ترجمان الملك - عمر فضل الله - مقتطفات - سنجاتا

ودالفحل

New member
سُنْجَاتَا
"قصة حب نسي الزمان أنه رواها من قبل فأعاد تكرارها"

نشأت في بيت أمي "تَانِيْشَا" وأنا لا أعرف أباً غير جدي "دَلْمَار". وكان يحبني حباً عظيماً، فكنت أهرول إليه وأنا صغير كلما عاد من سفر أو من القصر لأنني أعلم أنه قد أحضر لي هدايا معه. لم يكن مهماً ماهي الهدية ولكنني كنت أفرح بما يحضره لأنني لحظتها أحس أن لي قيمة وأن هناك من يتذكرني وهو بعيد. مرة أحضر لي قلابة لقنص الطيور، فقد كان يعلم ولعي بصيد القطا، وفي مرة أحضر لي "نبلة" تشبه المقلاع. مقبضها من خشب الأبنوس، وشريطها سَيْرٌ من جلد "التيتل"، فكنت أتباهى بها بين أقراني عدة أيام قبل أن تصير عادية. وفي مرة أخرى حين عاد من الاسكندرية أحضر لي معه "خذروفاً"( ) فكنت أديره في دكة باحة الكنيسة المنحوتة من الحجر الصوان، فيطن طنيناً وهو يدور حول نفسه ويحدث صوتاً مثل رفيف أجنحة طائر الدوري حين يوشك أن يحط على نافذة غرفتي من الخارج. ورأته "سُنْجَاتَا" فأعجبها، وحين لمحتُ البريق في عينيها أخبرتها أنه يمكنها أن تحتفظ به لتلعب به في بيتها، فطبعت على خدي قبلة سريعة مباغتة ثم انطلقت تركض به نحو بيتها.
حين سألتني أمي مساء ذلك اليوم عن "الخذروف" أين هو وماذا فعلت به، نظرت إلى الأرض حياء وتغير لون وجنتى، فقالت أمي:
- "سُنْجَاتَا"!؟
أجبت وكأنني سأموت من الخجل.
- نعم يا أمي!
- هه.. متى صرت بهذه الشقاوة؟ أعرف أنك مسكين وقليل الحيلة. واضح أن أقرانك علموك الشيطنة. سوف أنتبه في المرة القادمة وآخذ بالي منك!! وهي ماذا أعطتك بالمقابل؟
قالتها وقرصتني في خدي وهي تبتسم ابتسامة عريضة. جدي "دَلْمَار" كان مشغولاً معظم الوقت، ولذا فقد كانت أمي هي بمثابة أمي وأبي. كنت قريباً منها فكانت تخبرني بأشياء كثيرة وكنت أخبرها بكل شيء يحدث معي، إلا ما يحدث بيني وبين "سُنْجَاتَا".
لم أعرف ما هو شكل أبي، فلم أره قط. قال لي جدي أنني ولدت بعد فقدان أبي بأشهر قليلة، شهرين أو ثلاث. وحين كبرت قليلاً وكان الأطفال يلعبون معي كان بعضهم يناديني "بن تَانِيْشَا"، ورغم أنني كنت أحب أمي جداً إلا أنني كنت أغضب من مناداتي بهذا الإسم فقد كنت أعتبره تحقيراً لي، فكنت أنهال عليه بالضرب، ثم أخاصمه ولا أعود ألعب معه حتى يعتذر ويسترضيني. وأما لماذا كنت أعتبر مناداتي باسم أمي تحقيراً لي فقد كنت أرى أن جميع أقراني لهم آباء وينادونهم باسم آبائهم إلا أنا. فقد كانوا يدعونني باسم أمي.
كنت أتخيل أبي دائماً وأعقد المقارنات في ذهني بيني وبينه. أبي يتيم الأم ماتت أمه وهو صغير، وأما أنا فقد فُقِدَ أبي قبل أن أولد. كان أبي وحيد أبيه وأمه، وأنا وحيد أبي وأمي. أبي رباه "دَلْمَار" وأنا رباني "دَلْمَار". كنت أفكر في أبي كلما رأيت صبياً يسير مع أبيه في السوق أو أباً يعلم ابنه الرمي بالسهام خارج أسوار سوبأ. كنت أرسم لأبي صورة جميلة في ذهني. صنعت منه في خيالي بطلاً من أبطال الحروب مرة، وجعلته قائداً عظيماً مرات، وتخيلته ملكاً من الملوك متوجاً والناس يسجدون له، مثل النجاشي عندنا في عَلَوَة. وفي مرة أخرى تخيلت أن أبي هو الكاهن الأكبر في الكنيسة يجلس أمام المصلين بملابسه البيضاء الزاهية المطرزة بالذهب، بينما يقوم الشماس بتلاوة الصلاة كل يوم أحد. صنعت لأبي صور كثيرة وشخصيات متعددة. وأحياناً كنت أكلمه بكلام كثير حينما أكون وحدي. وكنت أسمعه وهو يرد على أسئلتي وينصحني. قلت لأبي مرة: أين أنت يا أبي فأنا أشتاق إليك كثيراً؟ هل تعلم أن أمي تبكي كل ليلة في فراشها؟ أنا أعلم لماذا تبكي. لأنك ذهبت سريعاً. ليتني رأيتك ولو مرة واحدة وأنا مستعد أن أتخلى عن نصف عمري مقابل ذلك.
احتفظت أمي بملابس أبي التي تركها وراءه، وحين كبرتُ أخرجتها من صندوق كان في غرفة أبي ولبست قميصاً منها. كانت غرفة أبي مغلقة طوال هذه السنين، ولم أرها مفتوحة يوماً ولا يدخلها أحد. ويوم لبست قميصاً من قمصان أبي وخرجت من غرفتي صرخت أمي وهرعت ناحيتي واحتوتني بيديها وذراعيها وجثت على ركبتيها تبكي. كان جدي "دَلْمَار" قد عاد لتوه من القصر. لأول مرة أرى جدي غاضباً. رفع صوته وأشار بيده في حزم :
- اخلع هذه الثياب فوراً. وإياك أن تلبسها مرة أخرى. من الذي أعطاك هذه الثياب؟ مجنونة أنت يا "تَانِيْشَا"؟ ما هذا الذي تفعلينه بابنك؟
- أنا لم أعطها له ولم ألبسه إياها يا عمي، فهو الذي أخذها من غرفة أبيه.
خلعت قميص أبي بسرعة وألقيت به على الأرض، فأسرع إليه جدي وأخذه دون أن ينظر إليه وأعاده بسرعة في صندوق أبي وأغلق الصندوق. ورغم أنه اجتهد أن يخفي أى مشاعر في وجهه تعبر عن تصرفه هذا، إلا أنني قرأت الحزن العميق في عينيه، واضطرام وجنتيه. لاحظت الاختلاف الواضح في مشاعر جدي عن مشاعر أمي حين لبستُ قميص أبي. كان جدي منزعجاً بينما قرأت في نظرات أمي أنها لم تكن تود أن أخلع قميص أبي أبداً.
التباين في ردة فعل أمي وجدي جعلت ذهني كقدر يفور بالسؤالات المنثالة. لماذا كانت ردة فعل أمي انفعالية وبهذه القوة بعد كل هذه السنين من موت أبي؟ ولماذا غضب جدي "دَلْمَار" حين رآني في ثياب أبي؟ ولماذا الحزن العميق في عينيه ووجهه؟ شيء طبيعي أن ألبس ملابس أبي. ولكن لماذا هي محرمة على؟ ومن هو أبي أصلاً؟ وهل هو ميت فعلاً؟ وكيف مات؟ وأين قبره؟ ولماذا مات قبل جدي "دَلْمَار"؟ هنل هناك شيء تخفيه أمي عني؟ أو لا يريدون أن أعرفه؟ كانوا لا يجيبونني حين كنت أسألهم: أين مقبرة أبي؟ أريد أن أزور قبره.
في صباح اليوم التالي ذهبت إلى الكنيسة، وكان "أبونا يُوأنَّسْ" واقفاً على عتبة الباب يهم بالخروج. ولكنه لما رآني داخلاً أقبل نحوي بلهفة حين رآني. وعاد معي داخل الكنيسة. ولكنني لما سألته هل كان يعرف أبي "أَبِيْلُّو" تغير وجهه فجأة وأصابته مسحة حزن واضحة. "أبونايُوأنَّسْ" غير ماهر في إخفاء مشاعره. ظاهره مثل باطنه، ولهذا فقد كنت أحبه. سكت ولم يرد. ثم اعتذر بلطف وقال لي إن أمامه مشوار هام ولا بد أن يدركه ولم يعدني بإكمال الحوار في مرة قادمة.
انقلبت على أعقابي وخرجت من الكنيسة ، وسرت هائماً على وجهي في طرقات سوبأ، وقادتني قدماي دون أن أشعر إلى شجرة الأراك قرب الكنيسة والتي كنت أجلس تحت ظلها مع "سُنْجَاتَا" حين كنا في السابعة، بعد أن أكون قد قطعت غصناً صغيراً، ونزعت أوراقه ثم بدأت أنظف به أسناني، وكانت "سُنْجَاتَا" تأخذه من فمي وتنظف أسنانها بطرفه الآخر. كان له طعم لاسع، ورائحة نفاذة ولكنها محببة. كانت أسناننا تصبح بيضاء بعد أن ننظفها بالأراك، وكنت أقول لها:
- انظري أسناني كيف صارت؟
ثم أفرج شفتي ليبدو صف أسناني ناصع البياض. وكانت "سُنْجَاتَا" تضحك وتقلدني فتفرج شفتيها وتقربهما مني وتقول:
- انظر أسناني كيف صارت؟
وفي إحدى المرات قربت فمها كثيراً من فمي، وحين كانت تتحدث شممت رائحة أنفاسها فأثارت في نفسي شيئاً غريباً أصابني بخدر لذيذ، ودون أن نشعر التصقت شفاهنا، وبادرت هي فقبلتني، فكانت هي أول قبلة من "سُنْجَاتَا"، ولم أكن يومها أعرف ما هي القبلة أصلاً، ولكنني أحببتها. كانت أمي تقبلني من خدي، وفي أحيان قليلة كانت تقبلني من فمي قبلة خاطفة، وكان لقبلتها وقع مختلف وشعور آخر. أما قبلة "سُنْجَاتَا" فقد أوقدت في نفسي رغبة أن أقبلها مرات ومرات. وفي كل مرة كنت أحس بشعور غريب. في ذلك اليوم الذي شهد أول قبلة بحثت عن الكلام فلم أجده. كنا قبله نتحدث كثيراً وكانت "سُنْجَاتَا" قبل ذلك تنطلق في الحديث ببراءة، فقد كانت مترعة بالنقاء. وبعد أول قبلة اضطربت وترددت، ثم قبلتني بقوة، ثم صمتت صمت القبور. ولم تنظر في عينى بعدها. وانطلقت تجري نحو بيتها. وكانت قد ربطت شعرها ضفيرتين فكانتا تتقلبان بالتبادل بين كتفها الأيمن والأيسر وهي تجري وتهز رأسها يميناً وشمالاً، وترفع عقبيها بتكلف فيضربان على ردفيها برفق وهي تجري. خفت ألا أراها بعد ذلك اليوم ولكن اللقاءات تكررت كل يوم بعد ذلك تحت شجرة الأراك. وتكرر تنظيف الأسنان حتى صارت أسناني تبرق في الظلام. وبالطبع تكررت مشاهد ما بعد السواك.​
يتبع
 
التعديل الأخير:

ودالفحل

New member
***​
"سُنْجَاتَا" كانت هي المخلوق الوحيد الذي تعلقت به. كنا نأتي كل يوم ونجلس تحت شجرة الأراك ونحلم. ابتسامتها البريئة، ووجها الطفولي، وطعم فمها، وكلامها الذي يحملك إلى عالم مسحور. كانت لا تربط بين الأفكار، بل كل ما يخطر على بالها تقوله. وكان هذا يدهشني فكنت أطير معها في عالم الخيال الجميل الذي له أجنحة تحلق بك أينما تريد.
كنا نبني معاً عوالم مسحورة في أفق الفضاء، أو في دنيا لم يرها إنسان. وكنا نعيش يومنا مع الطيور والحوريات وعالم الجن. كنا نبني قصوراً من الوهم على شواطيء الأحلام ونقطف الأزهار البرية من روضات الحدائق النائمة، عند السحر، والقمر قد سئم البقاء وحده في أفق الفضاء، فبدأ يتأهب للنوم. قالت لي "سُنْجَاتَا" يوماً:
- "سيس" لماذا لا يوجد قمران في أفق السماء؟
- القمر وحده لأنه يلعب مع الشمس لعبة المطاردة، فهو يهرب منها بالنهار. وحين يتأكد أنها قد ذهبت تبحث عنه وراء الأفق يأتي إلينا وحده متخفياً بالليل. ألا ترين أنه يبتسم ابتسامة ساخرة؟
- "سيس" أين ذهب أبوك؟
- أبي هو القمر الذي يهرب من أمي. أمي تجلس وحيدة في غرفتها كل ليلة مثل الشمس في كبد السماء.
- بجد يا "سيس" أين ذهب أبوك؟
- أبي هو "ملك ملوك الجن"، وهو في مهمة، وسوف يأتي قريباً من العالم السحري.
- "سيس" هل تحبني حقاً؟ عندما أكبر أريد أن أتزوجك. ونطير معاً فوق البحار. ونلعب لعبة الشمس والقمر. أريد أن تكون لي أجنحة أحلق بها في الفضاء. هل تصدق هذا؟
- ....
- سيس هل عندك شعر هنا؟
وأشارت إلى موضع عانتي من الخارج.
- أنت مجنونة !!
- أحلى شيء الجنون. "سيس" هل جربت يوماً أن تخلع كل ملابسك وتغلق الأبواب وترقص عارياً وتصيح بأعلى صوتك حتى يبح حلقك ثم تقفز عالياً وتسقط على الفراش؟ تعال نجرب هذا يوماً معاً، ولكنني لن أخلع ملابسي.
كانت "سُنْجَاتَا" مثالاً حياً لكل التناقضات المجنونة الموجودة في البشر. كانت أكثر الناس رقة، وأشدهم جنوناً. كانت منطلقة كمهر جامح في البرية لا يقدر عليه أحد. وكنت أحب هذا فيها. ولعل هذا الأمر قد دفعني حين كبرت قليلاً إلى ترويض المهارى الوحشية والحمير البرية والبغال الجامحة.
ولكن "سُنْجَاتَا" اختفت فجأة من حياتي ولم أعد أراها. قصدتُ بيتهم كثيراً، ولكنه كان خالياً وبابه مغلقاً. لم أعرف يومها ما الذي حدث لها أو لأمها. أعرف أنها يتيمة الأب، وأن أمها، كانت تُشاهَدُ في بيت قائد الحرس كثيراً وكانت تعود إلى البيت سكرانة كل ليلة. أخبرني "عِبْدِي" بذلك وقال إن "سِمْبَا" هو الذي أخبره. حزنت لهذا، ومع الأيام ضمرت ذكراها في فؤادي، أو لعل تلك الذكرى اختبأت خزياً حين كنت أذكر أمها. كنت أذهب كل يوم وأجلس وحدي تحت ظل شجرة الأراك. حاولت استجماع الذكريات فلم أقدر على الإمساك بها. كانت تتسلل هاربة من ذاكرتي كلما كبرتُ.
حين رأيت "سُنْجَاتَا" بعد كل هذه السنين وهي جارية في قصر الملك حاولت أن أتحقق من مشاعري فأحسست بغضب عارم يتأجج في كبدي. لم أعرف له سبباً. ذكريات المشاعر القديمة عادت واستحالت شيئاً مشوهاً. "سُنْجَاتَا" لم تعد بتلك البراءة ولا الجموح. كانت مستكينة خاضعة. وخمد ذلك البريق في عينيها وكأنما أسدلت فوقهما غلالة من بؤس العبودية. تمنيت ساعتها أن أصبح تاجراً للعبيد، لأشتريها وأبيعها بعيداً للعرب عبر بحر الجار فلا أراها بعدها أبداً. ثم تمنيت أن أصبح نسراً كاسراً يختطفها بمخالبه ويحلق بها فوق أجواء عَلَوَة ويلقي بها من حالق فتندق عنقها ويطويها النسيان. ولكن كل هذا لا يشفي غليلي. ولذا فقد بقيت وحيداً متوحشاً طيلة هذه السنوات، لا أسمح لأحد أن يقترب مني!!
 
التعديل الأخير:
استاذنا الدكتور عمر اعلم تماما ان الكاتب في العمل الفني لا يُسأل عما يقصده وغير مطالب بان يُحلل ما يكتبه او ان يُجيب علي كل سؤال وعلي كل قارئ وبالاخص اذا كان من امثالنا قليلي العلم والمعرفة وكل قارئ يفهم حسب معطياته الفكرية والمعلوماتية
ولكنك طلبت منا ذلك فعذرا ان تطاولنا فلدي مداخلة اذا سمحت لي :
1-(الاسلاميون) عموما لهم اراء في مسألة عرض (المشاهد الساخنة) في الاعمال الفنية ايا كانت هذه الاعمال وانت من (الاسلاميين) فهل هذه الرواية اتجاه جديد وتحول في فهم الاشياء بالنسبة لك علي الاقل ك(اسلامي)
2-في المشهد الذي عكسته بصورة رائعة مهدت لها بالسبب (السواك) لتدخل لسخونة المشاعر وعدم المقدرة علي السيطرة عليها ولكن علي غير العادة جعلت الانثي هي المبادرة
3- وعلي غير العادة في هذه المواقف ايضا عندما جعلتها تركض اشرت الي انها تفتعل بعض الحركات وهذا لا يتوافق مع الموقف خصوصا والمرأة الشرقية .
وهذا فيه كثير من الاشارات

لك التحية وانت تعطر المكتبة والمنتدي بهذا الادب والفن الراقي
 
التعديل الأخير:
ربما هي اشارة ان الانثي هي التي تبادر دوما وان كان مايبدو ظاهريا هو غير ذلك او ربما هي اشارة الي ان الانثي دوما ما تفضح مشاعرها وان كان مايبدو ان الرجل هو من يُصرح بذلك لكنه لا يفعل الا بعد اشارة المرور
وشكرا
 

ودالفحل

New member
استاذنا الدكتور عمر اعلم تماما ان الكاتب في العمل الفني لا يُسأل عما يقصده وغير مطالب بان يُحلل ما يكتبه او ان يُجيب علي كل سؤال وعلي كل قارئ وبالاخص اذا كان من امثالنا قليلي العلم والمعرفة وكل قارئ يفهم حسب معطياته الفكرية والمعلوماتية
ولكنك طلبت منا ذلك فعذرا ان تطاولنا فلدي مداخلة اذا سمحت لي :
1-(الاسلاميون) عموما لهم اراء في مسألة عرض (المشاهد الساخنة) في الاعمال الفنية ايا كانت هذه الاعمال وانت من (الاسلاميين) فهل هذه الرواية اتجاه جديد وتحول في فهم الاشياء بالنسبة لك علي الاقل ك(اسلامي)
2-في المشهد الذي عكسته بصورة رائعة مهدت لها بالسبب (السواك) لتدخل لسخونة المشاعر وعدم المقدرة علي السيطرة عليها ولكن علي غير العادة جعلت الانثي هي المبادرة
3- وعلي غير العادة في هذه المواقف ايضا عندما جعلتها تركض اشرت الي انها تفتعل بعض الحركات وهذا لا يتوافق مع الموقف خصوصا والمرأة الشرقية .
وهذا فيه كثير من الاشارات

لك التحية وانت تعطر المكتبة والمنتدي بهذا الادب والفن الراقي

بالفعل أخي محمد. فالكاتب لا يسأل عما يقصده، وخاصة في الأعمال الروائية، فكل قاريء يفهم ما يريد أن يفهمه من السرد.
أنت صنفتني على الفور بأنني من الإسلاميين فلا أدري ماهو تعريفك للإسلاميين؟ وما الذي جعلك تصنفني بأنني واحداً منهم وما هو معيار التصنيف؟ فإن كنت تقصد الاسلام بمعناه العريض فهذا تدخل فيه أنت وأنا وأهل المنتدى وأهل العيلفون ومعظم أهل السودان وهكذا. وإن كنت تعني الانتماء الحزبي أو لجماعة فأنت تعلم جيداً أنني لا أنتمي لأي حزب من الأحزاب ولا جماعة من الجماعات ولا لرجل من الرجال ولا فئة ولا طائفة، وإن كنت تعني الفكر الإسلامي وأغلب الظن أن هذا هو ما تعنيه فلتعلم أن فهمي للأشياء لم يتغير منذ الصغر، وأنت لم تر من أعمالي إلا هذه الرواية فقط، فهي ليست كافية للحكم على كتاباتي، وأن معياري في العمل كله سواء كان فكرياً أو أدبياً أو مهنياً هو الحلال والحرام، وأظن أنني بحمد الله لم أورد في الرواية كلها ما يدغدغ المشاعر أو يهيج الغرائز أو يثير الشهوات، بل كانت كلماتي منتقاة وأسلوبي متأدباً حتى في سرد المشاهد التي تسميها أنت "ساخنة". ولكن ما دامت المشاهد التي أطلقت عليها ساخنة هي الوحيدة في الرواية ذات الثلاثمائة وبضعة وستين صفحة التي شدت انتباهك فأردت أن تقف عندها فدعني أجاريك ولنرجع فنقتبس من النص ما يلي:​
(وقادتني قدماي دون أن أشعر إلى شجرة الأراك قرب الكنيسة والتي كنت أجلس تحت ظلها مع "سُنْجَاتَا" حين كنا في السابعة بعد أن أكون قد قطعت غصناً صغيراً، ونزعت أوراقه ثم بدأت أنظف به أسناني، وكانت "سُنْجَاتَا" تأخذه من فمي وتنظف أسنانها بطرفه الآخر.) يعني أنهما كانا طفلين، بعدُ لم يستو عودهما ولم تنضج مشاعرهما. وكانا يتصرفان كالأطفال ويلعبان كالأطفال، وهنا ربما قصد الكاتب الإشارة إلى قدم العلاقة والتباين الذي حدث فيها مستقبلاً.
وأما مشهد السواك فهو مشهد يمكن أن يحدث بين أي طفلين يلعبان، وأما الجري المتكلف فأشهد أني رأيته كثيراً في الصغر، وكان مشهداً عادياً تفعله البنات ولا يثير الانتباه، ولكن إيراده في القصة هنا كان للدلالة على أن الطفل بدأ يلاحظ بداية العلاقة فوصفها وصفاً دقيقاً للدلالة على تعلقه بسنجاتا، وربما لو أكملت القصة لعلمت أن هذه الإشارات كانت مقصودة خاصة حين تعلم ما الذي حدث لسنجاتا من بعد. ثم إن بطلى القصة لا نستطيع أن نطلق عليهما بأنهما شرقيان فقد كانا من مسيحيي دولة علوة في الزمان القديم قبل الإسلام، والتقاليد الشرقية لفظ مستحدث يوحي إلى القاريء بالعروبة والإسلام غالباً وأخلاق أهلهما في مقابل التقاليد الغربية التي ارتبطت بأوربا وأمريكا مؤخراً.
وعموماً أشكرك على التعليق لأنه أتاح لي فرصة توضيح بعض الأمور المتعلقة بي وبالرواية. بوركت.​
 
شكرا الدكتور عمر علي هذا التواضع الكبير والرد علي قارئ بسيط مثلي وحقاً لم اطلع علي كل كتاباتك ولكني لم اصدر حكماً فقط استوضحت ما غاب عن فهمي فاجبتني مشكورا علي بعضه وتركت البعض لفهمي المتواضع للاشياء وما استهواه منها. ولا شك عندي بان معيارك هو الاسلام
لم اطلع علي الرواية كاملة وسابحث عنها في الاسواق بعد صدور الطبعة الثانية ان شاء الله او الاستعانة بمن يملكها الان. وانت فخر لنا وللعيلفون وللسودان بل العالم العربي والمنطقة جميعها . وهذا شعور يغامرني دوما وانا استمع اليك من خلال النوافذ الاعلامية وفي اجتماعاتنا في الامارات.
لك مني الف تحية وانت تتحفنا بهذا التواجد القيم الراقي
 
التعديل الأخير:

Abu mohamed

New member
انني أرى هنا قلم يداعب الأحرف كما تداعب الفراشات الورود !
شكراً دكتور عمر على هذأ السرد الممتع الذي ابهرتنا واتحفتنا بـــه
(في انتظار المزيد).. !

:wrd:
 
ثم إن بطلى القصة لا نستطيع أن نطلق عليهما بأنهما شرقيان فقد كانا من مسيحيي دولة علوة في الزمان القديم قبل الإسلام، والتقاليد الشرقية لفظ مستحدث يوحي إلى القاريء بالعروبة والإسلام غالباً وأخلاق أهلهما في مقابل التقاليد الغربية التي ارتبطت بأوربا وأمريكا مؤخراً.
د/ ود الفحل لك التحايا والشكر الجزيل على كُل ما أثارته رواية ترجمان الملك مِن حِراك ليس فقط بهذا المنتدى فجملة ما به من أحداث تأريخية قديمة عن السودان المسيحي كانت مثاراً للكثير من النِقاشات المُستَفِيضة مع عدد كبير من المُهتمِّين بهذا الشأن ولي في ذلك "بوست" بعنوان إيماءة على نص ترجمان الملك / عادات مسيحية قديمة في السودان الشمالي سأقوم بإذن الله بنشرها على صفحة المنتدى..
الشرق شرق وكذا الغرب غرب والشمال شمال والجنوب جنوب ولعل للتصنيف الجغرافي أيضاً بعض الدور في تكوين مجموع العادات والتقاليد والقيم وقد أعجبتني ملاحظة الأخ طلب فيما تعلَّق بموضوع المُبادرة أهي من الأُنثى أم من الرجل وأعجبني أكثر ردُّك فلكما التحية وصادق الود
 
بموضوع المُبادرة أهي من الأُنثى أم من الرجل وأعجبني أكثر ردُّك فلكما التحية وصادق الود
واعجني ايضا ماذهب اليه الكاتب
وفعلا هذه النقطة استوقفتني كثيرا وادركت حتما انها مقصودة لذا جاء استفهامي
وشكرا لكما علي هذا الحراك الرائع المفيد
ولنا عودة ان شاء الله بعد الحصول علي الرواية ومؤكد طرح مايستعصي علينا فهمه وادراجه ضمن هذا الحوار الراقي
والسلام عليكم ورحمة الله
 
التعديل الأخير:
وصلتني بعض الصفحات من ترجمان الملك ولفت انتباهي فيها المشاهد التي تحكي عن اداء الصحابة لصلواتهم (الخمس) واشارات عن كيفيتها وكذلك الوضوء وعلي حسب علمي ان الصلاة لم تكن مفروضة ايام (الهجرة الي الحبشة)
ارجو المشاركة في هذا الصدد ربما تكون معلوماتي غير صحيحة
ولكم الشكر
 
التعديل الأخير:
من المعلوم ان الصلاة بكيفيتها فُرضت ليلة الاسراء والمعراج
وهناك خلاف كبير في متي كان الاسراء والمعراج
*الهجرة الاولي كانت بعد5سنوات من البعثة النبوية وسبعة سنوات قبل الهجرة
*والراجح عند الجمهور ان الاسراء كان بعد 11سنة من البعثة النبوية وقبل الهجرة للمدينة بعام واحد
وهناك اقوال اخري
فهل يعني ايراد المشاهد بذلك الشكل(الصلوات الخمس) في الرواية يعني ترجيح الكاتب لقول دون الاخر
ربما تكون اشارة الي ذلك
نتمني مشاركاتكم
 
التعديل الأخير:
من المعلوم ان الصلاة بكيفيتها فُرضت ليلة الاسراء والمعراج وهناك خلاف كبير في متي كان الاسراء والمعراج
الخلاف كان في هل كانت الإسراء والمعراج(تأريخ فرض الصلوات الخمس المَعروفة) قبل سنة أم خمس سنوات للهِجرة في حين أنّ الهجرة الأُولى (للحبشة)كانت على الراجح بعد خمس سنوات من البِعثة النبوِيّة وعليه فإنّ الصلوات الخمس بكيفيتها التي تُؤدَّى بها إلى اليوم لم تكن معروفة إبّان الهِجرة الأُولى
 

تماضر

New member
تبادر لذهني سؤال
هل في مثل هذا النوع من الروايات التي يختلط فيها الخيال بالوقائع الحقيقية هل ينبغي على الكاتب ان يتقيد بتفاصيل وترتيب الوقائع الحقيقية ان اتى ذكرها؟
وهل تخضع لنفس نوع النقد التي تخضع له الكتابات التاريخية ؟
افيدوني
 
وعند د/ود الفحل الخبر اليقين
لكن من وِجهة نظري الشخصية أرى أن نلتزم بالأحداث والوقائع التأريخية الثابِتة وندع للخيال باقِي المُتخيِّل...
د/ تماضر لو قام أحدهم وفي ثنايا رواية أو قصّة مُغرِقة في الخيال بذكر أنَّ أحد شُخوص نصَّه أدّى صلاة العصر وختم ركعاتها "الثلاث" بعجلة لافِتة!! أكُنا سنحتج حينها بأنّ الرِواية خيالِية؟
ترجمان الملك توقعت لها أن تثير "عاصفة" مِن الحِراك و النِقاش لما ورد بها من أحداث و وقائع مُختَلف حولها.. فحتى ما ورد بها بخصوص سورة الرحمن وكون عبد الله بن مسعود أول من جهر بها بمكّة المُكرمة به خلاف أيضاً فجمهور الصحابة والتابعين يرون أنّها مكّية في حين يراها البعض مَدِنية
لذا هذه دعوة أُخـرى مني لنقاش مُستَفِيض حول هذا العمل الأدبي
 
التعديل الأخير:
الزمان :السنة الخامسة بعد البعثة النبوية
المكان :مكان الهجرة الاولي للمسلمين
الشخصيات :الصحابة اللذين هاجروا واهل المكان المُهاجر اليه
هذه اعمدة الرواية زمن حقيقي ومكان حقيقي (رغم ما يمكن ان يثيره من جدل وهل هو المكان الفعلي للهجرة)الشخصيات اختلط فيها الحقيقي مع المتخيل مما جعل الحوار والاحداث بين هذا وذاك ورمي المؤلف بقضايا فيها المعاصر الذي حدث في زمان غير زمان الرواية مما يجعلك في بعض الاحيان تخلط بين الراوي والمؤلف وكأن الراوي قد شاهد ما حدث بعده ثم اتي ليروي
وكما ذكر الاخ ياسر بعض القضايا التي حولها جدل وخلاف نجدها حاضرة دون غيرها مثل المكي والمدني وموضوع الردة والاسراء والمعراج
واعتقد ان المؤلف قصد ذلك الامر مما جعل شخصية الراوي تتفلت من يديه ويرمي به الي زمان غير زمان الرواية
ولنا عودة
 
الأعمال الأدبية قراءتها ممتعة وتكتمل متعتها بالنقاش والحوار وكنت أتوقع أن تجد هذه الرواية نقاش مستفيض لأن كاتبها عيلفوني وعضو بالمنتدى فليسمح لي الدكتور عمر بطرح بعض الاشياء التى توقفت عندها

الرواية كان فيها الخيال وهو جزء من أى عمل أدبى وبحث في تاريخ مملكة علوه التى لم تجد حظها من التدويين و جانب تاريخي إسلامي

دلمار كان ممن إستقبلوا هاشم فى زياراته التجارية إلى علوه ثم من بعد ابنه عبد المطلب وإلى أن استقبل الصحابه المهاجرين وهذا يعد كنز من المعلومات والتاريخ وربما كانت الحكمة والخبرة واضحة في أفعاله وأقواله من خلال الرواية
بروفسير عبد الله الطيب له بحوث ودراسات عن أن أرض الحبشة التى هاجر إليها الصحابة رضوان الله عليهم هي السودان الحالي وهنا يطرأ على الذهن هل أنهم استقروا بشرق السودان أم أنهم وصلوا إلى وسطه
من المسائل التى وردت فى الرواية وتفتح أبواب للبحث والنقاش مسألة الصلاة التى علق عليها الاخوين طلب و خيري وهل هى الصلاه بنفس الطريقة التي نؤديها اليوم أم هي الدعاء والتلاوة و نحتاج إلى بحث عن وقت فرض الصلاة وهل كان قبل الهجرة إلى الحبشة أم بعدها
مسأله ردة عبيدالله بن جحش محل خلاف وتحتاج إلى بحث وتدقيق وإن اتضح غير ذلك فنكون قد رمينا صحابي من السابقين
سورة الرحمن مكية أم مدنية من الأشياء التي تحتاج إلى نقاش وبحث
فى إنتظار مداخلات وتعليقات توضّح ما التبس علىّ
الرواية ربما تجد يوما حظها من النقاش فقد ظلت رواية موسم الهجرة إلى الشمال مجهولة إلى أن كتب عنها رجاء النقاش
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
تبادر لذهني سؤال
هل في مثل هذا النوع من الروايات التي يختلط فيها الخيال بالوقائع الحقيقية هل ينبغي على الكاتب ان يتقيد بتفاصيل وترتيب الوقائع الحقيقية ان اتى ذكرها؟
وهل تخضع لنفس نوع النقد التي تخضع له الكتابات التاريخية ؟
افيدوني
اذا كان البنيان اصلا حول احداث تاريخية فيجب الالتزام بالاحداث وتسلسلها التاريخي والبعد عن الغريب والمختلف عليه(الا ان يكون هو المقصود وللكاتب ادلة ترجحه)
هذه الايام يدور جدل كبير حول المسلسل التركي الذي يحكي عن حقبة تاريخية معينة ويتناول حياة احد السلاطين وذلك لانه يغالط تاريخ ذلك السلطان المعروف تاريخيا
 
التعديل الأخير:

احمد الحبر

Administrator
طاقم الإدارة
وصلتني بعض الصفحات من ترجمان الملك ولفت انتباهي فيها المشاهد التي تحكي عن اداء الصحابة لصلواتهم (الخمس) واشارات عن كيفيتها وكذلك الوضوء وعلي حسب علمي ان الصلاة لم تكن مفروضة ايام (الهجرة الي الحبشة)
ارجو المشاركة في هذا الصدد ربما تكون معلوماتي غير صحيحة
ولكم الشكر


أولاً أؤكد فشلي في عدم القدرة على قراءة الروايه من خلال جهاز الكمبيوتر وذلك لأسباب عديده لا داعي لذكرها .. وفضلت الانتظار لحين اقتني نسخه من الروايه ..

ثانياً أشيد بما ذهب إليه الأخوة محمد طلب وياسر خيري من نقد مفيد للرواية وللدكتور عمر .. وهنا أشير الى أن الدكتور عمر أحمد فضل الله قبل أن يكون كاتب روايه فهو شيخ ومعلم قرءان وخطيب وفقيه وعالم لا يشق له غبار ..ومن هذا المنطلق أعتقد أن ود الفحل لم تفته ما ذكرته يا طلب بخصوص أداء الصلوات الخمس في تلك الحقبة وبكل تأكيد ود الفحل يمتلك تفسيراً منطقياً لكل الأحداث والوقائع التاريخية المذكورة في الرواية ..

لذا أتمنى المواصلة في مثل هذا النقد المفيد حتى يصل ود الفحل وإبراز الجوانب التي تستحق الوقوف عندها حتى تعم الفائده للجميع​
 

تماضر

New member
سؤالي بصفة عامة عن هذا النوع من الاعمال ولم اقصد به هذه الرواية تحديدا
وحسب ما فهمت أن في مثل هذه الاعمال اما ان يطغى الخيال على الوقائع والاحداث الحقيقية أو ان تطغى الوقائع والاحداث على الخيال وهذا يعتمد على اسلوب ومقصد الكاتب وما يريد للمتلقي ان يفهمه وايضا فهم القارئ ومدى احاطته بالوقائع ليستطيع التمييز وفصل الخيال عن الواقع .
 

تماضر

New member



أولاً أؤكد فشلي في عدم القدرة على قراءة الروايه من خلال جهاز الكمبيوتر وذلك لأسباب عديده لا داعي لذكرها .. وفضلت الانتظار لحين اقتني نسخه من الروايه ..

ثانياً أشيد بما ذهب إليه الأخوة محمد طلب وياسر خيري من نقد مفيد للرواية وللدكتور عمر .. وهنا أشير الى أن الدكتور عمر أحمد فضل الله قبل أن يكون كاتب روايه فهو شيخ ومعلم قرءان وخطيب وفقيه وعالم لا يشق له غبار ..
ومن هذا المنطلق أعتقد أن ود الفحل لم تفته ما ذكرته يا طلب بخصوص أداء الصلوات الخمس في تلك الحقبة ولعله كذلك يمتلك تفسيراً منطقياً لكل الأحداث والوقائع التاريخية المذكورة في الرواية ..

لذا أتمنى المواصلة في مثل هذا النقد المفيد حتى يصل ود الفحل وإبراز الجوانب التي تستحق الوقوف عندها حتى تعم الفائده للجميع ..
وبالفعل ملاحظات جديرة بالوقوف عندها ونقد بناء
يدل على القراءة بعمق ....
 
أعلى