كرسي جنة عدن .. يستضيف الدكتور/ سيف الدولة مصطفى بركات العمده

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

احمد الحبر

Administrator
طاقم الإدارة
نفتح هذا البوست دائماً ليكون بمثابة تعارف عن قرب بين الأعضاء والشخصيات العيلفونية .. في كل مره سنستضيف عضو من أعضاء المنتدى أو شخصية علفونية لتُجيب على أسئلة الاعضاء ..

فترة الجلوس على الكرسي أسبوع أو أكثر حسب توافر الاسئلة .. ومن ثم سنفتح المجال لضيف آخر..

ونتمنى من الاعضاء التجاوب مع هذا ( الكرسي ) بكل أريحية لأنه سيكون بمثابة بطاقة تعريفية عن العضو أو الشخصية العيلفونية المستضافة ..
 

احمد الحبر

Administrator
طاقم الإدارة


تتواصل اللقاءات التوثيقية والاسفيرية ونلتقي اليوم بأحد كوادر العيلفون الذين لهم اسهامات عديده في مجال بحوث الطب البيطري على مستوى السودان وأمريكا وبريطانيا وعدد من الدول العربية والأسيوية .. هذا بجانب عضويته في مجلس الخرطوم التشريعي .. ويكفي اسهامه في تأسيس أحد أعرق وأكبر الجامعات السودانية (جامعة السودان) والتي أصبح بعد ذلك عميداً لكلية البيطره فيها .. كما أشير إلى أنه مَثّـل السودان في عدد من المؤتمرات والمحافل الخارجية ..

ضيفنا اليوم هو ابن رائد الحكم الأهلي بالعيلفون .. العمده مصطفى وما أدراك ما العمده مصطفى الرجل المناسب في المكان المناسب .. العمده مصطفى الحكمة والرزانه والنزاهة في الادارة الاهلية بالعيلفون وصاحب المشاريع الحيوية والهامة في العيلفون ..

أسعد جداً بأن يكون ضيفنا في هذا الكرسي الدكتور/ سيف الدولة مصطفى بركات .. الطبيب البيطري والمحاضر في جامعة الملك فيصل بالسعودية ..
 

احمد الحبر

Administrator
طاقم الإدارة
السؤال الأول :

البطاقة التعريفية ؟

( الاسم .. النشأة .. المراحل الدراسية .. الوظيفة الحالية والسابقة .. مكان العمل .. مكان الاقامة ) ..

 
السؤال الأول :

البطاقة التعريفية ؟

( الاسم .. النشأة .. المراحل الدراسية .. الوظيفة الحالية والسابقة .. مكان العمل .. مكان الاقامة ) ..


أشكر منتدى العيلفون جنة عدن على هذه الاستضافة وأتمنى أن أوفق في الاجابة على اسئلة الاعضاء الكرام ...

الاسم :- س?ف الدولة مصطفى بركات ..

تار?خ الم?لاد:- 1951/01/27م ..

الحالة الاجتماع?ة : متزوج ولي ثلاثة أبناء ..

العنوان :- كل?ة الطب الب?طري والثروة الح?وان?ة جامعة الملك ف?صل – الأحساء- الھفوف (مكان العمل والاقامة الحالية) ..

البر?د الالكترونى :- seifbrkt@gmail.com

الھاتف: ??????????

المؤھلات العلم?ة :

بكالور?وس الطب الب?طرى-جامعة الخرطوم- ????

ماجست?ر الطب الب?طرى- جامعة الخرطوم- ????

دكتوراة الطب الب?طرى- جامعة ل?فربول بر?طان?ا ????

الخبرة العمل?ة :-

عملت طب?باً ب?طر?اً بوزارة الزراعة والثروة الح?وان?ة - ????

عملت مساعد باحث- كل?ة الطب الب?طرى جامعة الخرطوم- ????

عملت محاضراً بمعھد الكل?ات التكنولوج?ة- ????

نلت العد?د من الشھادات العلم?ة والدورات التدر?ب?ة ب?انھا كالاتي :-

? Certificate of Departmental Management February
1989, the North East Wales institute of Higher
Education England
? Training Course in Programme Development, Programme Evaluation and Curriculum Development (1990), Assinobione Community College, University of Brandon, Canada.

? Training Course in Teaching Methodology January 1988, Arranged by Khartoum Polytechnic Link with North East Wales institute – England.
? Training Course in the use of Computer (Introduction and Stata) – Statistical Package January 2002. Department of Extension & Developmental Studies College of Veterinary Medicine and Animal Production.
? International Computer Driving License (ICDL) and Electronic Learning Course. Computer Centre, Sudan University of Science and Technology. March, 2004.

من المؤسس?ن لجامعة السودان للعلوم والتكنولوج?ا - ????

شاركت في العد?د من اللجان العلم?ة والمھن?ة المتخصصة داخل وخارج السودان ????-

عملت عم?دا لكل?ة الطب الب?طرى- جامعة السودان للعلوم والتكنولوج?ا- ????

ترقيت لمرتبة الأستاذ?ة عام ????

نشرت العد?د من البحوث في المجلات العلم?ة المحكمة الأمر?ك?ة ، البر?طان?ة ، والأس?و?ة
والعرب?ة ..

توجد العد?د من ھذه الأوراق على الموقع :Research Gate.net

شاركت في العد?د من المؤتمرات العلم?ة داخل وخارج السودان

عضو مجلس ولا?ة الخرطوم التشر?عي في دورة انعقاده الثالثة 1989 - 2001م ..
 
مرحبا بالبروف سيف العمدة وتشرف بوجودك بيننا
- العيلفون القديمة هل اعقبتها عيلفون جديدة ؟
ربما يكون السؤال معقدا ولكن نريد القاء الضوء علي حال العيلفون الان وسابقا علي كافة المستويات - اين تقدمنا واين تراجعنا مستصحبا الحالة العامة للقطر
 
هناك بعض الاراء تقول ان اشراك الادارة الاهلية في تسيير امور البلاد كانت ذات مردود ايجابي وبنهاية الادارة الاهلية ظهرت المشاكل والاحتراب الذي نراه الان
فما هو رايك ؟
 
الحركة الاسلامية سحبت البساط من الادارة علي مراحل فيها شئ من الخبث والدهاء والتملق
بما انك سليل الادارة الاهلية وايضا كان لك نشاط مع الحركة الاسلامية فما هو رايك وتحليلك؟
 

BADR ELSIR

Administrator
طاقم الإدارة
أخى العزيز بروفسير سيف العمدة..
هذا لقاء إنتظرناه طويلا...
لانك من الجيل الذى نهل من العلم ووصل الى درجة الأستاذيه... ومثل ما عشت في انجلترا .. رجعت وعشت مع الاهل في العيلفون جنة عدن..
لفترة من الزمن..جعلتك أكثر قربا للأهل ومشاكلهم اليوميه..
ثم انك عاصرت جيل من العمالقه في العيلفون...
ألف مرحبا والبيت بيتك ياعمده...
لاغرو ان للعمدة محمد عبد الرحمن المكانة
الرفيعة التي تتمتع بها العليفون
حيث كان يعرف بشيخ الخط الذي تقع تحت إدارته كافة المناطق من العيلفون حتى ود العباس قرب سنار
ثم العمدة عبدالقادر محمد عبد الرحمن،
ثم محمد عبد القادر محمد عبد الرحمن
ثم بركات عبد القادرمحمد عبد الرحمن
(الظايط مابنقدر)
ثم العمدة مصطفى بركات الذي قام بالعديد من المشاريع الحيوية و تنظيم شكل العيلفون الحديث إبان فترةعموديته التي امتدت منذ أربعينيات القرن الماضى الى سنة 1970
هؤلاء رجال رفعوا إسم العيلفون عاليا وجعلوا لها مكانه رفيعة على مستوى السودان..
شباب اليوم لا يعرف هذا التاريخ..
هلا حدثتنا عن هؤلاء العمد وسر تسمية جدكم بالظايط
وتلسيط الاضواء على الأستاذ الجليل طيب الله ثراه
العمده مصطفى بركات..
 
التعديل الأخير:
بسم الله الرحمن الرحيم وتحياتى الحارة لكل الأخوة والأبناء بدار الغربة ولأهلنا بالعيلفون ويسعدنى أن أطل عليكم من خلال هدة النافدة والتى أحسبها فرصة عظيمة لتواصل الأجيال وقد رسخ فى عقلى بأن أفكار الأخرين وتجاربهم الحياتية اذا جرى تمحيصها وتداولها تكون فى محصلتها النهائية عظة وتدبر وتعود بالفائدة على الجميع .. وأننى لأود أن أشكر القائمين على أمر هذا المنتدى وأخص بالشكر الأخوة الدين يقودون رابطة أبناء العيلفون فلهم منا خالص التقدير والدعاء بالمثوبة والأجر من الله .

كما أتقدم بالشكر لأبننا محمد عبد المطلب والذى أستهل لقائنا هذا بمجموعة من الأسئلة ارجو أن نوفق فى الأجابة عليها.

استجابة لطلب بعض الأخوة والأبناء قمت بنشر بحث مطول عن تاريخ الادارة الأهلية فى العيلفون بصفحتى على فيس بوك تعرضت فية لنشأة العيلفون ومراحل تطورها فى الفترة من 1825-1970 وسيجد الابن محمد الكثير من المعلومات التفصيلية التى ربما تجيب على أستفساراته.

ولفائدة مشتركى هدا المنتدى يمكن إلقاء بعض الضوء على المحاور التى تفضل ابننا محمد عبد المطلب بطرحها.

حتى العام 1960 كانت العيلفون عبارة عن قرية صغيرة تابعة لمجلس ريفى الخرطوم بحرى لا تتوفر فيها أبسط الخدمات الضرورية ، وكان مجتمع العيلفون مجتمع زراعى رعوى به نسبة قليلة من الموظفين والطلاب أو ما يعرف بالقوى الحديثة ، وبعد أفتتاح مدرسة العيلفون الوسطى عام 1954وبداية عهد الحكم الوطنى بدأت أعداد المتعلمين تزداد ليس فى العيلفون فحسب بل فى العديد المدن السودانية ، ومع زيادة القاعدة التعليمية ودخول الخدمات الضرورية كالكهرباء والماء والمواصلات بدأت العيلفون تتحول الى الطابع الحضري والذى أخد شكله النهائى بإكتمال رصف طريق العيلفون الخرطوم ، وبالرغم من الأيجابيات الكثيرة التى أحدثها التحول الحضري إلا أن الذين عاشوا فترة الخمسينات والستينات يعاودهم الحنين لذلك النمط من الحياة الريفية البسيطة حيث التكاتف والترابط رغم قسوة الحياة.

أما عن دور الأدارة الأهلية ووعلاقتها بالحركة الأسلامية سنواصل هدا الحديث لاحقا.
 
حدثني مولانا محمد عبد الرحيم صباحي ان العمدة مصطفي بركات عليه الرحمة كان يهتم جدا بقضية التعليم والشباب وكان يوليهم عناية خاصة - كما وثق لذلك الاستاذ سليمان الطيب في كتابه هلال العيلفون
نرجو تسليط الضوء علي هذا الجانب من حياة المرحوم العمدة مصطفي بركات -مستصحبا ما الت اليه احوال الشباب اللذين باتوا في امس الحاجة لمثل تلك الرعاية
 
الحكم الاهلي أو الادارة الأهلية من أقدم أشكال الحكم الذي عرفته البشرية ولقد أقر الاسلام هذا النوع من الحكم الاهلي القبلي واعترف به ، واستقبل الرسول(ص) بعد فتح مكة ممثلين لكل حكومات الجزيرة العربية ممثله في رؤساء العشائر ورؤساء القبائل وأحسن اكرامهم وأجزل عطاءهم وأقرهم في رئاستهم كما أقر اليهود على مؤسساتهم ومعابدهم في المدينة بل وسمح لهم أن يحكموا في قومهم بالتوراة .

وقد ذكر الاستاذ عبد الله علي جاد الله في كتابه مع الادارة الأهلية في مسيرتها أن الادارة الأهلية هي نمط من الحكم غير المباشر ثم عن طريقة نقل سلطات ادارية وأمنية وقضائية من حكام الأقاليم البريطانين إلى زعماء القبائل والأمراء والسلاطين ، هذا النوع من الحكم القبلي لم يكن من ابتداع البريطانيين بل هو عميق الجذور يستمد أصوله من العرف والتقاليد القبلية نمت ممارسته منذ عهد السلطنة الزرقاء ، وعندما جاء الحكم التركي اعتمد هذا النوع من الحكم نظراً لقلة تكلفته وقبوله من قبل المواطنين ، ومن ثم جاءت المهدية واختارت قياداتها من زعماء القبائل واستمر الحال حتى جاء الانجليز وقننوا هذا النوع من الحكم وعملوا على تطويره .

وقد عرف الاستاذ أحمد إبراهيم أبو شوك الحكم الأهلي أو الإدارة الأهلية بقوله :
(الادارة الأهلية تعني اصطلاحا المؤسسات القبلية التي توارثتها الجماعات الإفريقية وطورها الساسة البريطانيون إلى أن أصبحت عبارة عن أجهزة محلية تنظم نشاطات الأفراد والمجموعات القبلية وتعمل على بسط الأمن والاستقرار وحماية البيئة المحلية اجتماعيا واقتصاديا وفق التقاليد والأعراف والموروثات ولها صلاحيات أدارية وأمنية وتستمد قوتها من السلطة المركزية الحاكمة تخويلا أو تفويضا.

الإدارة الأھلية في العيلفون
نشأة نظام الإدارة الأھلية بالعيلفون :
كما ذكرنا آنفا اعتمد سلاطين الفونج أبان السلطنة الزرقاء في القرن السادس عشر الشيوخ ورجال الدين لتسيير أمور الحكم بمناطقهم على أن يكون ولاءهم للسلطان بسنار ، عليه كان الشيخ أدريس بن محمد الارباب الزعيم الديني الذي اقتطعت له الاراضي واصبح يباشر السلطة الدينية والادارية والقضائية بالعيلفون بتفويض من السلطان بسنار.

في عام 1820 في عهد محمد علي باشا والي مصر قام الجيش المصري بقيادة اسماعيل باشا ابن محمد علي بغزو السودان وانتهت الحرب في عا م 1822 بضم السودان الشمالي لحكم الخديوي ، تعرف تلك الفترة بالتركية السابقة ، قام الأتراك بما يمكن تسميته الآن بفصل السلطة الدينية عن السلطة الادارية واختاروا بعض زعماء القبائل لتولي المهام الادارية وأبقوا على الزعماء الدينين لتولى عملية التعليم الدينى والأشراف على الخلاوى ومهام المسيد والذى يعتبر مركز الأشعاع الدينى.

وقد ظلت الأدارة الأهلية صمام أمان للسودان ومن ممسكات الوحدة والقومية السودانية حيث كان زعماء الأدارة الأهلية يديرون شئون مناطقهم بالحكمة والمعرفة وبطريقة أبوية بدون تسلط .

سارت الأمور فى أنضباط تام تحت مظلة الادارة الأهلية حتى جاء أنقلاب نميرى للسلطة عام 1969وفى ظل هيمنة الشيوعين فى تلك الفترة صدر قرار تصفية الأدارة الأهلية عام 1970 بطريقة مفاجئة وبدون أى بديل يحل محلها لذا أنفرط نظام الأمن فى العديد من المناطق وما قضية دارفور ألا مثالا حيا لما أحدثة ذلك القرار من فوضى.

أما بخصوص دور الحركة الأسلامية وأستغلالها للادارة الأهلية كما ذكر ابننا محمد عبد المطلب فأني لا أرى أى دور للحركة الأسلامية فى هذا الأمر, كلما حدث أن الشيوعيين كانوا يعتقدون أن الادارة الأهلية والطائفية يمثلان حائط صد قوى ضد انتشار أفكارهم وعندما وجدوا فرصتهم فى الفترة الأولى من عهد النميرى قاموا بتصفية الأدارة الأهلية وشنوا حرباً على زعيم الأنصار الأمام الهادى المهدى بالجزيرة أبا أنتهت بمقتله .

 
أخى العزيز بروفسير سيف العمدة..
هذا لقاء إنتظرناه طويلا...
لانك من الجيل الذى نهل من العلم ووصل الى درجة الأستاذيه... ومثل ما عشت في انجلترا .. رجعت وعشت مع الاهل في العيلفون جنة عدن..
لفترة من الزمن..جعلتك أكثر قربا للأهل ومشاكلهم اليوميه..
ثم انك عاصرت جيل من العمالقه في العيلفون...
ألف مرحبا والبيت بيتك ياعمده...
لاغرو ان للعمدة محمد عبد الرحمن المكانة
الرفيعة التي تتمتع بها العليفون
حيث كان يعرف بشيخ الخط الذي تقع تحت إدارته كافة المناطق من العيلفون حتى ود العباس قرب سنار
ثم العمدة عبدالقادر محمد عبد الرحمن،
ثم محمد عبد القادر محمد عبد الرحمن
ثم بركات عبد القادرمحمد عبد الرحمن
(الظايط مابنقدر)
ثم العمدة مصطفى بركات الذي قام بالعديد من المشاريع الحيوية و تنظيم شكل العيلفون الحديث إبان فترةعموديته التي امتدت منذ أربعينيات القرن الماضى الى سنة 1970
هؤلاء رجال رفعوا إسم العيلفون عاليا وجعلوا لها مكانه رفيعة على مستوى السودان..
شباب اليوم لا يعرف هذا التاريخ..
هلا حدثتنا عن هؤلاء العمد وسر تسمية جدكم بالظايط
وتلسيط الاضواء على الأستاذ الجليل طيب الله ثراه
العمده مصطفى بركات..

لابد لي أن أعبر عن شكرى وتقديرى للأخ الدكتور بدر الدين عبد الرحمن السر أولا لما يقوم به هو وأعضاء رابطة أبناء العيلفون من جهد وخدمة للأهل بالعيلفون , و ثانيا لملاحقته لى وطلبه المتكرر الى أن أعد بحثا عن دور أهلنا في الأدارة الأهلية بالعيلفون. وكنت في داخل نفسي أفكر في هذا الأمر منذ فترة طويله ورتبت المراجع التى تعينني على هذا العمل, لكن مع المشاغل وارتباطات العمل لم أتمكن من أنجاز هذه المهمة. وبالفعل نشرت بحثا على صفحتي في فيس بوك تناولت فيه تأريخ الأدارة الأهلية في العيلفون في الفترة من 1825- 1970 . وقد أتصل بي العديد من الأهل والأصدقاء مرحبين بهذا العمل وحثوا على أن أتابع الكتابة في هذا الموضوع وأن أجمع ما أتحصل عليه من معلومات في كتاب . وأن شاء الله عند عودتى للسودان وتقليب بعض الأوراق والمستندات سأكمل هذه المهمة تلبية لرغبة الأهل والأصدقاء.
و في محاولة منى للإجابة علي ما طرحة الأخ د. بدر الدين أورد الأتي:-
قاد الإدارة الأهلية بالعيلفون مجموعة من الأجداد وذلك حسب الترتيب التالي:-
1- الشيخ (وكيل ناظر) عبد الرحمن ود محمد 1825- 1840
2- الشيخ (وكيل ناظر)محمد عبد الرحمن 1840 - 1855
3- الناظر عبد القادر محمد عبد الرحمن 1855 – 1881
4- العمدة محمد عبد القادر 1881- 1920
5- العمدة بركات عبد القادر 1920 - 1943
6- العمدة مصطفى بركات 1943- 1970
وقد تم تعين الشيخ بخيت محمد عبد القادر خلال فترة والده العمدة محمد عبد القادر والشيخ محمد بركات ( شيخ الخط ) خلال فترة والده العمدة بركات وذلك للمساعدة في العمل الإداري.
وقد تحصلت على صورة نادرة التقطها المستر جاكسون عام 1918خلال زيارته العيلفون يظهر في الصورة من اليمين الخليفة أحمد (والد الخليفة بركات) ومن خلفه أحد الحيران, العمدة محمد عبد القادر, العمدة بركات عبد القادر, جدنا عبد الله عبد القادر (عبد الله فور) ,جدنا أبراهيم عبد القادر ( مات في شبابة وليس له ذرية) وأعتقد أن هذه أول صوره فوتوغرافية يتم التقاطها في العيلفون. ( لمزيد من التفاصيل يمكن الرجوع لصفحتي على فيس بوك).
أما عن تسمية جدنا العمدة بركات بالظايت فهذه قصة حدثت في الثلاثينيات من القرن الماضي. رفع بعض الأفراد شكوي للمفتش الإنجليزي ضد العمدة بركات. والمعروف في تلك الفترة أن الإنجليز يأخذون مثل هذه الشكاوى التي يرفعها المواطنون مأخذ الجد ويحققون فيها بصورة دقيقة. حضر المفتش للعيلفون وطلب أن يمثل أمامه مقدمي الدعوى وعامة مواطني العيلفون. وبعد النظر في القضية وقف المفتش أمام الجمع وأعلن أن العمدة بركات على حق وأن الدعوى المرفوعة لا تستند الي دليل وهاجم الذين قاموا بهذا الفعل بدافع الكيد. كان الموقف متوترا جدا, وبمجرد أن أكمل المفتش حديثه وضربت النحاس وارتفعت أصوات النساء بالزغاريد نهض العم الجاغريو ووقف أمام المفتش وانشد قصيدته الرائعة والخالدة
الظايت مابنقدر سيل الوادى المنحدر
وكلمة الظايت من المفردات التي أعتاد أن يولدها العم الجاغريو ويضمنها في العديد من قصائده وهى مأخوذة من التعبير العربي الفصيح ( زائع الصيت ) وهو الرجل المشهور ذو المكانة الرفيعة . طبعا هذه القصيدة بالذات تعرضت للكثير من التحريف من بعض الإعلاميين وناشئة الفنانين . رحم الله عمنا عبد القادر مضوى كان يعتبر قصائد الجاغريو من المقدسات ولا يقبل فيها أى تغيير. وقد حكى لي الأعلامي المعروف الخال المرحوم خلف الله أحمد دفع الله الدخيرة مدير المسرح القومى بأمدرمان أنذاك قصة طريفة حدثت في الأحتفال بمناسبة أفتتاح المسرح القومى عام 1960 . يقول الخال خلف الله أنه دعى العم عبد القادر مضوى والعم الجاغريو لحضور ذلك الحفل والذي حضرة اللواء طلعت فريد وزير الأعلام في حكومة عبود. غنى الفنان خلف الله حمد أغنية الظايت ويبدو أن لجنة النصوص طلبت منه تغير كلمة سيد بت فرج وبت حليمة الي أخو بت فرج وبت حليمة. وبمجرد أن قال أخو بت فرج وبت حليمة صعد العم عبد القادر مضوى على المسرح وخطف المايكرفون من الفنان خلف الله وهتف بأعلى صوته مرددا (سيد بت فرج و بت حليمة) . سأل اللواء طلعت فريد الخال خلف الله عما يحدث فرد علية أن العم عبد القادر رفيق الشاعر الجاغريو يعبر عن احتجاجه على التغير الذى حدث في نص القصيدة فوجه اللواء طلعت أن تغنى الأغنية بكلماتها الاصلية . الأن وفي غياب عمنا عبد القادر ظهرت فنانة شابة مقلدة أسمها فهيمة تغنى هذه الأغنية وتقول فيها بدلا عن الظايت مابنقدر أخوى مابنقدر .



يظهر في الصورة من اليمين الخليفة أحمد (والد الخليفة بركات) ومن خلفه أحد الحيران, العمدة محمد عبد القادر, العمدة بركات عبد القادر, جدنا عبد الله عبد القادر (عبد الله فور) ,جدنا أبراهيم عبد القادر ( مات في شبابة وليس له ذرية)
 

احمد الحبر

Administrator
طاقم الإدارة

وقد تحصلت على صورة نادرة التقطها المستر جاكسون عام 1918خلال زيارته العبلفون يظهر في الصورة من اليمين الخليفة أحمد (والد الخليفة بركات) ومن خلفه أحد الحيران, العمدة محمد عبد القادر, العمدة بركات عبد القادر, جدنا عبد الله عبد القادر (عبد الله فور) ,جدنا أبراهيم عبد القادر ( مات في شبابة وليس له ذرية) وأعتقد أن هذه أول صوره فوتوغرافية يتم التقاطها في العيلفون. ( لمزيد من التفاصيل يمكن الرجوع لصفحتي على فيس بوك).

نتمنى لو أمكن رفع هذه الصورة وغيرها من الصور التاريخية والتوثيقية ..
 

BADR ELSIR

Administrator
طاقم الإدارة
العمدة مصطفى بركات عمدة العيلفون منذ العام 1943- حتى1970
هو اخر عمدة للعيلفون
كان من جيل الاساتذه الاكفاء...
هل كان الوالد يحتفظ بمخوطات وتدوين وتوثيق لهذه المرحلة الهامة
التى عاصر فيه الانجليز والاستقلال
 

BADR ELSIR

Administrator
طاقم الإدارة
العمده مصطفى بركات بعد منحه كسوة الشرف من الرئيس إبراهيم عبود
 

BADR ELSIR

Administrator
طاقم الإدارة

من اليمين:- عبد العزيز المقابلى/ العمدة مصطفى بركات/ يظهر الزائر اللواء طلعت فريد

 
العمدة مصطفى بركات عمدة العيلفون منذ العام 1943- حتى1970
هو اخر عمدة للعيلفون
كان من جيل الاساتذه الاكفاء...
هل كان الوالد يحتفظ بمخوطات وتدوين وتوثيق لهذه المرحلة الهامة
التى عاصر فيه الانجليز والاستقلال


العمدة مصطفي بركات - (1943-1970)

1- المولد و النشأة:
ولد العمدة مصطفى بركات عام 1921م بالسروراب , وقضي فيها سنين حياته الاولي هو واخته الأصغر فاطمه . ونشأ وسط أقرانه حامد ابو شامه وعبد القادر أبوشامة والعمدة خليفه ود اسيد وكل ال ود أسيد وآل المصباح الصادق وغيرهم من أهلنا الذين كانت تربطه بهم علاقات حميمه حتى وفاته . وكان يصحبني معه لزيارتهم أما في مكاتبهم بالخرطوم أو في السروراب. وبعد كل زيارة كان يسأني (ما رأيك في أهلي) . وحقيقة كانوا نعم الأهل فقد نهلوا من التعليم في شتى المجالات وتقلدوا وظائف عليا بالدولة ورغم ذلك ظلوا محافظين على ترابطهم الأسرى وصلة الرحم. ولم تكن هذه العلاقة معلومة لدى الكثير من الأهل بالعيلفون حتى جاء يوم وفاة الوالد, فإذا باهل السروراب يأتون في موكب مهيب من الرجال والنساء تتقدمه عربه تحمل نحاس قبيلة الجموعيه ونزلوا في الميدان أمام منزل والدنا العمدة يعرضون بسيوفهم ويبكون بكاء حارا وهذه هى طقوسهم عندما يموت أحد زعمائهم.
انتقل العمدة مصطفى مع والدته الي العيلفون حيث انشأ جدنا بركات منزل خاص لزوجته الحاجه الهداية بنت مسعود وأبناءها داخل حوش العمدة بالقرب من دانقه الناظر عبد القادر الثانية.
درس الوالد مرحلة ( الكتاب ) – المدرسة الأولية بالعيلفون وكان من دفعته الذين يذكرهم بالمدرسة مبارك عبدالعزيز وابراهيم صباحي و محمد الخليفة والشيخ ادريس الخليفة. وبعد اكمال المدرسة الأولية انتقل الي معهد بخت الرضا والذي كان يعد المدرسين, وذلك بعد اجتياز كورس طرق التدريس. بعد تخرجه انتقل للعمل بمدرسة ودراوه الأولية ثم انتقل الي مدرسة الكاملين واحتفظ بعلاقات حميمه مع اهله بودراوة (عبدالله الجاك واخوانه والمبارك حسين واخوانه) . وفي الكاملين كان يسكن في حوش اولاد هارون (الهاروناب) و كان له علاقه حميمه بهم , واذكر أنني زرت عمنا المرحوم محجوب العوض في الكاملين في أوائل التسعينات فعلم العم السعودي أحد أبناء هارون بذلك , فأقام لي حفل شاي بمنزلهم دعي له عدد من أهلنا بالكاملين من الذين كانت تربطهم علاقه بالوالد.

2- ظروف وملابسات اختياره للعمودية
في حوالى عام 1942 مرض جدنا العمدة بركات وقلت حركته. وقد علمت لاحقا من الأهل انه كان يعانى من مرض القلب الذى أصبح متوارثا لدى أسرتنا منذ زمن بعيد. رأى العمدة بركات أنه لابد من اختيار من يقوم بمساعدته في أداء مهام العمودية بالإنابة عنه, ومن ثم يتولى المسئولية مستقبلا. . وبعد عرض الأمر على ذوى الحكمة والرأي من الأهل وقع أختيارهم على الوالد. ولم يكن هذا الاختيار وليد الصدفة بل كان بعد دراسة وتمحيص. لقد كان للوالد رغم صغر سنه الكثير من المميزات التى تؤهله لتولى منصب العموديه. عرف عنه الجدية والاستقامة مند نشأته كما كان يختزن عطفا وحبا شديدا لإخوانه وأخواته وكل افراد أسرته.
في ذلك الزمن كان الشباب يتطلعون للتعليم والحياة العملية الجديدة وكانت مهنة التدريس من المهن المقدرة جدا في المجتمع, لتلك الأسباب لم يقبل الوالد التخلي عن وظيفته والتفرغ للعمودية . كلف العمدة بركات أبن خالته جدنا حسن صبير والذى كان يعمل أنداك موظفا حكوميا ويجد كل الاحترام والتقدير من كل أفراد الأسرة, كلفه بأقناع الوالد بضرورة العدول عن رأيه والانصياع لرغبة الأهل. و علمت من والدي أنه مورست عليه ضغوط كثيرة للعدول عن رأيه من الذين يهمهم أمر البلد وطلبوا منه التضحية بكل مرتخص وغالى من أجل الحفاظ على تأريخ أسلافه واستقرار البلد . وهكذا قدم الوالد استقالته لوزارة المعارف وأصبح ملازما لوالده في المرض, ويقوم ببعض المهام الإدارية. وجد اختيار الوالد دعما قويا من المفتش الإنجليزي أنداك المستر سيمر والذي يري أن تولي المتعلمين من الأسر والقبائل مسؤولية الإدارة الأهلية فيه تطوير لهذا النوع من الحكم. ويلاحظ أن الطريقة التي يتبعها العمد والنظار والشيوخ في اختيار من يخلفهم تنطوي علي الشوري والحوار والاستماع للكبار من أهل التجربة والمعرفة.
بداية مباشرة العمل:-
توفى العمدة بركات عام 1943 م وكانت الأمور مرتبة وكل الأهل على علم بأن أبنه مصطفى سيعقبه في تولى العمودية . وبالفعل صدر قرار تعيينه في نفس العام بتوقيع مدير مركز الخرطوم والضواحي المستر سيمر ( توجد لدى نسخة من هدا القرار).
وجد الوالد مصطفى بركات نفسه أمام مسئوليه ضخمه وهو مازال شابا في ريعان شبابة يبلغ من العمر أثنان وعشرون سنة . أصبح مسئولا عن أدارة العيلفون وكل القرى التابعه لها , يعمل على حفظ الأمن والأستقرار ويساعد في حلحلة المشاكل الكثيرة الخاصة بتوزيع الأراضى و خدمات التعليم والصحة والزراعة . وأضافه لذلك فهو يعول الأسرة الكبيرة التى تركها له والده والتي تتكون من والدته وزوجات والدة وأخيه عبد القادر وأخواته وكلهم كانوا في مرحلة الطفولة. وهكذا باشر الوالد مهامه بكل ثقة وألتف حولة أهلة وأصدقاءه يقدمون له الدعم والمشورة في كل الأمور.
في تلك الفترة كانت الحكومة تسعى لتطوير العمل القضائي حيث استبدلت محاكم العمد في الخرطوم بما يسمى مجالس قضاة يتم اختيارهم من أعيان البلد. وأبقت على محاكم العمد بالريف وتم تعين قاضى في وظيفة مفتش المحاكم الأهلية للأشراف على كل المحاكم بالخرطوم
وتدريب رؤساء المحاكم ومدهم بالمنشورات القضائية التي تعينهم في عملهم. وقد أستفاد الوالد كثيرا من فترات التدريب التي أقيمت لرؤساء المحاكم وزاد من اطلاعه على القوانين والإجراءات المدنية والجنائية. وفى أطار تطوير العمل القضائي بالخرطوم والضواحي أصدر مفتش المحاكم قرارا بأنشاء محكمة بالعيلفون برئاسة الوالد العمدة مصطفى وعضوية كل من شيخ بخيت وعثمان بابكر ومصطفى الجيلى وأحمد ود الحجاز. وبالفعل تم تشيد المحكمة أمام المدرسة الأولية القديمة للأولاد (تحولت الأن الى معهد تدريب الأساتذة بعد بناء المحكمة الجديدة). ويعد هذا انجازا كبيرا مع بداية عهد العمدة مصطفى بركات و كان له الأثر البالغ لدى الأهل بالنظر للمعاناة التي كانوا يلاقونها في ذهابهم للتقاضي بمحكمة أم ضبان ومحكمة الحصاحيصا سابقا.
وفى العام 1946 انشئت المدرسة الأولية للبنات والتي تعتبر المدرسة الأولى للبنات بريفي الخرطوم . كان لهذه المدرسة إسهاما كبيرا في النهوض بمجتمع المرأة بالعيلفون وماجورها من قرى. كانت الخريجات من المدرسة يلتحقن مباشرة بكلية المعلمات ويتم استيعابهن في وزارة المعارف كمدرسات. وهكذا تأهل عدد من بنات العيلفون كمدرسات أذكر منهن على سبيل المثال الأستاذة عائشة عثمان , الأستاذة علويه عبد القادر , والأستاذة سعيدة سالم.
وهكذا شهدت الثلاث سنوات الأولى من تولى الوالد العمدة مصطفى للعمودية نقلة كبيرة في العديد من المجالات مما اكسبه الثقة الكافية في نفسة ورضى اهل العيلفون.
وفى العام 1948 وبعد أن أنتظم العمل واستقرت الأحوال فكر الوالد العمدة مصطفى في الزواج وبعد استشارة والدته وعمته الزهو وأخواته وقع الاختيار على أبنة عمه الوالدة أحسان الشيخ إدريس الحبر وتم إكمال مراسم الزواج في نفس العام. أرتحل الوالد العمدة مصطفى من منزل والدة العمدة بركات وأستقر لفترة وجيزة بمنزل عمة المرحوم الأستاذ الشيخ ادريس الحبر ثم شيد داره على قطعة أرض تم شراؤها من ورثة الفكي رملي وقد وجدت في خزانته وثيقة المبايعة لهذه القطعة . وفى محيط مسئوليته الأسرية وقبل إكمال مراسم زواجه أشرف الوالد على زواج شقيقته فاطمه على أبن عمته عبد القادر مضوي ثم بعد زواجه بفترة قصيرة زوج أخته أمنة للمرحوم الحاج محمد حامد الفكي ثم بعد ذلك زوج أخته خديجه للأستاذ سعد الملك وفى منتصف الخمسينات زوج أختة نفيسة لعمنا المرحوم ابراهيم الملك. وهكذا ظل الوالد يطلع بكل هذه المهام الخاص منها والعام ولم يتجاوز عمره الثلاثين عاما.

3- سنوات التطوير والنهضة

1) محور التعليم
وضع الإنجليز أهداف محددة للتعليم في السودان تتلخص في الاتي:-
• نشر التعليم بين الناس بالقدر الذي يساعدهم على معرفة القواعد الأولية لجهاز الدولة كعدالة القضاء وحيادية الخدمة المدنية.
• تدريب السودانيين لشغل الوظائف الحكومية الصغرى في جهاز الإدارة.
وعندما بدأت اعداد المتعلمين من أبناء السودان تتزايد خاصة من الذين تلقوا تعليمهم بمصر ظهر الاتجاه لإيجاد تعليم جديد يهدف لخلق كادر سوداني مستنير ومؤهل يستطيع مقاومة المستعمر. ومع ظهور مؤتمر الخريجين بدأت الدعوة للتعليم الأهلي علنيا وبالفعل تم افتتاح مدارس أهلية وسطى في عدد من المدن السودانية. كما بدا السياسيون يشجعون قيادات المجتمع لجمع التبرعات للمساهمة في هدا المشروع. وقد ساهم الشعراء والفنانون في هدا العمل الوطني الكبير ومن أجمل الأغاني التي ظهرت في تلك الفترة رائعة الشاعر يوسف مصطفى التني التي يقول فيها:
في الفؤاد ترعاه العناية
بين ضلوعي الوطن العزيز
بي ديني أعتز أفخر وأبشر
ما بخاف الموت المكشر
عندي معهد وطني العزيز
في تلك الفترة أستطاع الوالد العمدة مصطفى حشد مجموعة خيره من أبناء العيلفون لتوسيع قاعدة التعليم وقد وجد تشجيعا كبيرا في هدا الاتجاه من الزعماء السياسيين أثناء زياراتهم المتكررة للعيلفون قبل وبعد الأستقلال من أبرزهم الزعيم أسماعيل الأزهرى والشيخ على عبد الرحمن.(مرفق صور للزعماء السياسيين في زياراتهم للعيلفون). وكان أول مشروع وجد الدعم من الأهل هو انشاء مدرسة وسطى للبنين بالجهد الذاتي.
وقد أسهم الأهل بجهدهم و مالهم في أفتتاح مدرسة العيلفون الوسطى ووفروا منازلهم لتكون مقرا لفصول المدرسة والداخلية لسكن الطلاب. ومن أبرز الدين شاركوا في هذا المشروع الضخم عبد العزيز المقابلى , يوسف حامد الفكى, الشيخ أدريس الحبر , أحمد على خالد الفادنى, محمد على سليمان, الصديق حاج إدريس, عثمان بابكر وهكذا تم أفتتاح المدرسة بالجهد الشعبي مما أجبر السلطات الحكومية على التصديق ببناء المدرسة واعتبارها مدرسة حكومية في عام 1954
في تلك الفترة كانت مدرسة العيلفون الوسطى تستوعب كل طلاب ريفى الخرطوم بحرى من الجيلي شمالا حتى الهلالية في الجنوب الشرقي لذا فقد تم تجهيز داخلية للطلاب الوافدين من خارج العيلفون.
وفى منتصف الخمسينات قاد جدنا المرحوم الشيخ إدريس الحبر الجهد الشعبى لبناء مدرسة أم قحف الأولية والتي تم افتتاحها بمنزل المرحوم الشيخ خالد مضوي بالعيلفون كمدرسة تحت الدرجة. ثم بعد ذلك صدقت الحكومة ببناء المدرسة في موقعها الحالي بأم قحف. وبعد استيعاب التلاميذ ونجاحهم بتفوق في امتحان الدخول للمدرسة الوسطى تم ترفيع مدرسة أم قحف الى مدرسة أولية حكومية. وفى منتصف الستينات وبمبادرة من مولانا الخليفة بركات و تبرعه بقطعة أرض تخصه تم التصديق بأنشاء معهد دينى أوسط للبنين والذى تم تحويلة في السبعينات الى مدرسة ثانوية عامة للبنات. وهكذا أصبح العدد الكلى للمدارس بالعيلفون كالاتي:-
المدارس الأولية البنين (2) البنات (1)
المدارس الوسطى البنين (1) البنات (1)
يعتبر هدا العدد كافيا جدا في تلك الفترة أدا تمت مقارنته بعدد السكان.

2) محور التنمية الزراعية
اعتمد أهالي العيلفون مند انشائها على الزراعة المطرية, كانوا يزرعون الذرة بأنواعها المختلفة خلال فترة الخريف ( يوليو—أكتوبر). وخلال شهري أكتوبر ونوفمبر تكتمل عمليات الحصاد ويتم تخزين الذرة في المطامير (المطمورة عبارة عن حفرة قطرها مترين وعمقها في حدود المترين). كان لكل أسرة قطعة أرض مطرية يطلق عليها أسم (بلاد) ومطمورة وعدد من الحمير لنقل الإنتاج من البلدات الى المطامير .وهكذا كانت العيلفون مكتفية ذاتيا من العيش الذى تصنع منة الكسرة التي تعتبر غالب قوت أهل البلد أنداك وحتى منتصف الأربعينات لم يكن استعمال رغيف القمح شائعا بين الناس. وفى عام 1946 تم أنشاء طابونه المرحوم عبد العزيز المقابلي ( بفريق بترى) وطابونه العمدة مصطفى( بفريق قدام ) لإنتاج كمية محدودة من رغيف القمح فيما ظلت الكسرة هي الغذاء الأساسي.
الزراعة المروية كانت تمارس في شريط ضيق على النيل الأزرق وتعتمد على السواقي في عملية الري. ومن أهم المنتوجات الزراعية التي كان ينتجها المزارعون الخضروات بأنواعها وقليل من الأعلاف. أما البطيخ واللوبيا فكانت تزرع في المقي وهى الأراضي التي يغمرها الفيضان وبعد انحسار الماء عنها تتم زراعتها ولا تحتاج للري حتى نضوج المحصول .الذين عاشوا تلك الفترة يتذكرون أن الخضروات التي تزرع في المقي كان لها طعما يختلف كثيرا عن طعمها اليوم وكانت شديدة الاخضرار لأنها تسمد بالسماد الطبيعي الذى يتكون من فضلات الأنسان وروث الحيوانات. وقد وصف الشاعر الجاغريو البطيخ والخضروات التي تنتج في المقي وتنقل باللواري والتي تعرضت للفيضان عام 1946 في قصيدة رائعة يقول فيها :-
البحر السطيت غيـرك مافـي ذكـره
كشفـت العرايـس العجـوز والبكـرة
الخولي النشيط صار ما عنـده فكـرة
وأصبح ساهي حاير وألت عقله سكره

ما هماك حالن ما فيـش ليـك شكـره
زملوا لي رحالن عرفوك ناودي مكـره
ماكر جيتنا ساير ليلـك كلـه تسـري
دمـرت البشائـر وأتعوضنـا حسـرة
كلما تشوف زاعة عليها أخدت كسـرة
تنهض لي صراعه كاتل ليـك مسـره
تربالي وزباينة ببكو العـرق الشـرة
ربيـت الغبايـن خـورك ليـه كـره
ظلمك جبته بايـن تهجـم كِـره كِـره
تخلـع للمبـايـن إتلـقـوك بــره
الـكـاسـحــة والـمـنــجــرة
خافت مـن أمـورك بالمنعـت الـدره
حايرين في جنايتـك والادهـى وأمـر
التيـراب تلاشـى وإنعـدم بالـمـرة
كسرت الطواري البيك سوقهـا حـره
غفروا ليك سواري إنت قاصع الجـره
حليل شحن اللواري من الشبكة أم غره

وأصوات البواري والخشـب المغـره
هـددت الـدواب لـي درجـة الـدرة
حكمك ديكتاتوري في الكون كله شـره
غايته بلغت غايتـك بـالارادة الحـرة
وين يا نيل عنايتـك مزارعيـك فـره

في العام 1950 دخلت الوابورات الزراعية والتي مكنت المزارعين من استغلال مساحات أكبر من الأراضي الزراعية. وكان مشروع الأمين عبد الرحمن أول مشروع يروى بالوابورات ثم بعد ذلك انتشرت هذه الوابورات في كل المناطق الزراعية بالعيلفون. ومن الذين كان لهم دورا بارزا في النهضة الزراعية بالعيلفون المرحوم عبد الكريم الأمين عبد الرحمن الذى كان يدير مشروع والده وأثبت نجاحا باهرا في العمل الزراعي كان محل أشاده من علماء كلية الزراعة بجامعة الخرطوم. كما لقى دور عمنا المرحوم عبد الكريم دعما قويا من قبل الوالد ووقف معه في تخطى الكثير من الصعوبات والمشاكل المتعلقة بالنزاعات على حيازة الأراضي. وكان هناك تعاونا مثمرا في عملية الإنتاج الزراعي بين الوالد والمرحوم عبد الكريم بعد أن أدخل الوالد وابور زراعي بمزرعته عام 1960.
في العام 1951 أهتمت الحكومة البريطانية بأنشاء الجمعيات التعاونية الزراعية خاصة في مديرية الخرطوم. وتم التصديق بأنشاء مشروع العيلفون التعاوني بالباقير شرق كأحد الجمعيات الزراعية التعاونية بالمنطقة.
أوصى المفتش الإنجليزي بأن يسمى المشروع باسم الوالد العمدة مصطفى بركات وذلك أسوة بما تم بمنطقة ود رملي حيث أطلق أسم الناظر سرور محمد رملي على المشروع التعاوني. رفض الوالد هذا الأمر وأصر أن يسمى المشروع بأسم مشروع العيلفون الباقير التعاونى وأن تكون له لجنة من المزارعين لأدارته. وأحسب أن الوالد كانت له نظرة صائبة في هذا الموضوع حيث تسببت تسمية مشروع ود رملى فيما بعد في مشاكل خطيرة للناظر سرور رملى. قامت مجموعة من أهالى ود رملى بإستغلال هذا الموضوع بعد قرار حل الإدارة الأهلية عام 1970في عهد مايو وأتهمت سرور رملي باستغلال نفوذة وتكسبه من المشروع ما أدى الى محاكمته وتم تغير أسم المشروع لجمعية ود رملي التعاونية. وقد حاولت مجموعة من الانتهذهين بالعيلفون أتباع نفس خطوات مجموعة ود رملي لكنهم فشلوا في أيجاد الأدلة. أذكر أن المرحوم عثمان جاد الله عندما تحدث أنابه عن الأسره في مأتم الوالد عام 1980 ذكر هذه القصة بالتفصيل وذلك كدليل على طهارة يد الوالد وأمانته. وحسب متابعتي للنشاط الزراعي بالعيلفون لفترة طويلة أعتقد جازما أن مشروع الباقير من أنجح الانشطة الزراعية التى قامت بالعيلفون مند فترة الاستعمار وأن الباقير شرق هبة مشروع الباقير الزراعي. ومما يؤسف لة أن قلة من أبناء الباقير أدخلت المشروع في مشاكل وفتن كثيرة خلال العهد المايوي. ومع بداية عهد الإنقاذ هجمت مجموعة من أبناء العيلفون من قيادات المؤتمر الوطني والذين لا علاقة لهم بالزراعة على المشروع ( وكملت الناقصة) .

3) محور الأسكان – والبنيات الأساسية
توزيع الأراضي من أصعب المهام وأكثرها حساسية نظرا لحب التملك للأراضي عند السودانيين, وقد تحمل الوالد هذه المهمة بكل اقتدار في ا لفترة من 1943- 1970. كانت هناك شروط محددة لمنح القطعة السكنية , أولها أن يكون الشخص مواطنا وله أسرة معروفة بالعيلفون , ثانيا أن يكون متزوجا وجادا في بناء منزل لأسرته. أما الأشخاص من خارج العيلفون وتزوجوا من أهل العيلفون فلهم الحق في الحصول على قطعة سكنية أسوة بمواطني العيلفون. وحرصا على ترابط الأسر وتجنبا للمشاكل كان الوالد يحاول بقدر الإمكان وضع أفراد كل اسرة متجاورين في السكن. كما كان يهتم بالمظهر الجمالي العام للبلد فوضع القادرين على بناء منازل بخرط حديثه في الواجهة الشمالية والتي تعتبر مدخلا للعيلفون.
كانت هذه الشروط ملزمة وتم تطبيقها حرفيا طيلة المدة التي تولى فيها الوالد المسئولية.
كان للوالد دفتر كبير يسجل فيه أسماء الذين منحهم قطع سكنية وفق الشروط المحددة ولم يثبت قط أنه منح أرضا عن طريق المحسوبية أو الارتشاء طيلة الفترة التي تولى فيها المسئولية . ربما تكون شهادتي مجروحة في هذه القضية لكن الشهادة الموثقة والموجودة أمامنا هي شهادة الأعداء, الذين حاولوا بكل ما في وسعهم الحصول على دليل للتجاوز في منح الأراضي من قبل الوالد لتقديمة للجان التحقيق التي شكلتها سلطة مايو عام 1970 للتحقيق مع زعماء الإدارة الأهلية في السودان. وبالفعل رفعت بعض المجموعات بالعيلفون الكثير من الاتهامات ضد الوالد العمدة مصطفى في تلك الفترة والتي ثبت بعد التحقيق أنها باطلة. وسأتعرض لهذا الموضوع بالتفصيل في هذا البحث تحت بند المشاكل والمعوقات.
اما في مجال البنيات الأساسية فلا شك أن الدين عاشوا فترة الخمسينات وبداية الستينات يدكرون ان العيلفون كانت قرية صغيرة ليس بها خدمات مياه ولا كهرباء ولا مواصلات. كان الأهل بالعيلفون يشربون الماء من الابار السطحية الملوثة ويستعملون مصابيح الجاز وكنا في المدرسة الوسطى نستعمل الرتينة في المذاكرة ليلا. وقد أصبحت المطالبة بهده الخدمات ملحة بعد فترة الأستقلال خاصة بعد تولى حكومة الأزهرى وفوز مرشح الحزب الوطنى الأتحادى في دائرة العيلفون عام 1954 . وظلت المطالبة بتوفير الخدمات أجندة ثابتة تقدم للمسؤولين خلال زياراتهم للعيلفون. وبعد تولى الفريق عبود السلطة وزيارته للعيلفون عام 1959 ( مرفق صورة للفريق عبود في العيلفون) وعد بإدخال الخدمات الضرورية للعيلفون. وبالفعل تم حفر بئر ارتوازي وأنشأ صهريج وتم مد المواسير لكل أحياء البلد عام 1960 . وكان هدا تطورا كبيرا في حياة المواطنين الدين عانوا كثيرا من أمراض الدسنتاريا والدودة الشريطية الناتجة من شرب مياه الأبار . وفى زيارة للواء طلعت فريد وزير الأستعلامات والعمل للعيلفون قدم دعما لكل الاندية أشتمل على معدات رياضية وأجهزة راديو. وفى عام 1961 وبمساعدة من المرحوم القائمقام أبراهيم النور سوار الدهب الدى كان يشغل منصب قائد سلاح الأشارة تم مد العيلفون بخدمات الهاتف ودلك من خلال كبانية كانت ضمن عون ألمانى لحكومة السودان. كما أدرجت تكلفة كهرباء العيلفون ضمن ميزانية العام 1964, وبدأ تنفيد المشروع بعد ثورة أكتوبر وأكتمل في عهد الحكومة الائتلافية برئاسة أسماعيل الأزهرى عام 1965 . وتم أفتتاح الكهرباء في العيلفون في حفل كبير حضرة رئيس مجلس السيادة أسماعيل الأزهرى ورئيس مجلس الوزراء محمد أحمد محجوب وعبد الماجد أبوحسبو وزير الأشغال. وكان هدا أضخم أحتفال يقام في العيلفون مند أنشائها حيث أضيئت الأنوار الكاشفة و لمبات الزينة بألوانها الزاهية وخاطب الحفل الوالد العمدة مصطفى و أبوحسبو والمحجوب والرئيس الأزهرى, وأختتم الحفل الشاعر الجاغريو بقصيدة رائعة تقول بعض أبياتها:-
شكرا عبد الماجد نهدى ليك وفانا
اعمالك جليلة وواضحة ما بتخفانا
اقول ليك بى صراح قريتنا نامت أجفانا
تلألأ نورنا ساطع والشعاع حفانا
ياسيدى الرئيس العيلفون جميع سكانا
دايما يذكروك بالخير في كل مكانة
التيار تفجر نورت أركانا
والأحزان تلاشت والسرور زكانا
ياسيدى الرئيس قريتنا بيكم نارت
كبير وصغير حواليكم صفوفن دارت
جيوش الظلمة لاقاها العمود أحتارت
النور بق ساطع والشياطين طارت
وهكذا أنتقلت العيلفون في نهاية الستينات من قرية صغيرة تفتقر لأبسط الخدمات الي مدينة تتوفر فيها كل عناصر التحضر والمدنية.

4) محور القضاء
تولى الوالد رئاسة محكمة العيلفون في الفترة من 1943- 1970. وكما ذكرت سابقا فقد أهتمت الحكومة البريطانية بهذا النوع من المحاكم وأصدرت قانون المحاكم الأهلية في العام 1932, والذى منح العمد والمشايخ سلطات قاضى بالدرجة الثالثة. كما منحهم الحق في اختيار أعضاء لهذه المحاكم من ذوي الخبرة وذلك بالتشاور مع مفتش المحاكم الأهلية بالمديرية. وتم التصديق لكل عمودية بها محكمة بنقطة بوليس للمساعدة في حفظ الأمن وتلقى البلاغات من المواطنين لتقديمها للمحكمة وفق القانون. تعقد المحكمة جلسة راتبة كل أسبوع ويتم الفصل في القضايا مباشرة دون أي تعطيل بعد استكمال تحريات الشرطة وسماع أقوال الشاكي والشهود ودفاع المتهم. أغلب القضايا التي كانت تعرض على المحكمة تتعلق بالنزاعات حول ملكية الأراضي السكنية والزراعية وقضايا التركات والمشاجرات البسيطة التي غالبا ما تأتي من الأندايه بسبب السكر. أما قضايا الأحوال الشخصية فكانت تعقد بمنزل الوالد في جلسات مغلقه ولا يسمح لأي شخص بسماع ما يدور في هذه الجلسات. أذكر أنني كنت تلميذا بالمدرسة الأولية في تلك الفترة وعندما تعقد جلسة للمحكمة بالمنزل أقوم بتقديم الماء والشاي للحاضرين ما أتاح لي فرصة الاستماع للكثير من المشاكل الأسرية التي تعرض أمام المحكمة. محكمة العيلفون الأهلية أثبتت نجاحا منقطع النظير وذلك لأنها كانت تستعمل القانون وأحيانا العرف في الفصل في القضايا بمنتهى السرعة وتجد أحكامها القبول والرضى من المتنازعين وكثيرا ما تلجأ للصلح. والدليل على ذلك أن غالبية الأحكام التي أصدرتها المحكمة لم يتم استئنافه لأى محكمة أعلى, والعدد القليل جدا الذى تم استئنافه من الأحكام أيدته السلطات العليا. وللمقارنة لما يحدث الأن في المحاكم أذكر أنني تقدمت بشكوى لقاض محكمة العيلفون عام 1990 ضد أحد المواطنين تعدى على قطعة أرض سكنية تخصني بالعيلفون. أصدرت المحكمة حكما لصالحي بعد عام كامل. ثم تقدم المشكو باستئناف لمحكمة المديرية عن طريق أحد المحامين وصدر قرار المحكمة لصاحي بعد حوالى عامين, ومرة أخرى تم أستئناف الحكم لدى محكمة أستئنافات الخرطوم وبعد أكثر من سنتين أيدت المحكمة الحكم الصادر من المحاكم السابقة, وأخيرا وبطريقة تتنافى مع قانون الإجراءات المدنية بالسودان رفعت القضية للمحكمة العليا والتي لا ترفع لها قضايا بهذا الحجم, وبحمد الله أصدرت المحكمة قرارا نهائيا لصالحي في عام 1998 بعد حوالى ثمانية سنوات من بداية النزاع. وفى الحقيقة كان هذا أمرا محيرا لي لأن المشكو ليس له الإلمام بنظم المحاكم ولا المقدرة لتحمل تكلفة هذه الإجراءات القضائية. ومما يؤسف له اكتشفت أن الموضوع يتم تحريكه وتمويله بواسطة بعض قيادات المؤتمر الوطني بالعيلفون.

5) المشاكل والمعوقات
لا يمكن لأي شخص يتصدى للعمل العام أن يسلم من بعض المكايدات من الحاسدين وبعض الطامعين في السلطة. وقد دكرت في هدا البحث المشاكل التى تعرض اليها العمدة بركات من أمثال هؤلاء. اغلب المشاكل التي واجهت الوالد العمدة مصطفى تتمثل في طمع بعض الأشخاص في الحصول علي مزايا أكثر من غيرهم خاصة في حيازة الأراضي. وقد كان الوالد حاسما في التصدي لمثل هدة المشاكل. ايضا هنالك بعض المشاكل التي كانت تحدث في مواسم الأنتخابات وتؤدى لنوع من الأستقطاب و الأنقسام في مجتمع العيلفون ولكن بمجرد أنتهاء الأنتخابات تعود المياه الى مجاريها. وفى نظري أن اكثر المشاكل كانت تحدث متزامنه مع تغير انظمة الحكم. فبعد ثورة أكتوبر 1964 حاولت بعض قوى اليسار التصدي لزعماء الأدارة الأهلية في كل السودان ورفعت لأول مره شعار إلغاء الإداره الأهلية والذي تبناه الشفيع أحمد الشيخ وزير شئون الرئاسه في حكومة جبهة الهيئات بعد ثورة أكتوبر, ولكن لم تتحمس له القوى السياسية الكبرى. و بعد اجراء الانتخابات وتشكيل الحكومة الإئتلافية بين الحزب الاتحادي الديموقراطي والأمة لم تجد الدعوة لحل الأدارة الأهلية قبولاً عند القيادة السياسية.
وعندما جاء انقلاب مايو للسلطة عام 1969 برزت قضية الأدارة الأهلية بقوة وتبنى الأمر الشفيع أحمد الشيخ ممثل الشيوعيين الذى شغل منصب وزير الحكومات المحلية في أول حكومة بعد انقلاب مايو. صدر قرار تصفية الأدارة الأهلية بقرار من وزير الحكومات المحلية وبتأييد ودعم من الشيوعيين في عام 1970. ونص القرار على تصفية الأدارة الأهلية وتشكيل لجان على مستوى المديريات للتحقيق مع زعماء الأدارة الأهلية. في تلك الفترة كان الجو العام متوترا واستطاعت الكوادر الشيوعية ان تهيمن على الساحة السياسية تماما . وبدأت عملية ما يسمى بتطهير الخدمة المدنية من العناصر الرجعية. وهكذا فقدت الكثير من الكوادر المؤهلة وظائفها في الدولة. وكانت جامعة الخرطوم الأكثر تضررا حيث أستطاع الشيوعيون فصل كل المناوئين لحركتهم من الأساتذة , أذكر منهم البروفسير عبد الله الطيب والبروفسير زكى مصطفى عميد كلية القانون والبروفسير حامد عبيد استاد الفيرياء والبروفسير مامون يوسف حامد الأستاد بكلية الطب. ومن الأشياء الغريبة التي أذكرها في عام 1970 ونحن طلاب بالسنة الأولى بكلية العلوم بجامعة الخرطوم الأحتفال الكبير الذى أقامة الشيوعيون باستاد الخرطوم بمناسبة عيد ميلاد لينين.
وجدت بعض الأقليات في العيلفون ضالتها في قرار تصفية الأدارة الأهلية المفاجئ وأرادت أن تصفى حساباتها ليس مع الادارة الأهلية فقط ولكن مع كيان المحس وتأريخهم في العيلفون. وهكذا بدأ فصل جديد من المكايدات والتآمر لم تشهده العيلفون مند أنشاءها. وقد تبنى هذه المجموعات وزير التنمية الريفية عثمان أبو القاسم وشجعهم في تشكيل كيان جديد يسمى لجنة تطوير القرية لملء الفراغ الأدارى الذي حدث نتيجة لقرار تصفية الأدارة الأهلية. وبالفعل تم الأعلان عن أختيار أعضاء لهدا الكيان الجديد بالأنتخاب المباشر وحضر الوزير شخصيا للأشراف على هذه العملية وكان المقر المعلن لأجراء الأنتخابات هو مدرسة العيلفون الوسطى. قرر الوالد أن يشارك كل أهل العيلفون في هذه الأنتخابات و عدم ترك الساحة خالية لتلك العناصر الطامعة. وبالفعل ذهبنا للمدرسة حسب الموعد المضروب وكنا مستعدين للمشاركة في الأنتخابات أذا أجريت وفق الأسس السليمة. كان الجو متوترا وزاد من توتره حضورنا المكثف والمفاجئ للاجتماع. بدأت الأجراءات بكلمة من الوزير والذى كان مرتبكا في حديثة. في هذا الأثناء حضر أحد الأقرباء وهمس في أذن الوالد بأن أخته (عمتنا) أمنة توفيت فنهض الوالد مسرعا ولحق به الكثير من الحضور وحدث نوع من الفوضى والهرج ونقل بعض الأهل الخبر للوزير وطلبوا منه تأجيل عملية الأنتخابات بسبب الموت المفاجئ لشقيقة العمدة, ولكنة لم يستجب لطلبهم وأستمر في أجراء الأنتخابات للجنة التطوير والتي تم تشكيلها برئاسة العم حسن النور سوار الدهب.
بدأت اللجنة الجديدة في تنفيد الشق الثانى من قرار وزير الحكومات المحلية القاضى بتشكيل لجان تحقيق مع زعماء الأدارة الأهلية. وبدعم من عثمان أبو القاسم تم تشكيل لجنة للتحقيق مع الوالد في ادعاءات رفعتها لجنة التحقيق خاصة بتجاوزات في منح الأراضى السكنية. وبالفعل جاءت لجنة من قبل وزارة الحكومات المحلية وأستدعت الوالد للتحقيق معه في الإدعاءات التى وصلتهم من لجنة تطوير القرية. ومن المفارقات أن الذين وردت أسماؤهم ضمن الدين منحوا أراضي عن طريق المحسوبيه هم د. مامون يوسف حامد ود. الأمام الخضر والمرحوم الطاهر محمد أحمد بابكر. عقدت اللجنة جلساتها في المحكمة بالعيلفون ونقبت في الدفاتر وكل المستندات التي قدمها لهم الوالد, وقابلت كل من شملهم الأتهام وأخيرا أصدرت قرارها بعدم وجود أى دليل للتجاوز في منح الأراضى بل أشادت اللجنة بالدقة والنظام المتبع في توزيع الأراضي في الفترة من 1943-1970.
بعد فشل لجنة التطوير في أدانة الوالد في قضية الاراضي دفعت بأسماء مجموعة من الأهل لجهاز الأمن بحجة أنهم يديرون اجتماعات بمنزل العمدة بقيادة عثمان جاد الله. بناء على هذه الفرية تم أعتقال عدد من أهلنا أدكر منهم :-
• الوالد العمدة مصطفى بركات
• الوالد الشيخ أدريس الحبر
• المرحوم الشيخ أدريس جاد الله
• المرحوم مضوى الشيخ أدريس
• المرحوم عثمان جادالله
تم التحقيق مع هذه المجموعة وبعد يومين أطلق سراحهم لضعف الأدلة.
يبدو أن روحاً مكارثية سادت العيلفون في تلك الفترة, فلم يعد أهل العيلفون بمثل ترابطهم الأسري وصلاتهم الحميمة وهدا خرق أخلاقى لم تشهدة العيلفون مند تأسيسها.بدأت لجنة تطوير العيلفون التصرف في الأراضى السكنية والزراعية وقامت بتوزيع عدد محدود من الأراضي السكنية وسجلت الأراضي الزراعية بمطري العيلفون بمساحة 3500 فدان بأسم مشروع مايو الزراعى الذى لم يرى النور حتى كتابة هدا البحث.
اتضح ان الدين أتخذوا قرار حل الأدارة الأهلية لم يفكروا في أيجاد بديل, مما أحدث فراغا أداريا وقضائيا في كل أنحاء السودان. لدا صدر قرار حكومي بتشكيل مجالس الحكم المحلى ومجالس القضاة لسد الفراغ.
شعر الوالد أن الأمور اصبحت تسير في منزلق خطير ستكون له عواقب وخيمة ولا بد من التحرك للحفاظ على البلد التى ورثوها من أجدادهم ولا يمكن باى حال من الأحوال التفريط فيها. وبالفعل بدأ الوالد محاولة تغير الواقع رغم الظروف الصعبة. أتصل الوالد بصديقة الأستاد محمد حمزة ناظر مدرسة الخرطوم الأهلية من أهلنا بتوتى والمعروف باعتزازه الشديد بقبيلة المحس وشرح له التطورات التي حدثت بالعيلفون مند قدوم سلطة مايو والدور التحريضى الذى يقوم به عثمان أبو القاسم. وعلى وجه السرعة أتصل الأستاد محمد حمزة بالشيخ الأستاد محمد احمد عبد القادر والد الرائد زين العابدين الذى كان من المتنفذين في سلطة مايو وهكذا تم الأتصال بالرائد زين العابدين وشرح له الوالد بالتفصيل كل ماحدث بالعيلفون. مند تلك اللحظة بدات عملية التوازن أو الاستتباب السياسي تحدث في العيلفون. وأنتهى تدخل عثمان أبو القاسم في ملف العيلفون بتوجيه من الرائد زين العابدين.
بدأ أهلنا الاستعداد بكل جدية لمعركة تشكيل مجلس القضاة وأنتخابات المجلس الشعبي بالعيلفون. فيما يختص بتشكيل مجلس القضاة تم التوافق على قائمة مشتركة بين مجموعة يقودها الوالد ومجموعة من قبل لجنة التطوير واول جلسة عقدها مجلس القضاة كانت برئاسة الوالد.
أما فيما يختص بتشكيل المجلس الشعبى فالذين حضروا تلك الفترة يدكرون المعركة الأنتخابية الحامية التى أكتسحتها المجموعة التى أشرف على تشكيلها وترتيبها الوالد وكانت برئاسة الاقتصادي الضليع أحمد محمد الأمين وعضوية كل من:-• الحاج مبارك عبد العزيز المقابلى
• الأستاد النور محمد عثمان النص
• الشيخ عثمان بخيت
• الأستاد أدريس الصديق
• السيد لطفى أحمد سعد
• السيد عباس مناع
• السيد أدريس محمد سليمان
ربما أكون قد نسيت البعض لطول المدة.
الفوز الكاسح الذى حققة المجلس الجديد كان سببا في زيارة السيد أبو القاسم محمد أبراهيم أمين الأتحاد الأشتراكى ومحافظ مديرية الخرطوم للعيلفون ومخاطبته للقاء الجماهيرى الكبير الذى أقيم بهدة المناسبة وبطلب من أبوالقاسم خاطب الوالد العمدة هذا اللقاء ( مازلت أحتفظ بهدا الخطاب للتوثيق) وأنابة عن المجلس الجديد خاطب الأستاد أحمد محمد الأمين هذا اللقاء الحاشد وأختتم أبو القاسم اللقاء بخطاب حماسى أشاد فية بالدور الوطنى الذى يطلع بذ الوالد وذكر أن الحكومة قامت بتصفية الأدارة الأهلية كنظام ولكنها لا تستغنى عن مشاركة رجال الأدارة الأهلية في العمل العام.
أستطاع هذا المجلس أن يواصل مسيرة التطوير المستمر التى بدات مند العهد الأول للأدارة الأهلية بالعيلفون.
هذه الوقائع التي قمت بتسجيلها تثبت أن الوالد كان قادرا على التصدى للصعوبات التي واجهتة , ودلك لمقدرتة الفائقة على التخطيط الأستراتيجى.
كما كان له حس أمنى بامتياز. في فترة المؤامرات التي أعقبت تصفية الأدارة الأهلية كان يذهب في الصباح لسوق العيلفون لنقل البرسيم من مزرعتة الى السوق ويجلس على كرسى أمام دكان عمنا الحبوب ويجلس معة عمنا عبد الله ود حمد وكان يوجه لهم أسئلة دقيقة عن كل ما يحدث في فريق بترى ويسجل ملاحظاتهم وأثناء جلوسة يتابع الداخلين والخارجين للسوق. وفى المساء يذهب لخلوة مداحين ويلتقى بأقوى المناصرين له , الحاج مبارك عبد العزيز والحاج الطيب عبد العزيز, الحاج أحمد مداحين والحاج عبد الله مداحين, والحاج بابكر صباحى ويكمل جلسته المسائية بحوش العمدة ويكون معه الحاج الفكي محمد عبد القادر وعثمان بخيت, وفى وقت متأخر من الليل يزوره العم الصديق محمد المقابلى ويلخص له كل مادار فى الحلة خلال اليوم . وفى الصباح يدذهب للخرطوم وغالبا مايحرص على لقاء الاستاد أحمد محمد الأمين والأستاد النور محمد عثمان.
هذه المتابعة الدقيقة مكنت الوالد من مواجهة كل المشاكل التي واجهته خاصة في بداية العهد المايوي. والذين عاصروة يذكرون جيدا مقدرته على أدارة الأزمة وأمتصاصة لكل الضغوط. وما يميزة أنة صاحب كاريزما و كان دائما يمشى مرفوع الرأس كما توضح الصور المرفقة. لدا وجد التقدير والأحترام من اهلة وأصدقاءه و الدين عملوا معه
وفى ختام هذا المبحث أناشد كل أبناء وبنات العيلفون من خريجى الدراسات الأنسانيه أن يبحثوا في تأريخ العيلفون ومن جانبى سأكون على أستعداد تام لتوفير التمويل لأى دارس في مستوى الماجستير أو الدكتوراة يبحث في هذا المحور.
 
التعديل الأخير:
إنتظرت حتى انتهى اسبوع الكرسي الذي جلس عليه الدكتور البيطري سيف العمدة حيث أنه لا يوجد لدي ما أتداخل معه حول ما كتب بسبب أن غالبية ما كتبه كان معروفاً بالنسبة لي لأسباب تعرفونها جميعاً.
كانت صياغة هذه المقدمة البسيطة لأدخل في موضوع أعتبره من الأهمية بمكان الخوض فيه لأنه كان ولا يزال يمثل هاجساً بالنسبة لي عن العيلفون وأهلها وأنني دخلت في سجال ومناظرات عما يكتبه عضو المنتدى علي عثمان ومع أنني كنت أتفق معه في كثير مما ذهب إليه هو وشباب كثر من العيلفون كانوا وما زالوا ينشدون التغيير والإحلال والإبدال والذي أتوق إليه أنا شخصياً إلا أن الأدوات التي يستعملها علي عثمان لإحداث التغيير كانت بعيدة كل البعد عن الأسلوب الذي يرقى للتغير حيث كنت أختلف معه في هذا الأسلوب حتى وصل ما بيني وبينه للأسف الشديد حد الشتائم والسباب الذي طال أهله وأهلي ولامس ذلك أسر باكملها وأنا أعتذر لهم جميعاً فاذا تغيرت أدوات علي عثمان في كتابة مواضيعه فإنها بلا شك ستلامس جميع مشاعر أهل العيلفون وأن يكون ذلك بعيداً عن الوصف بالحرامية والفاسدين والمتنفذين لأنهم جميعاً آباؤنا وإخواننا وأصهارنا وووو ألخ...
أيضاً قمت بصياغة هذه الديباجة لأدخل فيما كتب سيف عن الإدارة الأهلية في العيلفون والحديث المطول والشرح المستفيض عما قام به جده بركات ووالده العمدة مصطفى رحمهم الله من أعمال جليلة ومشاركات قوية تجاه أهلنا في العيلفون وكما قلت سابقاً لعلي عثمان لا يوجد عمل عام بدون أخطاء وتجاوزات أردد ذلك لسيف الدولة أنه كانت للإدارة الأهلية في عهد والده تجاوزات في جميع مناحي العمل العام بالعيلفون بداية بمنح الأراضي لفئة دون فئة وتقريب فئة دون فئة والوقوف معها بقوة في جميع النزاعات مما أدى لظهور طائفة عريضة من المعارضين والمقهورين والمظاليم شقت صف الإلفة والمحبة بين أهلنا في العيلفون وتوارث ذلك أهل العيلفون جيل عن جيل وبعد كل هذا يقوم ود العمدة بوصفهم بالحاقدين والحاسدين وهو يعلم تماماً أنهم جزء أصيل من أهلنا في العيلفون وأن مثل تلك الأوصاف لن تساعد في رتق النسيج الإجتماعي في العيلفون بل تساعد على زيادة الهوة والفرقة والشتات وبذا يكون ود العمدة قد إتبع نفس أسلوب علي عثمان حيث على دكتور سيف أن يعلم أن لهؤلاء المعارضين أبناء متواجدين معنا في المنتدى وأنا على ثقة كاملة بأن لهم قضية لو تعاملت معها الإدارة الأهلية حينها بكل حنكة وحصافة لما وصل الحال لما نحن عليه الآن من فرقة وشتات ولكانت الفتن قتلت في مهدها ولو أن ود العمدة سرد تاريخ الإدارة الأهلية بدون التطرق للمشاكل التي حدثت في العيلفون حينها لكان ذلك من الروعة بمكان ولتقدم الكثير من طلاب بطلب مساعدتهم في رسائل الدكتوراه والماجستير إن وجدت ولو أنه إبتعد من تمجيد المحس دون غيرهم من القبائل الأخرى التي تسكن العيلفون لأبعدنا عن القبلية والجهوية مع أنني اؤمن بأن لكل شخص حق الإفتخار بقبيلته دون احتقار الآخرين.
كل ما ارجوه أن يعترف كل منا بالآخر والمناقشة بهدوء وإحترام في حالة إختلاف الرأي الذي لن ولا يفسد للود قضية كما يقولون أتـمنى ذلك.
 
التعديل الأخير:
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى