حكاية طفل

(حكاية طفل
.....
المكان.. أقصى قاعِ الفقرِ في زاويةٍ من زوايا الحرمان، منطوٍ خلفَ أضواء ( النيون)..
والزمانُ عقربان يلسعان ما يمرُّ من ظلالهم هنا
أوهناك..
يأكلان ما يَسدُّ جوعَ هذه المدينة..
يلفظان قبل نوبةِ التجشّؤ المقيتِ أطفالًا آخرين بلا هويَّة...
بلا بدايةٍ ولا نهايةٍ
ولا شبع...
كلُّ ذنبهم أنَّهم أبناءُ الزمانِ والمكانِ واللحظةِ الخطأ....
وأنَّهم يسرقون ابتساماتنا المزيَّفة ويشبعون رغباتنا العابرة في البكاءِ
أو الشَّفقة المؤقتة..
تستحكّهم أعمدةُ الإنارة، فيضيئون عوراتنا
ويبتسمون لصور اللافتات الإعلانية الشاهقة...
على رصيف الوعي تسقط الذاكرة حين يغتسلون من ندى الأسمنت..
أو يحرثون الوقت بين صناديق القمامةِ وهستريا ( السيلسيون )...
غربت الشّمسُ
وغابَ القمرْ...
ترى كم رقعة أخرى ستحتاجها المدينة في الصباح الجديد....
 
أعلى