Hisham Elkhalifa
New member
ملامح من الحياة اليومية فى الطوابق
هشام الخليفة القاهرة ٢١/١٢/ ٢٠٢٠
والطوابق هى جزء ( من حى الهرم ) العريق فى القاهرة فبعد أن ارتفعت أسعار الشقق بصورة لا تطاق بدأ الناس يخرجون لأطراف القاهرة حيث أسعار الاراضى زهيدة جدا علاوة على الجو النقى والهدوء الذى يبعث فى النفس الراحة .
اول من فطن لذلك الفنانون الذين أرادوا أن يعيشوا حياة الافلام التى يمثلونها فقصدوا الاطراف فاشتروا الأراضى الشاسعة وبنوا فيها الفلل الفارهة و شيدوا أحواض السباحة وملاعب التنس ومضامير الخيول وكان اولهم عادل إمام واشرف عبد الباقى وعبلة كامل ولاعب كرة القدم ابو تريكة اما الفنان الشعبى شعبان عبد الرحيم ( شعبولا ) فهو اصلا من المنطقة.
عندما فكرت فى الاستقرار فى القاهرة ذهب تفكيرى لاختيار منطقة هادئة وبأسعارها زهيدة فكان اختيارى لمنطقة الطوابق التى هى جزء من( حى الهرم ) وهى منطقة للطبقة فوق الوسطى تتخللها بؤر من التجمعات السكانية مرتفعة الثمن ( compounds ) مثل ال ( Town Valley ) الذى يقع على بعد خطوات من منزلى .
تمتد ( الطوابق ) من منتصف( شارع فيصل ) المعروف حتى الشريط المائى الذى يتلوى مثل الثعبان ويطلقون عليه اسم ( ترعة المريوطية ) . الحياة هنا جميلة وسهلة حيث يقف السكان فى البلكونات وينزلون السلال البلاستيكية يشترون الخضروات والفواكه من الباعة المتجولين اما اغراض البقالة فتطلبها بالتليفون و يرسلها صاحب السيوبرماركت على عنوانك اما انا فقد اعتدت أن اختر كل شيئ بنفسى.
كل بداية اسبوع اخرج من العمارة فيستقبلنى البوابون بعبارات الترحيب الودودة ( اهلا يا بية ) ( إزيك يا باشا ) ( مرحبا يا ابن النيل ) وهى عبارات تمتلئ بالحميمية والمودة. اذهب للتسوق فى سوق صغير على ( شارع فيصل ) اسمه ( سوق الطوابق ) وفيه تجد كل متطلباتك من الخضروات والفاكهة اما اللحوم والدجاج والأسماك فهناك عربات ( القوات المسلحة ) و ( وزارة الداخلية ) التى تبيع كل هذه المنتوجات الحيوانية من لحوم وأسماك الدجاج وسمن وزيت وعسل واجبان بأسعار تقل عن سعر السوق بكثير. فانا مثلا اشترى منها كيلو اللحمة السودانية ب80 جنيه بينما يباع فى اقرب جزارة ب 140 جنية.
بعد أن أفرغ من شراء مستلزمات المنزل من الخضر والفاكهة وهى برخص التراب فكيلو البرتقال واليوسفى ب 5 جنية بينما يتراوح سعر كيلو الخضروات بين ال 5 و 10 جنيه. اختم جولتى عند الفوال وهو مكان صغير عبارة عن جزء من مدخل عمارة أمامه عربة يقف خلفها شبان ثلاثة يبيعون الفول والطعمية والبطاطس والمخللات واشترى ما يكفيني لاسبوع ب 30 جنيها فقط وعندما زارنى اخى من فرنسا وعرف السعر وضع يديه على رأسه و جلس على الأرض لان ذلك يساوى واحد يورو بينما ثمن علية البيبسي فى فرنسا 5 يورو أى ما يعادل 100 جنية .تنتهى جولتى فى سوق الطوابق فى قهوة صغيرة فيها ارتاح واحتسى كوبا من القهوة المضبوطة التى تعدل المزاج.
هنالك التقى بسيدة عجوز بنضارة نظر سميكة تبيع العيش وعندما ترانى تستقبلى بعبارات الترحيب ( اهلا يا قمر ) ( تعال يا سمارة اشترى العيش السخن ) كانت تطربنى هذه العبارة فهى تعكس حميمية ومودة عميقة غير انتى اكتشفت مع الأيام أن هذه العبارات ليست حكرا على وإنما تستقبل بها كل زبون ذكرا كان أم امرأة. هذه المرأة البسيطة وقد ضعفت ذاكرتها وقل نظرها توصلت بذكاء المصرى الصميم انه يصعب عليها أن تحفظ كل اسماء المترددين عليها فاكتفت بهذا التعبير المعمم الذى يحمل العاطفة والحب ( اهلا يا قمر ) .
اجلس هناك ويمر فى خاطرى شريط الذكريات فى سوق العيلفون ونحن أطفالا صغار ... صور الجزارين الاعمام داؤؤد خالد الدنقلاوى شيشه الجيلى ود شتور عبدالله الطويل وباعة الخضروات الذين يفترشون الارض ود الشيخ محمود عبد الحكم قريبه سارو زينوبة والدابى الذى ياتى من الدويخلة كل صباح على حمار عجوز عليهم الرحمة اجمعين . اما فى طرف السوق من الجهة الشرقية فيجلس( الحبوب ) أمامه أكوام العيش( المايو ) و (الفوتريتة) بينما يجلس العمدة مصطفى بركات يراقب حركة السوق بعين يقظة. حيا الله أيام العيلفون الجميلة ومرحبا بأيام الطوابق وحى الهرم .
هشام الخليفة القاهرة ٢١/ ١٢/٢٠٢٠
هشام الخليفة القاهرة ٢١/١٢/ ٢٠٢٠
والطوابق هى جزء ( من حى الهرم ) العريق فى القاهرة فبعد أن ارتفعت أسعار الشقق بصورة لا تطاق بدأ الناس يخرجون لأطراف القاهرة حيث أسعار الاراضى زهيدة جدا علاوة على الجو النقى والهدوء الذى يبعث فى النفس الراحة .
اول من فطن لذلك الفنانون الذين أرادوا أن يعيشوا حياة الافلام التى يمثلونها فقصدوا الاطراف فاشتروا الأراضى الشاسعة وبنوا فيها الفلل الفارهة و شيدوا أحواض السباحة وملاعب التنس ومضامير الخيول وكان اولهم عادل إمام واشرف عبد الباقى وعبلة كامل ولاعب كرة القدم ابو تريكة اما الفنان الشعبى شعبان عبد الرحيم ( شعبولا ) فهو اصلا من المنطقة.
عندما فكرت فى الاستقرار فى القاهرة ذهب تفكيرى لاختيار منطقة هادئة وبأسعارها زهيدة فكان اختيارى لمنطقة الطوابق التى هى جزء من( حى الهرم ) وهى منطقة للطبقة فوق الوسطى تتخللها بؤر من التجمعات السكانية مرتفعة الثمن ( compounds ) مثل ال ( Town Valley ) الذى يقع على بعد خطوات من منزلى .
تمتد ( الطوابق ) من منتصف( شارع فيصل ) المعروف حتى الشريط المائى الذى يتلوى مثل الثعبان ويطلقون عليه اسم ( ترعة المريوطية ) . الحياة هنا جميلة وسهلة حيث يقف السكان فى البلكونات وينزلون السلال البلاستيكية يشترون الخضروات والفواكه من الباعة المتجولين اما اغراض البقالة فتطلبها بالتليفون و يرسلها صاحب السيوبرماركت على عنوانك اما انا فقد اعتدت أن اختر كل شيئ بنفسى.
كل بداية اسبوع اخرج من العمارة فيستقبلنى البوابون بعبارات الترحيب الودودة ( اهلا يا بية ) ( إزيك يا باشا ) ( مرحبا يا ابن النيل ) وهى عبارات تمتلئ بالحميمية والمودة. اذهب للتسوق فى سوق صغير على ( شارع فيصل ) اسمه ( سوق الطوابق ) وفيه تجد كل متطلباتك من الخضروات والفاكهة اما اللحوم والدجاج والأسماك فهناك عربات ( القوات المسلحة ) و ( وزارة الداخلية ) التى تبيع كل هذه المنتوجات الحيوانية من لحوم وأسماك الدجاج وسمن وزيت وعسل واجبان بأسعار تقل عن سعر السوق بكثير. فانا مثلا اشترى منها كيلو اللحمة السودانية ب80 جنيه بينما يباع فى اقرب جزارة ب 140 جنية.
بعد أن أفرغ من شراء مستلزمات المنزل من الخضر والفاكهة وهى برخص التراب فكيلو البرتقال واليوسفى ب 5 جنية بينما يتراوح سعر كيلو الخضروات بين ال 5 و 10 جنيه. اختم جولتى عند الفوال وهو مكان صغير عبارة عن جزء من مدخل عمارة أمامه عربة يقف خلفها شبان ثلاثة يبيعون الفول والطعمية والبطاطس والمخللات واشترى ما يكفيني لاسبوع ب 30 جنيها فقط وعندما زارنى اخى من فرنسا وعرف السعر وضع يديه على رأسه و جلس على الأرض لان ذلك يساوى واحد يورو بينما ثمن علية البيبسي فى فرنسا 5 يورو أى ما يعادل 100 جنية .تنتهى جولتى فى سوق الطوابق فى قهوة صغيرة فيها ارتاح واحتسى كوبا من القهوة المضبوطة التى تعدل المزاج.
هنالك التقى بسيدة عجوز بنضارة نظر سميكة تبيع العيش وعندما ترانى تستقبلى بعبارات الترحيب ( اهلا يا قمر ) ( تعال يا سمارة اشترى العيش السخن ) كانت تطربنى هذه العبارة فهى تعكس حميمية ومودة عميقة غير انتى اكتشفت مع الأيام أن هذه العبارات ليست حكرا على وإنما تستقبل بها كل زبون ذكرا كان أم امرأة. هذه المرأة البسيطة وقد ضعفت ذاكرتها وقل نظرها توصلت بذكاء المصرى الصميم انه يصعب عليها أن تحفظ كل اسماء المترددين عليها فاكتفت بهذا التعبير المعمم الذى يحمل العاطفة والحب ( اهلا يا قمر ) .
اجلس هناك ويمر فى خاطرى شريط الذكريات فى سوق العيلفون ونحن أطفالا صغار ... صور الجزارين الاعمام داؤؤد خالد الدنقلاوى شيشه الجيلى ود شتور عبدالله الطويل وباعة الخضروات الذين يفترشون الارض ود الشيخ محمود عبد الحكم قريبه سارو زينوبة والدابى الذى ياتى من الدويخلة كل صباح على حمار عجوز عليهم الرحمة اجمعين . اما فى طرف السوق من الجهة الشرقية فيجلس( الحبوب ) أمامه أكوام العيش( المايو ) و (الفوتريتة) بينما يجلس العمدة مصطفى بركات يراقب حركة السوق بعين يقظة. حيا الله أيام العيلفون الجميلة ومرحبا بأيام الطوابق وحى الهرم .
هشام الخليفة القاهرة ٢١/ ١٢/٢٠٢٠