احمد حسن امام
New member
بسم الله الرحمن الرحيم
قصة نجاح
الدكتور : مأمون يوسف حامد
وكتابه الجديد ذكريات على قارعة طريق التاريخ
مارس : 2012م
قصة نجاح
الدكتور : مأمون يوسف حامد
وكتابه الجديد ذكريات على قارعة طريق التاريخ
مارس : 2012م
دكتور مأمون يوسف حامد سهم عيلفونى انطلق من المحلية الى العالمية فكان عبوره في مسيرته ذاكرة للأحداث التاريخية حكت وفسرت تفاصيل مهمة عن مسقط الرأس العيلفون بتكويناتها والسودان وما كان له أثر كبير في تشكل خارطته السياسية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية ومن ثم الى باقي دول العالم .للرجل مواقف تاريخية تحفظ له اذ انه وبكل شجاعة وتجرد راكلاً السلطة بكل عظمتها وجاهها وعزتها في استقالة شهيرة قدمت لرئيس الوزراء انذاك السيد الصادق المهدي ختمت بالقولة الشعيرة ( ياخى لو الترابي جاب ليك قائمة بتاعة وزراء كان اسمي من ضمنها انت مفوض منذ الان بشطب اسمي مؤكداً في ذات الوقت وبشجاعته المعهودة وامام السيد الصادق ان الطريقة التى تحكم بها البلاد سيئة للغاية وللرجل مواقف تاريخية على مستوي الحركة الاسلامية تدل على الزهد في القيادة والنأي عن الحكم علماً بأن الرجل يعتبر على مستوي الحركة الاسلامية من اقدم القيادات بمن فيهم الشيخ الدكتور حسن الترابي والذي زامله في فصل بل في مقعد واحد في حنتوب الثانوية).
مسح على التفاحة:- هذا الكتاب يتناول ذكريات غنية تصحبنا في رحل رائعة الى عالم واقعي قد عاشه الدكتور مامون بكل صدق وامانة وعايشه معه ابناء جيله وزملاء المهنة لارتباط هذا الواقع والسرد بحياة الكثيرين، فكانت بداية الرحلة بتاريخ مولده في العام 1931م وهو ذات التاريخ الذي كانت فيه الحركة الثقافية والاجتماعية والوطنية في زروة اشتعالها فكان مولده في خضم هذه الأحداث ينبي بمولد ذاكرة خالدة وعلم نافع وقلب خاشع ورأي سديد فكانت حياته حافلة بالانجاز والمواكبة اللصيقة للأحداث التاريخية والاجتماعية والعلمية والسياسية، فوضع في كتابه هذا بصمته التى عاشها واقعاً، استخدم فيه أسلوب قصصى شيق اهتم بأدق التفاصيل للمشاهد وعبر عنها بروح المجتمع الذي كان حاضراً، فهو سيد الساحة، تناول في بداية كتابه تاريخ العيلفون موضحاً سبب تسمية العيلفون بهذا الإسم وعلاقته بمملكة الفونج فكان من الطبيعي أن يكون العارف بالله الشيخ ادريس ابن الارباب حاضراً لمدخل السرد التاريخي فهو بوابة الحقيقة في تشكل هذا المجتمع العيلفونى المتميز من عدد كبير من القبائل ، فكان هذا المجتمع تحيطه حدود جغرافية خاصة برع الدكتور في وصفها ، تحركت أقدامنا في تلك المساحات وسمعنا أصوات الطبيعة وعشنا تفاعل انسان ذلك الزمان فلا غرابة في ذلك فمازالت تلك الحياة معاشة عند أبناء العيلفون بصورة او بأخري ، وبيئة صوفية حفظها خلفاء العارف بالله الشيخ ادريس بن الارباب ، أظهر كاتبنا شخصيات ومواقف حوتها تلك الحقب ما كان لنا ان نجدها لولا شعور الدكتور بأهيتها فهى رابط وثيق يبين حياة الانسان في تلك الفترة وسبل معاشه وما يتعرض له من مؤثرات خاصة وعامة، فنجد بعض المصادر تحكى عن مجمل الأحداث ولا تهتم بتفاصيل الحياة، فكان حوار الشيخ حاضراً ،والنواتى صاحب المراكب الشراعية التى تجلب الخير ،والمزارع يتغنى يا أبو حوال النبرو، وأصوات السواقي المتناغمة مع صوت الطبيعة،لينشد شعرائها اروع الكلمات فأطلق عليها الشاعر الكبير ود الرضي جنة عدن، وتغني كروانها جاغريو فأبدع ومارس دوره في محاربة العادات الضارة فغابت أم شلوخ وبانت السادة ،وعند غروب الشمس تبدأ تفاصيل خاصة تحدها المشاعر الوارفة، وفي الفجر اكتساب المعاش،وسوق العيلفون يوضح الحركة اليومية في التجارة والمعاش فأدخلنا الدكتور لنشتري بعض الحاجيات المهمة،ثم نهاية الشيمة ،وتفاصيل الغابة ،وحوش العمدة وثبر أغوار التفاصيل لنجد تلك الفترة المهمة في تاريخ العيلفون وحاضرها قد اوفاها الدكتور حقها من حيث التتابع التاريخي ،فكان الفرسان يتجولون في الساحة وسط زغاريد النساء، وسائقي اللواري رسل الحضارة الى بقاع السودان ،وصوت المزيع خلف الله حمد في ركن المزارع يؤنس الأرض،والقضاء يرسخون للعدل ، والبصير يجبر الكسور والأطباء يزرعون البسمة ويهتمون بالحياة،والوزراء يخططون لمسيرة السودان في علم الادارة،والموظفون يطبقون العلم تفانياً واخلاص،وقيادة الجيش تحمى هذه المكتسبات،والراسمالة الوطنية تدعم وتؤسس المرافق الهامة ،ويسنق لذلك عبر البريد والتلفون ، فكانت العلاقات تمتد الى خارج العيلفون لارتباط خلفاء الارباب والعمدة بارحامهم الذين اسسوا مدناً اخري، فالتعليم الدينى روح الحياة نجده قد بدأ مبكراً جداً وشغله عدد من رجالات كانوا قادة للحياة في وقتها وفي مستقبلها والتعليم الأولى سماءه الزاهية زينتها نجوم تلألأ في بلادي، وكانت المواكبة التى اوفدت مفاهيم الصناعة فكانت صناعة الغزل والنسيج ، وظهور دور الرياضة حيث تشكلت الأندية ومن ثم اتحاد الكرة، وواصل الدكتور سرده حتى تاريخ اليوم وما حدث من تغيرات على خارطة العيلفون، فمصادره متواترة وموثقة بذاكرة جيله ومعايشة للواقع، ففتح لنا الدكتور نوافذ عديدة أدخلت نسايم تبعث في الروح راحة الأصالة ورائحة أنفاس من كانوا أبطال الواقع العيلفونى ،وتاريخ العيلفون ظل يفتقر الى من يوثق له ويفصل جزئياته التى توضح الكثير من الحقائق والوقائع التى مرت بها مدينة العيلفون فبرع الدكتور في فتح هذا الباب ليعبر من بعده من اراد. فختم أول باب من كتابه بالابيات التالية :
زمن كالربيع حل وزالا
ليت أيامه خلقن طوالا
ليت أيامه خلقن طوالا
انتقل السهم وهو مشبع بقوة الدفع الكبيرة المتولدة من اب وام واسرة ومجتمع وفوق كل ذلك أمل وطموح بدأ في المدرسة الأميرية الوسطي متجولاً مع رفاعة رافع الطهطاوي في دار الألسن في عهد الأستاذ احمد لطفي السيد ...في محاولة لتعريفنا بمسيرة المدرسة التاريخية وكان مدير المدرسة عند التحاقه بها الاستاذ موسي ابراهيم الحكيم الذي خلفه الاستاذ الطيب الهادي، عاونهم عدد من المدرسين الاجلاء الذين دعموا الانشطة الثقافية والمسرحية، والاستاذ الطيب شبيكة يقود الطلبة لوداع وفد السودان المسافر لمصر بقيادة الزعيم اسماعيل الازهري وصوت الحناجر يردد الى العلا للعلا ...فكانت هذه البادرة مع غيرها تربي الروح والوطنية في الطلاب ليكون لهم الدور الكبير في تشكيل الواقع في البلاد...ويركب الدكتور الترحيل من بري للخرطوم وما حدث في هذه المسافة من تفاصيل تحكى بساطة الحياة في ذلك الوقت ،وتفاصيل اليوم الدراسي التى واكبت الحرب العالمية الثانية التى مات فيها حمار كلتوم ست اللبن شمال الخرطوم...وزيارة كرن حيث قبور الشهداء فكان سرور يخلد عازة في قبره بكرن...وفي أيام الدراسة كان يلتقي بهواء العيلفون محملاً في صدور ابنائها بالعاصمة في جمعيتهم الأولى بالخرطوم جمعية الاخاء الوطنى وكانت هذه الفترة خصبة صحبه فيها عدد كبير من ابناء العيلفون ...ثم التحاقه بمدرسة التجارة بأم درمان فكانت هذه المرحلة من حياة دكتورنا حافلة بتاريخ الحركة بالعاصمة الخرطوم ومدنها الثلاثة في كل المناحي الحياتية واليومية وبعض بقاء السودان المختلفة،
جلس فيها كاتبنا مع الشاعر احمد محمد صالح صاحب قصيدة صبراً دمشق
صبرا دمشق فكل طرف باك
لما أستبيح مع الظلام حماك
جرح العروبة فيك جرح غائر
بكت العروبة كلها لبكاك
كانت هذه المرحلة نقطة تحول في حياة الدكتور حينما نجح وقبل بمدرسة حنتوب الثانويةلما أستبيح مع الظلام حماك
جرح العروبة فيك جرح غائر
بكت العروبة كلها لبكاك
التى ما ذكرت ود مدنى الا وذكرت معها حنتوب بالرغم من شهرة ود مدنى في الحركة الوطنية .وما شهدته الساحة الوطنية من مواقف شهيرة لزعامات العمل الوطنى السوداني.وكانت هذه الفترة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية فترة ظهور الصحف الاستقلالية الداعمة للرأي العام الوطنى المطالب بالاستقلال لقطاعات الشعب من فك الاستعمار ، فكانت صحيفة النيل، صحيفة الاشقاء ، صحيفة الشباب وصحيفة الرأى العام ،والايام .التقي في هذه الفترة الدكتور مامون بعدد من رجال العلم في تلك الفترة منهم الاستاذ بشير محمد سعيد. فكانت أيام حنتوب فترة خصبة اضافت له الكثير حيث كان في صحبته مولانا خلف الله الرشيد والمرحوم دفع الله الرضي وغيرهم.
عند دخوله لجامعة الخرطوم تغير الزي من اردية لبنطلون تجول بنا في جامعة الخرطوم من السكنات الى المكتبة وقاعة الدرس واماكن الترفيه بزيارة السينما وحضور الندوات والمحاضرات السياسية، وكانت الحركة الاسلامية في ايام مجدها وازدهارها على رأسها العمالقة بابكر كرار وميرغنى النصري والرشيد الطاهر وغيرهم ففي هذا الكتاب فتح لنا الدكتور تاريخ الحركة الاسلامية ورجالاتها ومراحلها التى مرت بها وارتباطها بالاخوان المسلمين بمصر الشقيقة .وبداية الاختلاف بين د. حسن الترابي وجماعة صادق عبد الله ومع كرار وما اسفر عنه من تكوينات جديدة.
وحتى لا نفسد متعة القارئ الكريم نذكر فقط بعض فصول الكتاب المتبقية دون الدخول في تفاصيلها وما ذلك الا لعلمنا بأن القارئ الكريم يعلم تمام العلم بغناها وأهميتها فتركنا له المجال لثبرها بنفسه.
في هذا الكتاب الكثير المثير عن حياة دكتور مامون يوسف حامد والتى ترتبط ارتباطاً وثيقاً بواقع الأحداث فذكرياته ليست ككل الذكريات لما تميز به من تفوق وعلم ومرافقة أصحاب أصحاب الكلمة الوطنية والعلمية والاجتماعية فعبر بنا الى مستشفي الخرطوم والرواد الاوئل من الاطباء..وسفره والعمل بجنوب السودان فهذه مراحل تحكى عن نفسها قبل ما يعمل الدكتور على تفصيلها ،والحركة الوطنية وعلاقته بالسيدين علي الميرغنى وعبد الرحمن المهدي ، ثم اغترابه طالبا للعلم بالمملكة المتحدة وثورة اكتوبر 1964م، ومجزرة فصل اساتذة جامعة الخرطوم ،وقصة السفير عمر عباس عجبنا ،وزيارة بيت الله الحرام في الحج،وزيارة الولايات المتحدة الامريكية، ثم تعيينه وزيرا للصحة الاتحادية،وانقلاب حكومة الانقاذ،والحركة الدولية للصليب والهلال الاحمر،وعلاقته بالرئيس عمر حسن احمد البشير،جمعية الهلال الاحمر السوداني وزيارة ليبيا،زيارة اسبانيا والاردن وسوريا ولبنان،تركيا والمانيا وهولندا،رثاء الفنان احمد المصطفي،واكثر الفئات ضعفا وحوجة للعون الانسانى،الربيع العربي،رثاء ابي وامى
الملاحق:
حوت العديد من الصور النادرة ارجو ان يستمتع بها القراء
مع تحيات : احمد حسن امام وجعفر محمد حامد
قريـــــــــــــــــــــــــــــــباً بالمكتبات