الشاعر أحمد محمد الشيخ الجاغريو رحيل بلا وداع ( ٢ )

Hisham Elkhalifa

New member
نستهل هذه الحلقة بسؤال.. من اين جاء هذا الاسم الغريب ( الجاغريو ) ؟ أجاب هو على هذا السؤال فذكر فى تسجيل وثقه المرحوم الأستاذ النور محمد عثمان النص بمنزل المرحوم عبد الرحمن بخيت انه كان مع مجموعة من أبناء العيلفون والدبيبة يسكنون فى منزل بحى ( الترس ) وهو حى المقرن الحالى و كانت دور العرض فى تلك الأيام تعرض فيلم كاوبوى بطله اسمه ( جاك راى) فأطلق العزابة هذا الاسم فى البداية على المرحوم العم حسن مضوى ثم انتقل الاسم للشاعر.قال انه كان يتضايق عندما ينادونه بهذا الاسم ولكنه أحبه بعد ذلك فأصبح فى لحظات ( الانتشاء ) يصيح بأعلى صوته انا (جاك راى) ثم تحرف الاسم إلى الجاغريو . برع شاعرنا أكثر ما برع فى الشعر العاطفى فرفد المكتبة السودانية بعيون من شعر الحقيبة. كانت تربيته الصوفية وأخلاقه العالية تمنعه من أن يصرح بأسماء محبوباته من من يكتب فيهن الاغانى وقد ذكر لى العم المرحوم عامر ود موسى من اهلنا العيشاب وهو نديم و صديق للشاعر انه كان عندما يسأله احد الجالسين عن اسم الفتاة التى يتغنى بها كان يصمت ثم ينهض مغادرا المكان . كان عفيفا فى عاطفته لذلك عندما كانت الأصابع تشير لفتاة معينه لم تكن أسرة الفتاة تتحرج من ذلك لمعرفتهم انه من نوع ( الحب بالنظر ) ولا يتعدى ذلك أبدا.كانت اغنية ( طار قلبى ) هى تاج الاغانى العاطفية التى ترنم بها فقد كانت نتيجة تجربة عاطفية قاسية انتهت بالحزن وغدر الحبيب والصديق معا. حكى لى ابن أخيه الأستاذ محمد عبد الرحمن الشيخ أن الجاغريو احب فتاة من أسرة اغريقية معروفة حبا ملك عليه عقله وكان هو صديقا لشقيقها فكان يقضى معهم اوقاتا طويلة حتى قرر الزواج منها. سافر الجاغريو فى مهمة خارج العاصمة وعندما رجع وجد أن محبوبته قد تزوجت من اعز أصدقاءه فترك ذلك جرحا داميا لم يندمل ابدا فكتب أغنيته الخالدة : طار قلبى وقال ماهو عايد
مادام مفارق اللى ارواحنا سايد
كانت اغانية دائما موجهة لشخص واحد ولم يشذ عن ذلك إلا فى اغنية ( سميرى ) التى غنى فيها لأكثر من فتاة رأيت اثنان منهما فى زواج ( نجوى ) بنت عمى عثمان الخليفة رحمه الله وبرغم انهما كانتا فى خريف العمر إلا أن مسحة الجمال الباهر لم تمحوها السنون والايام اما الثالثة فقد اكتفى بذكر اسم أسرتها وهى أسرة( مناديلى ) المعروفة فى الخرطوم جنوب وكان هذا خروجا عن المألوف ربما لأن هؤلاء الفتيات كن معروفات بالجمال الفاتن والحسن البديع. هنالك اغنية ثار حولها لغط كثيف ولكننى سمعت الرواية من من أثق فى حديثه وهى اغنية ( البى العصر مرورو ) . حدثنى من عاصر أحداثها ان البداية كانت من فتاة اسمها قمر تدلعها النسوة باسم ( قمير ) كانت قمر هذه قد أحضرها أهلها ليرقيها الخليفة بركات وأقامت مع عمتنا جدة الخليفة احمد . كانت قمر تشاهد شابا وسيما فارع الطول يخرج من المنزل المجاور ذاهبا للمدرسة لأداء درس العصر على التلاميذ فقد كان يعمل معلما فاعجبت به ايما اعجاب ثم بدأت ترنم ببداية الأغنية: حبيبى وين البى العصر مرورو
التقطها الجاغريو فاضاف إليها أبيات اكملتها فنانة شعبية من بنات العيلفون كانت مشهورة آنذاك فقالت :
ابو.....فلان ... بريه
نقلوا التونج الجنوبية وكان المعلم الوسيم قد نقل للجنوب
وختمتها باسم ذلك الشاب ظاهرا :
يتعلى و يزيد وظيفه
ال S ود الخليفه
وال S هو اول حرف فى اسم بطل الأغنية. لعل الكثيرون هنا يعرفون الرواية وبطل الرواية منهم أخونا الطاهر محمد صباحى كما حكى لى ذات مرة وسلامتكم

هشام الخليفة القاهرة /العيلفون٢٥/١٢/٢٠٢٠
 
أعلى