السيدة الخدرا - قصة قصيرة

البحّات

New member
السيدة الخدرا
قصة قصيرة
من و إلى
أستاذي الأمير النفّاج



تحتك عجلا ت حديد البلجيك -بقضبان حديد الإنجليز – فتدور- و يتطاير القادح من تحت المقطور – و تتأرجح عربات المقطور ذات جهة و ذات عكسها –و يجري المقطور – يتلوي مع ( القضيب ) المنصوب فوق أرض درست –بعلم المستعمر .– كم من القوة الضاغطة – تتحمّل – لتضغط على أهل الأرض – ما تشاء – و إن كان الناتج – مشروعاً – عمل فيه – و كسب – كل من أراد من أهل الأرض –بين النيل و بين القضيب .
عربات المقطور لها درجات – النوم –الأولى – الثانية – والثالثة – التي ضمت إليها الرابعة –بقيمة النقد –للمسافر . و الراكبون بقرب النوافذ – كالمتأرجحين بين عربتين – أو مترنحين داخل عربة –الكل مغبّر الجسم – خاصة الرأس –بغبار السيليكا – المدروس تحت عجلات القاطر و المقطورات – غبار يوزع جزيئاته ( الغبشاء ) على السطوح – البشرية . و ( الغباش ) لون – و اللون ظل و ضوء- يطال الخارج و الداخل – بيد أن من بالداخل هم منحوتون ملوّنون.
أعمدة التيليفونات السلكية – الممتدة –على طول خط ( السكة الحديد ) من زمان المستعمر –إنحنى بعضها و- تهاوى متشبثاً بأسلاكه – وطيلة مئتين من السنين و تنيف- ظل بعضها قوياً منتصباً –و كل يجري في لوحة تشكيلية بالنافذة –عكس حركة سير المقطور و بنفس سرعته – منذ عصر ( ماض ) – و عصر (آن ) و اللوحات بلا توقيع- ضربت عليها العتمة الزمنية – لكنه بقيت جمالية – للغادين و الرائحين .
المنحوتون الملونون بالداخل – أطفال – و أمهات – و شباب و شابات و رجال – ( بشر )....و حقائب جلدية – و أكياس (زوادة ).
و لكلّ هم – أغلبهم قفل للديار على شريط النيل – لحصاد ( بلح النخيل ) و هو موسم يعرف (بحش التمر ) – متعة يجدها القادمون من المدينة( لحش التمر ) – مع الأهل –و قضاء الإجازة –في ( قضاء السوالف ) و ما فات من واجب إجتماعي – وحضور زيجات – قُطع يومُها و حُدّد- و الرجوع للصعيد
ببعض (مقاطف البلح )-توزّع للأقربين –وعروسات جلبن لحظ في الصعيد – و قد يكون خريف ريف . و منهم من جاء للبلد لغير ما سبب – لكنهم – بعد – و إن ماتت الحيتان –(فالعرجا- لى مراحا ) .
حتى لا أسقط فوق –تحتي – تشبثت بمقعد-فآخر-حتى (المزيرة)-كوب محكم الوثاق-مثقوب أسفله –شربت (ماء الزير )- و تأرجح نصف الكوب و سال ماؤه على لوني ( السيليكا المدروسة ) .
-ممكن تملا ليّ الكوز دا ؟؟؟
مدت لي الكوب – و اليد –و الذهب-الوجه– و الجمال – و الحسن – و ( الآه ) – و العيون النجل – و الشفاه اللمياوات- الخدود الميساء –و قرون الشعر المسدل كالليل – و ,,,,, غنّت بصوت (وحيد)------ هل تقصدني .....(أنا ) ؟؟؟
هذه المنحوتة – بأبجدية – لا تنوب عن تشكيل ( نحتي ) – و لوني ؟؟؟؟
- جدّاً......جدّاً

قلتها بتعبير – أكّد صدقه – أخذي كفّها – مع الكوب – كفها الحرير – ملأت الكوب – وتشبثت بقوة ( تعديل التفكير ) – و لم يتأرجح – و ما اندلقت قطرة ماء .
و كما تتبدل – من طبق – إلى طبق – كوامن الآتي – صافرة تؤذن لنازل بالنزول – و آخر للصعود بين المنحوتين- عمليات الإحلال و الإبدال و الإزاحة – حين زاد طول مقعدها – كان جلوسي بجوارها – بطلب منها –إنتبهت بلا وعي –و وعيت –دون إستجابة –و إستجبت بكل الرضى .
حدثتني عن البلد-النخيل - النيل – الزراعة –الأنس –فوق شعاع القمر - شعر البلد –حوادث القتل – قتل الحب الطقوسي –الشعر الفصيح –الرقص مع نغمات الطنبور ...:
الحب ليس في القلب – القلب –مفترى عليه – الحب حاجة نفسانية – لا مناص من بحث عنها و العثور عليها – حاجة للروح – ضرورة ......
- - كم رقم هاتفك الجوّال ؟؟؟؟
و المطرة يا شاب – و القناعة – و القسمة و النصيب .....
- أجبتها- واصلتْ – ترنحتُ –أنا المنحوت الملوّن – ( للمزيرة )-آتيها بكوب فارغ تماماً – و أرجع أترنّح – من جديد – أملؤه – آخذ مقعدي داخلها –و هي تحكي – وقف,, القاطر....عطل فني .

على جانبي المقطورات ,تبعثر المنحوتون –منهم –من ملأ إبريقه – و أزال بقايا السيليكا – من على وجهه – أستمع إليها : حدثتني عن إستراتيجيات الإقناع –فاقتنعتُ ولم أقنعها إجتماعاً –قالت لي : رسالتي واضحة– ودست في يدي منديلاً –أخضر اللون – معطراً –
حين يصعب عليك الفهم – تكون مرحلة
أن يتطور – منظور الفكر فيك .
كنت أتوقع أن يصادم قاطرنا – قاطر آخر – و ما كان بحسباني – أن تهدي لي منديلاً – منديلاً أخضر ....
اللهم بك نهتدي .
أصبح الصبح على وجه الوردة الندية الزكية المضيئة النضرة الوديعة الوضيئة نبيلة الشعور و الأحاسيس –
صفّر الصافر
هرع الناس لمقاعدهم – و السطوح –و المراجيح – ملأتْ مقعدها – أدباً و تأدّباً – صفر القاطر.
غسلت بعض غبار وجهي – من ( ماء المزيرة ) – عدت ُلجوارها...
ربما – لا شاهد لوجودها في ( دورة المياه ) –لا تذكر البوفيه البتّة – أين هي ؟
سألت منحوتين بمقعديْن متقابلين :
السيدة الكانت هنا دا وينا ؟
قالت لي ( منحوتة ) : مش السيدة الخديرا ؟
- أيوا
- نان يا جنا- مانزلت البارح؟؟؟و إنت قعدتَ في بكانا ؟؟؟– قول بسم الله
 
التعديل الأخير:
يا الله...
لا أزال مُصِّراً أنّ لك أُسلوبك الخاص المُمَيَّز.
رجعت بي القهقرى لأزمانٍ مَضت لكن لا تزال مَنحوتة بداخِلي فقد كُنت أحد أولئك المُترنِّحِين المُتَّجِهين شمالاً في ذات المَواسم النَماء , و المُدْهِش أنّّنِي كُنت عقب ذلك التَرنّح اِستَحِيل مَنحوتاً على صَفحة النَيل في مُتَرنِّحة كَبيرة تَتَّجه بي من كريمة الحَبيبة إلى دنقلا, كان مِن النادِر أن تَخْتَبر ذات التَفاصِيل بكُلّ رحلةٍ مِن تلك الرحلات, فقد كانت جَمِيعها مُتَجدِّدة كامِلة الإثارة و المُتْعـة!
وكَثيراً ما كُنت أتمنّى بل أدعو على وجه الدِّقة "حالة عُطْلٍ" أُنِيخ بها لَواعِج التَرنّح , و مـا أكثرها!
 
لحب ليس في القلب – القلب –مفترى عليه – الحب حاجة نفسانية – لا مناص من بحث عنها و العثور عليها – حاجة للروح – ضرورة ......
أكثر ما يلفتني في نُصوص البحّات هذه " الفلسفة " الجَمِيلة و الحَقائق التي تأتي في ثنايا النُّصوص.
قال أحدهم و أظنّه أبو ماضي:
آفة الحبّ أنّه في قُلوبٍ و أكْبُدِ
فهو كالنّار لم تَدُم في هَشِيمٍ لموقدِ​
ليته اِخْتَبر معنا واحِدة مِن تلك الرحلات!
( كم من القوة الضاغطة – تتحمّل – لتضغط على أهل الأرض – ما تشاء – و إن كان الناتج – مشروعاً – عمل فيه – و كسب – كل من أراد من أهل الأرض –بين النيل و بين القضيب ) هذه الجُزْئيّة لوحدها تصلح بعد " فَك المَضْغُوط " لتكون نصاً كامِلا , فلك التحايا و كُلّ الود و لا تحرمنا فَيضك أبدا.
-------------
أتوق لنصٍّ مِن هناك مِن عَمق " الجَنُوب "
 

البحّات

New member

أكثر ما يلفتني في نُصوص البحّات هذه " الفلسفة " الجَمِيلة و الحَقائق التي تأتي في ثنايا النُّصوص.
قال أحدهم و أظنّه أبو ماضي:
آفة الحبّ أنّه في قُلوبٍ و أكْبُدِ
فهو كالنّار لم تَدُم في هَشِيمٍ لموقدِ​
ليته اِخْتَبر معنا واحِدة مِن تلك الرحلات!
( كم من القوة الضاغطة – تتحمّل – لتضغط على أهل الأرض – ما تشاء – و إن كان الناتج – مشروعاً – عمل فيه – و كسب – كل من أراد من أهل الأرض –بين النيل و بين القضيب ) هذه الجُزْئيّة لوحدها تصلح بعد " فَك المَضْغُوط " لتكون نصاً كامِلا , فلك التحايا و كُلّ الود و لا تحرمنا فَيضك أبدا.
الحب يا حبيب في أبياتك الرائعة له دفق و دفق - و ما أضيق الأرض التي لا أرض فيها للحنين إلى أحد - يبت من درويش يجعلني درويشاً - النفّاج أستاذي - محامي شاب صغير من أبناء الكاسنجر - هو الملهم لهذه القصة - في منتدانا يكتب الأدباء قصائد أو خواطر - أسرقها و أعمل فيها (عمايل ) - لتصير قصة قصيرة - و أنتظر النقد - لي عدة مقالات بإسم أوراق الذكريات بالجنوب - كتبتها لمنتدانا بسن الطفولة - و قد لا تروق للمنتدين - مثلما كان حظها في منتدانا - بعض أفراد - و بالطبع يا خيري ما كل ما يكتب - يستلطفه كل - سأختار لك - و سلمت يمني و يسرى و يمناّ و يسراّ - و الأهل
-------------
أتوق لنصٍّ مِن هناك مِن عَمق " الجَنُوب "
حيا الله الأديب خيري - وبياه - أكرركل مرة إعزازي للمرور و الهضم و النقد - و ذلك دين على أن أجوّد
ما ارمي به في حديقتكم الغناء
 
منذ البارحة ابحث عن تعليق يناسب تلك الصور البديعة والاشارات المنيعة والخيال الوافر وما جعل الحافر يأخذ رمل حافر -النفاج -ثم يعيده اليه في كرم ادبي نادر-فلم اجد ما يناسب -الا ان اعاتب عتاب المحب -لماذا تظلم نفسك والاخرين

حواشي
النفاج -صديق مشترك بيننا وصاحب ادب مضغوط استوحي منه استاذي عمار هذه القصة
كما فعل مع (الشِق) الشقيق -شِق عمار وعمي انا الرشيد العطا- فيا فخري بهم من اعمام
 

البحّات

New member
منذ البارحة ابحث عن تعليق يناسب تلك الصور البديعة والاشارات المنيعة والخيال الوافر وما جعل الحافر يأخذ رمل حافر -النفاج -ثم يعيده اليه في كرم ادبي نادر-فلم اجد ما يناسب -الا ان اعاتب عتاب المحب -لماذا تظلم نفسك والاخرين

حواشي
النفاج -صديق مشترك بيننا وصاحب ادب مضغوط استوحي منه استاذي عمار هذه القصة
كما فعل مع (الشِق) الشقيق -شِق عمار وعمي انا الرشيد العطا- فيا فخري بهم من اعمام
الحبيب الماشي دنقلا - أحييك و لي عودة لقصتك التي دخلت بين سطور قصة (الخدرا ) -أستاذي
الحبيب طلب : إعزازي للفرح المقرطس في أدب النفاج المقرطس - و جخص الشق -دمت لأعمامك ( غيمة )
تحياتي النواضر
 
تحتك عجلا ت حديد البلجيك -بقضبان حديد الإنجليز – فتدور- و يتطاير القادح من تحت المقطور – و تتأرجح عربات المقطور ذات جهة و ذات عكسها –و يجري المقطور – يتلوي مع ( القضيب ) المنصوب فوق أرض درست –بعلم المستعمر .– كم من القوة الضاغطة – تتحمّل – لتضغط على أهل الأرض – ما تشاء – و إن كان الناتج – مشروعاً – عمل فيه – و كسب – كل من أراد من أهل الأرض –بين النيل و بين القضيب .
الله عليك يا استاذ (وعيني باردي)
(تكثيف عظيم)
 
لا اعتقد بان هذا الاسلوب القصصي يتميز به البحات فهي مدرسة قديمة تناولها العديد من رواة القصة القصيرة واكثر من تميز بهذا الاسلوب هو كاتبنا المتفرد الطيب صالح حيث انه دائما ما يمزج بين الفصحى والعامية لسبب واحد وهو ان المواقف تجبره على هذا النهج كما أن شخصيات رواياته أيضاً خليط بين البسطاء والمتعلمين المثقفين لذا نجد أن الترجمات لروايات الطيب صالح واجهت صعوبات عدة من ناحية الترجمة عدا روايته الشهيرة موسم الهجرة للشمال التي ضربت مثالاً يحتذى به لأن المترجم عاش مع شخصيات الرواية وهنالك الكاتب النيجيري العظيم وليم اجيبي وقد ذكرت هذا النقد على الرغم من البحات صاغ قصة قصيرة وليست رواية.عموما التهنئة لك بحاتنا على هذا التميز ولا عدمناك .
 
التعديل الأخير:
أعلى