ونواصل بإذن الله ،
الوحدة الأساسية التى تؤدى الجامعة من خلالها رسالتها العلمية هى المحاضرة , جمهور من الطلاب و محاضر و موضوع علمى شارك فى إعداده طاقم الشعبة و وسائل ايضاح كالسبورة و مسلاط الشرائح ( بروجكتر)..... الوحدة الأساسية التى تؤدى السكة الحديد من خلالها رسالتها العملية هى القطار , جمهور من الركاب و العمال المقيمين و المرافقين الخ. ... قطارات النقل البطيئة و البضاعة و قطارات الركاب بمسمياتها ذات الدلالة: إكسبرس حلفا , مشترك نيالا , مشترك كريمة , مشترك كسلا بورتسودان , محلى الخرطوم سنجة , محلى عطبرة أبو حمد , قطار بابنوسة واو , و قطار الباخرة ( كوستى) ... الخ. .... هذه القطارات المسافرة عبر شبكة حديدية على امتداد الوطن لا ترى فيها عوجاً و لا أمتاً تشبه النيل سليل الفراديس و روافده فى الرسم على الخريطة و فى الإنسياب و توزيع الخيرات و رغم الصدأ و التآكل الذى أصاب حديدها من طيلة الوقوف فما زال النيل يستحثها بشعاره :
رأيت وقوف الماء يفسده إن سال طاب و إن لم يجر لم يطب
حركة و انتشار فى ربوع سوداننا لا تنافسه الجامعة و إن استعانت بأخواتها الجامعات الخدج اللائى ولدن حديثاً فى بعض المدن ....
و لك أن تحسب عدداً من القطارات فى اليوم الواحد فى كل قطار ثلاثون عربة فى كل عربة عشرة قمرات فى كل قمرة ثمانية ركاب , و الله يضاعف ما يشاء , بينهم الدنقلاوى و الشايقى و الجعلى و الكاهلى و الجوامعى و الشكرى و الشلكاوي و النوباوى و الختمى و الأنصارى و الهلالابى و المريخابى ..... و قد اكتمل بينهم التعارف و التآلف و المودة و هم يتبادلون فوائد السفر الخمسة و نافذة القطار مثل البروجكتر (مسلاط الشرائح) فى قاعة المحاضرات تعرض المناظر المتنوعة و القطار يتهادى عبر الربا و المهاد و السافنا تتياين بين الغنى و الفقر و الحياة بين البدو والحضر و عمود التلفون هو الدالة الثابتة و القاسم المشترك لكل المناظر يشد الأسلاك التى تمثل العصب الحسى للسكة الحديد يتبادل من خلاله العمال شئون العمل و شجون الأهل .... بالله أى بحث دراسى و أى طرح سياسى يؤلف و يوحد بين هذا الخليط البشرى مثل السكة الحديد و هى تمثل النسيج الضام connective tissue الذى يربط بين أجزاء الجسم و أى وحدة وطنية لا تستفيد من الهدى النبوى فى التشبيه بالجسد الواحد الذى إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى ....
ونواصل بإذن الله ،