الشاعر أحمد محمد الشيخ الجاغريو.. رحيل بلا وداع ( 4 )

Hisham Elkhalifa

New member
نواصل ما انقطع امس من حديث عن الشاعر الضخم والمغنى البلبل الجاغريو. ختمنا حديثنا امس باغانى الفخر والحماسة ولكن أغانيه كلها سلسلة متشابكة من الدرر والجواهر كل واحدة تفوق الأخرى حسنا وبهاءا فكما تغنى الجاغريو للقبيلة التى خرج منها كذلك تغنى للقبيلة الأكبر وهى الوطن فقال :
للميدان مارقين سوا هوى ياليلا
شافن العدو انكوى
يوم الدفاس والدودوا
المسقى فى الهامات عوى
ماضلو ما بعرفو الجوى
وعدوهم يشرب ما روى

هوى ياليلى
ثم قال فى قصيدة أخرى فى حب الوطن :
نحن صغيرنا عندو حياتو ما هميه
وفى زمن الحروب الواحد يزن الميه
نحن ارواحنا يفدن ناس سعاد وصفيه

ونحن اللى وطننا وعودنا ديمه وفيه
وقبل أن نغادر هذه المحطه يجب أن نذكر محبة الجاغريو بجانب القبيلة والوطن للزعيم اسماعيل الازهرى بطل استقلال السودان فقد تغنى له قائلا :
انت أخونا انت نبعنا انت سبعنا
وين فايتنا يا الهوا الفيك ما شبعنا
و اللى ينكسر المرق بعد ما طلعنا

والزارعنا غير الله الليجى يقلعنا
وهنالك ايضا الأغنية التى جادله فيها الناس كثيرا وهى التى يقول فيها:
اسمر لونو لادن جسمو يزدرى بالقلوب فار بسمو ...حتى يقول :
امات البنات يتلمو بقو يلدوا عليهو ويسمو
فقد اعتبرها الناس اغنية غزل ولكنه اعتبرها اغنية فى حب الازهرى
فحاجج الناس قائلا : ( منو الكان الامات بسمو عليه غير ازهرى؟)
فافحم بهذا الرد الجميع.

وقريبا من هذا الضرب من الغناء غنى لفقدان هدايا من الحبيب فقد نعى هدية الحبيب ( المنديل ) الذى ضاع منه وكذلك الطاقية وقصتها انه كان فى طريقه لإحياء حفل زواج احد أصدقاءه من أبناء العيلفون الذين يقيمون فى ( حلفاية الملوك ) وفى الطريق هطلت أمطار غزيرة مصحوب بعواصف فطارت الطاقية من رأسه ولم يكن من الممكن الرجوع للبحث عنها فقد ارخى الليل سدوله وعم الظلام والطريق موحل. كانت هذه الطاقية هدية من شخص عزيز عليه وهى فتاة من منطقة الخرطوم ثلاثة امتازت بالجمال الفائق والحسن البديع فبدا يترنم بالاغنية وعندما وصل الحلفاية كانت الأغنية قد اكتملت فاستهل بها الحفل وفيها يقول :
ذكرى المطره شاعت يوم الاربعاء
اريت ارواحنا ضاعت حليل المسبوكه ضاعت
ثم يواصل:
يبكيك معاكى عبدو هو العارف حقيقتك
ومن خوف الحوادث ما اتفاول شقيقتك
البيروتى يبهت ما بتبهت عقيقتك
فراقك حار على
بالسنين دقيقتك
إلى أن يصرح علانية باسم المحبوبة وهى من المرات القليلة التى يفعل فيها ذلك وربما لأن الفتاة كانت شخصية معروفة ويقال انها كانت ( دايه ) فيقول:
يا الروضه والتايه يالرخا قولى ووب
وأصبح ليل شتاى
وتحفظ ايد ( منينه ) يا ماحى الخطايا

وهنا ذكر ( اسم الدلع ) لمحبوبته ونكتفي بهذا القدر حتى نلتقى فى حلقة أخرى

وسلامتكم

هشام الخليفة القاهرة / العيلفون ٢٧ /١٢/٢٠٢٠
 
أعلى