عميد الفن (احمد المصطفى)

نبذه عن عميد الفن السوداني أحمد المصطفى .......

نشأ في قرية الدبيبة بشرق النيل في العام 1920 م . حفظ القران و جوده و انشد المدائح النبوية و الابتهالات الدينية . ترك الدبيبة متجها الي الخرطوم في بداية الاربعينات حيث ربطته اواصر الصداقة مع الوسط الادبى و الثقافى فى الخرطوم و خاصة اسرة ابو العلا و الشاعر سعد ابو العلا .

آمل ألا يغيب عن البال ذلك النجم الفني أحمد المصطفى المطرب السوداني . لعله كان المطرب السوداني الوحيد الذي ظهر وغنى في فيلم مصري . هل الفيلم خليك مع الله لمحمد الكحلاوي في أوائل خمسينيات القرن العشرين

اشاد به كرومة و اعجب به سرور و قدم ثلاثتهم اسكتش غنائي صور سينمائيا كان يتم تقديمه بدور العرض السينمائية بالخرطوم اواسط الاربعينات . اتي احمد المصطفي باسلوب فني جديد و مدرسة حديث اعتمدت ايقاعات جديدة يختلف عن الحقيبة لكنه يتغذي منها . الفنان احمد المصطفى كان دقيقا فى اختيار كلماته و الحانه مما جعل اعماله خالدة و تتناقلها الاجيال .. استطاع ان يكسب حب و تقدير جمهوره لاكثر من خمسين عاما و يعود ذلك الي دفء و جمال ادائه و دماثة اخلاقة التى جمعت الناس حوله و جعلته رمزا للفن الاصيل الراقى . من اغانيه ذات الالحان المتطورة و الجديدة سفري السبب لي عناي و ما احلي ساعات اللقاء و نحن في السودان . قام بتوظيف الالات الغربية مثل الساكسفون و الفلوت و الكلارنيت و البيكلو فى العديد من اعماله الفنيةالشاعر الذى إرتبط بأغانى أحمد المصطفى هو الشاعر حسن عوض أبو العلا وليس سعد أبوالعلا وهما أبناء عمومه وبدأ الأول كتابة الشعر بعد إصابته بكسر بالسلسه الفقريه بمنطقة الرقبه والشلل الرباعى لأطرافه الأربعة وذلك إثر توقيت خاطئ فى القفز مع علو الموج على شاطئ الاسكندريه فى أيام الحرب العالميه الثانيه أثناء فترة إجازة حسن بعد أن أكمل دراسته الثانويه بمصر وفى إنتظار ظهور النتائج لمعرفة مكان قبوله للمرحلة الجامعيه بمصر أو إنجلترا
وكان منافسه وليم عطيه إبن إدوارد عطيه وهو أستاذ كبير بكمبردج أو لندن فى السبعينيات وكان حسن طالباً متفوقاً ومبرزاً وجاء قدومه للإسكندريه تلبية لرغبة إبن عمه سعد والذى كان يُدير أعمال شركات أبوالعلا بمصر وطلب من حسن مرافقته لقضاء جزء من الاجازة بالاسكندريه وذلك قبل عودتهم للسودان ... وكانت أولى محاولات حسن هى قصيدة( سفرى) وكان يحكى فيها حاله مثلما كانت أغنياته الباقيه مثل غرام قلبين ووين ياناس حبيب الروح وقربو يحنن ولاحت بشائر العيد وأنا الوحيد حيران وأيام وليالى وحرام يازازا وأعتقد أن زازا هى محبوبته التى تغنى من أجلها وغالباً هى إبنة عمه .... جاءت محاولة حسن الأولى فى شكل رساله أرسلها مع سائقه لأحمد فى الشركه وكان حسن مبتدئاً فقام باشكاتب الشركه وإسمه على قيلى وهو أكثر ضلاعة بالعربيه بعمل القافيه وإعادة صياغة الكلمات وترتيبها فى صورة الأغنيه الحاليه وقام أحمد بتلحينها وتقديمها فى نفس اليوم فى حفل على المسرح القومى بأمدرمان ولحُسن الصدف طلب المرحوم خانجى والذى كان وقتها ميراً للاذاعه طلب من أحمد تسجيلها على جهاز تسجيل جديد وصل للاذاعه فى ذلك الوقت .... ولما أثارته الكلمات فى إعادة ذكرى الحادثة الأليمه وسط أهل حسن ...طلبوا من أحمد وقف التغنى بها ....وتركها أحمد قرابة السنه ...إلى أن جاء مامون بحيرى وسعد أبوالعلا من لندن وفى لقائهم بأحمد وسؤالهم عن أحوال حسن ومعرفة قصة القصيده الأولى وصدى سماعها عند العامه وأهل حسن ..طلب مأمون وسعد من أحمد سماع الأغنيه وكان التسجيل الوحيد الباقى لها هو على جهاز خانجى الذى كان يرددها يومياً إلى أن حفظها عن ظهر قلب ....طلب الأخيران من أحمد مواصلة تلحين كل كلمات حسن مستقبلا وتعهدا أن يقوما بدورهما بإقناع أهل حسن بأن المخرج لحسن من محنته هو فى كتابة الشعر والذى سيدخل به عضواً فاعلاً فى المجتمع ... وهنا كانت قصة حسن وأحمد وذاك القصد النبيل الذى أفرز هذا الكم الهائل من القصائد الخالده الباقيه حتى يومنا هذا ... هاهي الذكري السادسة لرحيل عميد الفن السوداني قد مرت علي عجل ... فكان تاريخ الثلاثين من أكتوبرمن عام 1999م يحمل في سجلاته توقيع العميد بالرحيل مستجيباً لنداء الرفيق الأعلي .. وأهل السودان وبما جبلوا عليه من تراث الوفاء لرموزه المبدعة في شتي المجالات وبمختلف سحناتهم وإنتماءاتهم وقبائلهم وأعراقهم وبرغم تعقيدات ثقافاتهم المحلية العديدة فأننا نراهم متفقين علي أن فن الغناء السوداني قد عمل علي توحيد أمزجتهم المعروفة بالتقلب الكثيف. وكرمز إبداعي ورقم إجتماعي ضخم فإن الراحل المقيم أحمد المصطفي قد قام بترسيخ أجمل مفردات الغناء الذي كتبه العديد من الشعراء في وجدان هذا الشعب ، ذلك ..
أن أحمد المصطفي وبإبتسامته الجاذبة الولوفة تجعلنا نحترم ونقدر ونثمن هذا الإرث الغنائي عالي التطريب منذ فتحت الإذاعة السودانية في بدايات أربعينيات القرن العشرين أجهزة صوتها لينطلق صوت أحمد المصطفي عبر الأثير ، ليعبر الفيافي وليخترق ريف بلادنا وسهولها ووديانها الواسعة .. ليخاطب خيال هذا الشعب بحلو الغناء الذي يبعث علي حب الوطن: نحن في السودان ... نهوي أوطانا وإن رحلنا بعيد .. نطري خلانا فقد ظل أحمد المصطفي وطوال مسيرته الفنية التي تجاوزت نصف القرن من الزمان يغرد ويغرد ويشجي ونطرب له ، فقد عاش العشاق أزمنة ترقب جميلة وهم يرددون عبر المذياع: القربو يحنن ... والبعدو يجنن الهين ولين .. وديع وحنين... شغل بالي هواه هوايا.. وشوفتو دوايا جميل بس آية.. حكايتو حكاية... شغل بالي نعم .. من منا لم يعش نداوة هذا اللحن بمفرداته البسيطة وبموسيقاه الراقصة ، كنا والله نرددها ونحن في عمر الطفولة الباكرة نجري ونلعب وننطط ، ونترنم بها ( القربو يحنن والبعدو يجنن). وفنان في مثل قامة أحمد المصطفي .. حري بنا أن نعيد تدارس مسيرته ونعقد لها المنتديات ويشارك فيها المختصون من أهل الموسيقي والتأليف ومن شعراء الأغنية ، لأن كل أغنيات أحمد المصطفى تحكي حكايات وحكايات.. وتسرد تاريخ جميل من فن الغناء السوداني الحديث ، لأن أحمد المصطفي قد صبر وصبر وصبر وإجتهد إلي أن أحدث نقلة عالية المقام في مسيرة الأغنية فجعل للإنية وللفنان السوداني قيمة ومعني ومبني ومكانة رفيعة في المجتمع. فقد تعامل عميد الفن مع العديد من الشعراء ، إلا أن الراحل (الجاغريو) وهو المكتشف الأول لموهبة إبن أخته أحمد المصطفي بقرية الدبيبة بشرق النيل الأزرق ببحري قد كان له القدح المعلا في إيصال الأغنية الطروبة عبر صوت مطربنا ذي البحة المميزة والمحببة حقا في كل غنائه.. فإنهمرت مفردات وألحان الجاغريو التي كم كان أحمد يخاطب بها أبناء شعبه: بنت النيل بكل زخم جمال ظبية المسالمة بأم درمان التاريخ ...ياحبيبي أنا فرحان .. فرحان بيك .. اريت يدوم هنانا .. وقد قيلت بمناسبة زواج مطربنا .. والهادية راضية أنا مابخونها .. وهي تحكي عن دحض الإشاعة التي إنتشرت عن زواج ثاني لمبدعنا .. فكان لابد أن يعبر عنها الجاغريو شعرا ولحنا لتموت الإشاعة في مهدها ( حسب الروايات القديمة). وكيف ننسي الوسيم القلبي رادو .. الجمال حاز إنفرادو ، تلك الرائعة التي كتبها المعلق الرياضي الأكثر شهرة وإبن بيت المال الراحل طه حمدتو .. صاحب أرقي التعليقات لمباريات كرة القدم منذ خمسينيات القرن الماضي. غير أن الإنحياز لقضايا الشعب والوطن والتعبير عن اشواق أهل السودان في نيل الحرية من ربقة الإستعمار قد كان من أوجب إهتمامات العميد ، فهاهو في عز سطوة الإستعمار يأتي من القاهرة بنصين وطنيين كتبهما الشاعر الراحل الضخم عبدالمنعم عبدالحي الذي ترك السودان وهو طفل صغير لينشأ ويترعرع مع أخيه الأكبر بقاهرة المعز إلي أن فارق الدنيا في ذات عام رحيل أحمد المصطفي 1999م ، حيث ظل العميد برغم رقابة قلم المخابرات البريطانية بالخرطوم ينشد للشعب: أنا أم درمان مضي أمسي بنحسي.... قد وفتاي يحطم قيد حبسي.. وأخرج للملأ في ثوب عرسي... وأهمس والوري يعلن همسي... فيا سودانُ إذ ما النفس هانت... أقدم للفداء روحي بنفسي فترددها الجماهير وتتناقلها الألسن .. ليردفها العميد بالأخري: لي غرام وأماني .. في شموخك ومجدك.. عشت يا سوداني وتستمر المسيرة ويجمع أحمد المصطفي كل أهل الفن ليؤسس مع زملائه المبدعين من مطربين وموسيقيين إتحاد الفنانين للغناء والموسيقي ، ويجتهد عميد فننا ليرسي دعائم هذا الصرح العتيد علي ضفاف نيل أم درمان الخالد ( دار إتحاد الفنانين للغناء والموسيقي ) ، ليشمخ أحمد المصطفي أكثر وأكثر أمام أعين زملائه وأمام كل أجهزة الإعلام في بلادنا. ونحن إذ نعيد القليل والقليل جداً من ملامح مسيرة هذا الرقم الإبداعي الضخم ( أحمد المصطفي) فإننا لازلنا نجزم بأن عميدنا كان يمثل لنا كل إرث أهل السودان وتسامح أبنائه عبر القرون الماضية، فقد كنا نري في أحمد المصطفي كل صفات شعب السودان الجميلة برغم تقاطعات بعض الظروف البالغة القسوة التي سادت حياة شعبنا الإجتماعية بماتركته من عادات سالبة ، إلا أننا نظل علي يقين بأن ذات القيم الإجتماعية الجميلة ستعود وتسود حتما ذات يوم بذات ألقها وإشراقها الرائع . ونختتم هنا برائعة عميد الفن الراحل والذي لن ننساه ما حيينا .. فهو الذي كان ينشد بها لنا دوماً: ( حاولت أنساك ... وقلبي زاد في جروحو .. وريني كيف ... الحي بودع روحو ) وأنتقل الى جوار ربه فى عام 1999م
وبين هذا التاريخ وذاك الكثير الكثير ونسأل الله الرحمة والمغفرة لعميد فننا.
الفن السوداني ............
 
السر دوليب يكتب في ذكرى العميد أحمد المصطفى ..

قيثارة الغناء السوداني

15 / 11 / 2009
صحيفة الرائد


لا يمكن لفكر واحد أن يحدد أبعاد الفنان أحمد المصطفى، ولا
يمكن لقلم واحد مهما أوتي من البلاغة أن يصف سمات أحمد
المصطفى ولا يمكن للسان واحد مهما أوتي من الفصاحة أن
يتحدث عن دور أحمد المصطفى الفني والموسيقي والغنائي
والاجتماعي في السودان..

نشأ شاباً لكنه ذكي متطلع، تلقى تعليماً أولياً كأقرانه في ذلك
الزمان، وأتجه نحو المدينة الخرطوم كما يفعل شباب قرى
«العليفون والدبيبة» بحثاً عن العمل أو التعليم. وكان له ما أراد
في شركات وأعمال آل أبو العلا وعبد المنعم محمد.. كانت هي
المقام.. وهي المرام.. ركب دراجته البسكليت موظفاً يتابع إيجار
المحلات، ويراجع الإيرادات فتعلّم التجارة والاقتصاد وتعرف على
الأسر والبيوتات الكبيرة وقيادات المجتمع.

وكان يركب دراجته يردد أغاني العبادي والبنا وسرور وكرومة
ويشعر بأنه معجب وقادر أيضاً على مثل هذا الغناء المتميز فلم
لا يجرّب؟ فغنى وعزف فأطرب.. وأجازه من سبقه من عمالقة
الغناء «سرور، والأمين برهان» وتأكد له أن مسيرة حياته وإسهامه
الحقيقي هي في هذا الفن الغنائي لا في التجارة فهيأ نفسه لذلك،
بالإطلاع والقراءة واللقاء مع عمالقة الشعر والموسيقى والألحان.

فتفوق واجتاز الحدود.. غنى لأم درمان السودان «بوتقة الانصهار
والوحدة».. «أنا أم درمان» «أنا أم درمان إذا ما قلت أعني فما نيل
المطالب بالتمني» لعبد المنعم عبد الحي غنى أغاريد ذلك الشاعر
الفذ الذي لم يستسلم للمرض بل أرسل من سريره باقات فريدة
من الكلمات ذات المعنى والألق الجرس لحسن عوض أبو العلا
سفري السبب لي عنايا، رحماك يا ملاك، التي شاركته فيها بالغناء
الفنانة «صباح» غنى لأحمد رامي «حبيب لست أنساه» وغنى
«للجاغريو شاعر القرية الفنجري» المثقف والفنان المعبّر..
«لو ما بسمتك زانت رسمتك ما كان أنا وقلبي أتعالج أسانا»
هذه اللوحة التشكيلية العاطفية وهذا التعبير الشاعري العميق..
 
وعندما شعر أن لفن الغناء قضية «ودور» في تقدم ونهضة الوطن
اتجه للعمل النقابي وأصبح نقيباً للفنانين ورئيساً لاتحادهم.. بذل
فيه جهداً حتى شيد دار الفنانين في أجمل مكان في بقعة
أم درمان على شاطئ النيل.. «يا بنت النيل» ... « وها هو النيل
حيالي» و لا زال هذا البناء يقف شامخاً يتسع للكثير إذا ما أمسك
بقيادته.. من هم في قامة أحمد المصطفى وفكره الثاقب، ومكانته
المرموقة وإدراكه أن لفن الغناء دور مؤثر في نهضة الأمة وتقدمها
ونتمنى أن يكونوا كذلك.

كان لأحمد المصطفى الذي زامل سرور والكاشف، دور مقدر في
تطوير الأغنية.. غنى بشتى الأساليب والطرق.. غنى «الدوبيت»
و «السيرة» و «العرضة» و «السامبا» و «الرمبا» و «الجيرك»..
غنى بالدارجية والفصحى وحتى باللغة الإنجليزية حياتي حياني
“My Life”
طرق باب السينما وشارك المطربة الفنانة صباح في «رحماك يا ملاك»..
وسافر في أنحاء الدنيا ناشراً للفن السوداني متزناً، أنيقاً، شامخاً لا
يفارقه شعوره بأنه رمز وطني يحمل رسالة رفيعة المستوى وعميقة
الأبعاد.
استمعنا لأحمد المصطفى في خور طقت الثانوية ونحن طلاب وكان
«برنامج ما يطلبه المستمعون هو التعبير لشعبية الفنان، عصر كل
جمعة حول راديو المدرسة بالمسرح لنرى لمن يكون الفوز بالأغنية
الأولى والتي ستكون لأحمد المصطفى بل أحياناً الثانية والثالثة
حتى أن أحد الصحفيين المغرضين ذكر أن أحمد المصطفى يشتري
عدداً كبيراً من جريدة هنا أم درمان التي تحمل كوبونات المسابقة
ويملؤها بنفسه.

كان أحمد المصطفى أول فنان يساند حركة نهضة المرأة منذ نشأتها..
غنى «يا فتاة الوطن» للشاعر صديق مدثر ودعم هذه الحركة
بالتشجيع للرائدات والوقوف معهن حتى قام الاتحاد النسائي.

رغم إعجابي بأغاني أحمد المصطفى وقيادته للفن السوداني لم
يغن لي كثيراً بالرغم من زمالتي له في حركة المرأة السودانية
والعمل مع رائدات الحركة العظيمات. فكتبت آنذاك أول قصيدة غنائية
أو نشيد للأم «أمي يا أمي حنانك ليا يا أمي» لحنها أحمد المصطفى
في أحد الاحتفالات التي أقامها الاتحاد النسائي ولا أدري إن كانت
مسجلة بالإذاعة، ثم جاءت «أغنية احتار خيالي» كأغنية خفيفة
وقد كان هدفي آنذاك تغيير الأغنية المسماة (الكره) بأغنية خفيفة
لها معنى، وهدف، وفكرة ولكن أحمد أضاف إلى كلماتي «النار النار
يا روحي خلي الدلال داوي جروحي» تعامل معي وكأنها «كسره»
تحتمل أي إضافة.. وكان خلافاً فنياً.. لم يبعدنا عن بعض اجتماعياً.

كنت دائماً أدعو أحمد المصطفى لزيارة لبنان حيث كنت أدرس
بالجامعة الأمريكية.. وفي عام 1967م «بعد النكسة» مباشرة
فتح مطار القاهرة وركب أحمد المصطفى أول طائرة تغادر إلى
لبنان فوصل بيروت ليسافر تاني يوم.. إلى الخرطوم فتمسكنا به..
وهو الذي غنى للشاعر اللبناني إيليا أبو ماضي «وطن النجوم أنا
هنا حدق أتذكر من أنا».. وأخذناه إلى جبل لبنان «وزحلة ويحمدون»
حيث يجلس محمد عبد الوهاب وكتب أحمد شوقي «جارة الوادي
طربت وعادني ما يشه الأحلام من ذكراك» وشاركنا في الاحتفال
به كجالية سودانية الفنانة المطربة «نجاح سلام».

كنّا نجتمع لنستمع لأحمد المصطفى وكان يقدم لنا ورقة ليكتب كل
شخص أغنيته المفضلة وقد يصل العدد إلى عشرين أغنية يغنيها
أحمد المصطفى بكل سرور..
لقد كان أحمد المصطفى يحب جمهوره وعشاق فنه ويعشق طربهم
وانسجامهم مع أغنياته وهو في هذه الحالة النفسية السرمدية
يمكن أن يغني حتى طلوع الشمس.
وفي جلسة من تلك الجلسات البيروتية ومن وحي لبنان سلمت
أحمد المصطفى أغنية «هون عليك» يا حبيب هون عليك والله
سامحتك زمان» لحنها أحمد المصطفى قبل أن يغادر لبنان وربما
لم تكن مسجلة مع أني اعتبرها آخر ما لحن أحمد المصطفى
وقد سمعتها من «عز الدين مراراً فهو يؤديها أداء عميقاً يقلد والده».

لم يهدف أحمد المصطفى لـ «الكسب المادي» فقد كانت له أعماله
التجارية التي تسد حاجته وتجعله يغدق على الآخرين بالتبرع
وبالغناء المجاني خاصة للأصدقاء والأهل ولرموز الحركة الوطنية
عرفاناً لفضل الرواد ودعماً للمشاريع الخيرية والجمعيات الطوعية..

إذا وعد لا يخلف، وإذا التزم يؤدي وينفذ، مهما كانت الصعوبات لأنه
يعلم أن هناك حتماً وراء الأفق من يحب أحمد المصطفى ويقدّره..

هكذا كان أحمد المصطفى هو «الفنان الأعظم» أو «الملك»
كما سماه زميلنا وصديقنا الدكتور أحمد شمس الدين في كتابه..
بهذا العنوان.

أسكنه الله فسيح جناته ورحمه الله رحمة واسعة بقدر ما قدّم للسودان
 

احمد الحبر

Administrator
طاقم الإدارة
بـنـت الـنـيـل

كلمات : بشير عبد الرحمن
ألحان : أحمد المصطفى
غناء : أحمد المصطفى
http://www.youtube.com/watch?v=-sothn92u2g

بالمناسبة الجزء الأخير من أغنية بنت النيل من تأليف شاعرنا محمد احمد الشيخ الجاغريو ..

وتحديداً من :
أحبّو واحب نوناتو
نوناتو الفي وجناتو
أحبّو واحب تقديرو
أحب رمّان في صديرو
وسيف لحظو حين ما يديرو
أموت ما بعشق غيرو
المسخت الأعذار
في خدرها قلبي دارا
أريدا واريد هظارا
يا ناس حلاة بني بارا
قال ليّ صديق خلّيني
صبح الغرام باليني
قت ليهو دا مواليني
وهو المن زمان قاليني
فقدنا الصواب يا شبابنا
يا ابو عبدة وين احبابنا
لو متنا هم أسبابنا
العودة يا أربابنا
يا اللابسه عفافك حُلّه
لهجك للحنصل حل
ودحمد يازعيم الحله
من ريدو كيف ننحل
شيخ ادريس قوم نتسل
انا عقلى فارق وولى
ريدي السبب لنا عِله
يالصديق ياودفع الله
يالسهمك لينا مبادر
انا فكري نازل وسادر
فى الجيل مثالك نادر
دا الجنن عبد القادر
يا ابوعبده وين احبابنا
 
اتمنى من الاخوان المشرفين دمج اواضافه هذا البوست مع بوست ذكرى رحيل المقيم مع الشكر والتقدير
 

احمد الحبر

Administrator
طاقم الإدارة
اتمنى من الاخوان المشرفين دمج اواضافه هذا البوست مع بوست ذكرى رحيل المقيم مع الشكر والتقدير

أعتقد تركه كبوست منفصل افضل من دمجه مع بوست (ذكرى رحيل عميد الفن) لأن البوست الاخير اصبح مثل الكرسي الساخن بفضل تواجد الاستاذ عزالدين احمد المصطفى في البوست من خلال اجاباته على الاسئله الكثيرة التي تُطرح له .. واضافة اي مادة خارج نطاق الاسئله ستفقد البوست نكهته ..

لذا تركه كبوست منفصل أفضل .. منها يثري منتدى الفن بمزيد من المواضيع عن عميد الفن ومنها احداث تنوع في البوستات التي تخص الاستاذ احمد المصطفى ..
 
أعلى