ست البيت (متفردة)

ست البيت

اريدا براها ترتاح روحي كل مااطراها ست البيت

قالت جارتا مجاوراها تجي شايله وتجي مزاوراها
تلحظ احتياجنا براها نشكر سعيها بي وراها
ست البيت
ربنا بالجمال كافاها لامن قال قواما كفاها
المسروره مي تافاها ياحلاة الكلام الكلام في فاها
ست البيت
راقيه سكوته من ميلادا مو سكاتاً تنوبوبلاده
نضيفه ومنظمين اولادا برضها عندي حلوه جلاده
ست البيت
تتلاصف سرور وجناتا الرافيه الكتار حسناتا
طيبة عشره مي غلاتا ماسابت الشباب لي بناتا
ست البيت
مابتحسب علي كليا تكرم كل منسوب لي
اطوع من بناني الي واشفق من جنايا علي
ست البيت
ماقالت بقيت حبوبه وتركت بوختا المحبوبه
لوجات من رياحا هبوبه بتحيي عروقك المهبوبه
ست البيت
من صابحتها وماسيتا طاعمه وناعمه لومسيتا
ماقاستني ماقاسيتاوتشكر فضلي كل ماكسيتا
ست البيت
مي العزايه دايماًساقده ومي الغبشه المفبره حاده
مي اللهفانه بي ورا الماده دي اللي شبابا ديمه موادا
ست البيت
فاضي البال حليللا جنابو مااتغضبن لمس اشنابو
ولايوم سوء تفاهم نابو دي الامثالا نتغنابو
ست البيت
لو كان يوم حبيب واصلي الكرم العريض يوصلي
منها قط خلاف ماحصلي بس ازعاجا لي قوم صلي
ست البيت
ليه ماشكرا مطاوعاني وحافظه لمتعتي وحافظاني
حاويه من الأنوثه معاني ومهما ابقى مر بالعاني

ست البيت
ود الرضي عليه رحمة الله احد من عُرفوا بشعراء الحقيبة بل من كبارها والمجيدين الخالدين من شعراء الحقيبة
تحدث اهل الاختصاص في شعره من ناحية اللغة والبلاغة والبيان والبناء – اما حديثنا اليوم عن الموضوع في شعره
يحسب البعض ان مصداقية الشعر تنبع من الحدث ومدي تاثر الشاعر به – وينسون ان الموضوع نفسه حدث – وحدث متكرر ودائم بمعني عند الحديث عن الحب في الشعر مثلا يفترض البعض للمصداقية ان يكون هناك (فعل حب)وقع علي الشاعر نفسه او شهده (بالرغم من ان مشاهدة الحب (صعبة شوية) ) وكلما كان الشاعر اقرب الي الحدث كلما كانت المصداقية اكبر في شعره ويتجاهلون ان (موضوع) الحب نفسه دون اطرافه حدثا عظيما يمكن للشاعر ان يطلق الخيال فيه ليصل لقمة المصداقية في الاحساس به وهو اكبر من ان يُقيد بحدث وحادث وقصة وزمان ومكان وحكاية (واقعية)
ماقادني لهذه المقدمة رائعة ود الرضي (ست البيت)
اولا لان موضوعها فريد (غير مطروق) ومتميز في عصره والي يومنا هذا في تاريخ الشعر الغنائي علي الاقل فيما اعرف لم يتغن شاعر او فنان ل (ست البيت) – او ربما غنوا لها بطريقة اخري او مفردة اخري (علي قلة ذلك) –لكن ود الرضي اجاد في اختياره مفردة (ست البيت) وتطويعها شعريا بصورة غاية في الروعة والمفردة لم تمر علي في الشعر عموما وشعر الغناء السوداني علي وجه الخصوص ولعل هذا ما جعل شاعر اخر كبير ان يلتفت لهذه المفردة بعد سنوات طويلة وينسج حولها قصيدة اخري تعالج موضوع (ست البيت) بطريقة اخري تتناول ما طرأ علي (ست البيت ) من مستجدات حياتية – وهذا مما يجعل الشعر والغناء سجل تاريخي واقصد هنا قصيدة محجوب شريف (ست البيت (الان))
نعود ل (ست البيت الاصل )ربما يظن المتلقي ان الشاعر يتحدث هنا عن زوجته لكني استبعد ذلك تماما – واظن ان ود الرضي شاعر اكبر من هذا القيد – ولعل ما كتب لهذه الاغنية هذا الخلود هو ان شخصية (ست البيت) شخصية افتراضية يتمناها الشاعر لمجتمعه فيصف ما يجب ان تكون عليه الزوجة في بناء شعري ولحني اروع ما يكون – يتلمس في ذلك مكونات المجتمع الدينية والثقافية والاجتماعية وحتي الموروث الفلكلوري في صورة ابداعية قلما تتكرر ولا ينسي ان يربط كل ذلك بحركة المجتمع (وهذا ما تناوله محجوب شريف بصورة اوسع) الا ان ود الرضي حصر ذلك في حركة المرأة المحدودة في ذلك الزمان (قالت جارتها مجاوراها تجي شايلة وتجي مزاوراها) حيث ان حركة المرأة كانت محصورة جدا في حدود بيتها وجيرانها بينما اجاد في ربط الاهتمام الروحي والجسدي ل(ست البيت) تجاه نفسها وزوجها
النقطة الثانية التي اود ان اثيرها في رائعة ود الرضي هي : ترتاح روحي كل ما اطراها
لو ان الشاعر يتحدث عن شخصية بعينها (زوجته) فهذا يعني انه (يطراها) حينا وينساها حينا لكني احسبه يتناول (موضوع) (يتاوره) بين الفينة والاخري وهو ما يتمني ان تكون عليه (الزوجة) اي زوجة وليس بالضرورة ان الشاعر يتحدث عن زوجته - لكنها شخصية افتراضية البسها الشاعر ثوبها وجعلها تعيش بيننا نتخيلها ونتمناها وربما تعيش معنا وهذا ما كتب الخلود لهذه الاغنية
- وهنا اود ان اشير الي ان (الموضوع) هو ما يعطي النص قيمته فالمواضيع العظيمة تعطي النصوص قيمة ربما تكون اكبر من تفاصيل العمل الابداعي نفسه اذا ما جردناه للتحليل الفني

ننتظركم للتعليق والنقاش
 
شكرا علي مرورك الطيب استاذنا عمار
وطالما لم يجد الموضوع حظه هنا نتمني ان ينقله الاخوة اعضاء قروب الكروان مبارك حسن علي الواتس اب عسي ان يجد حظا اوفر هناك -- كما اتمني ان ينقلوا بعض مما يدور هناك الي هنا
تحياتي للجميع
 
أعلى