بمناسبة شهر رمضان الكريم : كرسي جنة عدن يستضيف الشيخ/ عبدالحفيظ مضوي قيامة ..

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

احمد الحبر

Administrator
طاقم الإدارة
فتح هذا البوست ليكون بمثابة تعارف عن قرب بين الأعضاء .. في كل مره سنستضيف عضو من أعضاء المنتدى ليُجيب على اسئلة الاعضاء ..

فترة الجلوس على الكرسي اسبوع واحد أو أكثر حسب توافر الاسئلة .. ومن ثم سنفتح المجال لعضو أخر ..

ونتمنى من الاعضاء التجاوب مع هذا ( الكرسي ) بكل أريحية لأنه سيكون بمثابة بطاقة تعريفية عن العضو ..

 

احمد الحبر

Administrator
طاقم الإدارة


بمناسبة الشهر الفضيل نتشرف اليوم باستضافة الشيخ الوقور/ عبد الحفيظ مضوي .. متمنين أن نقضي معه وقتاً طيباً ومفيداً .. لا سيما وشيخ حفيظ بحر في العلوم الدينية ورجل جالس الكثير من علماء السعودية ويمتلك ذخيره طيبة من الفقه والفتاوي .. كما أن شيخ عبد الحفيظ يمتلك مكتبه صوتيه اسلامية كبيره ظل يسهم بها في جميع أعمال الخير والأعمال الدينية ..


 

احمد الحبر

Administrator
طاقم الإدارة
السؤال الأول :
البطاقة التعريفية ؟
الاسم .. النشأة .. المراحل الدراسية .. الوظيفة الحالية والسابقة .. مكان العمل .. مكان الاقامة ..

 

Abu mohamed

New member
مرحب بشيخنا الودود عبد الحفيظ رضان كريم وتصوم وتفطر على خير ، وحقيقة والله كم نحنا سعداء بانضمامك للمنتدى الذي عُطر و ازدان بوجودك المشرق المشرف سؤالي يا شيخ عبد الحفيظ :

* هل الاموات يتزاورون في قبورهم ؟
* وهل يسمع الأموات الأحياء ؟
* وهل يحس الميت بما يفعل الحي ؟
 

um rayan

Administrator
مرحب بك شيخ عبد الحفيظ في الكرسي الساخن ورمضان كريم
وقبل جلوسك عليه تفضل اولا ..........ولي عودة
 
أخونا عبدالحفيظ حفظك الله ومشرف جنة عدن بجلوسك
أسأل الله أن يعطيك :

أطيب ما في الدنيا..محبة الله

وأحسن ما في الجنة..رؤية الله

وأنفع الكتب..كتاب الله

وأن يجمعك بأبر الخلق .. رسول الله ، وأن يبلغك رمضان ويبارك لك فيه

اللهم آمين
بما إنه أختى ام ريان سبقتنى بالعصير أكيد على القهوة
 
اولا رمضان كريم على الجميع وتصومو وتفطرو على الف خير ..
والف مرحب بك اخي الفاضل الشيخ عبد الحفيظ مضوي قيامه ونسال الله ان يتقبل الصيام والقيام ,, وشرفت الكرسي بوجودك عليه ونحن في انتظار مضابط هذا الحوار ..

تحياتي : ياسر السر
 

احمد الحبر

Administrator
طاقم الإدارة
معذرة لكل الأعضاء :
بسبب عطب في الخدمة الاسفيرية تأخر شيخ حفيظ عن الرد ولكنه سيعود حتماً اليوم أو غداً ..
 

um rayan

Administrator
حاولت عدة جهات وهيئات وقف عرض مسلسل عمر بن الخطاب الذي يعرض في قناة mbc بما فيهم الامير عبد العزيز بن فهد حتى أن أحد رجال الاعمال عرض على القناة دفع المبالغ التى صرفتها في انتاجه مقابل ايقاف عرضه..
سؤالي ماحكم تمثيل الصحابة والتابعين رضى الله عنهم واخراج حياتهم في مسلسلات افلام ......
 
معذرة لكل الأعضاء :
بسبب عطب في الخدمة الاسفيرية تأخر شيخ حفيظ عن الرد ولكنه سيعود حتماً اليوم أو غداً ..



بمناسبة الشهر الفضيل نتشرف اليوم باستضافة الشيخ الوقور/ عبد الحفيظ مضوي .. متمنين أن نقضي معه وقتاً طيباً ومفيداً .. لا سيما وشيخ حفيظ بحر في العلوم الدينية ورجل جالس الكثير من علماء السعودية ويمتلك ذخيره طيبة من الفقه والفتاوي .. كما أن شيخ عبد الحفيظ يمتلك مكتبه صوتيه اسلامية كبيره ظل يسهم بها في جميع أعمال الخير والأعمال الدينية ..


بسم اللع الرحمن الرحيم

أهنئكم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك وفقنا الله واياكم فيه للصيام والقيام وصالح الأعمال وكل عام وأنتم بخير000 أنني جالست بعض العلماء وطلبت العلم نعم ولكنني ليس بشيخ أنني فقير الي الله ونسأل الله أن يفقهنا في الدين ويوجد في المنتدي من هم افضل مني علما وأتمني أن أكون عند حسن ظنكم بي 00
 
السؤال الأول :
البطاقة التعريفية ؟
الاسم .. النشأة .. المراحل الدراسية .. الوظيفة الحالية والسابقة .. مكان العمل .. مكان الاقامة ..


الاسم:عبد الحفيظ مضوي محمد (قيامة ) أحمد حمد مضوي
الوالدة :بتول مصطفي محمود الحبر مضوي
الميلاد : مارنجان ( مدني ) 12/11/1959 م
المراحل الدراسية :الابتدائية عبدالرحمن بخيت حاليا 0 المتوسط العيلفون 0الثانوي العيلفون 0 معاهد في القاهرة
تلكس دولي - وتكيف وتبريد 0 ودورات في هندسة الصوت
الوظيفة:الحالية مهندس صوت في المؤسسة الاسلامية وعندنا أذاعات في آسيا وأفريقيا وشغلي كله بالغات الاجنبية 0
الوظيفة السابقة:مدير تسجيلات الجهاد الاسلامية من عام 1409 هــ الي 1431 هـ وامتلك ستديو صوت ومعمل سيدي في البيت وجاهز الي اي عمل خيري في مجال الصوتيات 0
مكان الاقامة :المملكة العربية السعودية الرياض حي الربوة 0 جوال 0503290948
 
مرحب بشيخنا الودود عبد الحفيظ رضان كريم وتصوم وتفطر على خير ، وحقيقة والله كم نحنا سعداء بانضمامك للمنتدى الذي عُطر و ازدان بوجودك المشرق المشرف سؤالي يا شيخ عبد الحفيظ :

* هل الاموات يتزاورون في قبورهم ؟
* وهل يسمع الأموات الأحياء ؟
* وهل يحس الميت بما يفعل الحي ؟

يُجيب على هذا السؤال
الشيخ :: عبدالرحمن البراك , وفقـه الله

السؤال :

-حول مسألة تزاور الأموات فيما بينهم وما الصحيح في ذلك؟ مع الإحالة على المراجع قدر الاستطاعة.

الجـواب :

وأما مسألة تزاور الأموات فهو من جنس ما قبله، تذكر فيه آثار، وقد أورده ابن القيم في نفس الكتاب، ولا أذكر شيئاً مما يعول عليه لإثبات هذه الحال، ولكن نعلم أن أرواح المؤمنين مع بعضها في الجملة، وكذلك أرواح الكافرين، والله أعلم بالغيب، ومما يتعلق بمسألة عرض أعمال الأحياء على الأموات أو شعورهم بشيء عنها مسألة سماع الموتى،

وقد دلّ القرآن على أن الأموات لا يسمعون، كما قال –سبحانه وتعالى-: "إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين" [النمل:80]، وقال –سبحانه وتعالى-: "وما أنت بمسمع من في القبور" [فاطر:22]، لكن ورد أن الميت إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم، انظر ما رواه البخاري (1338) ومسلم (2870) من حديث أنس –رضي الله عنه-، وما صحّ من الأحاديث في زيارة القبور والسلام على أهلها يأخذ منه بعض أهل العلم أنهم يسمعون كلام المسلِّم عليهم بدليل التوجّه إليهم بالخطاب، وأضف على ذلك ما روي من قوله –صلى الله عليه وسلم-: "ما من رجل يمرُّ على قبر أخ له كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه فيرد عليه السلام"، أو كما جاء في الحديث، انظر العلل المتناهية (1523) ومعجم الشيوخ (333)

وهذه الأحاديث لا يصح الاستدلال بها على أن الأموات يسمعون كل ما يقال عند قبورهم فضلاً عمّا بعد عنهم، فيجب الاقتصار على ما ورد به الدليل، فنقول: الأصل أن الأموات لا يسمعون شيئاً من أقوال الأحياء إلاّ ما دلّ عليه الدليل، ولا يسمعون من يناديهم ليخبرهم بشيء من الأمور، فضلاً أن يسمعوا من يناديهم يستغيث بهم، ويطلب منهم الشفاعة عند الله، ولو كان ذلك قريباً من قبورهم، فضلاً عمّا يكون بعيداً عنهم،

ومع إثبات ما ورد من السماع فإننا لا نثبته إلا على الإطلاق، لا نشهد لمعين بأنه يسمع سلام المُسلِّم عليه أو يسمع مشي المشيِّعين له عند الانصراف عنه، لكن نثبت ذلك على وجه الإجمال والإطلاق، وقوفاً على حدّ ما يقتضيه الدليل، والدليل جاء مطلقاً ليس فيه تعيين لمن يحصل له ذلك، وإنما جاء مطلقاً عاماً، فيجب الوقوف مع دلالته دون زيادة،

وبهذا يعلم أن ما يفعله القبوريون عند قبور من يعظمونه من دعائهم والاستغاثة بهم أو دعاء الله عند قبورهم أن ذلك دائر بين البدعة والشرك، فيجب الوقوف عند حدود الله في زيارة القبور وغيرها، فإن زيارة القبور إنما شرعت إحساناً للموتى بالدعاء لهم، وانتفاعاً للحيّ بتذكر الآخرة، نسأل الله البصيرة في الدين والفرقان المبين .
 
أخونا عبدالحفيظ حفظك الله ومشرف جنة عدن بجلوسك
أسأل الله أن يعطيك :

أطيب ما في الدنيا..محبة الله

وأحسن ما في الجنة..رؤية الله

وأنفع الكتب..كتاب الله

وأن يجمعك بأبر الخلق .. رسول الله ، وأن يبلغك رمضان ويبارك لك فيه

اللهم آمين
بما إنه أختى ام ريان سبقتنى بالعصير أكيد على القهوة

جزاك الله خيرا اولاً على الدعاء وعلى القهوة تقطع العطش في هذا الشهر الكريم 0
 
اولا رمضان كريم على الجميع وتصومو وتفطرو على الف خير ..
والف مرحب بك اخي الفاضل الشيخ عبد الحفيظ مضوي قيامه ونسال الله ان يتقبل الصيام والقيام ,, وشرفت الكرسي بوجودك عليه ونحن في انتظار مضابط هذا الحوار ..

تحياتي : ياسر السر

أخى الاستاذا ياسر تقبل الله صيامكم وقيامكم وأسأل الله أن يعيننى على المطباط الهوائية والترابية 0
 
حاولت عدة جهات وهيئات وقف عرض مسلسل عمر بن الخطاب الذي يعرض في قناة mbc بما فيهم الامير عبد العزيز بن فهد حتى أن أحد رجال الاعمال عرض على القناة دفع المبالغ التى صرفتها في انتاجه مقابل ايقاف عرضه..
سؤالي ماحكم تمثيل الصحابة والتابعين رضى الله عنهم واخراج حياتهم في مسلسلات افلام ......

فتاوى العلماء في حكم تمثيل الصحابة الأجلاء

بسم الله الرحمن الرحيم


فتوى رقم ( 4723 ) :
س: ما حكم تمثيل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والصحابة والتابعين رضي الله عنهم؟ وعن تمثيل الأنبياء وأتباعهم من جانب والكفار من جانب آخر؟

ج: أولا: إن المشاهد في التمثيليات التي تقام والمعهود فيها طابع اللهو وزخرفة القول والتصنع في الحركات ونحو ذلك مما يلفت النظر ويستميل نفوس الحاضرين ويستولي على مشاعرهم ولو أدى ذلك إلى لي في كلام من يمثله، أو تحريف له أو زيادة فيه، وهذا مما لا يليق في نفسه فضلا عن أنه يقع تمثيلا من شخص أو جماعة للأنبياء وصحابتهم وأتباعهم فيما يصدر عنهم من أقوال في الدعوة والبلاغ، وما يقومون به من عبادة وجهاد أداء للواجب ونصرة للإسلام. ثانيا: إن الذين يشتغلون بالتمثيل يغلب عليهم عدم تحري الصدق وعدم التحلي بالأخلاق الإسلامية الفاضلة، وفيهم جرأة على المجازفة وعدم مبالاة بالانزلاق إلى ما لا يليق ما دام في ذلك تحقيق لغرضه من استهواء الناس وكسب للمادة ومظهر نجاح في نظر السواد الأعظم من المتفرجين، فإذا قاموا بتمثيل الصحابة ونحوهم أفضى ذلك إلى السخرية والاستهزاء بهم والنيل من كرامتهم والحط من قدرهم وقضى على مالهم من هيبة ووقار في نفوس المسلمين.
ثالثا: إذا قدر أن التمثيلية لجانبين، جانب الكافرين كفرعون أبي جهل ومن على شاكلتهما، وجانب المؤمنين كموسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام وأتباعهم - فإن من يمثل الكافرين سيقوم مقامهم ويتكلم بألسنتهم فينطق بكلمات الكفر ويوجه السباب والشتائم للأنبياء ويرميهم بالكذب والسحر والجنون.. إلخ، ويسفه أحلام الأنبياء وأتباعهم ويبهتهم بكل ما تسوله له نفسه من الشر والبهتان مما جرى من فرعون وأبي جهل وأضرابهما مع الأنبياء وأتباعهم لا على وجه الحكاية عنهم، بل على وجه النطق بما نطقوا به من الكفر والضلال هذا إذا لم يزيدوا من عند أنفسهم ما يكسب الموقف بشاعة ويزيده نكرا وبهتانا وإلا كانت جريمة التمثيل أشد وبلاؤها أعظم وذلك مما يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه من الكفر وفساد المجتمع ونقيصة الأنبياء والصالحين. رابعا: دعوى أن هذا العرض التمثيلي لما جرى بين المسلمين والكافرين طريق من طرق البلاغ الناجح والدعوة المؤثرة والاعتبار بالتاريخ - دعوى يردها الواقع، وعلى تقدير صحتها فشرها يطغى على خيرها. ومفسدتها تربو على مصلحتها وما كان كذلك يجب منعه والقضاء على التفكير فيه. خامسا: وسائل البلاغ والدعوة إلى الإسلام ونشره بين الناس كثيرة، وقد رسمها الأنبياء لأممهم وآتت ثمارها يانعة؛ نصرة للإسلام، وعزة للمسلمين، وقد أثبت ذلك واقع التاريخ فلنسلك ذلك الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ولنكتف بذلك عما هو إلى اللعب وإشباع الرغبة والهوى أقرب منه إلى الجد وعلو الهمة، ولله الأمر كله من قبل ومن بعد وهو أحكم الحاكمين.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز 3-269


________
السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 2442 )
س 3: ما حكم تمثيل الصحابة رضي الله عنهم على مسارح المدارس؟
ج 3: سبق أن نظر مجلس هيئة كبار العلماء في ذلك وأصدر قرارا فيه، وفيما يلي نص مضمونه:
1 - إن الله سبحانه أثنى على الصحابة وبين منزلتهم العالية، ومكانتهم الرفيعة، وفي إخراج حياة أي واحد منهم على شكل مسرحية أو فيلم سينمائي منافاة لهذا الثناء الذي أثنى الله عليهم به، وتنزيل لهم من المكانة العالية التي جعلها الله لهم وأكرمهم بها.
2 - أن تمثيل أي واحد منهم سيكون موضعا للسخرية والاستهزاء به، ويتولاه أناس غالبا ليس للصلاح والتقوى مكان في حياتهم العامة، والأخلاق السامية، مع ما يقصده أرباب المسارح من جعل ذلك وسيلة إلى الكسب المادي، وأنه مهما حصل من التحفظ فسيشتمل على الكذب والغيبة، كما يضع تمثيل الصحابة رضوان الله عليهم في أنفس الناس وضعا مزريا، فتتزعزع الثقة بأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتخف الهيبة التي في نفوس المسلمين من المشاهدين، وينفتح باب التشكيك على المسلمين في دينهم، والجدل والمناقشة في أصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم ، ويتضمن ضرورة أن يقف أحد الممثلين موقف أبي جهل وأمثاله، ويجري على لسانه سب بلال وسب الرسول صلى الله عليه وسلم ، وما جاء به من الإسلام، ولا شك أن هذا منكر، كما يتخذ هدفا لبلبلة أفكار المسلمين نحو عقيدتهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم .
3 - ما يقال من وجود مصلحة، وهي إظهار مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب، مع التحري للحقيقة، وضبط السيرة وعدم الإخلال بشيء من ذلك بوجه من الوجوه ؛ رغبة في العبرة والاتعاظ - فهذا مجرد فرض وتقدير، فإن من عرف حال الممثلين وما يهدفون إليه عرف أن هذا النوع من التمثيل يأباه واقع المسلمين ورواد التمثيل، وما هو شأنهم في حياتهم وأعمالهم.
4 - من القواعد المقررة في الشريعة أن ما كان مفسدة محضة أو راجحة فإنه محرم، وتمثيل الصحابة على تقدير وجود مصلحة فيه، فمفسدته راجحة. فرعاية للمصلحة وسدا للذريعة، وحفاظا على كرامة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يجب منع ذلك.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
26-264


________________
فتوى رقم ( 2044 ) :
س: هل يجوز تمثيل الصحابة لأننا نقدم تمثيليات وقد أوقفنا إحداها رغبة في معرفة الحكم.
ج: تمثيل الصحابة أو أحد منهم ممنوع؛ لما فيه من الامتهان لهم والاستخفاف بهم وتعريضهم للنيل منهم، وإن ظن فيه مصلحة فما يؤدي إليه من المفاسد أرجح، وما كانت مفسدته أرجح فهو ممنوع، وقد صدر قرار من مجلس هيئة كبار العلماء في منع ذلك.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
1-712
 
شيخ عبد الحفيظ مُباركٌ عليكم شهر رمضان رزقنا الله وإيّاكم صيامـه وقيامه وتَقبُّله..
* ما شهده العالم العربي في الآونة الأخيرة مما عُرِف بالربيع العربـي شَهِد تَبايُناً في الآراء التأصِيلِية ربما كان مُتأثِّراً بالمواقف السياسِية الدولية والإقليمية والمَذهَبِيّة على ضوء الحالة الليبية و المصرية واليمنية و السُـورِية التي شهِدت قِمّة ذلك الزخم التناقُضي .. ما رأي عبد الحفيظ الشخصي في الأمــر
* حديث السمع والطاعة وإن تأمَّر عليكم عَبدٌ حبشِي مُفردة تأمّـر"تَفعَّل" يُستَشف منها الوُصول للسُلطة بالقوة أي غَلبة طرف أو شخص على طرف أو اشخاص آخــرين ليتك تشـرح لنا رأي المشائخ بما يُذهِب ويُوضِّح ما قد يَشُوب ذلك من غُموض..
تحياتي لكم وللأُســرة الكريمـة
 

احمد الحبر

Administrator
طاقم الإدارة
هذا السؤال وردني عن طريق الهاتف :
امرأه حامل في أشهرها الأخيرة .. هل تصوم أم تفطر ؟!!
واذا أفطرت هل عليها القضاء والكفارة أم الكفارة فقط ؟!

 
شيخ عبد الحفيظ مُباركٌ عليكم شهر رمضان رزقنا الله وإيّاكم صيامـه وقيامه وتَقبُّله..
* ما شهده العالم العربي في الآونة الأخيرة مما عُرِف بالربيع العربـي شَهِد تَبايُناً في الآراء التأصِيلِية ربما كان مُتأثِّراً بالمواقف السياسِية الدولية والإقليمية والمَذهَبِيّة على ضوء الحالة الليبية و المصرية واليمنية و السُـورِية التي شهِدت قِمّة ذلك الزخم التناقُضي .. ما رأي عبد الحفيظ الشخصي في الأمــر
* حديث السمع والطاعة وإن تأمَّر عليكم عَبدٌ حبشِي مُفردة تأمّـر"تَفعَّل" يُستَشف منها الوُصول للسُلطة بالقوة أي غَلبة طرف أو شخص على طرف أو اشخاص آخــرين ليتك تشـرح لنا رأي المشائخ بما يُذهِب ويُوضِّح ما قد يَشُوب ذلك من غُموض..
تحياتي لكم وللأُســرة الكريمـة

الاخ الاستاذ ياسر اسأل من أهل الهلال وأرسى الجبال أن يجعلك كل رمضان وأنت فى أحسن حال وأولادك .

منزلة السمع والطاعة للولاة في الإسلام وخطورة الخروج عليهم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
فإن السمع والطاعة لولاة أمر المسلمين أصل من أصول العقيدة السلفية، قل أن يخلو كتاب فيها من تقريره وشرحه وبيانه، وما ذلك إلا لبالغ أهميته وعظيم شأنه، إذ بالسمع والطاعة لولاة أمور المسلمين تنتظم مصالح الدين والدنيا معا، وبالافتيات عليهم قولا أو فعلا فساد الدين والدنيا.
وقد عُلم بالضرورة من دين الإِسلام أنه لا دين إلاَّ بجماعة، ولا جماعة إلاَّ بإمامة، ولا إمامة إلاَّ بسمع وطاعة.
ولما كانت مسألة السمع والطاعة لولاة المسلمين بهذه المنزلة العالية أفردها العلماء بالبيان سواء كان ذلك في مصنفات خاصة، أو ببحوث مفردة أو ملحقة لمسائل الاعتقاد عند بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة والذي تميزوا به عن سائر الفرق التي شطت عن المنهج السوي والصراط المستقيم الذي تركنا عليه النبي صلى الله عليه وسلم.
وليس عبثاً إدراج هذه المسألة في قضايا الاعتقاد إلا لأن الإخلال بها له خطورته في الدين والدنيا؛ ومفاسده التي يدركها كل من له أدنى مسكة من عقل.
فمنزلة ولاة المسلمين ومكانتهم ووجوب السمع والطاعة لهم في المعروف فاضت به الأدلة؛ في الكتاب والسنة، وأكثر التأكيد عليه الأئمة، في القديم والحديث.
فمن الأدلة في الكتاب قول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}سورة النساء(آية/59).
وقال الله تبارك وتعالى ((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)) [آل عمران : 103]
وقال سبحانه وتعالى ((وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )) [الأنفال : 46]
وقال تعالى: ((وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)) [آل عمران : 105]
وقال سبحانه ((وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)) [المؤمنون : 52 ، 53]
وقال سبحانه وتعالى ((...وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) )) [الروم : 31 ، 32]
والآيات في هذا المعنى كثيرة، والكتاب كله أمر بالاجتماع ونهي عن الفرقة، وهي في مجملها داخلة في الدلالة على وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر؛ لأن بالسمع والطاعة لهم تجتمع الكلمة، ويقل التفرق.
وأما الأدلة من السنة فقد روى البخاري في صحيحه عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَمَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَدْ أَطَاعَنِي وَمَنْ عَصَى أَمِيرِي فَقَدْ عَصَانِي.
وروى أيضاً عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَإِنْ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ.
وروى أيضاً عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ يَرْوِيهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَكَرِهَهُ فَلْيَصْبِرْ فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يُفَارِقُ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَيَمُوتُ إِلَّا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً.
وروى أيضاً بسنده عن نَافِعٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلَا سَمْعَ وَلَا طَاعَةَ.
وأخرج مسلم في صحيحه عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكَ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ ».
وروى أيضاً عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ: إِنَّ خَلِيلِى أَوْصَانِى أَنْ أَسْمَعَ وَأُطِيعَ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا مُجَدَّعَ الأَطْرَافِ.
وروى أيضاً عَنْ يَحْيَى بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَدَّتِى تُحَدِّثُ أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- يَخْطُبُ فِى حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَهُوَ يَقُولُ: « وَلَوِ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ يَقُودُكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا ».
وروى أيضاً عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِى الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ وَعَلَى أَثَرَةٍ عَلَيْنَا، وَعَلَى أَنْ لاَ نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ، وَعَلَى أَنْ نَقُولَ بِالْحَقِّ أَيْنَمَا كُنَّا لاَ نَخَافُ فِى اللَّهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ.
وروى أيضاً عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِى أُمَيَّةَ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ مَرِيضٌ فَقُلْنَا حَدِّثْنَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ بِحَدِيثٍ يَنْفَعُ اللَّهُ بِهِ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم.
فَقَالَ: دَعَانَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَبَايَعْنَاهُ فَكَانَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِى مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا وَأَنْ لاَ نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ قَالَ « إِلاَّ أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ ».
وروى أيضاً عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِى أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا ». قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَأْمُرُ مَنْ أَدْرَكَ مِنَّا ذَلِكَ قَالَ « تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِى عَلَيْكُمْ وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الَّذِى لَكُمْ ».
وروى الإمام مسلم أيضاً عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ الْحَضْرَمِىِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلَ سَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِىُّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: يَا نَبِىَّ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ قَامَتْ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ وَيَمْنَعُونَا حَقَّنَا فَمَا تَأْمُرُنَا؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ فِى الثَّانِيَةِ أَوْ فِى الثَّالِثَةِ، فَجَذَبَهُ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ وَقَالَ: « اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ ».
وروى أيضاً عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: « سَتَكُونُ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ فَمَنْ عَرَفَ بَرِئَ وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ وَلَكِنْ مَنْ رَضِىَ وَتَابَعَ ». قَالُوا أَفَلاَ نُقَاتِلُهُمْ قَالَ « لاَ مَا صَلَّوْا ».
وروى أيضاً عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: « خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ ». قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ فَقَالَ « لاَ مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاَةَ وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلاَتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ وَلاَ تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ ».
وروى البخاري في صحيحه عن ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ إِلَّا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً.
فتضمنت هذه الأحاديث الصحيحة وجوب السمع والطاعة لأولي الأمر، وأن مكانتهم في الشريعة ليست كمكانة بقية الأفراد، فقد أوجبت لهم حقوقاً زائدة عن تلك الحقوق الواجبة بين أفراد المسلمين؛ وذلك مما يجلي مكانتهم ويعلي قدرهم.
وفيما يلي ننقل بعض الآثار وكلام العلماء الثقات في يخص هذه المسألة حتى لا يبقى شك في قلب المسلم تجاه هذه القضية، ويدرك أنها من أمهات القضايا ومن المسلمات أيضا؛ وحتى يكون على بينة من أمره.
روى ابن أبي شيبة في مصنفه (8 / 614) عن عبادة بن الصامت قال لجنادة بن أبي أمية الانصاري : تعال حتى أخبرك ماذا لك وماذا عليك ؟ إن عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك والاثرة عليك وأن تقول بلسانك وأن لا تنازع الأمر أهله إلا أن ترى كفرا بواحا.
وروى عبد الرزاق في مصنفه (11 / 330) عن أبي رجاء قال: سمعت بن عباس رضي الله عنهما يقول: من خرج من الطاعة شبرا فمات فميتته جاهلية.
وروى الخلال في كتاب السنة (1 / 87) عَنْ سَعْدِ بْنِ حُذَيْفَةَ, عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ : مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَقَدْ فَارَقَ الإِسْلاَمَ.
وروى ابن أبي عاصم في كتابه السنة (2 / 488) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: نهانا كبراؤنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تسبوا أمراءكم ولا تغشوهم ولا تبغضوهم واتقوا الله واصبروا فإن الأمر قريب.
وقال الحسن البصري - رحمه الله تعالى - في الأمراء: "هم يلون من أمورنا خمساً: الجمعة، والجماعة، والعيد، والثغور، والحدود. والله لا يستقيم الدين إلاَّ بهم، وإن جاروا وظلموا. والله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون، مع أن طاعتهم والله لغبطة، وأن فرقتهم لكفر""آداب الحسن البصري" لابن الجوزي (ص121)
وروى الخلال في كتاب السنة (1 / 73) قال: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ , قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَذُكِرَ لَهُ السُّنَّةُ وَالْجَمَاعَةُ وَالسَّمْعُ وَالطَّاعَةُ, فَحَثَّ عَلَى ذَلِكَ وَأَمَرَ بِهِ.
وروى الخلال أيضاً في كتاب السنة (1 / 79) قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كِبْرَانَ, قَالَ : سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ , يَقُولُ : حِبَّ أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّكَ , وَلاَ تَكُنْ رَافِضِيًّا , وَاعْمَلْ بِالْقُرْآنِ , وَلاَ تَكُنْ حَرُورِيًّا , وَاعْلَمْ أَنَّ مَا أَتَاكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ , وَمَا أَتَاكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ , وَلاَ تَكُنْ قَدَرِيًّا , وَأَطِعِ الإِمَامَ , وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا.
ونقل الإمام اللالكائي في كتابه اعتقاد أهل السنة (1 / 167) عن الإمام علي بن المديني أنه قال: ....ثم السمع والطاعة للائمة وأمراء المؤمنين البر والفاجر، ومن ولي الخلافة باجماع الناس ورضاهم، لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ليلة إلا وعليه إمام برا كان او فاجرا فهو أمير المؤمنين، والغزو مع الأمراء ماض إلى يوم القيامة البر والفاجر.
وقال الإمام محمد بن أبي زمنين في كتابه أصول السنة (1 / 249) باب فِي وُجُوبِ اَلسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، ثم قال: وَمِنْ قَوْلِ أَهْلِ اَلسُّنَّةِ أَنَّ اَلسُّلْطَانَ ظِلُّ اَللَّهِ فِي اَلْأَرْضِ، وَأَنَّهُ مَنْ لَمْ يَرَ عَلَى نَفْسِهِ سُلْطَانًا بَرًّا كَانَ أَوْ فَاجِرًا فَهُوَ عَلَى خِلَافِ اَلسُّنَّةِ.
وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: (أَطِيعُوا اَللَّهَ وَأَطِيعُوا اَلرَّسُولَ وَأُولِي اَلْأَمْرِ مِنْكُمْ) وَفَسَّرَ أَهْلُ اَلْعِلْمِ هَذِهِ اَلْآيَةَ بِتَفَاسِيرَ تَئُولُ إِلَى مَعْنًى وَاحِدٍ إِذَا تَعَقَّبَهَا مُتَعَقِّبٌ.
كَانَ اَلْحَسَنُ يَقُولُ: هُمْ اَلْعُلَمَاءُ، وَكَانَ اِبْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: هُمْ أُمَرَاءُ اَلسَّرَايَا، كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً أَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا، وَأَمَرَهُمْ أَنْ لَا يُخَالِفُوهُ وَأَنْ يَسْمَعُوا لَهُ وَيُطِيعُوا.
وَكَانَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ يَقُولُ: هُمْ اَلْوُلَاةُ أَلَّا تَرَى أَنَّهُ بَدَأَ بِهِمْ فَقَالَ: (إِنَّ اَللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا اَلْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) يَعْنِي: اَلْفَيْءَ وَالصَّدَقَاتِ اَلَّتِي اِسْتَأْمَنَهُمْ عَلَى جَمْعِهَا وَقَسْمِهَا، (وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ اَلنَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) قَالَ: فَأَمَرَ اَلْوُلَاةَ؛ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا نَحْنُ فَقَالَ: أَطِيعُوا اَللَّهَ وَأَطِيعُوا اَلرَّسُولَ وَأُولِي اَلْأَمْرِ مِنْكُمْ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيكُمْ مَالٌ، قَالَ: ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ اَلْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا عَاقِبَةً.
قَالَ مُحَمَّدٌ: فَالسَّمْعُ وَالطَّاعَةُ لِوُلَاةِ اَلْأَمْرِ أَمْرٌ وَاجِبٌ وَمَهْمَا قَصَّرُوا فِي ذَاتِهِمْ فَلَمْ يَبْلُغُوا اَلْوَاجِبَ عَلَيْهِمْ، غَيْرَ أَنَّهُمْ يُدْعَوْنَ إِلَى اَلْحَقِّ، وَيُؤْمَرُونَ بِهِ، وَيَدُلُّونَ عَلَيْهِ، فَعَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَى رَعَايَاهُمْ مَا حُمِّلُوا مِنْ اَلسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لَهُمْ.
وبوب الإمام الآجري في كتابه الشريعة باباً فقال: باب في السمع والطاعة لمن ولي أمر المسلمين ، والصبر عليهم وإن جاروا ، وترك الخروج عليهم ما أقاموا الصلاة، ثم أورد أحاديث وآثاراً تقرر هذه المسألة، ومن ذلك قوله: أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد البحتري الجبائي قال : حدثنا محمد بن عبيد بن حساب قال : حدثنا حماد بن زيد قال : حدثنا عمرو بن يزيد صاحب الطعام ، قال : سمعت الحسن أيام يزيد بن المهلب يقول : - وأتاه رهط - فأمرهم أن يلزموا بيوتهم ، ويغلقوا عليهم أبوابهم ، ثم قال : والله لو أن الناس إذا ابتلوا من قبل سلطانهم صبروا ما لبثوا أن يرفع الله عز وجل ذلك عنهم ، وذلك أنهم يفزعون الى السيف فيوكلون إليه ، ووالله ما جاؤوا بيوم خير قط ، ثم تلا : (وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون) .
وروى الإمام الآجري بإسناده في كتاب الشريعة عن سويد بن غفلة قال : قال لي عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لعلك أن تخلف بعدي ، فأطع الإمام ، وإن كان عبداً حبشياً، وإن ظلمك فاصبر، وإن ضربك فاصبر، وإن دعاك إلى أمر منقصة في دينك فقل : سمع وطاعة ، دمي دون ديني .
ثم قال عقب هذا الأثر: فان قال قائل : أين الذي يحتمل عندك قول عمر رضي الله عنه فيما قاله؟ قيل له : يحتمل - والله تعالى أعلم - أن نقول : من أمر عليك من عربي أو غيره، أسود أو أبيض أو أعجمي فأطعه فيما ليس لله عز وجل فيه معصية ، وإن ظلمك حقاً لك، وإن ضربك ظلماً لك ، وانتهك عرضك ، وأخذ مالك ، فلا يحملك ذلك على أنه يخرج عليه سيفك حتى تقاتله ، ولا تخرج مع خارجي حتى تقاتله ، ولا تحرض غيرك على الخروج عليه ، ولكن اصبر عليه .
وقد يحتمل به أن يدعوك إلى منقصة في دينك من غير هذه الجهة ، ويحتمل أن يأمرك بقتل من لا يستحق القتل، أو بقطع عضو من لا يستحق ذلك، أو بضرب من لا يحل ضربه، أو بأخذ مال من لا يستحق أن يؤخذ ماله، أو بظلم من لا يحل له ولا لك ظلمه، فلا يسعك أن تطيعه، فإن قال لك: إن لم تفعل ما امرك به قتلتك، أو ضربتك، فقل: دمي دون ديني، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق عز وجل، ولقوله صلى الله عليه وسلم : إنما الطاعة في المعروف. انتهى كلامه رحمه الله.
وقال رحمه الله أيضاً في كلامه على من نهج منهج الخوارج : « فلا ينبغي لمن رأى اجتهاد خارجي، قد خرج على إمام - عدلاً كان الإمام أو جائراً - فخرج، وجمع جماعة، وسلّ سيفه، واستحل قتال المسلمين؛ فلا ينبغي له أن يغتر بقراءته للقرآن، ولا بطول قيامه في الصلاة، ولا بدوام صيامه، ولا بحسْن ألفاظه في العلم، إذا كان مذهبه مذهب الخوارج».الشريعة " (ص 28)
وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم: (1 / 262) وأما السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين ففيها سعادة الدنيا، وبها تنتظم مصالح العباد في معاشهم، وبها يستعينون على إظهار دينهم وطاعة ربهم، كما قال على بن أبي طالب رضي الله عنه: إن الناس لا يصلحهم إلا إمام، برُّ أو فاجر؛ إن كان فاجراً عبد المؤمن فيه ربه وحمل الفاجر فيها إلى أجله.
وقال الأشعري في رسالته أهل الثغر (ص 297) : « وأجمعوا على السمع والطاعة لأئمة المسلمين،وعلى أن كل مَنْ ولي شيئاً من أمورهم عن رضىً أو غلبة ،وامتدت طاعته - من برٍ وفاجر - لا يلزم الخروج عليه بالسيف جارَ أو عَدَل ،وعلى أن يغزوا معه العدو، ويحج معهم البيت،وتُدْفع إليهم الصدقات إذا طلبوها،ويُصلى خلفهم الجمع و الأعياد ».
وقال الإمام ابن عبد البر رحمه الله: « فالصبر على طاعة الإمام الجائر أولى من الخروج عليه، لأنّ في منازعته والخروج عليه: استبدال الأمن بالخوف، وإراقة الدماء، وانطلاق أيدي الدهماء، وتبييت الغارات على المسلمين، والفساد في الأرض، وهذا أعظم من الصبر على جور الجائر ».الاستذكار (14/41)
وقال الإمام النووي رحمه الله: « أجمع العلماء على وجوب طاعة الأمراء في غير معصية». شرح صحيح مسلم (12/237)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: مجموع الفتاوى (35 / 9-12) فَذَلِكَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ مِنْ طَاعَةِ وُلَاةِ الْأُمُورِ وَمُنَاصَحَتِهِمْ : هُوَ وَاجِبٌ عَلَى الْمُسْلِمِ ؛ وَإِنْ اسْتَأْثَرُوا عَلَيْهِ . وَمَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ وَرَسُولُهُ مِنْ مَعْصِيَتِهِمْ : فَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْهِ ؛ وَإِنْ أُكْرِهَ عَلَيْهِ..... وَمَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ مِنْ طَاعَةِ وُلَاةِ الْأُمُورِ وَمُنَاصَحَتِهِمْ وَاجِبٌ عَلَى الْإِنْسَانِ وَإِنْ لَمْ يُعَاهِدْهُمْ عَلَيْهِ وَإِنْ لَمْ يَحْلِفْ لَهُمْ الْأَيْمَانَ الْمُؤَكَّدَةَ كَمَا يَجِبُ عَلَيْهِ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالزَّكَاةُ وَالصِّيَامُ وَحَجُّ الْبَيْتِ . وَغَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ مِنْ الطَّاعَةِ ؛ فَإِذَا حَلَفَ عَلَى ذَلِكَ كَانَ ذَلِكَ تَوْكِيدًا وَتَثْبِيتًا لِمَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ مِنْ طَاعَةِ وُلَاةِ الْأُمُورِ وَمُنَاصَحَتِهِمْ ... وَأَمَّا أَهْلُ الْعِلْمِ وَالدِّينِ وَالْفَضْلِ فَلَا يُرَخِّصُونَ لِأَحَدِ فِيمَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ مِنْ مَعْصِيَةِ وُلَاةِ الْأُمُورِ وَغِشِّهِمْ وَالْخُرُوجِ عَلَيْهِمْ : بِوَجْهِ مِنْ الْوُجُوهِ كَمَا قَدْ عُرِفَ مِنْ عَادَاتِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالدِّينِ قَدِيمًا وَحَدِيثًا وَمِنْ سِيرَةِ غَيْرِهِمْ ".
وقال رحمه الله أيضاً: مجموع الفتاوى (28 / 179) وَأَمَّا مَا يَقَعُ مِنْ ظُلْمِهِمْ وَجَوْرِهِمْ بِتَأْوِيلِ سَائِغٍ أَوْ غَيْرِ سَائِغٍ فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُزَالَ لِمَا فِيهِ مِنْ ظُلْمٍ وَجَوْرٍ كَمَا هُوَ عَادَةُ أَكْثَرِ النُّفُوسِ تُزِيلُ الشَّرَّ بِمَا هُوَ شَرٌّ مِنْهُ وَتُزِيلُ الْعُدْوَانَ بِمَا هُوَ أَعْدَى مِنْهُ؛ فَالْخُرُوج عَلَيْهِمْ يُوجِبُ مِنْ الظُّلْمِ وَالْفَسَادِ أَكْثَرَ مِنْ ظُلْمِهِمْ فَيُصْبَرُ عَلَيْهِ كَمَا يُصْبَرُ عِنْدَ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ عَلَى ظُلْمِ الْمَأْمُورِ وَالْمَنْهِيِّ فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ.
وقال رحمه الله في : منهاج السنة (4/527-531) : « وقلَّ مَنْ خرج على إمام ذي سلطان؛ إلا كان ما تولَّد على فعله من الشر؛ أعظم مما تولد من الخير، كالذين خرجوا على يزيد بالمدينة، وكابن الأشعث الذي خرج على عبد الملك بالعراق، وكابن المهلب الذي خرج على ابنه بخراسان، وكأبي مسلم صاحب الدعوة الذي خرج عليهم بخراسان أيضاً،وكالذين خرجوا على المنصور بالمدينة والبصرة،وأمثال هؤلاء...
وغاية هؤلاء إما أن يَغْلِبُوا ، وإما أن يُغْلَبُوا، ثم يزول ملكهم، فلا يكون لهم عاقبة، فإن عبدالله بن علي وأبا مسلم هما اللذان قتلا خلْقاً كثيراً، وكلاهما قتله أبو جعفر المنصور، وأما أهل الحرة وابن الأشعث وابن المهلب وغيرهم؛ فهُزِموا وهُزِم أصحابهم، فلا أقاموا ديناً، ولا أبقوا دنيا، والله تعالى لا يأمر بأمر لا يصلح به صلاح الدين ولا صلاح الدنيا، وإن كان فاعل ذلك من أولياء الله المتقين، ومن أهل الجنة، فليسوا أفضل من علي وعائشة وطلحة والزبير وغيرهم، ومع هذا لم يَحْمدُوا ما فعلوه من القتال، وهم أعظم قدراً عند الله، وأحسن نية من غيرهم..
ولهذا استقر أمْر أهل السنة على تَرْكِ القتال في الفتنة، للأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وصاروا يذكرون هذا في عقائدهم، ويأمرون بالصبر على جَوْر الأئمة، وترْك قتالهم، وإن كان قد قاتل في الفتنة خلق كثير من أهل العلم والدين..
وهذا كله مما يبين أن ما أمر به الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الصبر على جور الأئمة، وتَرْكِ قتالهم والخروج عليهم؛ هو أصلح الأمور للعباد في المعاش والمعاد، وأن من خالف ذلك متعمداً أو مخطئاً؛ لم يحصل بفعله صلاح، بل فساد، ولهذا أثنى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على الحسن بقوله :" إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين "، ولم يُثْنِ على أحد لا بقتال في فتنة، ولا بخروج على الأئمة، ولا نَزْع يدٍ من طاعة، ولا مفارقة للجماعة ». انتهى كلامه المتين رحمه الله.
وقال الإمام ابن حجر رحمه الله : « وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه وأن طاعته خيرٌ من الخروج عليه لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء » فتح الباري (13/71).
وبعد الجولة المختصرة في النصوص من الكتاب والسنة وأقوال السلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من العلماء الربانيين، يتضح أن مسألة السمع والطاعة لولاة المسلمين وحرمة الخروج عليهم بالسيف وغيره ليست من المسائل الفرعية أو الثانوية المتروكة لبيان الحكم فيها لكل أحد، بل الأدلة فيها محكمة مبينة لا تحتمل التأويل أو القياس الفاسد.
ولعل ما سبق بيانه كاف لمن أراد لنفسه الهدى والنجاة والسير على ما كان عليه الرعيل الأول المشهود لهم بالفضل والإمامة في الدين.
 
هذا السؤال وردني عن طريق الهاتف :
امرأه حامل في أشهرها الأخيرة .. هل تصوم أم تفطر ؟!!
واذا أفطرت هل عليها القضاء والكفارة أم الكفارة فقط ؟!


وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في فتاوى الصيام (ص161) :

إذا أفطرت الحامل أو المرضع بدون عذر وهي قوية ونشيطة ولا تتأثر بالصيام فما حكم ذلك ؟
فأجاب :

لا يحل للحامل أو المرضع أن تفطرا في نهار رمضان إلا للعذر، فإذا أفطرتا للعذر وجب عليهما قضاء الصوم ، لقول الله تعالى في المريض : ( وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى? سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) . وهما بمعنى المريض وإذا كان عذرهما الخوف على الولد فعليهما مع القضاء عند بعض أهل العلم إطعام مسكين لكل يوم من البر (القمح) ، أو الرز، أو التمر، أو غيرها من قوت الا?دميين ، وقال بعض العلماء: ليس عليهما سوى القضاء على كل حال ؛ لأنه ليس في إيجاب الإطعام دليل من الكتاب والسنة ، والأصل براءة الذمة حتى يقوم الدليل على شغلها ، وهذا مذهب أبي حنيفة رحمه الله ، وهو قوي اهـ .
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى أيضاً في فتاوى الصيام (ص162) :

عن الحامل إذا خافت على نفسها أو خافت على ولدها وأفطرت فما الحكم ؟
فأجاب :

جوابنا على هذا أن نقول : الحامل لا تخلو من حالين :
إحداهما : أن تكون نشيطة قوية لا يلحقها مشقة ولا تأثير على جنينها ، فهذه المرأة يجب عليها أن تصوم ؛ لأنها لا عذر لها في ترك الصيام .
والحال الثانية : أن تكون الحامل غير متحملة للصيام : إما لثقل الحمل عليها ، أو لضعفها في جسمها ، أو لغير ذلك ، وفي هذه الحال تفطر ، لاسيما إذا كان الضرر على جنينها ، فإنه قد يجب الفطر عليها حينئذ . وإذا أفطرت فإنها كغيرها ممن يفطر لعذر يجب عليها قضاء الصوم متى زال ذلك العذر عنها ، فإذا وضعت وجب عليها قضاء الصوم بعد أن تطهر من النفاس ، ولكن أحياناً يزول عذر الحمل ويلحقه عذر آخر وهو عذر الإرضاع ، وأن المرضع قد تحتاج إلى الأكل والشرب لاسيما في أيام الصيف الطويلة النهار ، الشديدة الحر، فإنها قد تحتاج إلى أن تفطر لتتمكن من تغذية ولدها بلبنها، وفي هذه الحال نقول لها أيضاً: أفطري فإذا زال عنك العذر فإنك تقضين ما فاتك من الصوم اهـ .
وقال الشيخ ابن باز في مجموع الفتاوى (15/224) :

أما الحامل والمرضع فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أنس بن مالك الكعبي عن أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح أنه رخص لهما في الإفطار وجعلهما كالمسافر . فعلم بذلك أنهما تفطران وتقضيان كالمسافر ، وذكر أهل العلم أنه ليس لهما الإفطار إلا إذا شق عليهما الصوم كالمريض ، أو خافتا على ولديهما والله أعلم اهـ .

وجاء في فتاوى "اللجنة الدائمة" (10/226) :
"أما الحامل فيجب عليها الصوم حال حملها إلا إذا كانت تخشى من الصوم على نفسها أو جنينها فيرخص لها في الفطر وتقضي بعد أن تضع حملها وتطهر من النفاس" اهـ .
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى