هدى أحمد أبو عركي
New member
عرف عنك شغفك بالعمل العام ومشاركة المجتمع وطبعا هذا جين من الوالدة العازة وأذكر وانتى
أشكر الأخ الزبير على تفضله بالسؤال الذي قد يلقي الضوء على جانب من شخصيتي وبعض النشاط الذي كنت أمارسه أثناء دراستي بالمرحلة المتوسطة والثانوية و الذي مررت عليه سريعاً في مقدمة حديثي عن مراحل حياتي المختلفة.
فعلاً كنت وما زلت مولعة بالعمل العام لأنني كما تفضلت وذكرت هي جينات موروثة فقد نشأة في بيئة تحب العمل العام سواء كان ذلك من جهة الوالد أو الوالدة.
اشتغل والدي بالعمل العام كان عضو لجنة سباق الخيل وأمين المال لفترة طويلة ومازال يحتفظ بعضويته بنادي الفروسية وسباق الخيل إلى الاّن وكذلك كان أمين المال للنادي الأهلي بالخرطوم وعضو بنادي الصيد وعضو مجلس الآباء لأغلب المدارس الابتدائية والمتوسطة بمنطقة القوز والحلة الجديدة وعضو اللجان التي كانت تعمل بالدعم الشعبي لإعادة بناء وتطوير المدارس بالمنطقة .
أما والدتي فقد شجعها والدي للخروج للعمل العام في الوقت الذي كان يرفض فيه الناس خروج النساء لمزاولة العمل العام حتى تبوأت منصب عضو مجلس مديرية الخرطوم والعديد من اللجان والجمعيات ودائماً ما كانت تكون في مقدمة استقبال كبار المسئولين بالدولة والزوار عند زيارتهم لمنطقة القوز والخرطوم جنوب عموماً لإلقاء كلمات الترحيب والجلوس معهم للتشاور فيما يخص ويفيد الصالح العام.
كان ذلك هو الجو العام الذي نشأة وترعرعت فيه لذلك لم أواجه أي صعوبة بالرفض لمزاولة أي نشاط عام أحبه منذ الإشتراك في الجمعيات الأدبية وإلقاء كلمة الصباح في الطابور المدرسي واستشعار معلماتي لقدرتي على تحمل المسئولية فقد كانت توكل إلي العديد من المهام والواجبات داخل المدرسة والتي أتقبلها بحب شديد وأجتهد في إنجازها على الوجه الأكمل وكل ذلك لم يكن له أي تأثير سلبي على المستوى الأكاديمي بل بالعكس كنت دائما ما أحرز المركز الأول بتفوق.
وبعد أن التحقت بمدرسة الحلة الجديدة المتوسطة والتي كانت تعد هي ومدرسة الخرطوم الأميرية واللتان يضمهما مبنى واحد من المدارس التي تقبل بها النخبة المتفوقة من بنات الخرطوم وكانت هاتان المدرستان شعلة من النشاط الأدبي والإجتماعي والأكاديمي وكانت معلماتنا ومعلمينا من الأساتذة المتميزين في كل شيء أمثال الأستاذة نفيسة عبد الله التوم عليها رحمة الله والأستاذة فتحية محمد أحمد والأستاذة زهرة عبد الله ،الأستاذة عائشة الصافي والأستاذة علوية الفاتح البدوي كن لنا القدوة في كل مناحي الحياة وقد انبثق من هذه المدرسة مشاركتنا في جمعية الكشافة والمرشدات السودانية وكنا نشارك في معسكرات الجمعية بالإجازة الصيفية وكل النشطات الخيرية مثل زيارة المرضى بالمستشفيات وزيارة دور الأيتام مثل دار شيشر بالخرطوم ومركز أطفال المايقوما وكنا نقوم بتقديم العون للقائمين على هذه الدور بالجلوس مع الأطفال وتقديم الهدايا لهم في الأعياد وإدخال السرور إلى نفوسهم وكان الهدف من ذلك الإحساس بقيمة أن تكون لك أسرة تنعم برعايتها وتستحق واجب شكر الله على نعمه ثم إدراك قيمة مساعدة الاّخرين وأن تكون فرد نافع لمجتمعك مع تنمية جانب الحس بالمسئولية تجاه نفسك وتجاه المجتمع .
بعد ذلك التحقت بجمعية أصدقاء الشرطة وأيضاً كان من أهم أهدافها أنا فرد صالح في خدمة وطني والتحقت بالمعسكر التدريبي الذي عقد في الإجازة الصيفية بمباني مدرسة الخرطوم التجارية تدربت في هذا المعسكر على العمل الشرطي وخصوصاً عمل شرطة المرور ودرسنا قوانين المرور وعلامات الحركة التي تحكم السير وأفضلية المرور وكيفية تسير الحركة وتوزيع المسارات ثم خضعنا لامتحان تأهيلي أحرزت فيه درجة عالية من الأداء ، وكان الجانب الصعب هو التدريب العملي داخل الشوارع الرئيسية في الخرطوم لضبط حركة السير وتطبيق ما تعلمنا في المعسكر من قوانين تحت إشراف شرطة مرور الخرطوم وأنا في ذلك السن الصغير تؤكل إلى مهمة ضبط حركة المرور بصينية كبري الحرية ثم تقاطع شارع الجامعة مع شارع الزبير باشا الذي كان يمر من عنده الرئيس جعفر نميري للوصول لمبنى الإتحاد الإشتراكي وكان يضحك مشجعاً لي ويلقي علي التحية في بعض المرات وشارع السيد عبد الرحمن والذي تمر من عنده بصات العيلفون وبالرغم من ذلك لم يدخل الخوف والرهبة إلى نفسي بل أكملت المهمة بنجاح وكنت محور حديث أهلي في العيلفون بين موافق ومشجع ومعارض .
عموماً كانت تجربة متميزة أضافت لي الكثير من المعلومات والاعتماد على نفسي ومحاولة تجاوز المواقف الصعبة بحنكة ودبلوماسية وكانما الله قد تكفل بإعدادي منذ صغري لأكون محاربة قوية لما كان و أقبل من الأحداث والمواقف بداية بسفري خارج السودان للدراسة الجامعية ثم اغترابي بعد الزواج وكذلك سفري وحدي للتدريب خارج المملكة ثم وفاة زوجي التي كانت المرحلة الأصعب في حياتي والتي احتجت أن أشحذ فيها كل طاقاتي وإمكاناتي و أخرج فيها عصارة ما تعلمته حتى أعبر بأولادي إلى بر الأمان.
وانتهز هذه الفرصة و أطلب من الآباء والأمهات ان لا يمنعوا أولادهم من ممارسة النشاطات الاجتماعية وممارسة هواياتهم بحجة تأثيرها على مستواهم الأكاديمي بل العكس هو الصحيح فقد تساعد في تنمية شخصياتهم واستقرارهم النفسي وتكسبهم بعض المهارات التي تعينهم على النجاح والاعتماد على النفس ، فقط عززوا ثقتهم بأنفسهم واتركوا لهم مساحة من الحرية للتصرف مع ملاحظتهم من على البعد والتدخل عند الحاجة ذلك خيراً لهم من أن يشبوا معتمدين علينا في كل صغيرة وكبيرة.
دكتورة عرف عنك شغفك بالعمل العام ومشاركة المجتمع وطبعا هذا جين من الوالدة العازة وأذكر وانتى يافعة كنتى من ضمن اصدقاء الشرطة وبالذات شرطة المرور وكنتى تسيرين صينية شارع السيد عبدالرحمن وكذلك كبرى الحرية . هلا حدثتينا عن تلك التجربة ؟
أشكر الأخ الزبير على تفضله بالسؤال الذي قد يلقي الضوء على جانب من شخصيتي وبعض النشاط الذي كنت أمارسه أثناء دراستي بالمرحلة المتوسطة والثانوية و الذي مررت عليه سريعاً في مقدمة حديثي عن مراحل حياتي المختلفة.
فعلاً كنت وما زلت مولعة بالعمل العام لأنني كما تفضلت وذكرت هي جينات موروثة فقد نشأة في بيئة تحب العمل العام سواء كان ذلك من جهة الوالد أو الوالدة.
اشتغل والدي بالعمل العام كان عضو لجنة سباق الخيل وأمين المال لفترة طويلة ومازال يحتفظ بعضويته بنادي الفروسية وسباق الخيل إلى الاّن وكذلك كان أمين المال للنادي الأهلي بالخرطوم وعضو بنادي الصيد وعضو مجلس الآباء لأغلب المدارس الابتدائية والمتوسطة بمنطقة القوز والحلة الجديدة وعضو اللجان التي كانت تعمل بالدعم الشعبي لإعادة بناء وتطوير المدارس بالمنطقة .
أما والدتي فقد شجعها والدي للخروج للعمل العام في الوقت الذي كان يرفض فيه الناس خروج النساء لمزاولة العمل العام حتى تبوأت منصب عضو مجلس مديرية الخرطوم والعديد من اللجان والجمعيات ودائماً ما كانت تكون في مقدمة استقبال كبار المسئولين بالدولة والزوار عند زيارتهم لمنطقة القوز والخرطوم جنوب عموماً لإلقاء كلمات الترحيب والجلوس معهم للتشاور فيما يخص ويفيد الصالح العام.
كان ذلك هو الجو العام الذي نشأة وترعرعت فيه لذلك لم أواجه أي صعوبة بالرفض لمزاولة أي نشاط عام أحبه منذ الإشتراك في الجمعيات الأدبية وإلقاء كلمة الصباح في الطابور المدرسي واستشعار معلماتي لقدرتي على تحمل المسئولية فقد كانت توكل إلي العديد من المهام والواجبات داخل المدرسة والتي أتقبلها بحب شديد وأجتهد في إنجازها على الوجه الأكمل وكل ذلك لم يكن له أي تأثير سلبي على المستوى الأكاديمي بل بالعكس كنت دائما ما أحرز المركز الأول بتفوق.
وبعد أن التحقت بمدرسة الحلة الجديدة المتوسطة والتي كانت تعد هي ومدرسة الخرطوم الأميرية واللتان يضمهما مبنى واحد من المدارس التي تقبل بها النخبة المتفوقة من بنات الخرطوم وكانت هاتان المدرستان شعلة من النشاط الأدبي والإجتماعي والأكاديمي وكانت معلماتنا ومعلمينا من الأساتذة المتميزين في كل شيء أمثال الأستاذة نفيسة عبد الله التوم عليها رحمة الله والأستاذة فتحية محمد أحمد والأستاذة زهرة عبد الله ،الأستاذة عائشة الصافي والأستاذة علوية الفاتح البدوي كن لنا القدوة في كل مناحي الحياة وقد انبثق من هذه المدرسة مشاركتنا في جمعية الكشافة والمرشدات السودانية وكنا نشارك في معسكرات الجمعية بالإجازة الصيفية وكل النشطات الخيرية مثل زيارة المرضى بالمستشفيات وزيارة دور الأيتام مثل دار شيشر بالخرطوم ومركز أطفال المايقوما وكنا نقوم بتقديم العون للقائمين على هذه الدور بالجلوس مع الأطفال وتقديم الهدايا لهم في الأعياد وإدخال السرور إلى نفوسهم وكان الهدف من ذلك الإحساس بقيمة أن تكون لك أسرة تنعم برعايتها وتستحق واجب شكر الله على نعمه ثم إدراك قيمة مساعدة الاّخرين وأن تكون فرد نافع لمجتمعك مع تنمية جانب الحس بالمسئولية تجاه نفسك وتجاه المجتمع .
بعد ذلك التحقت بجمعية أصدقاء الشرطة وأيضاً كان من أهم أهدافها أنا فرد صالح في خدمة وطني والتحقت بالمعسكر التدريبي الذي عقد في الإجازة الصيفية بمباني مدرسة الخرطوم التجارية تدربت في هذا المعسكر على العمل الشرطي وخصوصاً عمل شرطة المرور ودرسنا قوانين المرور وعلامات الحركة التي تحكم السير وأفضلية المرور وكيفية تسير الحركة وتوزيع المسارات ثم خضعنا لامتحان تأهيلي أحرزت فيه درجة عالية من الأداء ، وكان الجانب الصعب هو التدريب العملي داخل الشوارع الرئيسية في الخرطوم لضبط حركة السير وتطبيق ما تعلمنا في المعسكر من قوانين تحت إشراف شرطة مرور الخرطوم وأنا في ذلك السن الصغير تؤكل إلى مهمة ضبط حركة المرور بصينية كبري الحرية ثم تقاطع شارع الجامعة مع شارع الزبير باشا الذي كان يمر من عنده الرئيس جعفر نميري للوصول لمبنى الإتحاد الإشتراكي وكان يضحك مشجعاً لي ويلقي علي التحية في بعض المرات وشارع السيد عبد الرحمن والذي تمر من عنده بصات العيلفون وبالرغم من ذلك لم يدخل الخوف والرهبة إلى نفسي بل أكملت المهمة بنجاح وكنت محور حديث أهلي في العيلفون بين موافق ومشجع ومعارض .
عموماً كانت تجربة متميزة أضافت لي الكثير من المعلومات والاعتماد على نفسي ومحاولة تجاوز المواقف الصعبة بحنكة ودبلوماسية وكانما الله قد تكفل بإعدادي منذ صغري لأكون محاربة قوية لما كان و أقبل من الأحداث والمواقف بداية بسفري خارج السودان للدراسة الجامعية ثم اغترابي بعد الزواج وكذلك سفري وحدي للتدريب خارج المملكة ثم وفاة زوجي التي كانت المرحلة الأصعب في حياتي والتي احتجت أن أشحذ فيها كل طاقاتي وإمكاناتي و أخرج فيها عصارة ما تعلمته حتى أعبر بأولادي إلى بر الأمان.
وانتهز هذه الفرصة و أطلب من الآباء والأمهات ان لا يمنعوا أولادهم من ممارسة النشاطات الاجتماعية وممارسة هواياتهم بحجة تأثيرها على مستواهم الأكاديمي بل العكس هو الصحيح فقد تساعد في تنمية شخصياتهم واستقرارهم النفسي وتكسبهم بعض المهارات التي تعينهم على النجاح والاعتماد على النفس ، فقط عززوا ثقتهم بأنفسهم واتركوا لهم مساحة من الحرية للتصرف مع ملاحظتهم من على البعد والتدخل عند الحاجة ذلك خيراً لهم من أن يشبوا معتمدين علينا في كل صغيرة وكبيرة.
التعديل الأخير: