فى السودان من قبل الحكــم التركــى الى سنة 1970 حينما تم إلغائه بواسطة الرئيس المرحوم جعفر نميرى بالرغم منأن الفكرة كانت أكتوبريه ؟؟ الصفوة القبليه تم إستبدالها بالتنفيذيين والشعبيين... وتغيرت المسميات والأن أصبحنا فى زمن الولايات السودانية ؟ كلنا مدرك أن هناك تطور مشهود فى إبتداع أساليب الحكم وألياته فى العالم أجمع للأحسن.. ولكن فى السودان للأسوأ. مجتمعات العالم الثالث بالرغم من الإدعاء بمظاهر التمدن والحضاره الا أن سطوة القبيله والعشيره لاتزال ماثله للعيان.. السودانك مثال ؟ اين نحــنبين ما ذكره الخبير الانجليزى د. مارشال1951 عن تنظيم الإداره فى السودان و ما نحنبه الأن... من ترهل إدارى وفقدان للدور الريادى للضابط الإدارى فى الجهاز التنفيذى؟؟
لقد سبق وتحدثت عن نشأة الإداره الاهليه ودورها وظروفها التاريخيه في اجابتي على السؤال السابق إلا أنني أورد هنا بعض الملاحظات حولها .
1- الإداره الاهليه ليست كلها شراً أو أمراً مرفوضاً فقد إستعان بها البريطانيون في بداية حكمهم لأهميتها في المساعده في إدارة شؤون الحكم وقد حققت نجاحاً كبيراً في هذا الجانب ، فساعدت في حفظ الأمن وجباية الضرائب لمقابلة خدمات المواطنين واستقرار الاوضاع الأمنيه مما أشاع في أوساط المواطنين خاصه في الارياف الطمأنينه والانصراف لإنتاجهم وتدبير شؤون حياتهم . وقد استمرت في هذا الدور الهام حتى بعد تطور الاوضاع الإداريه وتحديثها بقيام المجالس المحليه حيث أحس القائمون على أمر الحكم في البلاد بضرورة الإبقاء عليها وتطويرها .
2- في خطوه غير مدروسه وفي فورة حماس حكم ذي طبيعه يساريه إشتراكيه في بدايتة ( ثورة مايو 1969م ) قام هذا الحكم بإلغائها بجرة قلم ! ثم أدرك الناس بعد حين خطأ هذا القرار بالنسبة لبلاد مترامية الاطراف متعددة القبائل لا تزال في حاجه إلى خدمات هذه المؤسسه الأهليه .
3- الآن كيف رأينا أثر غيابها وما حل بالقبيله ، أزداد صراعها وتغيرت ملامح وجهها الوادع في النخوه وإكرام الضيف والسلام الإجتماعي الذي كان يسود ربوعها إلى ملامح مسلحه الكل يقتل الآخر إلى آخر ما ألم بها من إفرازات فضاعت القبيله وضاع دورها الإيجابي الذي كانت تساهم في حفظه الإداره الأهليه .
4- كان يمكن للإداره الأهليه أن تساعد في تجنيب البلاد كل ذلك بمحافظتها على القبيله ودورها الإيجابي لو تم الإبقاء عليها ورعت شؤونها الدوله وطورت أدآءها لينتهي الأمر في تدرج تاريخي طبيعي لحكم ناضج بمرور الإيام قد لا يحتاج للإدارة الاهليه بوصوله لتلك المرحله من التطور . اما ما ورد في السؤال حول تنظيم الإداره والضباط الإداريين وما نحن فيه الآن فقد تطرقت لذلك في الإجابات السابقه .


الاستاذ / سليمان الطيب منير في رئاسة مديرية بحر الغزال في أكتوبر 1968 م حيث كان يشغل منصب مساعد مفتش الحكومة المحليه بمدينة واو مديرية بحر الغزال .
كيف تنظر لتجربة الحكم المحلي في السودان وانت أحد روادها ؟
الحكم المحلي في السودان نشأ تاريخياً على أسس وقواعد نظام الحكم المحلي البريطاني الذي ابتدعه البريطانيون لبلادهم في فجر مراحل تاريخ بلادهم الدستوري والقانوني ويعد من ابداعاتهم التي أفادوا بها العالم في اساليب الحكم الرشيد وقد نقلوه لمستعمراتهم لما وراء البحار على امتداد امبراطوريتهم التي كانت لا تغيب عنها الشمس ومن بين تلك البلدان التي نقلوه لها السودان عقب فتح السودان في نهاية القرن التاسع عشر 1899م حيث بدأوا بمرحلة الحكم المباشر الذي كانت تغلب عليه الأتوقراطيه والمظاهر العسكريه في بدايه حكمهم وهذا شئ طبيعي لحكام دخلوا البلاد فاتحين ولضمان السيطره وحفظ الأمن بعد سقوط دولة المهديه . ثم تدرجوا بعد ذلك باضفاء الطابع المدني لحكمهم للبلاد وبتفويض بعض سلطاتهم للسودانين ومن ضمن ذلك نظام الحكم المحلي الذي طبقوه على مراحل محليه معينه وبالتدرج لضمان نجاحه كعادتهم دائماً وحصافتهم في شؤون الحكم وحسن الاداره . وكانت بداياتهم في تطبيق نظام الحكم المحلي تفويض بعض الصلاحيات لرجال الاداره الاهليه في الأرياف مع أنشاء عدد من مجالس المدن في العواصم الكبيره كالخرطوم وأم درمان وبورتسودان والابيض .
ثم توسعوا تدريجياً في إنشاء المجالس الريفيه ومجالس المدن ( البلديات ) حتى اكتمل نظام الحكم المحلي في السودان بصدور قانون الحكم المحلي لعام 1951م حيث غطت المجالس الريفيه والبلديه كل أرجاء السودان بلغ عددها 81 مجلساً . تقوم نظرية الحكم المحلي في الأساس على إعطاء صلاحيات محليه بقانون للمواطنين لادارة وتسير شؤونهم المحليه من صحة وتعليم وطرق ومصادر مياه ومظاهر تنمية ريفيه وحضريه وتربيه سياسيه في الديمقراطيه وشؤون الحكم حيث لا تستطيع الحكومه المركزيه القيام بها لبعدها عن عمق وأطراف هذا السودان الشاسع الواسع ولكي تتفرغ الحكومه المركزيه للمهام ذات الصفه القوميه . عليه فقد تدرج تطور الحكم المحلي منذ صدور ذلك القانون عام 1951م في تقديم الخدمات للمواطنين وازدياد الوعي لديهم على المستوى المحلي حتى أصبح دوره ملموساً وحقيقياً في حياة المواطن العادي سواء في الريف أو المدينه وذلك من خلال الخدمات المحليه التي تقدمها تلك المجالس والتي ذكرناها آنفاً مع التربيه السياسيه التي يكتسبها أعضاء تلك المجالس في مبادئ الديموقراطيه التي سادت في تلك الفترة وحتى بوادر الانقلابات العسكريه ونظم الحكم الشموليه التي أطلت برأسها بعد ذلك حيث أثرت هذه النظم على أداء الحكم المحلي ودوره الحقيقي فاصبح يبتعد تدريجياً عن هذا الدور ويتم تسخيره لخدمة تلك النظم السياسيه .
رغم ابتعادي عن مجال الحكم المحلي منذ نهاية أواسط الثمانينات ( 1983 م ) حيث غادرت السودان لدول المهجر في مهنه طابعها أستشاري وأكاديمي إلا أنني أستطيع القول أن ما يجري الآن من نشاط للحكم المحلي في السودان تحكمه في رأيي المظاهر التاليه :
1– تخليه في كثير من مظاهر نشاطه عن مهامه الأساسيه في تقديم الخدمات والرعايه الإجتماعيه التي استعرضناها آنفاً والتي تمثل طبيعة واجباته الأساسيه نحو المواطنين والتي أنشئ من أجلها .
2– أصبحت وحدات الحكم المحلي أدوات لجباية الضرائب وتركز همها الاكبر في هذا الجانب وملاحقة المواطنين لتوفير الموارد الماليه للحكومه المركزيه .
3– إختلال هياكله الاداريه وتعددها وترهلها واستنزاف موارده في الصرف على هذا الجسم المترهل في عمليات التسيير من رواتب وحوافز ومخصصات وعربات مما جعل موارده قسمه بين الحكومه المركزيه وإطعام هذه الهياكل المحليه العديده مع التراخي الملحوظ في ضبط المال وتسخيره لمصلحه المواطن .
4– تكليفه بمهام ليست من طبيعة واجباته كالحشد السياسي والتعبوي والاستنفار لمصلحة النظام الحاكم ، وتسييس وظائفه القياديه والتنفيذيه بالموالين للنظام الحاكم بعد أن كانت هذه الوظائف تنحصر بصوره مطلقه في المؤهلين لهذه المهنه وفي ظل خدمه مدنيه ذات كفاءه وحيده .
ارجو أن تقيم لنا تجربة الدكتور جعفر محمد على بخيت في الحكم المحلي في السودان سلباً أوايجاباً ؟
لقد تحدثت عن المرحوم الدكتور جعفر محمد علي بخيت في فقره سابقه عن خصائصه وأضيف هنا أن تجربته في الإداره والحكم المحلي على وجه الخصوص والتي اطلق عليها ( الثوره الإداريه ) تستند إلى نظريته التي بنى عليها أطروحته لنيل الدكتوراه في إحدى الجامعات البريطانيه وترتكز على محورين في نشاط الحكم المحلي هما تحقيق اللامركزيه بإشراك المواطنين إشراكاً ديمقراطياً في إدارة شؤونهم المحليه وتوظيف مؤسسات الحكم المحلي لخدمة أغراض التنميه الإقتصاديه والإجتماعيه وإطلاق قدرات المواطن البسيط خاصه في الريف للعمل بأقل قدر من الإجراءات واللوائح ومظاهر البروقراطيه المعروفه . فالرجل يؤمن إيماناً قاطعاً بذلك حتى لو حفظ هذا المواطن المال العام في بيته أو متجره حتى دون أدوات تحكم مسار صرفه ! وقد قالها لنا ذات مره في إحدى إجتماعاته معنا برئاسة وزارة الحكومه المحليه وكنت مديراً لإحدى الإدارات بالوزاره وكان ذلك عام 1971م بداية تطبيق ثورته الإداريه . عموماً فأنني أرى أنه نجح في تحقيق اللامركزيه على المستوى المحلي والإقليمي وتوسيع المشاركه الشعبيه لمدى لم يكن متاحاً من قبل للمواطنين وخاصه تمثيل النساء الذي حدد لهن نسبة 25% من التمثيل النيابي على مستوى المجالس المحليه والعديد من الفرص الأخرى في ثورته الإداريه ، كما جسد الأهتمام في أوساط المواطنين العاديين بمفهوم الحكم المحلي والانشغال به .
أما جانب التنميه الإقتصاديه والإجتماعيه المحليه التي كان يرمي لها في مشروعه الإداري فلا أعتقد أنها تحققت بالقدر الذي حوى إطارها النظري في ثورته الإداريه لأسباب في رأيي تتعلق بضعف إمكانيات البلاد الماديه والبشريه التي تستطيع أن تواكب آمال تلك الطموحات الكبيره والطموحه لتلك التجربه ، وربما أيضاً من الأسباب الأخرى المماحاكات من أطراف أخرى في الحكم لم تبد الحماس المطلوب لتلك التجربه . فالرجل أراه رحمه الله صادقاً عالماً وخلاقاً وسابقاً لعصره وفي صوره أخرى أراه صوفياً أو راهباً متعبداً في صومعة فكره الإداري !
ما هو رأيك استاذي سليمان في الاداري المرحوم فتح الرحمن البشير والذي سبق لي أن عملت معه زهاء العشرون عاماً ؟
لم ألتق مع الأسف بالأخ فتح الرحمن البشير خلال عملي الإداري إلا أنني سمعت عنه الكثير من صفات الكفاءه والإخلاص في العمل وقد تجسد ذلك في بعض مظاهر التقدير له حينما ترك الخدمه بالحكومه واتجه للعمل الخاص وخاصه في الإحتفال الذي أقامته له بلدية أم درمان .
طبقت حكومة الانقاذ الوطني في العام 1993م نظام الحكم الفيدرالي والذي بموجبه قسمت البلاد الى 26 ولاية ( قبل انفصال الجنوب ) وحتى الآن البلاد تحكم بنفس النظام وإن كانت هنالك بعض التعديلات التي إدخلت عليه ........ كيف تنظر لتجربة الحكم الفيدرالي في السودان ؟
يعد الحكم الفدرالي وبإتفاق علماء الإدارة أحد أنسب أساليب الحكم اللامركزي في البلاد التي تسودها التعدديه الثقافيه كحالة السودان وغيره من الاقطار المشابهه . وبالنسبه للسودان أيضاً يرى بعض الباحثين والعديد من الإداريين البارزين والقاده السياسين أن التجربة التي دخل فيها السودان على عهد مايو في عام 1980م بإصداره قانون الحكم الإقليمي الذي تم بموجبه تقسيم البلاد الى اقاليم وعاصمة قوميه بديلاً عن نظام المديريات الذي كان سائداً بموجب قانون الحكم الشعبي المحلي لعام 1971م ، يرى هؤلاء أن هذه التجربه هي الأمثل والاجدى للسودان وكان ينبغي الإبقاء عليها وتطويرها في عهد الإنقاذ بدلاً عن إلغائها واستحداث نظام الحكم الفدرالي الذي قسم البلاد إلى ( 26 ) ولايه ( قبل فصل الجنوب ) . فنظام الاقاليم له مزايا عديده فهو على سبيل المثال لا الحصر قليل التكلفه الإداريه ، فبدلاً من الصرف على هذه الاعداد الهائله من الدستوريين والتنفيذيين والشعبيين على امتداد ست وعشرين ولايه في بلد فقير محدود الموارد لا يتعدى عدد سكانه الثلاثين مليوناً وهذه النفقات الهائله لتسيير هذا الجسم الإداري والتنفيذي والتشريعي المترهل الذي أشرنا اليه فماذا بقى لمقابلة حاجات المواطن من خدمات وتنميه يطمح لها وتطوير لحياته الإقتصاديه والإجتماعيه مقارنة بضيق الموارد ومحدوديتها في بلاد ترزخ تحت الفقر والدين الخارجي الذي تعاظم مع مرور الأيام . لذلك فقد كان الأجدى أن يختصر هذا العدد الكبير من الولايات الى ثمانية أو تسعه أقاليم على أكثر تقدير بالإضافه إلى العاصمه القوميه ، كما أن هذا الحجم من التقسيم الإداري الاقليمي الجغرافي يتماشى مع الحد الامثل والمناسب لإدارة الرقعة الجغرافيه حسب نظريات علم الإداره ( OPTIMUM SIZE OF ADMINISTRAION) وإذا كان الأمر أمر مساحه يحتج بها يتمتع بها السودان فهذه هي الولايات المتحدة الامريكيه التي تعادل مساحتها ثلاثة أضعاف مساحه السودان أو تزيد تدار بحدود الخمسين ولايه ولها ما لها من موارد وامكانيات .
من هنا نخلص إلى النقاط التاليه حول تجربة الحكم الفدرالي في السودان :
1- خلق وحدات الحكم الفدرالي ( الولايات ) تحكمه في رأيي عوامل الضغوط والترضيات السياسيه والقبليه وتوازناتها أكثر من الإعتبارات التنمويه ورفاهيه الإنسان والحكم الرشيد .
2- من الأهميه بمكان تبني نظام فدرالي ديموقراطي حقيقي يتجاوز الفهم الضيق لاستغلال الفدراليه كأداه لتكريس القبضه الأمنيه وزرع وكلاء المركز بالأطراف لضمان الهيمنه السياسيه والحفاظ على مصالح النخبه الحاكمه ومن يوالونهم .
3- الفدراليه المنشوده هي تلك التي تعنى بالجوانب الإقتصاديه والإجتماعيه والسياسيه الأخرى وإصلاح الإختلالات والتشوهات للهياكل الإداريه والإقتصاديه والإجتماعيه وتمكين المحرومين وهم السواد الأعظم لسكان السودان وزرع ثقافة التسامح واحترام الإنسان بغض النظر عن العرق أو النوع أو الدين ورفض ثقافة العنف وإحتكار الحقيقه فالأمن القومي والممارسه السياسيه واستقامة الحكم كل ذلك يحرسه الرضى والقبول الشعبي أكثر من أي اعتبارات أخرى .
4- يجوز التنويه إلى أن تجربة الحكم الفيدرالي في السودان وعلى المستوى السياسي تحديداً تتطلب قدراً عالياً من التوافق الوطني وبمبادرات مسؤوله من قبل الدوله تشارك فيه الأطراف السياسيه الأخرى ومنظمات المجتمع المدني .
ابدأ مشاركتي بالقران " اقرأ باسم ربك الذي خلق " ، وكذلك قوله تعالي في سورة النمل " قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ? وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ? فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَ?ذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ? وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ? وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) ”
أن من كرمه تعالى أن علم الإنسان ما لم يعلم وان من ثمار ذلك هذه الشبكة المدهشة التي قربت المسافات والتي اختصرت البحث وجعلت الناس في غرفة واحدة ان جاز التعبير . في يوما مأ كان تسويق كتاب العم سليمان الطيب بواسطة المسافرين وما يتبع ذلك من عنت ومشقة وتجاوز الجمارك وغيرهم وكأنك تحمل معك ممنوعات مضرة بالصحة ، اما الآن فقد اطل علينا العم سليمان الطيب – حفظه الله – في هذه الشبكة المدهشة بكتابه الذي اسماه تواضعا (هلال العيلفون) في طبعة ثانية منقحة ظهر فيها الكاتب وعليه وقارالسنين وكأنه يحث الشباب من الاستفادة من خبراته وتجاريبه في الحياة.
وان كان لي من طلب من العم سليمان - أمد الله في أيامه – وهو الذي شارك في إدارة البلاد في عصرها الذهبي أن يقدم فلاشات ووصفات مختصرة في الإدارة والاقتصاد من واقع تجربته الثرة عسى أن تنير الطريق لمن أراد ذلك . والله من وراء القصد
كما واشكر الاخ / الصادق عثمان الطيب على اللفتة الكريمة بظهور الكاتب والكتاب بهذا المنتدى الراقي
ابنكم / عبد المنعم محمد الطيب - ابها
إبننا عبدالمنعم محمد الطيب بمدينة أبها بالسعوديه فاشكره أولاً على مشاعره الطيبه نحونا وبالنسبه لسؤاله حول إعطاء لمحات مختصره عن الإداره على أيامنا وفي عصرها الذهبي حسب تعبيره فأقول إن الإداره مفهوم واسع ومتعدد من حيث نظرياته وتطبيقاته ، وإن كان السؤال حول الإداره التي مارسناها على المستوى المحلي والأقليمي وحتى المركزي والخدمه العامه عموماً فقد كانت لها خصائصها والبيئه التي تعيش في ظلها .
1- نظام سياسي يعلى من شأن الحريه وقيمة الإنسان ( النظم الديمقراطية التي سادت ) .
2- التمثيل الحقيقي للإجهزه التشريعيه لإرادة المواطن .
3- اللا إنتمائيه السياسيه لموظفي الخدمه العامه وحيدة الخدمه المدنيه .
4- استقلال القضاء .
5- استقلال التعليم العالي وحرية الصحافه والتعبير .
6- جهاز تنفيذي مؤهل وقادر وحسب الإمكانيات على تنفيذ السياسات مع إهتمام بالتدريب .
7- التخطيط السليم .
8- الرقابه والمساءله وصيانة حرمة المال العام .
9- مظاهر الرعايه الإجتماعيه .
أما شؤون الإقتصاد فقد كانت الدوله تولى إهتمامها نحو مشاريع التنميه بصوره جاده وحسب الأولويات وفي حدود الإمكانيات الضيقه المتاحه والقروض والمنح البعيده عن شبهات التبعيه وتحكم المانحين وكذلك غياب الفساد في الدوله . وربما أصنف الإقتصاد في تلك الظروف بالإقتصاد الأبوي ، أي إقتصاد الحنو والرعايه والعطف من قبل الدوله على المواطنين وهو ما يعرف بالإنجليزيه ( PATERNAL ECONOMY) . فالنظره تحت هذا المفهوم أن المواطنين شركاء ولهم نصيب مفروض في كيكة الدخل القومي مهما كانت الظروف ، ونورد مثال ذلك خلال تولي الشريف حسين الهندي وزارة الماليه في ذلك الوقت عليه رحمة الله ، حيث أصر على خلق بند بميزانية الدوله لإستيعاب الخريجين الذين لم يستوعبهم سوق العمل وكان ذلك عام 1968 م ولكي لا يتركوا عاله على ذويهم أو يعيشوا حالة البطاله التي تفرز كثيراً من الشرور عليهم وعلى بلادهم .
الف تحية للاستاذ سليمان
**مشكلة الجنوب من منظوراداري تاريخي وتاريخ اداري اذا اخذنا في الاعتبار التحولات الادارية من اقليم واحد الي ثلاثة اقاليم مرورا بالولايات وصولا للانفصال هل كان من الممكن تفادي ذلك بطرق ادارية ؟
نعم كان يمكن تفادي كل ما حدث للجنوب منذ مؤتمر جوبا عام 1947م والذي قرر فيه الجنوبيون وبحضور البريطانيين وقوفهم مع وحده السودان . لقد رهن الجنوبيون وقوفهم مع الوحده واستقلال السودان بموافقة الشماليين على إعطائهم الحكم الفدرالي بعد الاستقلال وتعهد الساسه الشماليون لهم بذلك . إلا أن الشمال تنكر لهذا الوعد بعد الإستقلال وكانت بداية عدم الثقة والشراره للتمرد والعصيان ثم الصراع المسلح المعروف . لقد كان مطلبهم في البدايه أمراً بسيطاً للغايه وهو الفدراليه وهو حق طبيعي مشروع بحكم خصوصية وضع أولئك القوم فتعاظمت المشكلات لعدم الإستجابه لرغبتهم مع مرور الأيام حتى يئسوا آخر الأمر وآثروا الأنفصال .
من ناحية ادارية هل العيلفون في حاجة الي هذا الزخم والتناحرالحزبي والسياسي لادارة مرافقها وخدماتها ؟
العيلفون في حاجه إلى وحدة أبنائها وصفاء نفوسهم وتوظيف السياسه لخدمة الأهداف التي من شأنها تطوير العيلفون .
ما هو التصنيف الاداري للعيلفون من وجهة نظرك من حيث المساحة والسكان والنشاط الاقتصادي ؟
وصلت العيلفون الآن مرحلة المدينة المتوسطه حسب التصنيف الذي تعارف عليه العرف الإداري تاريخياً في السودان ويتلخص في المراحل التاليه :
1- المرحله الأولى ، الحكم الاتوقراطي المباشر بواسطة البريطانيين .
2- المرحله الثانيه ، الحكم الاتوقراطي غير المباشر ( إشراك الإداره الأهليه )
3- المرحله الثالثه :
أ/ قانون البلديات للمدن الكبرى
ب/ قانون المدن المتوسطة .
ج/ قانون الأرياف .
بعد كل هذه الخبرات العلمية والعملية والحياتية الواسعة لو سُلمت مقاليد ادارة العيلفون (والتي تقل كثيرا عما كنت تُدير) ماهي خطة عملك لمدة عشرة سنوات وما هي النتائج المتوقعة؟
العبرة ليست في تسلم مقاليد الإداره ولكن في الأسس والقواعد التي توفرها لك البيئه السياسيه والاداريه في نظام الحكم التي تمكنك من تنفيذ خطط عملك في المدى القريب أو البعيد . إن البيئه الإداريه إختلفت كثيراً واختلط أمرها بنظم حكم وظفتها لمصلحتها لا يجد إزاءها من يتولى مقاليد الإداره ما يعينه على تنفيذ خططه .
 
التعديل الأخير:

غلاف الطبعة الثانية

علمنا أنكم بصدد إصدار الطبعة الثانية من كتاب هلال العيلفون ماهي الاضافات التي تمت للطبعة الثانية ؟
لقد صدرت فعلاً الطبعة الثانية للكتاب قبل ما يربو عن الشهرين ، وكنت منذ صدور الطبعة الاولى أحس أنني تعاملت بشئ من العمق والرمزية في عنوان الكتاب لأن كثيراً من الناس ظنوا أنني أتحدث عن نشأة نادي قد لا تستحق كل هذا الجهد ! وعندما قرأوا الكتاب وجدوه عالماً واسعاً يزخر بواقع ريفي زاهي ومتنوع والكثير المجهول حول العيلفون ومظاهرها الإجتماعية والتاريخية وتيارات المجتمع واحداثه وظروفه والتي شكلت حياة الناس في تلك الفترة التاريخية الجميله مع بعض الرؤى والوقائع والتأملات والافكار والقصص والاحداث والزوايا التاريخيه وجهود أولئك الأخيار الرواد من رجال ونساء العيلفون الذين بنوا مجدها التاريخي في كثير من مجالات الحياه وأناروا الطريق وأصبحوا نسياً منسياً وقد رأينا بهذا الجهد الذي يرقد بين دفتي الكتاب أن نذكّر بهم ونحيي فضلهم على الناس . لذلك فالامر يتعدى مضمون عنوان الكتاب الى مضمون إطاري واسع ارتبط بمنهج كتابه معين يعتمد على تحديد موضوع محوري ينطلق منه الكاتب لجوانب عديده أخرى هي التي شكلت هذا الواقع الواسع والزاخر الذي احتوته صفحات الكتاب .
لذلك فقد أدركت بعد صدور الطبعة الاولى أن هذا العنوان للكتاب وبعمقه ورمزيته التي أشرت اليها كان يحتاج أن يصاحبه عنوان جانبي ( SUB - TITLE) ليساعد في فهم مضمون ومحتوى الكتاب وهو تقليد يلجأ اليه كثير من الكتاب اذا رأوا حاجه لذلك لانتاجهم الفكري ، وهذا ما تم فعلاً بالنسبة للطبعة الثانية .
أيضاً سيجد القارئ في مطلع الكتاب شيئاً عن صدى الطبعة الاولى واستقبال القراء الكرام لها وشرحاً لمنهج الكتاب بعنوان مبتكر لهذه المقدمة الجديده يعبر عن هذه المعاني .
في ختام هذه الفقره أشير الى حجم الجهد المبذول لإصدار الطبعة الثانية من ارتفاع في تكلفة الطباعه والجهود المصاحبه مما جعلني أتردد كثيراً لولا تقديري للاتصالات العديده التي وصلتني من بعض القراء الاعزاء وحرصي كذلك أن يكتمل هذا العمل بالصوره التي تليق بالنوايا التي دفعتني للكتابة .
لماذا الاصرار على اختيار اسم هلال العيلفون تحديداً في حين أن الكتاب يؤرخ للعيلفون في نواحي شتى مع احترامنا الكامل لإسم (الهلال) ولكن في تقديري أراهـ يضيق واسعا ؟..
هو ليس إصراراً ولكنه منهج كتابه ينطلق من موضوع أساسي وهو ( نشأة هلال العيلفون التاريخيه ) ولعلم الأخ الكريم فحتى هذا الهلال الحالي الذي يعيش بين ظهرانينا الآن لا شأن لي به من قريب أو بعيد ولا يشكل أدنى اهتمام بالنسبه لي ولا ببقية الانديه الرياضيه عموماً بالعيلفون ولا حتى على مستوى العالم ومونديالاته العالميه ! فقد هجرت ذلك زماناً طويلاً حتى أضحى الأمر بالنسبة لي كالجسم الغريب ! هذا الموضوع الاساسي الذي ذكرته والذي تنطلق منه موضوعات الكتاب في مناحي شتى كما جاء في سؤالك ليس هو الهلال بل هي تجربة تاريخيه وفترة خصيبه من حياتنا عشناها ونحن طلاب حفرت ذكراها ومعانيها في وجداننا وملأت جوانحنا عاطفه وحنين أخذت رمزيتها من هذا الاسم الرياضي التاريخي اتخذناها كموضوع رئيسى للكتاب إستلهمنا من محوره جوانب عديده من ماضي العيلفون في منهج كتابه هو ( المنهج الاستطرادي ) وهو منهج مهجور ولا يعرف الآن لصعوبته ووعورة الطريق الذي يؤدي الى أدواته الفنيه في الرصد والتعبير ، وهو ممتع في ذات الوقت بحيث ينطلق الكاتب من نبع هذه التجربه التاريخيه الى مسارات أُخرى لها صله مباشره أو غير مباشره بالموضوع الرئيسي ثم يعود الكاتب الى النبع مره أخرى ، وكأنك تأخذ القارئ معك وتصطحبه في رحلات جانبيه صغيره وجميله وممتعه ومتنوعه ودون أن تربكه ثم تعود به مرة أخرى للمتن الرئيسي للموضوع الذي يشكل جوهر عملك الأدبي وفي ذلك إثراء لمحتوى الكتاب وتجربته الإنسانيه بالنسبه للقارئ وشده اليها ثم جاءت العيلفون كنسيج للكتاب من خلال هذا المنهج الابداعي – ولعل من اطلع على مقدمة الطبعة الثانيه تحت عنوان ( قلادة الطبعة الثانية للكتاب) وكذلك العنوان الجانبي للكتاب( SUB - TITLE) ربما يتضح له الأمر بصورة اكبر .
المتأمل لغلاف الكتاب يجده يحوي لوحة فنية راقية فما هي حكاية تصميم هذا الغلاف ؟
طلبت من الاخ محمد مضوي الشيخ إدريس صاحب مطبعة مروه الذي قام بطباعة الكتاب أن يرشدني لفنان يصمم لي غلاف الكتاب فأختار أحد الفنانين الشباب من أبناء أم درمان ، وجلست الى هذا الفنان وشرحت له مفهوم تجربتي لهذا الكتاب والمنهج الذي يحكمه – تجربة العيلفون الريفيه في زمان مضى ، الحياة البسيطه في القريه وهدوء البال والكسب الحلال وغياب الصراع والحقد والاحن ، هذه الحياة التي آوتها المنازل البسيطه وطبعت نفوس الناس بطابع الوداعه والصدق والإلفه والتعاون وأفرزت مفهوم العمل العام والجهود الذاتيه والمشاركه الجماعيه الصادقه التي انتظمت حياة الناس في القريه ونشأة الخدمات وأؤلئك الأخيار من رجال ونساء العيلفون الذين وضعوا الأساس لكل وذلك – فجاءت لوحة الغلاف على ما هي عليه ، صور رجال ونساء عليهم سيماء وملامح الصلاح والصفاء والإنكباب على القريه وهم يطلون على بيوت الطين من تلك الربوة العاليه يجمعهم هم واحد يتحاورن ويدورون حوله وهو شانهم وشأن القريه وشأن الحياه !
هذا ما كان من أمر لوحة الغلاف ، أما الفنان نفسه فأذكر بأنه إنفعل بما قلته له من شرح حول التجربه وقال لي لابد أن أقرأ هذا الكتاب بعد صدوره . سألت عنه بعد صدور الكتاب لأهديه نسخه منه غير أنني علمت أنه اغترب وغادر البلاد ... فحزنت وقلت في نفسي أمثال هؤلاء المبدعين لابد أن يبتعدوا ويهاجروا ! وهكذا تخسر بلادنا مع مطلع كل شمس !
لماذا لم يحوي الكتاب بعض الصور التي تدعمه وتوثق لتلك الفترة بالصور ؟
الكتاب في رأيي يجنح الى المنحى الثقافي الروائي والتاريخي الفكري ويتدثر بالصياغه الأدبيه .
إن إصدار كتاب في السودان ليس بالامر السهل ولا يخلو الامر من مجازفة في ظل زيادة تكاليف الطباعة الا انه بالرغم من ذلك كانت لكم تجربة في الإصدار ؟
نعم فان إصدار كتاب في السودان وفي ظروفه الحاليه ليس بالامر اليسير ، فما اكتسى وجه البلاد من مشكلات وصعاب لا يمكن التقليل من شأنه بداية من معاش الناس ودوائهم وكسائهم دعك عن طباعة الكتب !
لقد أختفى الناشرون الذين كانوا صلة الوصل بين المؤلف وماكينات الطباعه حيث كانوا يقومون بالنشر متى ما اقتنعوا بقيمة العمل الذي أعده المؤلف ثم يقومون نيابة عنه بالطباعه وما عليه إلا استلام قيمة جهده الفكري ودون عناء أو متابعة ولهث وراء تنفيذ طباعة كتابه . هؤلاء الناشرون حاصرتهم الضرائب وارتفاع تكاليف الطباعه من معدات ومواد ويد عامله فاختفوا الا القليل النادر الذي أصبح يدخل تجربة النشر ويده على قلبه . لقد اختفت أيضاً المكتبات الا القليل وأصبح معظمها يتاجر في الأدوات المكتبيه وكتب وكراسات المدارس والصحف اليوميه !
أيضا فان تكنولوجيا المعلومات وأجهزتها التي شغلت الناس وأصبحوا ينامون ويصحون على واقعها قضت على البقيه الباقيه من آمال انتعاش سوق الكتاب . أخيراً فان ما يثبط الهمم ويخلق هذه اللامبالاه نحو الإنتاج الفكري هذه النظم السياسيه غير الديموقراطيه التي تضيق بالكلمه الحره والرأي المستنير الذي لا يجاري هواها في مجال النشر والطباعه والتأليف . فالإبداع والكتابه الخلاقه تحتاجان لمساحه القلم وحريته وانطلاق قدرات العقل ليسهم كل ذلك في تطور البلاد في المجالات السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه .
أما بالنسبة لتجربة إصدار كتابي فلم أكن مؤهلاً مادياً لذلك لولا تعاون أسرتي وبعض الإصدقاء وصاحب المطبعه صديقنا محمد مضوي الشيخ إدريس وربما يجد القارئ الكريم في مقدمة الكتاب بعض تفاصيل الرهق والمعاناه التي عشتها وأنا أجاهد لإصدار الكتاب وبعض الظروف الاخرى التي أحاطت بالتجربة والتي ربما يستحق أن يقف عندها القارئ العزيز . ولعلني أختم هذه الفقره بسبب عاطفي أحاط بي ودفعني لإصدار الكتاب وهو أيام العمر الكثيره التي ادبرت ولم يبق منها إلا القليل فرأيت أن أترك شيئاً ورائي للعيلفون التي عشت وترعرت فيها لعلني أوفيها بعض دينها ولأؤلئك الأخيار من رجال ونساء العيلفون وكثير منهم قد رحل ولاسرتي أيضاً وربما للسودان . لقد تنفست من خلال الكتابه ببعض الكثير الذي كان يضيق به صدري عبر مشوار تلك الأيام التي أدبرت وهي خليط من الذكرى والحنين والحزن !
الا تتفق معي أن التوثيق للعيلفون ضعيف بالرغم من التاريخ الناصع وتوافر الكادر البشري القادر على التوثيق وما هو المخرج لكتابة تاريخ العيلفون ؟
نعم فأنا أتفق معك بأن التوثيق للعيلفون ضعيف ولا يرقى الى ما يجب أن تحظى به العيلفون في هذا الجانب . أما سؤالك عن المخرج لهذه الحال فأراه في توفر الإراده الصادقه والجاده ممن يعنيهم الأمر من مواطني العيلفون ووضع الأسس والترتيبات والاجراءات اللازمه لاعادة الوعي لانجاز هذا العمل واختيار الأكفاء والمؤهلين لقيادته ووضع المنهج العلمي المتعارف عليه في كتابة التاريخ والابتعاد عن المجهودات الفرديه التي لا يحكمها منهج أو معرفه ودرايه بكتابة التاريخ وأخيراً زوال الحساسيات إزاء حقائق ومعلومات وجذور النشأة التاريخيه وبدايات إستقرار القبائل التي وفدت لهذه المنطقه تاريخياً واتخذتها مقراً للاقامه والعيش على ضفاف النيل والقناعه والرضى بما تفرزه البحوث والدراسات في هذا الصدد بصدور رحبه وأخيراً البعد عن الصراع والخلاف الذي أقعد بالعيلفون زماناً طويلاً وأدى في رأيي للفشل حتى الآن في تحقيق هذه الغايه وغيرها من الغايات المنشوده لرفعة العيلفون وأن ينظر للأمر في النهاية بأنه أمر تأصيل للمنطقه وابراز دورها الحضاري والتاريخي .
هلال العيلفون كتاب قيم بمعنى الكلمة وثق للعيلفون في فترة عاشها الأستاذ سليمان الطيب منير ،، أكاد اجزم بأن الكتاب شمل كل شيئ ،، لم يترك شاردة ولا واردة ،، بمثل هذا الألق هل يمكن أن يرجع أستاذنا إلى الفترة التي بدأت من دخول الشيخ إدريس بن الأرباب إلى العيلفون ويوثق تأريخيا وإجتماعيا لبداية العيلفون ومراحل تطورها وتعاقب خلفائها وشيوخها وطريقة زراعتهم و تأريخ دخول القبائل الأخرى التي تمازجت وخلقت هذا النسيج الإجتماعي الرائع .
بمناسبة هذا السؤال الهام فقد طلب مني الأخ ياسر عثمان جاد الله أن أطلع بكتابة تاريخ العيلفون وذلك من واقع إطلاعه على كتابنا الذي صدر وقد أودع نسخه منه في المكتبه الملحقه بمسجده بالعيلفون لاهمية الكتاب بالنسبه للعيلفون من وجهة نظره . وذكرت للأخ ياسر عدم رغبتي في ذلك لأسباب تتعلق بطبيعة الحساسيات التي قد تطل برأسها في مجتمع العيلفون إلا أنه وللحقيقه أبدى إصراراً على أن أسير قدماً في الموضوع للمدى الذي جعله يبدي رغبته في المشاركه والمعاضده رغبة منه في تنفيذ المشروع لفائدة العيلفون ومواطنيها . فالتاريخ قيمه أنسانيه فهو يتيح للناس مشاهدة زمان تستحيل عليهم مشاهدته لانهم ببساطه لم يولدوا بعد ، ويأخذوا عبره العديده ويكتسبوا المعارف ويتفادوا الأخطاء في التفكير والسلوك ويخططوا لمستقبلهم دون عثرات كما يعيشوا متعة الحياه بإنفعلاتها واحاسيسها وهم يتصفحون الماضي . وقديماً قال أحد فلاسفة الرومان من لم يقف على ما فاته قبل مولده ظل طوال حياته طفلاً غريرا !
لقد ذكرت في إحدى الإجابات السابقه في هذا اللقاء بعض المؤشرات التي ربما تساعد في إنجاز هذا العمل عن طريق المثقفين من أبناء العيلفون . على العموم فليس لدي مانع في المشاركه وفي إطار النقاط التي أوردتها في تلك المؤشرات .
نشأة هلال العيلفون كتجربة رياضية إجتماعية ساهمت في إرساء قواعد النهضة الرياضية ونشأة الاندية الاخرى ؟
نشأة هلال العيلفون التاريخيه هي جزء من نشاط إجتماعي تاريخي رائد لمنطقة العيلفون شمل الفرق الرائده في ذلك الوقت وهي الوفاق والمريخ والوطن ( المورده حالياً ) والاهلي وفريق الدبيبه ( الشهاب ) وفريق إتحاد العسيلات وهو فريق موحد يضم كل قرى العسيلات وكان ذلك في مطلع سنوات الخمسين من القرن الماضي ، وقد بدات هذه التجربه عام 1946م بنشأة فريق الوفاق رائد الفرق الرياضيه بمنطقة العيلفون حيث تبعته نشأة الفرق المذكوره تباعاً وكونت هذا الحراك في مجتمع العيلفون الذي تمخض عنه النشاط الإجتماعي والوعي والتنوير الذي بثته تلك المؤسسات الرياضيه والإجتماعيه وتبلور في تعاونها لتكوين اول إتحاد محلي لكرة القدم عام 1954م مع مساهماتها في جوانب العمل الإجتماعي المختلفه بالقريه كبناء المؤسسات التعليميه والأنديه الرياضيه وحلقات محو الأميه وتعليم الكبار والاعمال الخيريه والعديد من مظاهر تنمية المجتمعات الريفيه في ذلك الوقت
العمل الاداري في نادي الهلال ماذا أضاف وخصم من أستاذ سليمان الطيب منير ؟
العمل الاداري في نادي الهلال بالعيلفون هو عمل النشأة الأولى قبل ما يزيد عن نصف قرن من الزمان وكنا طلاباً بالمرحله الوسطى في بداياته ثم تدرجنا به عبر المرحله الثانويه والجامعيه ، وكانت العيلفون وقتها قريه صغيره تتردد في أرجائها أصوات السواقي والشواديف على ضفاف النيل وتكسو ساحاتها قطعان الماشيه والكثبان الرمليه والحشائش والاشجار الكثيفة وزرائب الشوك وقليل من الحيشان وكثير من منازل الطين المبعثره هنا وهناك دون أسوار تحيط بها حيث لا يعرف الناس أن يرحل أحدهم بعيداً عن الجوار ليبني بيتاً فمكانه قرب أهله وإن ضاقت بهم ساحات المنازل !
فالعمل الاداري في النادي في هذه الظروف وفي تلك الأزمان البعيده كان بالنسبة لنا شيئاً نتحسسه ونتلمس معالمه حيث لم تكن لنا سابق خبره أو مثال نحتذي به في تطوير المجتمعات المحليه ، لذلك كنا نمارس هذا العمل بالتجربه التي تصيب أحياناً وتخطئ أحياناً كثيره ثم نعيد الكره مرات لعلنا نصيب في النهايه . لذلك فقد علمتنا هذه التجربه الباكره الكثير ليس في إدارة النادي بل وفي محاولاتنا الأخرى لكي ندخل تجارب إجتماعيه جديده خاصة بعد دخولنا مرحلة الدراسه الثانويه ووقفنا على تلك التجارب التي تغطي نشاط المدرسه والاحتكاك الاجتماعي في محيط الطلاب ومن ضروب الرياضه المختلفه ككرة السله والكرة الطائره وكرة المضرب ونقلنا ذلك ولو بصوره بدائيه الى مجتمعاتنا في القريه . كذلك انطلقنا في التجمعات الثقافيه الأولى كالمناظرات الأدبيه والشعريه وتنظيم الجهود الذاتيه للمواطنين لنقدم شيئاً نافعاً لمحيط القريه كجمعيات الإصلاح وغيرها التي انبثقت منها المحاولات الاولى لنشاط محو الاميه وتعليم الكبار والصناديق الخيريه . لذلك فالعمل الاداري في النادي كان البذره التي أنبتت كل تلك التجارب التاريخيه في محيط القريه وحياة الناس ، وهيأتنا كثيراً لخدمة بلادنا من خلال مسؤولياتنا بعد التخرج والانخراط في مجال العمل العام .
الأُستاذ سليمان الطيب منير تجمعني بكم صلة قرابة هي مبعث فخري فلكم التحايا و انتم تشرفون صالون العيلفون.
كتابكم هلال العيلفون أثمّة كتب بعده تنتظر الخروج إلى النور؟
أعلم صلة القربى هذه وأشكرك على مشاعرك النبيله نحوي ، وكنت ليله البارحه أتحدث مع أبنتي سلافه والتي تقيم بدولة الإمارات وذكرت لها حديثك وفاجأتني بزمالتها لك بمدرسة العيلفون ! أما سؤالك لي حول الكتابه مستقبلاً فالنيه موجوده وربما فيما يتعلق بالإداره إذا زالت الاسباب المتعلقه بالنشر وظروفه التي عددتها في إجابتي على سؤال سابق .
أزمة القراءة و الكتاب أتقف خلفها دور النشر أم الكتّاب أنفسهم أم المتلقي أم يقف خلفها التقدم التكنلوجي ودخول الإنترنت كمنافس قوي للكتاب؟
أسباب أزمة القراءه والكتاب تعرضت لها في إجابتي على سؤال سابق تعرضت في إجابته لتجربة طباعة كتابي وما أحاط بها من ظروف وكذلك بيئة النشر والمكتبات ... الخ .
أبناء العيلفون بدول المهجر بصفة عامة وبمنطقة الرياض بالمملكة العربية السعودية انفعلوا بالكتاب وقد زينت الطبعة الثانية بقلادة حب ووفاء وعرفان لهم ونحن نتيح لك الفرصة عبر هذا اللقاء للالتقاء بهم فماذا أنت قائل لهم ؟
أقول لهم ما قلته في المقدمه ( قلاده الطبعه الثانيه للكتاب ) وسأظل مديناً لهم بما قدموه ولمشاعرهم الصادقه مما زاد إحساسي من خلالهم أنني قدمت شيئاً نافعاً أحسوا به وتفاعلوا معه بصدق ويكفي أن أذكر لهم بأنني كنت أمسك بالقلم وأجيب على هذه الأسئله التي استوجبها لقاء منتديات العيلفون فاذا بي أتلقى اتصالاً تلفونياً في نفس اللحظه من صديقنا العزيز أحمد البشير الشيخ إدريس الحبر( النيل ) تحدث معي حديثاً طويلاً أحسست من خلاله أن مجموعة الرياض معي بمنزلي بالعيلفون تلك اللحظه . تحدث معي الأخ النيل حول الكتاب ومعايشته له بكل جوارحه وخلجات نفسه ، ويكفي أن أورد قوله الأخير لي بأنني كما كنت اكتب له تحديداً واعكس خلال الكتابه مراحل حياته الباكره نحو نفسه وبيئته ومشاعره وعواطفه ونحو الآخرين !
كيف يحصل كل من يرغب في إقتناء نسخة من الطبعة الثانية سواء كان داخل العيلفون أو في بلاد المهجر ؟
بالنسبة للملكة العربيه السعوديه فهنالك الاخ / صلاح علي الطيب ومجموعة أبناء العيلفون بالرياض . أما بالنسبه للعيلفون فمكتبة الاخ / محمد الشيخ إدريس سراج النور وسنفكر في العاصمه قريباً إن شاء الله .
 
التعديل الأخير:
أم قحف الطيبة .. وصلة القربى ... وبساطة العيش ؟
لا أقول ( أم قحف الطيبه ) كما ورد في السؤال بل العيلفون الكبرى بتاريخها ونيلها ورمالها وشطآنها واشجارها وخلائها الفسيح وهذا ما عشته بكل جوارحي من خلال ( القرية والناس ورائحة الطين ) وهو باب من أبواب الكتاب أرجو أن يرجع اليه القارئ الكريم ليذوق حلاوة ما ذقت أيام طفولتي وصباي الباكر وسنوات العمر الغضه خاصة العشرنيات كما قال شكسبير ( sweet and twenty) !
كذلك فإن واقع الحال للعيلفون الكبرى أن المنطقه واحده والأهل هم الأهل هنا وهناك على امتداد العيلفون قربى ونسباً وصهرا والاداره واحده والخدمات واحده وحتى المثوى الأخير فهو واحد هنالك وسط القريه حيث القبور والشواهد وعليها أسماء الموتى وحيث يرقد الناس في باطن الأرض تحت ظلال أشجار السيال بمقابر القريه . أيضاً فان الكل يستظل باسم العيلفون ويعّرف نفسه بها حتى لو سافر لخارجها لعدد قليل من الكليومترات . وفوق ذلك فإن القائمين على أمر هلال العيلفون عند نشأته التاريخيه ومنهم كاتب هذه السطور يدركون هذا الواقع الواحد لهذه القريه الكبيره ويومنون به منذ نشأة أجدادهم قبل مئات السنين وهم يعمرون هذه المنطقه تاريخياً ولم يخطر ببالهم قط في يوم من الأيام أن لهم كياناً منفصلاً عن أسم العيلفون ، وأن هذه الاسماء بالنسبة لهم هي مجرد ظاهره محليه لا تختلف عن أسماء الأحياء أو الحارات أو الفرقان في التجمعات السكنيه الواحده . وربما يحس ويلمس من قرأ كتابي هذه النظره التأصيليه التي توخيتها للواقع المحلي الواحد للعيلفون من خلال سطور الكتاب ومحتواه .
أين العيلفون الآن من العلم والتعلم والتنوير والثقافة ؟
العيلفون تستحق اكثر مما هو متاح الآن من نشاط تعليمي وثقافي ، وأرى أنه لابد من العنايه بمؤسسات التعليم الحكومي الذي حاصره الإهمال وبالتالي توجه القادرون الى مؤسسات التعليم الخاص التي أصبحت الملاذ في هذه الاوضاع المترديه للتعليم بإعلاناتها وصياح مكبرات صوتها حيث أصبح التعليم يباع قي الأسواق ! فهذه المؤسسات الحكومية لابد أن تشملها الرعاية والتأهيل من صيانة للمباني وتوسعتها وتأهيل المعلم والعناية بأوضاعه المعيشية التي أصبح يكابد من أجلها وتيسير الامور على الطلاب أنفسهم من حيث الرسوم الدراسية التي يقال أنها مجانية وهي في حقيقة أمرها تتخفى وراء مسميات شتى يدفعها أولياء أمور التلاميذ في صمت ! أيضاً فانني أرى أنه قد آن الأوآن للتفكير في تأسيس المرحلة الجامعيه ولو بنوآة مرحليه لذلك يبدأ بها المشوار الجامعي مقارنة بتوسع المنطقة والمعاناه التي يلاقيها الطلاب في رحلاتهم اليومية للعاصمة طلباً للتعليم الجامعي .
اما الحديث عن الجانب الثقافي فقد تراجع أمره هو الآخر وينعكس ذلك في الظواهر التالية :
1- توقف نشاط منتدى العيلفون الثقافي بعد أن ظل نشاطه متصلاً لسنوات عطر خلالها أمسيات العيلفون بالعديد من الندوات والمحاضرات والتي كان يؤمها حتى بعض مواطني العاصمة . وقد أثر ابتعاد بعض عناصره الفاعله على أدائه ثم توقف في نهاية الامر وأذكر منهم الأخ د/ الفاتح الزين الذي آثر الهجرة ومغادرة البلاد وكذلك صديقنا حمد النيل عبدالقادر الذي آثر هو الآخر السكن بالعاصمة واصبحنا نرآه فقط في مناسبات العيلفون زائراً في افراحها واحزانها !
2- تراجع أيضاً نشاط ( أمسيات العيلفون ) والذي تقام ندواته بمقر جمعية المهندسين بالعيلفون حيث قلت تلك الندوات وتباعدت بمرور الأيام .
3- منظمة صناع الحياة لا يزال دورها ملحوظاً رغم أن نشاطها يركز عموماً على الاعمال الخيرية وبدرجة أقل الجانب الثقافي .
4- صالون العيلفون : هنالك ومضات من وقت لآخر لهذا الصالون ونأمل أن يجتهد القائمون على أمره في زيادة نشاطه ونذكر منهم الاخوة سيف الدين عبدالرحمن السر ومبارك عبدالرحيم صباحي وعبدالله الامين النور وأسامة الشيخ ادريس قيامه ، وأحمد عبدالقادر الذي يشكر على جهوده في نشاط منتديات العيلفون – جنة عدن حيث يمثل حلقة الوصل الهامه بين مجتمع العيلفون ونشاط المنتدى الاسفيري .
الأُستاذ سليمان الطيب منير أين هو مِن الآداب بشتّى ضُروبها خاصةً الشعر أو القِصّة و هو خِريج جامعة الخرطوم العريقة في كلية الآداب العريقة التي تخرَّج منها الكثير مِن أُدباء و شعراء السُودان فالقارئ لكتاب هلال العيلفون و الذي حُظِيت بقراءته يجده يَنم عن مَوهِبة سَردِية لافِتة
أهتم بالثقافة والأدب وكنت منذ المرحله الوسطى يأخذني كثيراً ذلك الإتجاه وبرزت في كتابة مقالات الإنشاء في ذلك العمر وتلك المرحله حتى أن أستاذي ( أمبابي ) عليه رحمة الله أخذ كراستي وأنا في السنه الثانيه بعد نهاية العام وأستأذنني في ذلك وذكر لي أنه ينوي أن يقرأ مقالاتي في الإنشاء كنموذج لتلاميذ مدرسه أخرى كان يقوم بالتدريس فيها حيث يعطيهم نفس موضوعات الإنشاء التي أعدها لنا . بدخول المرحله الثانويه اخذتنا علوم تلك المرحله ولم تترك لي الوقت لأمضي في ذلك الإتجاه الذي كنت عليه في المرحله الوسطى ، وهكذا تراخت همتي نحو الأدب والانشغال به . إلا أنني كنت أحياناً أكتب شيئاً من ذلك خاصه القصة القصيره وقد شهدت صفحات مجلة صباح الخير المصريه إحدي تلك القصص القصيرة في نهاية ستينات القرن الماضي تحت عنوان ( مُربّه بالباكتيريا ) والقصة مستوحاه من فتاه جميله كانت إحدى ركاب البص الذي كان يقلنا بين العيلفون والخرطوم وفي ذلك العمر الوضئ !
واقع المعاشِيِّين في السُودان كمعظم الدول العربِية يَفتَقر للفِكر و المَنْهَج على الصَعِيد الرسمي الحكومي أو الشعبي في حين نجد العكس تماماً في الدول الغربيّة أوالدول الآسيوِية المُتقدِّمة كاليابان على سَبيل المِثال نجد أنّ بداية التَقاعُد بِنهاية الخدمة تُعَد بِداية لحياة مُنْتِجة و مُبْدِعة جدِيدة مَصقُولة بالخبرة والنُضج هل يتَّفِق الأُستاذ سليمان معي في ذلك و كَيف يمكِن تَحقِيق مثل هذا الفهم لدينا بالسودان رسمِيّاً و شَعبيَّاً.
أتفق معك تماماً في أن واقع المعاشيين في السودان ومعظم الدول العربيه لا يليق بمواطن خدم بلاده وأفنى سني عمره الزاهره في سبيلها وعلى نقيض ما يحدث للذي وصل مرحلة التقاعد في الدول المتقدمه . في رأيي أن تلك الدول بنت واقعها السياسي تاريخياً على مبادئ وأسس الحكم الرشيد ، والحريه ، والتداول السلمي للسلطه عبر الاراده الحره للمواطنين ، سيادة القانون ، الرقابه والمساءله ، التمثيل الحقيقي لارادة الناس في الأجهزه التشريعيه ، صيانة المال العام وتسخيره لخدمة البلاد ، أسس التعليم وأساليبه التي تخدم النهضه – لذلك كله وجد المواطن نفسه في بيئه هيأت له أسباب العيش الكريم بعد تقاعده . أما نحن في السودان وبقية الأقطار المشابهه لأوضاعنا فلا سبيل إلى ذلك حالياً على الأقل وقديماً قيل لا يستقيم الظل والعود أعوج .
استاذ سليمان الطيب منيرمن خلال التجربة الحياتية الكبيرة نسالك عن اساليب تربية الابناء وخلق جيل معافي وواعي بدوره
لقد تغيرت الظروف كثيراً الآن وتبدلت أساليب الحياه وأدواتها وبالتالي طبعت الأجيال الحاليه بمتغيرات يصعب التحكم فيها ، وأهم ما يراعى في نظري التالي :
1- مراقبة السلوك وصحبة الرفاق بأساليب واعيه تجنح إلى الارشاد والتوعيه والوضوح والبعد عن أساليب التجسس على التصرفات .
2- الحوار وأساليب الاقناع أزاء المشكلات التي تطرأ .
3- عدم التضييق على النشء إلا ما يتعدى الحدود .
4- عدم الاسراف في تلبية الرغبات .
ثورة الاتصالات ما لها وما عليها
أفادت حياة الإنسان في جوانب عديده لم يكن يحلم بها في يوم من الأيام ويلمس ذلك حتى المواطن العادي البسيط في غدوه ورواحه . من جانب آخر هددت خصوصية الإنسان في بعض الحالات وأشاعت بعض الممارسات الضاره كالجريمه والكذب وإدمان ضياع الوقت وأدخلت بعض أجهزتها كالهواتف المحموله الكثير من الناس في نفقات لا قبل لهم بها وأخذوا يصحون من نومهم على تدبيرها ولو على حساب أشياء أخرى أشد اهميه وهم في تلك الحاله كالذي أصابه شئ من حالات الادمان !
**المرأة ودورها في مجتمعاتنا وكيف تنظر لها الان وسابقا هل تقدمت ام تاخرت
**الشباب ودورهم في مجتمعاتنا وكيف تنظر لهم الان وسابقا
قياس التقدم في رأيي رهين بظروف كل حقبه زمنيه يمر بها الإنسان . فالمرأة في حقب سابقه ومنها على سبيل المثال فترة الاستعمار والصراع ضده وبعد الاستقلال بقليل ورغم النسبه المحدوده للتعليم في أوساط النساء فقد أدت دورها بصوره مرضيه وكانت ناجحه ورائده وقائده ومخلصه لوطنها وبنات جنسها وفي تلك الظروف الصعبه التي تكتنف حياتها وقد تمثل ذلك في نشاط الإتحاد النسائي التاريخي على مستوى تنظيمه الرئيسي وقبل ذلك عند نشأته عام 1952م حيث شارك في الحركه الوطنيه تحت قيادة مؤتمر الخريجين وخلال فترات النظم الديموقراطيه قصيرة العمر التي سادت فقد حقق العديد من المكاسب للنساء وبث فيهن الوعي بقضايا المرأه والأسره وقضايا الوطن بصفه عامه .
أما الآن فقد اختلف الأمر فقد توفر للمرأه الكثير مما لم يتوفر للرائدات من النساء في الماضي من حيث الفرص السياسيه المحليه والعالميه وأدوات العمل التي وفرها العصر الحديث . إلا أنني أرى أن تنظيم النساء بعد الحقب الديموقراطيه التي سادت تقاذفته أهواء النظم الشموليه والعقائديه منها على وجه الخصوص كما حدث في استقطاب اليسار له على عهد مايو ثم الحركه الإسلاميه بعد استيلائها على الحكم شأنه في ذلك شأن بقية الإتحادات والنقابات التي خضعت لنفس الهيمنه ، وبدأت هذه النظم تسخره لأهدافها السياسيه وتتلاعب حتى بتغيير إسمه عقب كل مرحله نكايه في بعضها البعض وتقلب اسمه تبعاً لهذه الأهواء السياسيه من أسمه الاول الإتحاد النسائي السوداني إلى إتحاد نساء السودان على عهد مايو ثم إتحاد المرأه على عهد الاسلاميين الى غير ذلك من أفانين الكيد السياسي الذي لم يراعي الكثير من قيمه الوطنيه الأصيله الأولى التي قام عليها عند نشأته في مبادره فكريه نابعه من إحدى طالبات كلية الخرطوم الجامعيه عام 1952م فتعرض للكثير من مظاهر الصفويه والتسخير والاستقطاب الحاد والانعزال عن تيار المرأه السودانيه العريض خلال الكثير من فترات تاريخه اللاحقه . لذلك فقد ساهمت هذه العوامل التي شأبت تنظيمه في تقليل فرص تقدم المراة بصوره واسعه وشامله ومؤثره .
أما السؤال الذي ورد في فقرة الشباب فأقول وأعني بذلك الحال في السودان أنهم محاصرون بظروف الحياه القاسيه التي تحيط بهم ومهمومون بمعايش أسرهم ولم تعد الامور تعنيهم خلاف ذلك فقد كانوا في الماضي أسعد حالاً من حيث التعليم وفرص العمل والعيش الكريم والطمأنينه والأمان ، كان الله في عونهم .
ماهو في اعتقادك سر عزوف الطبقات المستنيرة والمتعلمة عن المشاركة في العمل العام ؟
المثقف المستنير الذي يحترم نفسه وثقافته وعقله يميل دائما للعمل العام في ظل الاجواء السياسيه والاجتماعيه التي يطمئن اليها وتتلاءم مع عقله ومنهجه السياسي والفكري .
اعلم انه قد عرض عليك منصب للمشاركة في الحكومة لكنك رفضت نرجو التعليق على ذلك ؟
هذا الموضوع طوته الأيام منذ أمد بعيد ومات قبل مولده ولكن حصافة الأخ النيل إستطاعت أن تحيي الحديث عنه من جديد .
نعم فقد كنت منشغلاً بأمر الجبهة الإسلاميه القوميه أيام عملي بالسعوديه كغيري من الأفراد الذين أيدوها في ذلك الظرف السياسي الذي كانت تمر به البلاد . وشاءت الظروف أن أعود نهائياً من الإغتراب قبل انقلاب 1989م بثلاثة شهور تقريباً ، وحدث الانقلاب في هذا الوقت والذي عُرف فيما بعد بثورة الإنقاذ الوطني . وخلال الأيام الأولى تواترت إرهاصات العرض الذي تحدث عنه الأخ النيل ، وهم لا يعرفونني ولكن ربما جاءتهم إشارات ، وهذا هو الراجح ، ومن خارج الوطن وبالتحديد من الإخوة السودانيين الذين كنت أشاركهم العمل والجهد في دعم الجبهة الإسلاميه في السعوديه في ذلك الوقت . عندما علمت بإرهاصات ذلك الأمر ولمست بعض الهمس به من بعض مواطني العيلفون عملت جاهداً لكي لا يكتمل ذلك الأمر لقناعتي أن أسلم طريق لنضوج أي تجربه سياسيه ونجاحها هو أساليب الحكم الطبيعيه التي لا تأتي عن طريق الانقلابات العسكريه حتى وإن جاءت هذه الانقلابات من بني جلدتك أو عشيرتك الأقربين .
كيف يقضي الأستاذ سليمان وقت فراغة ؟
ألتزم بيتي في معظم الأوقات وتحتويني أسواره وغرفه ، أنام باكراً وأصحو باكراً مع شئ من الإطلاع والخلوه الى النفس الا ما تستوجبه الصلات بين الأهل في أفراحهم وأحزانهم أو الأمور المتعلقه بشؤون المجتمع . فالعمر مراحل وقطعاً فإنني في الأخيره وأحد أفراد جيل مودع ومن تعدى السبعين فقد أمهله المولى سبحانه !
كلمة أخيرة
سعدت كثيراً بهذا اللقاء رغم تحفظي عليه في بداية الأمر حسبما دار بيني وبين إبننا محمد الجيلي العاقب حينما نقل لي رغبة الأخوه الكرام بالرياض وخاصه الأخ د/ بدر الدين عبدالرحمن السر في أستضافتي بالمنتدى . ولم يكن تحفظي ذاك على مبدأ اللقاء نفسه أو الدعوه الكريمه التي جاءتني من الأخوه الكرام وإنما لأن الأمر سيزج بي في هذه التقنيه وهذه الاجهزه الحديثه التي لا أجيد التعامل معها كثيراً ولا أتعامل معها إلا قليلاً وتحت ظروف خاصه كما حدث لي أيام طباعة الكتاب حيث تعلمت مبادئ الطباعه على الجهاز لكي اصحح بعض الأخطاء مع الاضافات البسيطه التي استدعتها ظروف الكتابه . لكن أبننا محمد الجيلي العاقب هوّن لي الأمر كثيراً وذكر لي أن مندوبهم هنا بالعيلفون الأخ / أحمد عبدالقادر أحمد سيتكفل بالجوانب الفنيه مع الجوانب التنظيميه الأخرى وما عليّ إلا تلقى الأسئلة والغجابه عليها . وحقيقة الأمر لم أتشرف بمعرفة الأخ / أحمد عبدالقادر أحمد من قبل ، إلا أنني ومنذ أول لقاء لي به بمنزلي ذلك المساء أحسست أنني أمام شخصيه وقوره تمتلك الكثير من الخصائص المتميزه من وعي ونضج وإدراك وفهم لطبيعة المهمه التي يعمل لانجازها أضافة للخصائص والسمات الشخصيه للمدى الذي جعلني أحس كما لو كنت أعرفه من زمن بعيد .
أعود وأقول مرة أخرى لقد سعدت كثيراً بهذه الاستضافه التي أتاحت لي لقاء العديد من الأخوه والابناء رجالاً ونساءً من مواطني العيلفون وغيرهم كما سعدت أيضاً بهذه الأسئلة التي وردت لي والتي عكست هموم وآراء فئه محترمه من أبناء العيلفون هم على درجه عاليه من الأحساس بوطنهم مع التميز في حصيلتهم الثقافيه والفكريه التي عكستها أسئلتهم ، فجاءت الأسئله هادفه وعميقه وشامله ، وأعترف أن بعضها من الوزن الثقيل ! ولا أدعي الكمال في إجاباتي لكنني حرصت أن تكون المعرفه والصدق وشجاعة الرأي هي نبراس طريقي للاجابه عليها .
في الختام لقد عشت معكم ومع الأخ / أحمد عبدالقادر أسابيع عظيمه سعدت بها سعاده غامره ، كما أخرجتني تلك الأيام التي قضيتها منكباً على القلم والورق ولو إلى حين من ذاك الملل الذي يحس به من تقاعد عن الخدمه واحتواه بيته ! كما أعادت لي ذكريات قديمه حبيبه إلى نفسي عشت اجواءها وانا اكتب ومن بين ثنايا بعض الأسئله وفتحت نافذه جعلتني أطل من خلالها على أيام الدراسه بمراحلها المختلفه ومشوار العمل وزملاء وأصدقاء تاريخيين بعضهم رحل وبعضهم ينتظر !
 
التعديل الأخير:
إلبوم الصور
يحتفظ الاستاذ / سليمان الطيب منير بعدد من الصور التي توثق لفترات زمنيه سابقه وقد أخترنا لكم منها عدد من الصور لكل فترة .
مدرسة خور طقت فصل السنه الثانيه ( المعري ) رحلة لقرية أبو حراز جنوب الابيض 1954م


لحظة وصول القريه


ذبح خروف الرحله صباحاً ويظهر الطالب سليمان ممسكاً بالسكين


وقت الغداء ويظهر الطالب / سليمان يتوسط الاثنين من الطلبة الوقوف


مدرسة خور طقت الثانويه ، مع مجموعه من الطلاب المنتمين لتنظيم الاخوان عام 1953م ،ويظهرالطالب سليمان في الصوره رقم ( 10 ) وقوفاً من اليمين . وممن نالوا شهرة في حياتهم من اليمين وقوفاً المرحوم محمد هاشم عوض الثالث ، المرحوم عمر عباس عجبنا الرابع ، عثمان محمود الخامس ، المرحوم التجاني أبوجديري السادس ، عباس مدني السابع ، المرحوم حسين خرطوم التاسع ، جلوساً من اليمين عبدالرحمن سوار الدهب الأول ويليه المرحوم محمد أحمد حسن جحا .
 
التعديل الأخير:
القرية ... الناس ... رائحة الطين


العيلفون – خريف عام 1957م سليمان ومعه أبو الحسن الشاذلي

بعض لاعبي فريق الهلال بالعيلفون 1957م
من اليمين وقوفاً فضل الله بابكر( فليل ) – الطيب التوم حماد – مضوي حمد – سليمان الطيب منير
من اليمين جلوساً عبدالله بلال – ومحمد الشيخ ارباب


العيلفون – ضهر القوز فيضان 1958م

العيلفون - البلدات خريف عام 1959م أيام نضوج الذره ( الفريك )
ويظهر في الصوره المرحوم أبو الحسن إبراهيم وداعة الله والمرحوم عبدالعزيز خالد
 
جامعة الخرطوم ... والدراسة في يوغسلافيا



جامعة الخرطوم 1957م ويظهر الطالب / سليمان الاول من اليمين وقوفاً


جامعة الخرطوم كلية الادآب 1957م ( السنة الاولى )
يتوسط الصورة البروفسيور موراي أستاذ الأدب الانجليزي والطالب سليمان الثاني من اليمين وقوفاً



جمهورية يوغسلافيا السابقه واستاذ / سليمان مع مجلس قرية ( كيرشكو ) خلال دراسه حقليه في التنميه الريفيه عام 1974م


مع بعض أطفال قرية ( كيرشكو ) بجمهورية يوغسلافيا خلال فترة دراسة التنميه الريفيه بالقريه 1974م


الخامس من اليمين وقوفاً مع مجموعه من الدارسين من دول جنوب شرقي آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينيه لدبلوم التنميه الريفيه بمعهد الدراسات الاجتماعيه بمدينة لاهاي – هولندا عام 1975م ويظهر على يسار الاستاذ سليمان البروفسير الهولندي روزمالين المشرف على الدراسه
 
التعديل الأخير:
العمل في المملكة العربية السعودية



المملكة العربية السعوديه – شركة كهرباء أبها مع زميل امريكي ( خبير ) يعمل مع أستاذ / سليمان سوياً بإدارة التدريب والتعليم بالشركة 1985 م


يظهر الأستاذ / سليمان في الصوره واقفاً ومع مجموعه من أفراد ادارة التدريب والتعليم من السودانيين والسعوديين بالشركه السعوديه الموحده للكهرباء بالمنطقة الجنوبيه – مدينة ابها عام 1985م في رحله بمنطقة جبال عسير . في أقصى يسار الصوره يظهر المرحوم ابراهيم أحمد الثميري مدير الإداره


الاستاذ / سليمان في رحله بمنطقة جبال عسير جنوب مدينة أبها عام 1986م
 
الاستاذ سليمان الطيب منير من ذلك الجيل المخضرم الذي عايش فترة الاستعمار وتفتحت عيناه على الحكم الوطني والاستقلال فمكنته تلك المعايشة من الخروج بتجربة ثرة خلقت منه ذلك الاداري الفذ الذي لا يشق له غبار فهو شخص غني عن التعريف و يستحق أن يحتفي به وان يقدم للناس وقد سبق أن قدمنا له في هذا المنتدى من خلال سفره القيم ( هلال العيلفون ) هذه الدراسة القيمة والملامح التاريخية المضيئة والفيض من الخواطر والرؤى والذكريات عن هذه المدينة الحالمة وكما كتبت من قبل عن الكتاب وعن مؤلفه وقد ذكرت فيما ذكرت أن المؤلف قد تأخر كثيراً في اصدار هذا اًلكتاب لأنه حسب اعتقادي حرم الكثيرين من أبناء وبنات هذا الجيل من التعرف على تاريخ بلدتهم الصغيرة العيلفون ووطنهم الكبير السودان لما حواه الكتاب من معلومات قيمة أعلم تمام العلم أن معظمهم يجهل بعض ما جاء في هذا الكتاب حتى الكبار منهم يجهلونها وان لم يكونوا يجهلونها فهم لا يذكرونها ، وما زلت عند رأيي بل أكثر قناعة من ذي قبل بأن ما جاء في الكتاب هو بداية ودعوة لكتابة تاريخ العيلفون واحياء التراث والأصالة وعودة الوعي ونافذة يطل من خلالها الحاضر على روعة الماضي كما ذكر المؤلف فالكتاب في طبعته الثانية زينه مؤلفه بقلادة قدم فيها الشكر لكل الذين رحبوا وأشادوا وعاشوا سطور هذا الكتاب وهم كثيرون كما ذكر وانا انابة عن كل هؤلاء وألئك أقدم الشكر للأستاذ سليمان فهو اولى بذلك الشكر والتقدير منا جميعاً فهو صاحب الفضل وله قصب السبق وضربة البداية في هذا المجال فأذاب الجليد وحرك بركة كانت هامدة جامدة فجرت ينابيع عذبة ننهل منها جميعاً الآن . شكراً لك أبا أحمد فقد آنست وحشتنا وخففت عنا آلام الغربة . الاستاذ سليمان اتفق الناس معك أو اختلفوا فأنت مجتهد فان أصبت فلك أجران وان أخطأت فلك أجر المجتهد الشكر لك مرة أحرى الاستاذ سليمان ومتعك الله بالصحة والعافية .


الاستاذ سليمان الطيب منير من ذلك الجيل المخضرم الذي عايش فترة الاستعمار وتفتحت عيناه على الحكم الوطني والاستقلال فمكنته تلك المعايشة من الخروج بتجربة ثرة خلقت منه ذلك الاداري الفذ الذي لا يشق له غبار ........
شكراً أخي النيل فالاستاذ يستحق ذلك واكثر ...
 
التعديل الأخير:

احمد الحبر

Administrator
طاقم الإدارة
لازلت يومياً أقرأ هذا اللقاء الدسم حتى ظننت أني سأحفظه ..

متعك الله بنعمة الصحة والعافية يا فخر البلد ..

 

BADR ELSIR

Administrator
طاقم الإدارة
التحية والتجلة والإنحناءة للأستاذ سليمان
على هذا اللقاء وهذا الجهد...
وله الشكر ايضا و التهنئه لفك طلاسم كتاب هلال العيلفون فى طبعته الثانيه..
هذه هى أقمار العيلفون
ومن واجبنا فى هذ المنتدى
ان نبحث عنها لتضىء لنا عتمة اليالى..
والشكر أجزله للأستاذ أحمد عبد القادر لولاه لما كان هذا اللقاء ممكنا..
لوكان لنا خمسة أعضاء فى نشاط وهمة
أحمد لتم توثيق الكثير المثير..
شكراً أخى أحمد
 
لازلت يومياً أقرأ هذا اللقاء الدسم حتى ظننت أني سأحفظه ..

متعك الله بنعمة الصحة والعافية يا فخر البلد ..

حقاً أخي أحمد أن مثل هذا اللقاء يجب أن يظل محفوظاً في ذاكرتنا لما يحويه من معلومات قيمة ، تفضل الاستاذ سليمان بها علينا ...
نسأل الله أن يمتعه بالصحة والعافية ،،،
 
التحية والتجلة والإنحناءة للأستاذ سليمان
على هذا اللقاء وهذا الجهد...
وله الشكر ايضا و التهنئه لفك طلاسم كتاب هلال العيلفون فى طبعته الثانيه..
هذه هى أقمار العيلفون
ومن واجبنا فى هذ المنتدى
ان نبحث عنها لتضىء لنا عتمة اليالى..
والشكر أجزله للأستاذ أحمد عبد القادر لولاه لما كان هذا اللقاء ممكنا..
لوكان لنا خمسة أعضاء فى نشاط وهمة
أحمد لتم توثيق الكثير المثير..
شكراً أخى أحمد

التحية والتجلة لك دكتور بدر الدين وانت تضع العيلفون في حدقات العيون دائماً
 
أول ما شعرت به وأنا أغوص في هذا الحوار العذب وأتجول في طرقات ذاك التاريخ الجميل غصة في حلقي ودمعة تأبى أن تنزل ليس لأن المتحدث هو والدي ومبعث فخري فحسب .. بل أيضا حسرة على زمان لم نعشه .. وعلى كفاءات انزوت بعيدا وآثرت الصمت في زمان لم يعد يتسع لفكرهم وخبراتهم رغم أن بلادي في أمس الحاجة لأمثالهم ..
هو الحنين في زمن الغربة والرحيل لأيام خلت لم تترك إلا الذكرى وصدى حبيبا إلى نفس كل من عاشها ونهل من معينها ..
حوار شيق ومعلومات ثرة في علم الإدارة وفن الحكم تستحق الوقوف عندها كثيرا والاستفادة منها لإصلاح مايمكن إصلاحه .. سياحة في تاريخ جميل وصور حبيبة تستحقون عليها كل الشكر والتقدير والعرفان أسرة منتدى العيلفون .. ولك استاذ أحمد عبد القادر عميق شكرنا وتقديرنا وقد شرفتنا بزيارتك لمنزلنا وإجراء هذا الحوار الرائع مع الوالد العزيز ..
والدي العزيز متعك الله بالصحة والعافية وأمد في أيامك ونحن في انتظار المزيد من الإبداع منك ..
 
أول ما شعرت به وأنا أغوص في هذا الحوار العذب وأتجول في طرقات ذاك التاريخ الجميل غصة في حلقي ودمعة تأبى أن تنزل ليس لأن المتحدث هو والدي ومبعث فخري فحسب .. بل أيضا حسرة على زمان لم نعشه .. وعلى كفاءات انزوت بعيدا وآثرت الصمت في زمان لم يعد يتسع لفكرهم وخبراتهم رغم أن بلادي في أمس الحاجة لأمثالهم ..
هو الحنين في زمن الغربة والرحيل لأيام خلت لم تترك إلا الذكرى وصدى حبيبا إلى نفس كل من عاشها ونهل من معينها ..
حوار شيق ومعلومات ثرة في علم الإدارة وفن الحكم تستحق الوقوف عندها كثيرا والاستفادة منها لإصلاح مايمكن إصلاحه .. سياحة في تاريخ جميل وصور حبيبة تستحقون عليها كل الشكر والتقدير والعرفان أسرة منتدى العيلفون .. ولك استاذ أحمد عبد القادر عميق شكرنا وتقديرنا وقد شرفتنا بزيارتك لمنزلنا وإجراء هذا الحوار الرائع مع الوالد العزيز ..
والدي العزيز متعك الله بالصحة والعافية وأمد في أيامك ونحن في انتظار المزيد من الإبداع منك ..
شكراً دكتورة / سلمى ونسأل الله لوالدك العزيز موفور الصحة والعافية ...
 

الاستاذ / سليمان الطيب منير في رئاسة مديرية بحر الغزال في أكتوبر 1968 م حيث كان يشغل منصب مساعد مفتش الحكومة المحليه بمدينة واو مديرية بحر الغزال .


الصورة تحكي عن زمن مضى أنشطر فيه جزء من الوطن والمتمعن فيها يجد معالم كثيرة كانت تميز الضابط الاداري أختفت الآن ....
 
التعديل الأخير:
سيرة ذاتية مشرفة ، ورجل يجبرنا ان نقف احتراما امام جلائل عطائه وثر خبرته، شكرنا الجزيل يمتد للاستاذ أحمد عبد القادر لتسليطه الضوء على هذا الرجل القامه.
 
العم سليمان الطيب اسال الله ان يمدك بالصحة والعافية ونشكرك على اللقاء وسعة الصدر ولقد استفدنا جدا وعرفنا المزيد من اشياء كنا نجهلها واتمنى ان نراك قريبا,,,,,
 
الاستاذ والخبير العالم الورع التقى هذه صفات تطلق لاهلنا المتعلمون الذين افنو زهرة حياتهم علما وعمل لاشك اننى كنت امنى النفس بمقابلتك واتشوق للجلوس لامتع نفسى من علم عالم ولكن لظروف خرجه عن الاراده ولكن لابد لى من ذلك اذا امد الله بالاجال محطات حياتك العمليه مراحل هل لنا ان نسمع مااروع تلك الميريات قديما والان ولايات كما يحلو لااهل الانقاذ خصوصا دارفور وانا طبعا من مواليد ومترعرعى تلك البلاد الجميله هل لنا نسمع راى مقام الخبير ابنك ازهرى صديق عبدالوهاب
 
أعلى