رواية جديدة: أطياف الكون الآخر - عمر فضل الله

ودالفحل

New member
هذه مقتطفات من روايتي الجديدة: (أطياف الكون الآخر):

((عفواً فقد نسيت أن أقدم نفسي مع أنه أمر صعب جداً، فقد تغيرت أسمائي كثيراً حتى أنني ما عدت أذكر منها إلا القليل. فقد اتخذت اسماً في كل دورة من دورات الزمان، وجسماً فيما لا أستطيع أن أعده من الأماكن والأحوال. كنت أصير كبيراً في الحجم مثل الجبل أحياناً، أو أتضاءل فأصير مثل نملة صغيرة. وكانت عندي قدرة عظيمة على الطيران، فقد كنت أسرع طيار في العوالم السبع، وكنت أستطيع الانتقال من أي مكان إلى مكان آخر، مهما كان بعيداً وذلك بمجرد النظر ناحيته.

ما هو اسمي الآن؟ سمني ما شئت فلا فرق عندي. فما عادت الأسماء شيئاً ذا بال، ولا أصبحت تدل على شخصيات أصحابها. فما هي إلا مجرد أسماء. وأنت لا تختار الاسم الذي ترغبه أو تحبه، وإنما يختارونه لك، ويظل يرافقك مدى الحياة. أين أنا الآن؟ معك بالطبع!! لا تصدقني؟ أنظر إلى الأعلى فوقك تماماً.... لماذا لم تنظر؟ أراك متردداً أو خائفاً. ما الذي سيحدث لو نظرت؟ لن تراني بالطبع فقد كنت معك طول عمرك وأنت لم ترني، ولم تكُ خائفاً مني فلماذا خفت الآن؟ وبالمناسبة فإن مسألة الرؤية وعدمها متعلقة بك أنت وحدك، فأنت تستطيع رؤيتي لو أردت في أي وقت. والأمر كله في عقلك ومتعلق بك وبإرادتك. نحن – أعني أنا وأنت – نصنع عوالمنا في عقولنا. ولكل إنسان عالمه الخاص. وكل واحد منها يختلف عن الآخر. وجميعها عوالم حقيقية، لأننا نعيشها بعقولنا ونتخيلها. وربما يكون الخيال عالماً آخر موازياً لعالم الحقيقة لدينا، يقترب من واقعنا أو يبتعد حسبما نرغب. تخيل معي وجود ملايين العوالم والأكوان الحقيقية والخيالية الموازية والمتداخلة في الوقت نفسه، وبمجرد تخيلها في ذهنك تصبح عالماً آخر حقيقياً موازياً لعالمك الواقعي، وتستطيع أن تعيش فيها قدر ما تشاء. العالم الواقعي ليس واحداً، بل هو عوالم كثيرة تفوق قدرتنا على العد والإحصاء. نحن نخجل أن نحكي للناس عنها ربما لأنها تدل على طفولتنا أكثر مما تدل على نضجنا، أو لأن الناس لا يحترمون من يجنح للخيال كثيراً، أو فقط لأن الآخرين لا يرونها ولكننا نراها بعقولنا، ونتمنى أن نبقى فيها أطول وقت ممكن، وفي الواقع هي أكثر اللحظات إمتاعاً في حياتنا، نهرب إليها من واقعنا المؤلم الذي صنعناه بأنفسنا.

مازلت تحس أنك خائف مني؟ هل مجرد ذكري مخيف لهذه الدرجة؟ وهل تصدق أنني أخاف منك أكثر مما تخاف مني وتخشاني؟ أنت في نعمة كبيرة فأنا خفي بالنسبة لك ولا أظهر لك ولا تراني إلا نادراً، ولكن أنت بالنسبة لي نقمة وعذاب، فأنت تظهر لي في جميع الأحوال وأراك في كل مكان، حتى لو حاولت أن أغمض عيني. تخيل هذا الرعب المستمر. أنت تخشى الأماكن المظلمة لأنك تظن أنني أسكنها وأنني سوف أظهر لك منها فجأة، بينما تجدني أموت رعباً من الأماكن المضيئة، فقد أرغمت على البقاء في الظلام أعواماً طويلة من عمري محبوساً، ومع الأيام أصبح الظلام هو عالمي، ولذا فأنا أخاف من النور مثلما تخاف أنت من الظلام. ولكنك نسيت أن دنياك معظمها ظلمة، فأنت تغمض عينيك الساعات الطوال كل يوم حين تنام، فالظلام رحمة أنت لا تدرك قيمتها. وعالمك مثل عالمنا، كله مظلم إلا من بصيص أضواء تنبعث حين تلجأ إلى الحقيقة السافرة، فتضيء جوانحك، وتنير روحك وعقلك، وتحرره من قيوده وأثقاله.

والآن هل تريد أن تراني أم ما زلت متردداً؟ انظر إلى الأعلى وأنا سأتجسد لك لتراني على حقيقتي. هذه فرصة لن تتكرر فلا تضيعها. ما زلت لا تريد أن تنظر؟ لن ألح عليك ولكن تأكد أنك حين ترغب في رؤيتي حقاً فسوف تراني. الأمر كله متعلق بإرادتك. قد أتحول أحياناً فأصير على قفاك وخلف ظهرك، ولكنني في معظم الأحيان أبقى فوق رأسك من الخلف وأنت لا تقدر أن ترى هامتك إلا إن نظرت في أكثر من مرآة. ولذا فأنا أحب هذا المكان، هامتك طبعاً. هل تعتقد أنني مشاكس؟ لم أعد كذلك فأنا في آخر عمري، وما عادت المشاكسة تمتعني، بعد أن كنت أقضي أجمل أوقاتي مشاكساً. أنا الآن أحب أن أتقرب منك حتى تقبل أن أحكي لك قصة حياتي، ففي ذلك سلوى لنفسي بكل تأكيد.​
 
حياك الله الدكتور عمر
ونبارك لك الاصدارات الجديدة المهمة التي تفتقدها المكتبة العربية
واحسب ان هذه الرواية ستجد صدي واسع وقبول كبير كسابقتها
وكما يبدو من العنوان والمقتطف انها ستسافر بالقارئ الي عوالم اخري بعيدة قريبة وربما غريبة عليه مما يخلق المتعة والدهشة والشغف في انٍ واحد
عموما نحن في انتظار الرواية كاملة
بشغف
الف تحية
 

احمد الحبر

Administrator
طاقم الإدارة
أولاً نبارك للدكتور عمر صدور هذه الرواية المشوقة .. وفي اعتقادي أن الرواية أعلنت عن نفسها بفضل عنوانها المثير .. فهي فتح جديد وكسر للرواية الروتينية لأنها حتماً ستكون دسمة المحتوى لا سيما وأن القارئ يفتقد الى مثل هذه الروايات التي تتحدث عن العالم الأخر أو عالم الماورائيات ، هذا العالم الذي ظل يشكل حالة شعور بوجود شي ما لكننا نعجز عن إثباته .. عالم نحسه ونعتقده جميعاً لكننا لا نجده ولا نجد معلومات عنه تشبع غرائزنا المعرفية ..

نحن كغيرنا متشوقون لمطالعة هذه الرواية .. والله يكضب الشينة بعد قراءتها :z12:
 
ما هو اسمي الآن؟ سمني ما شئت فلا فرق عندي. فما عادت الأسماء شيئاً ذا بال،
العُنوان به قَدر كَبِير مِن الإثارة الدافِعة لمُطالَعته بخلاف رواية العنكبُوت للدكتور مُصطفى محمود و الذي تناول جَوانِب مُثِيرة بهذا الصَدَد تعلَّقت بما هو مَعْرُوفٌ بعلم "التليباثي" أو التخاطُر و الماورائيّات و التي ما كان لي حَظّ قراءتها لو إعتَمدت على عُنوانها " العنكَبُوت " ولذا أتوقَّع لهذه الرواية أن تَحظى بِفُرص أكبر للقراءة
أُمنياتنا جَمِيعاً لها و لدكتور ود الفحل بالتوفيق دائماً
 

ودالفحل

New member
تحية أخوية صادقة لكل الإخوة محمد عبد المطلب وأحمد الحبر وياسر خيري، فهم دائماً السباقون بالمشاركات. وبالمناسبة الرواية لم تصدر بعد وإنما أكملتها ودفعت بها لدار النشر وقد يستغرق صدورها بضعة أشهر أخرى كما هو الحال دائماً بالنسبة لدور النشر. ولكنني أبشركم بأن هذه الرواية هي امتداد لنهجي الجديد في كتابة الرواية والذي يجمع بين الحقيقة والخيال في قالب إبداعي. كما أن الرواية تناولت جوانب جديدة من المعرفة عن عالم الأطياف الذي يتهيب الكثيرون الخوض فيه فيلفه الغموض، وعن علاقتهم بعالمنا كما أن الرواية تناولت كثيراً من الجوانب النفسية والإنسانية في حياة البشر وناقشتها بأسلوب جديد وجميل. وتناولت تاريخ الأطياف على مدار التاريخ وحياتهم على الأرض قبل مجيء الإنسان وتناولت دور "عزازيل" وقصة الغواية وأثر الأسطورة في معتقدات الناس وكثيراً من الموضوعات الجميلة. أعدكم بأن قاريء هذه الرواية سوف يكتشف عالماً جديداً ولكنه لن يخشاه ولن يخافه بل إن من يقرأ الرواية سيدرك كم هو جميل أن نكون بشراً .​
 
التعديل الأخير:

BADR ELSIR

Administrator
طاقم الإدارة
لك ألف تحيه د عمر وانت تطوف بنا من إبداع
الى إبداع أخر... لا أملك الا أن أسجل إعجابى ..
عالم الحقيقه والخيال..
كثيرون يقولون أن للإنسان قدرات خفيه
وطاقات غير مرئيه
كتوارد الافكار
ومايسمى بالtelepathy
وقدرة تحريك الأشياء من بعد..
قال تعالى فى محكم تنزيله:
( قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك )
سبحان الله... العلم.. والعلم
ما هى رؤيتك د. عمر لهذه الأشياء؟
علوم ماوراء الطبيعة

أتمنى لك التوفيق فى هذه الإصداره الجديده
فانت شرف لنا كسودانين
ونتشرف بك أكثر فى جنة عدن..
 
التعديل الأخير:

Abu mohamed

New member
الله يعطيك العافية اخي د. عمر
وان شاء الله موفق وكثير من الإبدع
(لك مني الود اعمقه)..
 

عشاي

New member
كم هو جميل أن نكون بشراً .​

التحية والتقدير والحب الكبير لك الدكتور الانسان الروائي الحبوب استاذنا عمر فضل الله وكم هو (اجمل) ان تكون انت بيننا
ومن خلال المقتطفات يبدو انها فتح جديد وشروق من زاوية مختلفه وعمل مشوق
كل التوفيق د.عمر
 

البحّات

New member
تحية أخوية صادقة لكل الإخوة محمد عبد المطلب وأحمد الحبر وياسر خيري، فهم دائماً السباقون بالمشاركات. وبالمناسبة الرواية لم تصدر بعد وإنما أكملتها ودفعت بها لدار النشر وقد يستغرق صدورها بضعة أشهر أخرى كما هو الحال دائماً بالنسبة لدور النشر. ولكنني أبشركم بأن هذه الرواية هي امتداد لنهجي الجديد في كتابة الرواية والذي يجمع بين الحقيقة والخيال في قالب إبداعي. كما أن الرواية تناولت جوانب جديدة من المعرفة عن عالم الأطياف الذي يتهيب الكثيرون الخوض فيه فيلفه الغموض، وعن علاقتهم بعالمنا كما أن الرواية تناولت كثيراً من الجوانب النفسية والإنسانية في حياة البشر وناقشتها بأسلوب جديد وجميل. وتناولت تاريخ الأطياف على مدار التاريخ وحياتهم على الأرض قبل مجيء الإنسان وتناولت دور "عزازيل" وقصة الغواية وأثر الأسطورة في معتقدات الناس وكثيراً من الموضوعات الجميلة. أعدكم بأن قاريء هذه الرواية سوف يكتشف عالماً جديداً ولكنه لن يخشاه ولن يخافه بل إن من يقرأ الرواية سيدرك كم هو جميل أن نكون بشراً .​
التحية للدكتور عمر فضل الله - الأديب الملك - في إنتظار المولود
 
أعلى