قال البروفيسور أبوسليم
"يحتل كتاب نعوم شقير،
تاريخ السُّودان القديم والحديث وجغرافيته،
أهمية خاصة بين المؤلفات التي تتناول تاريخ السُّودان،
وقد ظل هذا المؤلف رغم توالي الأعوام،
وتبدل الحال، وتقدم الدراسات السُّودانية،
مرجعاً لا يستغنى عنه. وهو يضع بين يدي القارئ
الحقائق الأساسية عن السُّودان وأهله، من أقدم عصور
التاريخ إلى الوقت الذي انتهى طبعه فيه، وهو نهاية السنة الثالثة
[من القرن العشرين].
ويعتبر الكتاب بحق خزانة كبرى؛
للحقائق والبيانات الجغرافية، والتاريخية،
والبشرية، والثقافية. وقد جاء وضعه بعد أن صدرت
بوحي المخابرات المصرية، بقيادة الجنرال ونجت،
وبعونها المباشر، عدة كتب، وصفت أحوال المهدية
وأخبارها بعداء ظاهر، حيث يمكن أن تُعدُّ دعوة
صريحة لغزو السُّودان، وإسقاط المهدية.
فلما جاء كتاب نعوم كان الوقت قد تغير،
وحلَّ المؤرخ محل الداعي، وأضحى الهدف
من التأليف هو التاريخ، فتعدلت صورة المهدية
على يدي نعوم، عمَّا كانت عند ونجت،
وأهرولدر، وسلاطين، بدرجة محسوسة.
وقد لون هذا الكتاب أفكار الناس وآراءهم حول المهدية،
وجرت آراء نعوم وتقريراته بين سطور المؤرخين،
ولم يتسن لقارئ التاريخ أن يقف على ما يجانبه؛
إلا بعد أن ظهر التيار الجديد من المؤلفات،
بدءاً بالسُّودان في قرن للمرحوم مكي شبيكة."