كرسي جنة عدن .. يستضيف الدكتورة / هدى أحمد أبوعركي

عرف عنك شغفك بالعمل العام ومشاركة المجتمع وطبعا هذا جين من الوالدة العازة وأذكر وانتى

دكتورة عرف عنك شغفك بالعمل العام ومشاركة المجتمع وطبعا هذا جين من الوالدة العازة وأذكر وانتى يافعة كنتى من ضمن اصدقاء الشرطة وبالذات شرطة المرور وكنتى تسيرين صينية شارع السيد عبدالرحمن وكذلك كبرى الحرية . هلا حدثتينا عن تلك التجربة ؟

أشكر الأخ الزبير على تفضله بالسؤال الذي قد يلقي الضوء على جانب من شخصيتي وبعض النشاط الذي كنت أمارسه أثناء دراستي بالمرحلة المتوسطة والثانوية و الذي مررت عليه سريعاً في مقدمة حديثي عن مراحل حياتي المختلفة.
فعلاً كنت وما زلت مولعة بالعمل العام لأنني كما تفضلت وذكرت هي جينات موروثة فقد نشأة في بيئة تحب العمل العام سواء كان ذلك من جهة الوالد أو الوالدة.
اشتغل والدي بالعمل العام كان عضو لجنة سباق الخيل وأمين المال لفترة طويلة ومازال يحتفظ بعضويته بنادي الفروسية وسباق الخيل إلى الاّن وكذلك كان أمين المال للنادي الأهلي بالخرطوم وعضو بنادي الصيد وعضو مجلس الآباء لأغلب المدارس الابتدائية والمتوسطة بمنطقة القوز والحلة الجديدة وعضو اللجان التي كانت تعمل بالدعم الشعبي لإعادة بناء وتطوير المدارس بالمنطقة .
أما والدتي فقد شجعها والدي للخروج للعمل العام في الوقت الذي كان يرفض فيه الناس خروج النساء لمزاولة العمل العام حتى تبوأت منصب عضو مجلس مديرية الخرطوم والعديد من اللجان والجمعيات ودائماً ما كانت تكون في مقدمة استقبال كبار المسئولين بالدولة والزوار عند زيارتهم لمنطقة القوز والخرطوم جنوب عموماً لإلقاء كلمات الترحيب والجلوس معهم للتشاور فيما يخص ويفيد الصالح العام.
كان ذلك هو الجو العام الذي نشأة وترعرعت فيه لذلك لم أواجه أي صعوبة بالرفض لمزاولة أي نشاط عام أحبه منذ الإشتراك في الجمعيات الأدبية وإلقاء كلمة الصباح في الطابور المدرسي واستشعار معلماتي لقدرتي على تحمل المسئولية فقد كانت توكل إلي العديد من المهام والواجبات داخل المدرسة والتي أتقبلها بحب شديد وأجتهد في إنجازها على الوجه الأكمل وكل ذلك لم يكن له أي تأثير سلبي على المستوى الأكاديمي بل بالعكس كنت دائما ما أحرز المركز الأول بتفوق.
وبعد أن التحقت بمدرسة الحلة الجديدة المتوسطة والتي كانت تعد هي ومدرسة الخرطوم الأميرية واللتان يضمهما مبنى واحد من المدارس التي تقبل بها النخبة المتفوقة من بنات الخرطوم وكانت هاتان المدرستان شعلة من النشاط الأدبي والإجتماعي والأكاديمي وكانت معلماتنا ومعلمينا من الأساتذة المتميزين في كل شيء أمثال الأستاذة نفيسة عبد الله التوم عليها رحمة الله والأستاذة فتحية محمد أحمد والأستاذة زهرة عبد الله ،الأستاذة عائشة الصافي والأستاذة علوية الفاتح البدوي كن لنا القدوة في كل مناحي الحياة وقد انبثق من هذه المدرسة مشاركتنا في جمعية الكشافة والمرشدات السودانية وكنا نشارك في معسكرات الجمعية بالإجازة الصيفية وكل النشطات الخيرية مثل زيارة المرضى بالمستشفيات وزيارة دور الأيتام مثل دار شيشر بالخرطوم ومركز أطفال المايقوما وكنا نقوم بتقديم العون للقائمين على هذه الدور بالجلوس مع الأطفال وتقديم الهدايا لهم في الأعياد وإدخال السرور إلى نفوسهم وكان الهدف من ذلك الإحساس بقيمة أن تكون لك أسرة تنعم برعايتها وتستحق واجب شكر الله على نعمه ثم إدراك قيمة مساعدة الاّخرين وأن تكون فرد نافع لمجتمعك مع تنمية جانب الحس بالمسئولية تجاه نفسك وتجاه المجتمع .
بعد ذلك التحقت بجمعية أصدقاء الشرطة وأيضاً كان من أهم أهدافها أنا فرد صالح في خدمة وطني والتحقت بالمعسكر التدريبي الذي عقد في الإجازة الصيفية بمباني مدرسة الخرطوم التجارية تدربت في هذا المعسكر على العمل الشرطي وخصوصاً عمل شرطة المرور ودرسنا قوانين المرور وعلامات الحركة التي تحكم السير وأفضلية المرور وكيفية تسير الحركة وتوزيع المسارات ثم خضعنا لامتحان تأهيلي أحرزت فيه درجة عالية من الأداء ، وكان الجانب الصعب هو التدريب العملي داخل الشوارع الرئيسية في الخرطوم لضبط حركة السير وتطبيق ما تعلمنا في المعسكر من قوانين تحت إشراف شرطة مرور الخرطوم وأنا في ذلك السن الصغير تؤكل إلى مهمة ضبط حركة المرور بصينية كبري الحرية ثم تقاطع شارع الجامعة مع شارع الزبير باشا الذي كان يمر من عنده الرئيس جعفر نميري للوصول لمبنى الإتحاد الإشتراكي وكان يضحك مشجعاً لي ويلقي علي التحية في بعض المرات وشارع السيد عبد الرحمن والذي تمر من عنده بصات العيلفون وبالرغم من ذلك لم يدخل الخوف والرهبة إلى نفسي بل أكملت المهمة بنجاح وكنت محور حديث أهلي في العيلفون بين موافق ومشجع ومعارض .
عموماً كانت تجربة متميزة أضافت لي الكثير من المعلومات والاعتماد على نفسي ومحاولة تجاوز المواقف الصعبة بحنكة ودبلوماسية وكانما الله قد تكفل بإعدادي منذ صغري لأكون محاربة قوية لما كان و أقبل من الأحداث والمواقف بداية بسفري خارج السودان للدراسة الجامعية ثم اغترابي بعد الزواج وكذلك سفري وحدي للتدريب خارج المملكة ثم وفاة زوجي التي كانت المرحلة الأصعب في حياتي والتي احتجت أن أشحذ فيها كل طاقاتي وإمكاناتي و أخرج فيها عصارة ما تعلمته حتى أعبر بأولادي إلى بر الأمان.
وانتهز هذه الفرصة و أطلب من الآباء والأمهات ان لا يمنعوا أولادهم من ممارسة النشاطات الاجتماعية وممارسة هواياتهم بحجة تأثيرها على مستواهم الأكاديمي بل العكس هو الصحيح فقد تساعد في تنمية شخصياتهم واستقرارهم النفسي وتكسبهم بعض المهارات التي تعينهم على النجاح والاعتماد على النفس ، فقط عززوا ثقتهم بأنفسهم واتركوا لهم مساحة من الحرية للتصرف مع ملاحظتهم من على البعد والتدخل عند الحاجة ذلك خيراً لهم من أن يشبوا معتمدين علينا في كل صغيرة وكبيرة.
 
التعديل الأخير:

Droop

New member
الأخت الكريمة الدكتورة هدى .. وددت المداخلة ببعض الأسئلة عسى يعم النفع:
1- سؤالي الأول هو أن كثير من أهلنا يربون الأغنام في المنازل للإنتفاع من لبنها وكذلك يربون بعض الحيوانات الأخرى كالقطط والخراف .. سؤالي هو ماهي النصائح التي يجب أن تقدم لهم للعناية والرعاية الصحيحة لهذه الحيوانات وهل هناك تطعيمات لهذه الحيوانات؟
2- سؤالي الثاني وبحكم خبرتك الطويلة في مجال الأبحاث الطبية .. أين يقع السودان الآن من دائرة الإبحاث الطبية؟ وهل هنالك مراكز للأبحاث الطبية في الجامعات السودانية؟
3- السؤال الثالث ماذا يجب أن يفعل السودان وخاصة مربي الماشية للنهوض بهذه الثروة الحيوانية الهائلية وحتى يعود السودان لسابق عهده كأبر مصدر للمواشي الحية والمذبوحة؟
4- السؤال الرابع والأخير .. أين السودان من الثروات السمكية؟ لدينا الأنهار ولدينا البحر الأحمر فلماذا ثقافة أكل لحوم الأسماك شبه منعدمة في السودان؟
أسأل الله أن يعم النفع للجميع
 
د . هدى
لم أتمكن من المداخلة طيلة المدة التي جلست عليها الدكتورة الفضلى هدى أبو عركى على هذا الكرسي ولقد سعدت أيما سعادة بهذا اللقاء الشيق المفيد بدكتورة هدى واطلعت على كل الأسئلة الممتازة والأجوبة الذكية المرتبة كصاحبتها التي وردت في هذا الريبورتاج . ليس لدي من سؤال أقدمه للدكتورة فقداكتفيت بما قدمه الاخوة المتداخلون من اسئلة الا أنني رأيت في خواتيم هذا اللقاء القيم أن أعقب بهذه المداخلة المتواضعة علها تضيف بعض الا ضاءات على هذا اللقاء
. اكتب عن الدكتورة هدى مستنداً على كثير من الحقائق والمعرفة اللصيقة التي تجمعني بها بحكم صلة القربي والجيرة والمصاهرة وكلها علاقات لا تنفك بعضها عن بعض فالقربى أقوى من الجيرة مع أن للجار حق كاد أن يكون وريثا أما المصاهرة فقد أعزها النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ان كان الأمر كذلك فان الحديث سيكون ذو شجون . ورثت د. هدى قوة الشخصية والشكيمة عن والدتها العازة أحمد عبد القادر والتي ورثت هذه الكريزما عن والدها المرحوم الشيخ أحمد عبد القادر عليه من الله الرحمة الواسعة . فجعت د. هدى بوفاة زوجها الأخ الصديق عبد الله عبد الرحيم صباحي وهي في مقتبل العمر مخلفاً لها ثلاثة من الأبناء فما وهنت لها عزيمة وما لانت لها قناة بل واجهت هذا الموقف الصعب بكل قوة واقتدار فتحملت المسئولية حتى أوصلت السفينة الى بر الأمان فواصلت هي مشوار تعليمها وأكملت لأبنائها مشوارهم التعليمي بمساعدة أهلها من الطرفين فالله درك د . هدى . التقيتها في العام 1982 بمنزل الراحل الأخ أحمد الخليفة بركات القنصل العام لسفارة جمهورية السودان بالقاهرة بحي المهندسين وهي وقتها طالبة بجامعة الزقازيق وأنا في شهر العسل وقضينا معها وقتا طيبا ً لا أدري ان كانت د هدى تذكر ذلك اليوم الذي جمعنا مع الأخ الراحل أحمد الخليفة والأخ معاوية أحمد الشيخ مضوي مع زوجته وتناولنا وجبة الافطار التي شاركت في اعدادها د. هدى كنت ازورها في بيتها العامر بمدينة جدة أيام حياة زوجها الراحل عبد الله عبد الرحيم صباحي وذلك كلما سنحت لي الفرصة بزيارة مدينة جدة حيث يقيم اشقائي عثمان والأخ يحى واللذان تربطهما بأسرة المرحوم عبد علاقة خاصة فيها كثير من الإلفة والمودة وما زالت تلك العلاقة تزداد قوة ومتانة . فكنا نجد الكرم وحسن الضيافة فكما ذكرت د . هدى في حديثها فهي قد تأثرت بخالتها الأخت الفضلى فاطمة أحمد عبد القادر زوج أخي العزيز خوجلي ابراهيم ادريس فتعلمت منها التدبير وفن الطبخ وإدارة المنزل تمنياتي للأخت الفضلى فاطمة وزوجها الأخ خوجلي ابراهيم بالصحة والعافية فهما اصبحا حبيسا المنزل دعواتنا لهما بالعافية وأمد الله في عمرهما . فهما أيضا قد فقدا ابنهما الوحيد ابراهيم وهو في ريعان الشباب ومازال الحزن مخيم على هذا المنزل منذ رحيله له من الله الرحمه . ورثت د . هدى البشاشة والرزانة وحسن المعاملة من جدتها الحاجة نفيسة حاج الشيخ ادريس ( بت الحاج ) كما يحلو للناس بمناداتها بهذا الاسم تلك المرأة الفاضلة الحنون صاحبة الصوت الخفيت والحياء الفطري لها من الله الرحمة الواسعة . الحديث عن د. هدى كما ذكرت ذو شجون الا أنني أكتفي بهذه الكلمات في حق هذه المرأة ان جاز لي أن أطلق عليها المرأة الحديدية واقترح على الاخوة في ادارة المنتدى منحها جائزة الأم المثالية تقديرها لها ولما قامت به من دورقوي تجاه أسرتها وأبنائها وتحملها للمسئولية في ظروف عصيبة تمكنت من تجاوزها بكل حكمة وافتدار فلها التخية والتقدير ولأسرتها الصغيرة الكبيرة وتحية خاصة لوالدها أحمد أبو عركي الناشط الاجتماعي من الدرجة الأولى والذي له مساهمات عديدة في شتى المجالات و الذي طال عهدنا به فقد كنا نلتقيه دائماً عندما كان الأخ حوجلي جار له بحي القوز بالخرطوم أيام الزمن الجميل في ستينات وسبيعينات القرن الماضي والتحية أيضا لوالدتها الأخت الفضلى والجارة العزيزة العازة أحمد عبد القادر .


 
التعديل الأخير:
الاخت دكتورة هدى سلام وحقيقة طالعت اللقاء متاخرا ورايت ان اشارك وقد اعجبنى نشاطتك وتفوقك ، ومما شجعنى للدخول هو مقدرتك فى الردود بأسهاب رائع على كل سؤال فهذا اللقاء يصلح أن يكون كتاباً .
فى فترة دراستك للطب بجامعة الزقازيق حضرت مرتين لزيارة ابن عمى عماد محمد إدريس والذى كان يدرس بكلية الاداب مع محمد حسين العربى وعبدالجبار وهم الان يعملون بالتدريس فهل تذكرتى هذه الاسماء ، عماد محمد إدريس ابن عمى من السقاى والان مدير مدرسة الكواكب الثانوية الخاصه بالسقاى واستاذ اللغة الانجليزية .
ولاشك ان دراستكط بالمانيا اتاحت لكى فرصه دراسة اللغة الالمانية ، حديثنا عن المانيا وكيف وجتى المانيا وفى اى مدينة كانت دراستك ؟؟ وهل من مقارنة بين الشعب الالمانى والايطالى ؟ ختاما تقبلى سلامى وتحياتى بشرى ميارك من بيرمنجهام .​
 
أعلى