الشيخ إدريس الخليفة محمد العجيمي ابوالكل ايقونة الزمن الجميل!!

العيلفون ... رموزٌ ومعالم
الشيخ إدريس الخليفة محمد العجيمي ( 2021-1935 م )
أبو الكل أيقونة الزمن الجميل !!!

قد تبدو الأسافير ومواقع التواصل الاجتماعي أو بالأحرى مواقع التناحر الاجتماعي فارغة ٌ تماماً من محتواها إذا لم يجد فيها القارىء صباح كل يوم جديد نبأ كارثة أو فضيحة مجلجلة أو جريمة مروعة ... دعونا نكسر عادة وثقافة هذا العصرالتعيس الذي نعيشه ونتنفسه لنتفيأ ولو لبضع لحظات عطر شخصية عيلفونية نادرة ومتفردة عشنا أيامها ، وتفتحت أعيننا على مكارمها وفضائلها ؛ فأصبحت اسماً في حياتنا وجزءاً من نسيجنا وحكاياتنا ،وأفراحنا، وأتراحنا واختاره - المولى عز وجل- إلى جواره في زمان "كرونا" اللئيم يوم الثلاثاء الموافق " 6/4/2021" ؛ فمضى لبارئه راضياً مرضية مع الصديقين والأبرار ... دعونا نقترب أكثر من حياض هذا الرجل الشهم المقدام العبد الفقير إلى الله "الشيخ إدريس الخليفة محمد العجيمي" الشهير "بأبي الكل" ؛ الشخصية الشعبية الأولى في العيلفون التي حبّها الجميع والذي رحل عنّا في صمت ودون جلبة أو ضوضاء بعد أن ملأ الدنيا بهجة وسروراً وأشاع الفرح بين معارفه وأهله وأصدقائه وزملائه وعارفي فضله ؛ ففي العقدين الأخيرين في تاريخ بلدنا "العيلفون" تغيرت أشياء كثيرة في حياتنا ومن حولنا ظللنا نبحث عن أشخاص نعرفهم وتألفهم عقولنا وقلوبنا وعن أماكن تعودنا أن نزورها ونطرق أبوبها فلا نجد هذه أو تلك ... البلد تكبر والنسيج يتشكل والمعالم تتغير والناس يكبرون ويشيخون ... قيمٌ تفنى وتزول وأبنيةٌ تنهد وأخرى جديدة تأخذ مكانها ويزداد العمران ،وتضمحل الأخلاق ، و يقل الصبر وتضيق النفوس ، ونفتقد في كل يوم عزيزاً ورفيقاً وصديقاً ... الأرض الواسعة والحيشان الفسيحة ضاقت بأهلها جدبت الأرض وجف الضرع وذبلت الأزاهير والورود ... نبحث عن أشخاص مثل "أبو الكل " فلا نجدهم فكأنما الزمان أصبح غير الزمان والمكان غير المكان المباني والناس أصبحت وكأنها جزر معزولة انحسر عنها البحروانعدمت فيها ضجيج الحركة والحياة وكأني أرى مجتمع بلدتي العيلفون ونسيجها الاجتماعي والثقافي الذي صهرها وشكل مكوناتها عبر القرون مثلها مثل مدن وقرى أهل السودان لا تخرج عن ثلاث... فئة عاشت في العيلفون ولم تخرج منها إلا "للشديد القوي" بحثاً عن غرض أو علاج وهؤلاء يرون فيها وكأنها دولة قائمة ذات صولجان أحلامهم الصغيرة وتطلعاتهم فيها لا تتعدى حاجز الزمان والمكان الذي عاشوا فيه وألفوه وكان مصدر حبهم وإلهامهم يحبونها وكأنهم يكرهونها و يكبلونها وكأنهم يفكون قيدها يصنعون الأسباب والمسببات ويختزلون الحياة كلها في معالم وأمكنة وشخوص وشخصيات والفئة الثانية هم الذين ارتبطت جذورهم بالعيلفون وانفتحوا على الدنيا والحياة وعاشوا في المدن وخالطوا الناس والمجتمعات واستقر بهم المقام في العيلفون ويحاولون جاهدين أن يحدثوا التغيير الاستفادة من عوامل الاحتكاك وعجلة المواكبة والتغيير ولكن يظلون في حالة شد وجذب مع الفئة الأولى و ثالثة الأثافي شريحة المغتربين الذين تفرقت بهم السبل واكتسبوا من الخبرات والتجارب ما اكتسبوا وأصبحت العيلفون بالنسبة لهم مجرد حلم كبير ووطن لابد من العودة إليه وإن طال السفر وهؤلاء هم الذين أحدثوا ويحدثون كل هذا الحراك الثقافي والمجتمعي الدائر الآن في العيلفون بنفراتهم ومباداراتهم بين صيحات المثبطين ودعوات المشفقين المخلصين يقودهم الحنين ويقتلهم الشوق والوطنية الحقة والرغبة العارمة لفعل شيء ما لأهلهم ومواطنيهم دونما تحزب لحي أو قبيلة أوفريق ، ولكن عزيزنا وفقيدنا "أبو الكل" كان نسيجاً وحده لا من هؤلاء ولا هؤلاء ولم يكن في يوم من الأيام طرفاً في نزاع أوشجار أو صدام وإنما مشى بين الناس رسولاً للفرح وزارعاً الخير والبهجة في النفوس فأنتج فراخاً تطير بالسرور، فكان صورة طبق الأصل لإنسان العيلفون المتصالح مع نفسه المتعافي الشهم الكريم المتسامح الشجاع المقدام ... العيلفون الأمكنة والشخوص عوالمه التي بنى عليها حياته ونسج بها خيوط حكاياته وقصصه ... "أبو الكل" صاحب وسيلة واحتفاء ذاتي عفوي و"مكانيزم " داخلي يضج بالفرح وأسلوب خاص وحباه الله ببديهة حاضرة وذكاء فطري وقلب كبير لا ينضوي على بغض أوكراهية لأحد والكثيرون ربما اكتشفوا أن "أبو الكل" كان يحبهم على طريقته الخاصة وحاسته الساخرة الساحرة ... مفرداته وصوت حروفه ... "أبو الكل" الجلوس إلى جواره متعة والحديث معه لا يمل والساعة قُربه " تبدو أقصر من دقيقة " و حبلى بمئات المُلح والطرائف والقفشات عاش حياته البسيطة عمقاً ومحبة بين الناس ومع الناس في المجالس والمجتمعات قاوم المرض اللعين في صبر وجلد وإباء وأحب بلا ملل وأعطى بلا منٍ أو أذى .. ثمة أشياء أخرى كثيرة جعلته محفوراً في مخيلتي وذاكرتي ومخيلة الكثيرين أمثالي ربما ابتسامته المطبوعة على الدوام وتجهش بالضحك والبكاء في آن واحد ربما نشأته التي جعلته أخاً واحداً لعدد من الإخوة والأخوات غير الأشقاء وربما اسمه المتفرد الذي أطلق عليه تيمناً بوالده الأكبر "الشيخ إدريس ود الأرباب" ؛ وربما ارتباط الاسم في مخيلتي "بنادي الوفاق شيخ أندية العيلفون الذي لعبت فيه وترعرعت في دياره وميادينه وكان "أبو الكل" من غلاة مناصريه ومحبيه وربما لارتباطه ببصات العيلفون وزمانها الزاهي وريادته لسائقي اللواري والشاحنات في زمان كان سائق "اللوري" أشبه فيه "بكباتن" الطائرات ربما... ربما وأخيراً رحمك الله "أبو الكل" "حبيب الكل" وغشيت قبرك شآبيب رحمة الله وعطره الله برائحة الجنان وجعل البركة في عقبك وذريتك ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .


 

احمد الحبر

Administrator
طاقم الإدارة
رحم الله ابوالكل .. صاحب الفضائل والمكارم .. واحد ظرفاء العيلفون ورموزها ..

اللهم آنس وحشته ووسع مرقده وادخله الجنة بغير حساب .. واجعل البركه في ذريته
 

BADR ELSIR

Administrator
طاقم الإدارة
الرحمة والمغفرة لأبى كل العيلفون ( أبو الكل)
او (كلكله ) كما يحلو للبعض بمناداته...
كان يمتاز بالطرفة وسرعة البديهة
وطريقة فى الكلام لايعرفها إلا هو..
كان شيخ عرب ونشمى وحاتمى الطبع ..
رجل تألفه من أول لقاء ولا تمل الحديث معه ..
اللهم يمن كتابه ويسر حسابه وادخله جنات النعيم

مع حبيبك المصظفى صلى الله عليه وسلم
 
أعلى