مختارات اليوم


برنامج المسلم اليومي في شهر رمضان
:5dw5l-com_22:

أخي المسلم الكثير منا إذا دخل رمضان تراه يجتهد في العبادة أول الأيام ثم يضعف شيئا فشيء ، وكل ذلك بسب عدم وجود برنامج عملي منسق ، لذلك كان هذا البرنامج المختصر الذي يصلح للجميع قال النبي صلى الله عليه وسلم ( يقول الله تعالى من تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً ومن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً وإن أقبل إلي يمشي أقبلت إليه أهرول ) صحيح .
:5dw5l-com_22:
البرنامج المقترح بعد طلوع الفجر ..
• الترديد مع أذان الفجر ثم الدعاء .
• أداء سنة الفجر في المنزل ركعتان
• الانشغال بالدعاء حتى إقامة الصلاة
• أداء صلاة الفجر في المسجد مع الحرص على التبكير إلى الصلاة
• الجلوس في المسجد وقول أذكار الصباح وقراءة جزء أو أكثر من القرآن الكريم
• صلاة ركعتين بعد طلوع الشمس ( بثلث ساعة تقريباً )
:5dw5l-com_22:
البرنامج المقترح بعد الخروج من المسجد
• النوم مع احتساب الأجر فيه
• الذهاب إلى العمل أو الدراسة مع احتساب الأجر فيه
• الانشغال بذكر الله تعالى طول اليوم
:5dw5l-com_22:
البرنامج المقترح عند الظهر
• الترديد مع أذان الظهر ثم الدعاء
• أداء السنة الراتبة قبل الظهر أربع ركعات كل ركعتين لوحدها
• أداء صلاة الظهر في المسجد مع الحرص على التبكير إلى الصلاة
• أداء السنة الراتبة بعد الظهر ركعتان
• القيلولة بوقت يسير مع احتساب الأجر فيه
:5dw5l-com_22:
البرنامج المقترح عند العصر
• الترديد مع أذان العصر ثم الدعاء
• أداء أربع ركعات كل ركعتين لوحدها قبل صلا العصر وهي سنة
• أداء صلاة العصر في المسجد مع الحرص على التبكير إلى الصلاة
• تلاوة القرآن الكريم قراءة جزء أو أكثر
• سماع موعظة في المسجد
• قول أذكار المساء
• الاهتمام بشئون المنزل والعائلة ومساعدة الوالدين في تجهيز الفطور
• تقديم المساعدات والعون في تفطير الصائمين في المسجد
• الانشغال بالدعاء قبل الفطور
• الوضوء والاستعداد لصلاة المغرب
:5dw5l-com_22:
البرنامج المقترح عند الغروب
• الإفطار على رطب أو تمر وتراً أو شرب ماء
• الترديد مع أذان صلاة المغرب ثم الدعاء
• أداء صلاة المغرب في المسجد مع الحرص على التبكير إلى الصلاة
• أداء السنة الراتبة لصلاة المغرب ركعتان
• الاجتماع مع الأهل حول مائدة الإفطار مع شكر الله على نعمة إتمام صيام هذه اليوم
• الاستعداء لصلاة العشاء والتراويح بتجديد الوضوء والتطيب والمرأة تجتنب الطيب
:5dw5l-com_22:
البرنامج المقترح عند العشاء
• الترديد مع أذان صلاة العشاء ثم الدعاء
• أداء صلاة العشاء في المسجد مع الحرص على التبكير إلى الصلاة
• أداء السنة الراتبة لصلاة العشاء ركعتان
• أداء صلاة التراويح جماعة كاملة في المسجد
• تلاوة القرآن الكريم قراءة جزء أو أكثر
• بعد الانتهاء من التراويح القيام بأحد الأنشطة التالية ( جلسة عائلية – صلة الرحم – سمر رمضاني هادف – الدعوة عبر الانترنت أو غيره – المذاكرة – حفظ القرآن )
• النوم مبكراً وعدم السهر
:5dw5l-com_22:
البرنامج المقترح في الثلث الأخير من الليل
• الاستيقاظ قبل أذان الفجر بساعة
• أداء صلاة التهجد ولو ركعتان مع إطالة الركوع والسجود وتصلى جماعة في المسجد في العشر الأواخر من رمضان
• تلاوة القرآن الكريم قراءة جزء أو أكثر
• السحور من غير إسراف مع استشعار نية التعبد لله تعالى تأدية السنة
• الجلوس للدعاء والاستغفار حتى أذان الفجر
:5dw5l-com_22:
أخيراً ..
ينبغي علينا أن نغتنم جميع أيام رمضان المبارك قال ابن مسعود رضي الله عنه ( ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه ، نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي ) فيا أخي المسلم إن استطعت أن لا يسبقك أحد إلى الله في شهر رمضان فافعل قال النبي صلى الله عليه وسلم ( رغم أنف رجل دخل عليه شهر رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له ) رواه الترمذي .​
 

محمد جعفر

New member
الحبيب عبد الله .. جُزيت خيراً ، وزُوجت بِكراً ، ودوداً ولوداً .. قول آمين :hhh: :hhh:

وفي مُوازين حسناتك يا رب ..
 

الوان

Active member
هذا الشهر المنتدى الاسلامى والخيمة الرمضانية فى منتدى العيلفون كانت نسبة المشاركات والمواضيع بصورة اوسع وافضل من العام السابق
وهذا بفضل مجهودات شيخ عبد الله
جزاك الله خيراً
وجعلها فى موازين حسناتك
 
هذا الشهر المنتدى الاسلامى والخيمة الرمضانية فى منتدى العيلفون كانت نسبة المشاركات والمواضيع بصورة اوسع وافضل من العام السابق
وهذا بفضل مجهودات شيخ عبد الله
جزاك الله خيراً
وجعلها فى موازين حسناتك
لك الشكر مهند
فعلاً فى نشاط فى المنتدى بصورة عامة فى جميع الاقسام تقريباً وخاصة فى رمضان مقارنة بباقى المنتديات الأخرى

ايدك معانا منتظرنك :ANSmile33:
:eek:ao12:
 
أخطاء في السحور


تناولُ السَّحُور من السنن التي حث عليها رسول الله عليه وسلم، وقد جاء في ذلك قوله: (تسحروا، فإن في السحور بركة) رواه البخاري ومسلم. وقد فرط بعض المسلمين في هذه السُّنَّة، وأفرط البعض الآخر فيها، فوقعوا في أخطاء نشير إليها تالياً:

أولاً: ترك بعض الناس السحور، وهذا خلاف السنة؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان من هديه السحور، ثم إنه قد حث عليه وجعله فارقا بين صيامنا وصيام أهل الكتاب، يقول عليه الصلاة والسلام: (تسحروا؛ فإن في السحور بركة) متفق عليه، ويقول عليه الصلاة والسلام: (فَصْلُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب، أكلة السَّحَر) رواه مسلم، وعلاوة على ما تقدم، فإن في السحور عون على الصيام، فلا ينبغي تركه.

ثانياً: تعجيل السحور وتقديمه في منتصف الليل أو قبل الفجر بساعة أو ساعتين، وهو خلاف السنة؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عَجِّلوا الإفطار، وأخِّروا السحور) رواه الطبراني وصححه الألباني. والسنة أن يكون السحور في وقت السَّحَر قبيل طلوع الفجر بقليل؛ ومنه سمي السحور سحوراً، فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وزيد بن ثابت تسحَّرَا، فلما فرغا من سَحُورهما قام النبي صلى الله عليه وسلّم إلى الصلاةِ فصلَّى، فسُئِل أنس: كم كان بين فراغِهما من سَحُورهما ودخولهما في الصلاة؟ قال: "قدْرَ ما يقرأ الرجل خمسين آية" رواه البخاري.

ثالثاً: الاستمرار في الأكل والشرب مع أذان الصبح وهو يسمع النداء، والواجب أن يحتاط العبد لصومه، فيمسك بمجرد أن يسمع أذان المؤذن.

رابعاً: الإفراط في تناول طعام السَّحور، حيث إن الإفراط في تناول السَّحور يؤدي إلى انحطاط الجسم، وهذا بدوره يفضي إلى التثاقل عن أداء الواجبات، وهو ما ينافي الحكمة من الصيام، إذ إن على المسلم أن يستثمر شهر رمضان لزيادة الطاعات، والإكثار من القربات، وكل ما ينافي هذا المقصد فهو أمر مذموم.

خامساً: النوم بعد تناول السَّحور مباشرة، وهو من العادات السيئة جداً، حيث إن هذه العادة تؤدي إلى أضرار صحية، فضلاً عما فيها من تضيعٍ لصلاة الفجر مع الجماعة، ومخالفةٍ لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المكوث في المسجد بعد صلاة الفجر؛ لذكر الله إلى أن تطلع الشمس.
 

محمد جعفر

New member
هذا الشهر المنتدى الاسلامى والخيمة الرمضانية فى منتدى العيلفون كانت نسبة المشاركات والمواضيع بصورة اوسع وافضل من العام السابق
وهذا بفضل مجهودات شيخ عبد الله
جزاك الله خيراً
وجعلها فى موازين حسناتك

ما قلت الا الحق والله يا مهند ، فجزاه الله عنا خير الجزاء ، ونسأل الله ان يجعل كل ما يقوم به في مُوازين حسناته ..
 

ام صلاح

New member
جزاك الله عنا كل خير عن هذه الجرعة الرمضانية الهامة والتي دائماً نحتاجها للتذكير.
 
مبطلات الصوم
أ. الأكل والشرب
ويدل عليه ما سبق في ج من المباحات ، حيث رفع الحرج في الأكل والشرب عن الناسي فقط.
وكذا ما دل عليه قوله تعالى { ثم أتموا الصيام إلى الليل } .
ب. الجماع
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " بينما نحن جلوس عند النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال : يا رسول الله هلكتُ ! قال : " ما لك " ؟ قال : وقعتُ على امرأتي وأنا صائم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هل تجد رقبة تعتقها " ؟ قال : لا قال : " فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين " ؟ قال : لا ، فقال : " فهل تجد إطعام ستين مسكينا " ؟ قال : لا ، قال : فمكث النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم فبينا نحن على ذلك أتي النَّبيّ صلى الله عليه وسلم بعَرَق فيها تمر - والعَرَق : المكتل - قال : " أين السائل " ؟ فقال أنا قال : " خذها فتصدق به " فقال الرجل : أعلى أفقر مني يا رسول الله ؟ ! فوالله ما بين لابتيها - يريد : الحرتين - أهل بيت أفقر مِن أهل بيتي ! فضحك النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه ، ثم قال : " أطعمه أهلك " . رواه البخاري ( 1834 ) ومسلم ( 1111 ) .
= ويترتب على جماع الرجل و المرأة غير المكرهة أمور :
1. الإثم . وذلك لمخالفة الأمر ، ويدل عليه قول الرجل " هلكت " وفي رواية " احترقت " .
2. الكفارة . وهي المذكورة في الحديث السابق ، وهي على الترتيب :
أ. عتق رقبة .ب. صيام شهرين متتابعين . ج . إطعام ستين مسكيناً .
ولا يحل له الانتقال إلى التالي إلا بعد تعذر الأول .
3. الإمساك بقية اليوم ، لأنه تعدى بجماعه فلا يزيد في تعدِّيه بإفطار بقية يومه .
4. القضاء ، وعليه أن يقضي يوماً مكانه ، لما جاء في في بعض ألفاظ الحديث " واقض يوماً مكانه " . انظر " الإرواء " ( 4 / 91 ) .
ج . القيء عمداً
عن أبي هريرة أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : " مَن ذرعه القيء فليس عليه قضاء ومن استقاء عمداً فليقضِ " . رواه الترمذي ( 720 ) وأبو داود ( 2032 ) وابن ماجه ( 1676 ) .
ومعنى " ذرعه " : خرج بلا اختيار منه .
و " استقاء " : أخرج القيء متعمداً .
د . الحقن الغذائية ، ووضع الدم في الجسم
وهما في معنى الطعام والشراب ، وغاية الطعام والشراب : الدم ، فإذا وضع في جسمه دماً ، فقد وضع غاية الطعام والشراب .
هـ . خروج دم الحيض والنفاس
ولا فرق أن يكون خروج الدم في أول النهار بعد الفجر أو أن يكون في آخره ولو قبيل المغرب بلحظة .
عن أبي سعيد الخدري قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى - أو فطر - إلى المصلى فمرَّ على النِّساء فقال .... " أليس إذا حاضت لم تصلِّ ولم تصم " ؟ قلن : بلى ، قال : " فذلك مِن نقصان دينها " . رواه البخاري ( 298 ) ومسلم ( 80 ) .
 
غير خاف على أحد أن الله عز وجل لم يشرع العبادة ويوجبها على عباده لحاجته إليها، فهو الغني سبحانه، وإنما شرعها لحكم ومعان عظيمة، ومقاصد جليلة, تعود على العبد نفسه بالنفع في دينه ودنياه.

وإذا كان المقصود الأول من العبادة هو الاستسلام والانقياد والعبودية والإذعان، وقدم الإسلام لا تثبت إلا على ظهر الاستسلام لله سبحانه، فلا يعني ذلك خلو هذه العبادات عن الحكمة، وأن لا يبحث المسلم عن المعاني والأسرار الكامنة وراء الأوامر والنواهي.

والصوم شأنه شأن سائر العبادات والقربات، له معانٍ وأسرار عظيمة، يمكن تلمسها والوقوف عندها لمعرفة الحكمة من مشروعية هذه العبادة الجليلة.

أول هذه المعاني والتي تشترك فيها جميع العبادات, أن الصوم فيه تربية على العبودية والاستسلام لله جل وعلا, فعندما تغرب الشمس يأكل الصائم ويشرب؛ امتثالاً لأمر الله, وإذا طلع الفجر يمسك عن الأكل والشرب وسائر المفطرات, فهو يتعبد الله عز وجل في صيامه وفطره, فإذا أمره ربه عز وجل بالأكل في وقت معين أكل, وإذا أمره بضد ذلك في وقت آخر امتثل، فالقضية إذن ليست قضية ذوق ومزاج, وإنما هي قضية طاعة واستسلام وانقياد لأمر الله.

والصوم كذلك يربي في النفس مراقبة الله عز وجل, وإخلاص العمل له, والبعد عن الرياء والسمعة, فهي عبادة بين العبد وبين ربه جل وعلا, ولهذا جاء أن الصوم عبادة السر, فإن بإمكان الإنسان ألا يصوم, وأن يتناول أي مفطر من المفطرات من غير أن يشعر به أحد من الناس, بل إنه بمجرد تغيير النية وقطعها يفطر، ولو لم يتناول شيئاً من المفطرات طوال يومه, فامتناعه عن ذلك كله على الرغم من أنه يستطيع الوصول إليه خفية, دليل على استشعاره اطلاع الله على سرائره وخفاياه, ومراقبته له, ولأجل هذا المعنى اختص الله جل وعلا عبادة الصوم من بين سائر العبادات, ولم يجعل لها جزاء محدداً, قال صلى الله عليه وسلم: (كل عمل ابن آدم يضاعف, الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف, قال الله عز وجل: إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به, يدع شهوته وطعامه من أجلي) أخرجه مسلم. فقوله جل وعلا: (من أجلي) تأكيد لهذا المعنى العظيم.

والصوم يربي العبد على التطلع إلى الدار الآخرة, وانتظار ما عند الله عز وجل, حيث يتخلى الصائم عن بعض شهوات النفس ومحبوباتها؛ تطلعاً إلى ما عند الله عز وجل من الأجر والثواب, وفي ذلك توطين للنفس على الإيمان بالآخرة, والتعلق بها, والترفع عن عاجل الملاذ الدنيوية, التي تقود إلى التثاقل إلى الأرض والإخلاد إليها.

والصوم يربي النفس على الصبر, وقوة الإرادة والعزيمة, فإن الصبر لا يتجلى في شيء من العبادات كما يتجلى في الصوم, والمقصود من الصوم إنما هو حبس النفس عن الشهوات, وفطامها عن المألوفات , ولهذا كان نصف الصبر , والله تعالى يقول: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} (الزمر:10).

وفي الصوم كذلك تربية للمجتمع، وتنمية للشعور بالوحدة والتكافل بين المسلمين, فالصائم حين يرى الناس من حوله صياما كلهم, فإنه يشعر بالترابط والتلاحم مع هذا المجتمع, فالكل صائم, والكل يتذوق لذة بالجوع في سبيل الله، والكل يمسك ويفطر دون تفريق أو امتياز, لا يستثنى من ذلك أحد لغناه أو لجاهه أو منصبه, فأكرمهم عند الله أتقاهم, وأفضلهم أزكاهم.

فما أعظمها من صورة معبرة عن وحدة المجتمع في ظل العبودية لله جل وعلا.

والصوم يضيّق مجاري الدم, ويخمد نيران الشهوات, ويقلل فرص إغواء الشيطان لابن آدم, فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم, ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح: (الصوم جُنَّة)، أي: وقاية يتقي به العبد الشهوات والمعاصي, ولهذا أمر صلى الله عليه وسلم من اشتدت عليه شهوة النكاح مع عدم قدرته عليه بالصيام، وجعله وجاءً لهذه الشهوة ومخففا من حدتها.

ومن معاني الصوم أن يتذكر الصائم بصومه الجائعين والمحتاجين, فيتألم لآلامهم, ويشعر بمعاناتهم, فالذي لا يحس بالجوع والعطش قد لا يشعر بمعاناة غيره من أهل الفقر والحاجة, وإذا كان أحدنا يجد ما يفطر عليه من الطعام والشراب , فغيرنا قد لا يجد شيئا من ذلك.

تلك هي بعض معاني هذه العبادة العظيمة, وقد جمعها الله عز وجل في قوله: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} ( البقرة:183) فالحكمة التي شُرِع الصوم من أجلها هي تحقيق تقوى الله عز وجل, وهي ثمرة الصوم الشرعي ونتيجته, وما لم يكن الصوم طريقاً لتحصيل هذه التقوى، فقدْ فَقَدَ الغاية والمعنى الذي شُرِع لأجله، فليس المقصود من الصيام هو مجرد الامتناع عن الطعام والشراب والجماع فحسب، دون أي أثر لهذا الصوم على حياة الإنسان وسلوكه؛ ولذلك قال صلى الله عليه وسلم -كما عند البخاري-: (من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)، وقال: (ربَّ صائم حظه من صيامه الجوع والعطش) رواه الإمام أحمد وابن ماجه، وسنده صحيح , قال جابر رضي الله عنه: "إذا صمتِ فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم, ودع أذى الجار, وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك, ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء".

فينبغي للمسلم أن يستحضر هذه المعاني وهو يؤدي عباد ة الصوم, حتى لا تخرج العبادة عن مقصودها, وحتى لا تتحول إلى عادة يؤديها مسايرة للبيئة والمجتمع.
 
ما أحوج العبد إلى أن يخلو بنفسه في بعض الأوقات، ويركن إلى زاوية الفكر والذكر يتأمل حاله فيصلحه، ويتأمل نعمة الله عليه فيحمده ويشكره، في عالم ملأه الضجيج والاضطراب والفتن.

ما أحوجه إلى أن يخلد إلى محراب الإيمان ليعتكف فيه لا هربا من الحياة ومشكلاتها، ولكن تجديداً لقوة النفس وثقتها وإيمانها بربها.

وما أجمل أن يكون هذا الاعتكاف في شهر مبارك امتلأ بمعاني الإيمان، وفاحت منه أريج الطاعات، فالناس بين ذاكر وقارئ ومصل، في هذا الجو الإيماني الفريد يخلو العبد بربه ذاكراً شاكراً متفكراً في نعم الله عليه، فيجلس الأيام والليالي وهو على هذه الحال، ليشعر بلحظات من السعادة تغمر قلبه وتملأ جوانحه، لحظاتٍ لم يشعرها في عالم الصخب والضجيج بكل ما فيه من زخارف الحياة المادية الجافة.

قدوته في ذلك نبيه صلى الله عليه وسلم الذي كان حريصاً على الاعتكاف وما تركه حتى قبض -كما قال الزهري رحمه الله-، فكان صلى الله عليه وسلم يعتكف في مسجده في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قُبِضَ فيه اعتكف عشرين يوماً كما روى ذلك أبو داود، وترك النبي صلى الله عليه وسلم الاعتكاف مرة فقضاه في شوال، وكان في ابتداء أمره يعتكف في العشر الأول من رمضان ثم الوسطى ثم العشر الأخيرة يلتمس ليلة القدر، فلما تبين له أنها فيها داوم على اعتكافه فيها حتى لحق بربه عز وجل، وكان صلى الله عليه وسلم يتخذ لنفسه خباءً في المسجد، لمزيد من التفرغ للعبادة والخلوة، وتفريغ القلب من الصوارف والشواغل.

لهذا أصبح الاعتكاف سنة لسائر المسلمين يعيشون فيه حياة ملؤها الإيمان واليقين، مما يعينهم على الاستمرار في عمل الصالحات، والثبات في مسيرة الحياة، ويصبح الاعتكاف للمسلم بمثابة بوصلة التصحيح التي تصوب له سيره تجاه هدفه، فلا يغيب عنه ولا يضل.

وللاعتكاف فوائد كثيرة أهمها: زيادة الصلة الإيمانية بالله، وإخلاص العمل له، والتفرغ لعبادته وطاعته، وتربية النفس وجهاد الهوى، والبعد عن الصوارف والشواغل، والإكثار من أنواع العبادات التي تزكي النفس، وتجعل المرء أكثر قدرة على مواجهة فتن الحياة، ولهذا كان مقصود الاعتكاف وروحه كما يقول ابن القيم رحمه الله: "عكوف القلب على الله تعالى، وجمعيته عليه، والخلوة به، والانقطاع عن الاشتغال بالخلق والاشتغال به وحده سبحانه، بحيث يصير ذكره وحبه، والإقبال عليه في محل هموم القلب وخطراته، فيستولي عليه بدلها، ويصير الهم كله به، والخطرات كلها بذكره، والتفكر في تحصيل مراضيه وما يقرب منه، فيصير أنسه بالله بدلاً عن أنسه بالخلق، فيعده بذلك لأنسه به يوم الوحشة في القبور حين لا أنيس له، ولا ما يُفرح به سواه، فهذا هو مقصود الاعتكاف الأعظم".

ولذا، ينبغي للمعتكف أن يراعي في اعتكافه تحصيل هذه الغايات العظيمة، وألا يخرج من معتكفه خالي الوفاض، كحال من يجعل المساجد مهجعاً للنوم، وعنوانا للتزاور وتجاذب أطراف الحديث والضحك وفضول الكلام!!.

كما ينبغي له أن يعتني بأمور منها: المحافظة على ذكر الله، وخاصة المأثور منها كأذكار الصباح والمساء والنوم والاستيقاظ والأكل والشرب والدخول والخروج، ومن أعظم الذكر قراءة القرآن، فليحرص المعتكف على أن يتفرغ لقراءته بتدبر وخشوع وفهم، في الصلاة وفي غيرها، وأن يجعل له ورد لا يفرط فيه مع مضاعفة الجهد.

وعليه أن يتجنب فضول الأكل، فإن قلة الطعام توجب رقة القلب وانكسار النفس، كما أنها تطلق المرء من قيود الكسل والدعة والخمول، قال عمر رضي الله عنه: "من كثر أكله لم يجد لذكر الله لذة"، والاعتكاف فرصة للمرء ليُربي نفسه على التقلل والتزهد، ويجاهدها على الاستغناء عن كثير مما اعتادته.

وعليه أن يحرص كذلك على تجنب فضول المخالطة، فإن كثرة الخلطة تقصر همة العبد، وتفقده لذة المناجاة، وتفوت المقصود من الخلوة والاعتكاف، وهي مظنة كثرة المزاح والتقليل من هيبة المكان والزمان، وقد تجر إلى بعض الآثام كالغيبة والكذب وغير ذلك.

فاحرص أخي الصائم على إحياء هذه السنة العظيمة، والاقتداء فيها بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة الصالحين، وتوجه بقلبك وجوارحك إلى الله عز وجل في ذل وخضوع وانكسار، حتى تخرج منها وقد ازددت إيماناً وتقوى وقرباً من ربك جل وعلا لتلحق بركب المقبولين الفائزين، قبل أن تطوى الصحف وتوضع الموازين.
 

محمد جعفر

New member
قال الله عن مُلك الدنيا:(كُلُّ شيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجهَهُ)..
وقال عن نعيم الجنة : (وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نعِيمًا وَمُلكًا كَبيرًا)..

صدق الله العظيم ..
 

محمد جعفر

New member
سئل أحد الصالحين من تعز من الناس ؟
قال : من أخلاقه كريمة ، ومجالسته غنيمة ، ونيته سليمة ، ومفارقته أليمة ،
كالمسك كلما مر عليه الزمان زاد قيمة ..

 

محمد جعفر

New member
يقول د/ ابراهيم الفقي رحمه الله تعالى :
لقد رأيت من خلال دوراتي و انتقالي بين البلاد أن البشر ستة أنواع :

الأول :

نوع يعيش في الدنيا و لا يعرف ما الذي يريده ، ولا يعرف أهدافا يحققها ..
كل هدفه أن يوفر الطعام و الشراب على قدر الكفاف ...
و مع ذلك لا يكف عن الشكوى من ضيق العيش..!

الثاني :

نوع يعرف ما الذي يريده ، و لكن لا يعرف كيف يصل اليه ،
و ينتظر من يوجهه و يأخذ بيده ،
وهذا النوع من الناس أكثر شقاء من الصنف الأول.

الثالث :

نوع يعرف غايته ويعرف وسائل تحقيقها ، ولكنه لا يثق في قدراته ،
يبدأ خطوات لتحقيق شئ ولا يتمها ،
يشتري كتابا ولا يقرؤه .. وهكذا دائما ،
لا يبدأ في خطوات النجاح ، و ان بدأها لا يكملها ..
و هذا النوع أكثر شقاء من النوعين السابقين.

الرابع :

يعرف ما الذي يريده ، و يعرف كيف يصل اليه ، واثق في قدراته ..
الا انه يتأثر بالآخرين ..!
فكلما انجز شيئا سمع لمن يقول له : هذا الاسلوب غير مفيد ،
انما عليك أن تعيد هذا الامر بشكل آخر..!

الخامس:

نوع يعرف ما الذي يريده ، ويعرف كيف يصل اليه ، واثق في قدراته ،
ولا يتأثر بآراء الآخرين الا ايجابيا ، ويحقق النجاح المادي و العملي ...
الا انه بعد تحقيق النجاح يصيبه الفتور،
ويهمل التفكير الابداعي و مواصلة النجاح ..

السادس :

هذا النوع يعرف هدفه ، ويعرف وسائل تحقيقه ،
ويثق فيما أعطاه الله سبحانه و تعالى من مواهب و قدرات ،
و يسمع الآراء المختلفة فيزنها و يستفيد منها ، ولا يضعف أمام التحديات و العقبات ،
وبعدما يبذل كل ما في وسعه ،
و يأخذ بجميع الاسباب يعزم في طريقه متوكلا على الله سبحانه و تعالى ،
و يحقق النجاح تلو النجاح ، و لا تقف همته عند حد ،
متمثلا قول الشاعر:

و إني وإن كنت الأخير زمانه لآت بما لم تسطعه الأوائل

فإذا كان الواحد منا يريد النجاح ، و لكنه يصحو من نومه متأخرا ،
ويشكو دائما من ضياع الوقت و لا يعرف كيف ينظم وقته بشكل يجعله يستفيد من كل لحظاته ،
إذا كان مع هذا كله يريد النجاح فكيف سيحققه !!
سيفقد كل اسباب النجاح وبعد ذلك يرمي أعذاره على الحظوظ العمياء..!

ان الأنواع الخمسة الأولى السابقة ( من الأول الى الخامس) هم قتلى مساكين ..
قتلهم العجز و الفتور و الكسل ،
قتلهم التردد و عدم الثقة بالنفس ،
قتلهم ضعف الهمة و الطموح القصير ،
فاحذر هذه الآفات و كن من النوع السادس ،
لأن الله سبحانه و تعالى لا يكتب الفشل على أحد..
 
أعلى