ملوك عظماء غيبهم تأريخ السودان الحديث العبدلاب

العبدلاب هو لقب اطلق علي سلالة الشيخ عبدالله بن محمد الباقر بن محمد جبل ، وذلك نسبة للشيخ عبدالله نفسه كما كني الشيخ عبدالله بجماع فعرف بعبدالله جماع وذلك عندما فلح في جمع شتات القبائل البدويه الرعويه ذات الاصول العربيه .. والتي كانت قد دخلت للسودان من الجزيره العربيه - فكانت في اساسها البعيد تنتمي الي شتي قبائل الجزيره العربيه كجهينه، رفاعه،بلا،هوزان ،ربيعه ومضر ..... الخ ،وقبل ظهور الاسلام هاجرت هذه القبائل الي السودان القديم عن طريق ميناء عيذاب ( السوداني ) او ميناء مصوع عبر بلاد اثيوبيا واريتريا.
وعند ظهور الاسلام وبداية الفتوحات الاسلاميه في مناطق شمال شبه الجزيره العربيه ومن ثم بلاد المصريين في سنة 640م فصارت مصر دولة اسلاميه ذات لسان عربي بدل لغاتها المحلية، ولتأمين الدوله الاسلامية من جهة الجنوب كان لابد من ان يمتد الفتح لصعيد مصر ،بلاد النوبه والسودان ، والكل يعلم بالحملات التي ارسلها عمرو بن العاص واتفاقيه البقط والي آخره ، دعوني اشرح لكم كيف كانت حالة السودان قبل هذه الفتوحات والذي كان مقسم الي ممالك مسيحيه متمثله في النوبه ، المقره ومملكه علوه فاخذت هذه الممالك تعيش في مناوشات مستمره مع الحكومات العربيه المسلمه في الشمال حتي عام 1323م سقطت الممالك المسيحيه النوبيه في الشمال ونشأت امارات تدين بالاسلام مما شجع هجره العرب المسلمين مع العلم ان هناك من العرب من سبقهم قبل الاسلام حيث مملكه علوه النوبيه المسيحيه( العنج ).
وكانت هذه المنطقه بالتحديد محصوره بين النيلين الازرق والابيض ونهر الاتبرا وحرفه العرب هناك الرعي والترحال تحت سلطه مملكه علوة وكانو اشتاتا حتي عام 1504م حيث استطاع الشيخ عبدالله بن محمد الباقر وهو من احفاد المهاجرين العرب الذين اتخذوا من منطقة سوكن في شرق السودان موطنا لهم ، وكان جماع عالما ورعا ورجلا حكيما مما جعل القبائل العربيه الباديه ان تسلم له زمام امورها لما وجدوه من شده وظلم من الحكام النوبيين (العنج ) وكذلك شجعم علي التجمع حوله المؤآمرات بين الحكام والامراء في العاصمة سوبا مما اضعف المملكة والحق الهوان بها .
وفي سنة 1505م جمع عبدالله جماع كل هذه الاشتات ونصبوه زعيما علي كل الفروع ذات الاصول العربيه فلقبوه بجماع لما قام به تجاههم ففكر بفكر القائد الهمام الحكيم وعقد تحالفا مع ملك الفونج في منطقة سقدي بالقرب من سنار وكونوا جيشا كبيرا حاربوا به الملوك العنج في عاصمتهم سوبا ثم في قري شمال الخرطوم عند جبل الريان ( جبل جاري ) حتي هزموهم - وكونوا علي انقاض مملكتهم المسيحيه دوله اسلاميه سودانيه واحده شملت كل حدود السودان المعروفه واستمرت لاكثر من ثلاثمائه وسته عشر عاما كامله اي حتي عام 1821م ، واذا بعبد الله جماع يقوم بنشر الدعاه في جميع ارجاء السودان لتعليمهم امور دينهم ونشر الاسلام في الاماكن التي لم يدخلها الاسلام وكان لهم الفضل المشهود بنشر الاسلام في السودان وهذا ماغيب تماما في تاريخ السودان الحديث . وطوال عهد دوله السودان المستقله لثلاث قرون وتذيد بقي العبدلاب يشكلون مع الفونج الاساس القوي في سلطة الدوله ونفوذها .
مقتبس من كتاب الشيخ عجيب والدوله الاسلاميه في سنار للكاتب الدكتور صلاح محي الدين محمد
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

ودمانديد

Administrator
طاقم الإدارة
والله يامنعم زمنا دا كلو قاعدين في العيلفون ماعارفين المعلومات الثرة دي

نورتنا

الله يديك العافية
 
العبدلاب هو لقب اطلق علي سلالةالشيخ عبدالله بن محمد الباقر بن محمد جبل ، وذلك نسبة للشيخ عبدالله نفسه كما كني الشيخ عبدالله بجماع فعرف بعبدالله جماع وذلك عندما فلح في جمع شتات القبائل البدويه الرعويه ذات الاصول العربيه .. والتي كانت قد دخلت للسودان من الجزيره العربيه - فكانت في اساسها البعيد تنتمي الي شتي قبائل الجزيره العربيه كجهينه، رفاعه،بلا،هوزان ،ربيعه ومضر ..... الخ ،وقبل ظهور الاسلام هاجرت هذه القبائل الي السودان القديم عن طريق ميناء عيذاب ( السوداني ) او ميناء مصوع عبر بلاد اثيوبيا واريتريا.
وعند ظهور الاسلام وبداية الفتوحات الاسلاميه في مناطق شمال شبه الجزيره العربيه ومن ثم بلاد المصريين في سنة 640م فصارت مصر دولة اسلاميه ذات لسان عربي بدل لغاتها المحلية، ولتأمين الدوله الاسلامية من جهة الجنوب كان لابد من ان يمتد الفتح لصعيد مصر ،بلاد النوبه والسودان ، والكل يعلم بالحملات التي ارسلها عمرو بن العاص واتفاقيه البقط والي آخره ، دعوني اشرح لكم كيف كانت حالة السودان قبل هذه الفتوحات والذي كان مقسم الي ممالك مسيحيه متمثله في النوبه ، المقره ومملكه علوه فاخذت هذه الممالك تعيش في مناوشات مستمره مع الحكومات العربيه المسلمه في الشمال حتي عام 1323م سقطت الممالك المسيحيه النوبيه في الشمال ونشأت امارات تدين بالاسلام مما شجع هجره العرب المسلمين مع العلم ان هناك من العرب من سبقهم قبل الاسلام حيث مملكه علوه النوبيه المسيحيه( العنج ).
وكانت هذه المنطقه بالتحديد محصوره بين النيلين الازرق والابييض ونهر الاتبرا وحرفه العرب هناك الرعي والترحال تحت سلطه مملكه علوة وكانو اشتاتا حتي عام 1504م حيث استطاع الشيخ عبدالله بن محمد الباقر وهو من احفاد المهاجرين العرب الذين اتخذوا من منطقة سوكن في شرق السودان موطنا لهم ، وكان جماع عالما ورعا ورجلا حكيما مما جعل القبائل العربيه الباديه ان تسلم له زمام امورها لما وجدوه من شده وظلم من الحكام النوبيين (العنج ) وكذلك شجعم علي التجمع حوله المؤآمرات بين الحكام والامراء في العاصمة سوبا مما اضعف المملكة والحق الهوان بها .
وفي سنة 1505م جمع عبدالله جماع كل هذه الاشتات ونصبوه زعيما علي كل الفروع ذات الاصول العربيه فلقبوه بجماع لما قام به تجاههم ففكر بفكر القائد الهمام الحكيم وعقد تحالفا مع ملك الفونج في منطقة سقدي بالقرب من سنار وكونوا جيشا كبيرا حاربوا به الملوك العنج في عاصمتهم سوبا ثم في قري شمال الخرطوم عند جبل الريان ( جبل جاري ) حتي هزموهم - وكونوا علي انقاض مملكتهم المسيحيه دوله اسلاميه سودانيه واحده شملت كل حدود السودان المعروفه واستمرت لاكثر من ثلاثمائه وسته عشر عاما كامله اي حتي عام 1821م ، واذا بعبد الله جماع يقوم بنشر الدعاه في جميع ارجاء السودان لتعليمهم امور دينهم ونشر الاسلام في الاماكن التي لم يدخلها الاسلام وكان لهم الفضل المشهود بنشر الاسلام في السودان وهذا ماغيب تماما في تاريخ السودان الحديث . وطوال عهد دوله السودان المستقله لثلاث قرون وتذيد بقي العبدلاب يشكلون مع الفونج الاساس القوي في سلطة الدوله ونفوذها .
مقتبس من كتاب الشيخ عجيب والدوله الاسلاميه في سنار للكاتب الدكتور صلاح محي الدين محمد


ماشاء الله العبدلاب جذورهم ضاربه في التاريخ
وما مملكتهم القديمة الا خير مثال
لك التحية يا منعم
ومنتظررين المزيد
 

farahabi

Administrator
الأخ منعم ارجو أن تبحر بنا فى التاريخ وصولا لجدكم المانجلك , إضاءات مفيدة واصل تحياتى للعم السيد الأرباب و نسيبك وإن عمتك عبد الله
محمد الجيلى العاقب
 
التعديل الأخير:
الأخ منعم ارجو أن تبحر بنا فى التاريخ وصولا لجدكم المانجلوك , إضاءات مفيدة واصل تحياتى للعم السيد الأرباب و نسيبك وإن عمتك عبد الله
محمد الجيلى العاقب
تسلم محمد كيفك وكيف اخبارك بالمناسبة الوالد والله دايما بسال عنك واخر مره على ما اظن انك كنت فى الصين ولا انا غلطان
 
أوقاف الشيخ عجيب المانجلك فى مكة والمدينة

- منقول من موقع سودانايل دوت كوم -


تولى الشيخ عجيب الحكم بعد وفاة والده الشيخ عبد الله جماع مؤسس دولة العبدلاب المتحالفة كونفدراليا مع دولة الفونج الإسلامية فى عام 1563 م واستمر حكمه حتى عام 1611. (أى ثمانى وأربعين عاما أو ما يقارب نصف قرن). والجدير بالذكر هو أن الدولة السنارية المكونة من الحلف الكونفدرالى قد رفعت رآية الإسلام على أنقاض الدولة المسيحية فى وسط السودان فى نفس العام الذى سقطت فيه رآية الإسلام فى الأندلس وهو العام الميلادى 1504، وهكذا فقد الإسلام أرضا وكسب أخرى وفقدت المسيحية أرضا وكسبت أخرى ليداول الله الأيام بين الناس كما يشاء!.

وقد إمتد ملك هذه الدولة الكنفدرالية من سواكن شرقا إلى جنوب كردفان غربا ومن أسوان شمالا إلى الحدود الحبشية عند الكرمك وأطراف أعالى النيل جنوبا. وفى آواخر عمرها تنازع الفونج والعبدلاب سياسيا فنشبت بينهم حروب طاحنة أضعفت الدولة وجعلتها عرضة لطمع غيرها من السلطنات والدول المجاورة، فها هى سلطنة الفور تنتهز الفرصة فى الحدود الغربية فتزحف شرقا لتنقص من أطراف الدولة العجوز فى كردفان بضم الأراضى الكردفانية لأول مرة لسلطنتهم الوليدة. وبالرغم من ضعف العبدلاب وبعد مناطق القتال من مركز الإدارة والإمدادات فقد دارت بينهم وبين الفور حروب طاحنة هزم فيها الفور عدة مرات إلا أنهم إستطاعوا فى نهاية الأمر من فرض سيطرتهم على كردفان وذلك بفضل قربهم لمركزهم الإدارى واللوجستى. كما هاجمت الحبشة الدولة العجوز من الناحية الشرقية إلا أنها تكبدت خسائر فادحة، وهاجمها أيضا العثمانيون من الناحية الشمالية عند حدود أسوان وتمكنوا فى عام 1821 من هدم أركان الحلف السنارى ليبدأ معه عهد جديد فى تاريخ البلاد. وعلى كل فقد إستمر حكم العبدلاب والفونج لمدة ثلاثة قرون وستة عشر عاما يحكمون بكتاب الله وسنة رسوله فى شئون حياتهم الإجتماعية والإقتصادية ما استطاعوا حتى أصابهم سهم مسموم من كنانة سنن الحياة فأرداهم قتلى بسبب تنازعهم وخلافهم الذى أضعف ريحهم فهبت عليهم العواصف من كل مكان، وهكذا سنة الله لا تبديل لها.

وبعد هذه المقدمة المهمة نرجع لموضوع أوقاف الشيخ عجيب ونترك للدكتور صلاح محى الدين محمد المجال ليحدثنا عن دور الشيخ عجيب فى خدمة بيت الله الحرام وخدمة الحجيج السودانى والأفريقى عموما وفى هذا يقول: "كان طريق الحجيج من السودان الى بلاد الحجاز طريقا شاقا مضنيا يمر بالقصير فى شرق السودان عبر التلال والجبال والبطاح المجدبة، فصمم الشيخ عجيب على تسهيل طريق الحجيج على أن يكون ذلك بربط منطقة الوسط فى ضفاف النيل مع منطقة البحر الأحمر فى ميناء سواكن السودانى حيث يتم العبور الى ميناء جدة فى بلاد الحجاز.

واستطاع الشيخ عجيب بالفعل أن يدعم طريقا يبدأ من بلدة بربر على ضفاف النيل ويمر عبر السهول حتى مدينة سنكات وكانت هنالك عقبة من التلال الصخرية بعد سنكات حتى ميناء سواكن فاستجلب الشيخ عجيب كميات كبيرة من السمن وصبها على الصخور العاتية وأشعل فيها النار فتهشمت وأمكن شق الطريق من المكان الذى توجد عليه اليوم (محطة أربة) ولما وصل الطريق الى سواكن كانت مشكلة الماء الصالح للشرب أكبر المشاكل لذلك حفر الشيخ عجيب حفيرا ضخما جنوبى بلدة سواكن كان يمتلئ بالماء فى موسم الخريف ويبقى كذلك حتى يحل الموسم الجديد وأطلق عليه "حفير شات" وظل موردا لماء أهل سواكن لزمن طويل.

وتقدم المنجل العظيم أول وفود الحجيج التى سلكت الطريق الجديد. وكان وفدا كبيرا أراد أن يدلل به على المكانة التى بلغتها بلاده من التقدم والإستقرار حتى ترى ذلك كل وفود البلاد الإسلامية التى تأتى للحج فى ذلك العام. لذلك أخذ معه كل ما غنمه العبدلاب فى حروبهم ضد ملوك العنج (ملوك مملكة علوة المسيحية التى عاصمتها سوبا) من الذهب والياقوت والتحف الثمينة. وهناك فى بلاد الحجاز أهدى الهدايا الثمينة للحكام ومشاهير العلماء، ولما رأى الشيخ عجيب المشقة التى كان الحجاج السودانيون يجدونها فى السكن أثناء إقامتهم لأداء فريضة الحج صمم على إقامة منازل خاصة بهم وجعلها وقفا فى سبيل الله، فقيل أنّه بنى فى المدينة المنورة أبنية راقية لإقامة الحجيج تتكون من عدد كبير من السرايات حول المسجد النبوى – وكانت مأوى الحجيج السودانى وآثارها لا تزال باقية هناك- كما أمكن الحصول على صورة مصورة للمكتوب الذى بموجبه تم تسجيل ذلك الوقف (أنظر الملحق).

وقيل كذلك أنّه بنى فى مكة المكرمة أبنية لإقامة الحجيج من السودانيين. كما شارك كعادة الملوك فى ذلك الزمان فى كثير من التحسينات والزينات التى أجريت على الأماكن الشريفة فى الحرمين الشريفين (ومن ذلك أنّه جمع قدرا كبيرا من ذهب جبال بنى شنقول السودانى المشهور حيث أسهم به فى عمارة المسجد النبوى الشريف بالمدينة المنورة خاصة بعض القباب والمنارات المعروفة بما توثقه المحفوظات القديمة فى الأراضى المقدسة)

واسنطاع (الشيخ عجيب) بالفعل أن يبرز وجه بلاده وأن يعلى من شأنها بين مختلف وفود الأقطار الإسلامية، وكان ذلك العام من أشهر الأعوام بالنسبة لوفود الحجيج السودانى فى بلاد الحجاز." (الشيخ عجيب والدولة الإسلامية فى سنار: د. صلاح محى الدين محمد. ص 34-36)

من هذه الوثيقة التاريخة نعلم أن للشيخ عجيب أوقاف موثقة قانونيا فى أرض الحرمين الشريفين، فلذلك يجب أن تتحرك سفارتنا بالمملكة لتوثيقها والحفاظ عليها كجزء من تراثنا وحق دائم لأهل السودان فى تلك الوقاف، ونحن على ثقة من أنها ستقوم بالواجب نحو هذه الأوقاف كما فعلت فى توثيق غيرها.

ثانيا، نستنتج من هذه الوثيقة التاريخية أنّ خدمة الحجيج وخدمة الحرمين الشرفين قد بدأها ملوك الحلف السنارى الذى به تأسست أول مملكة إسلامية فى السودان. ومن حسن الحظ أن استمرت سنة هؤلاء الملوك فى خدمة بيت الله الحرام وحجاجه الكرام الى وقتنا هذا وقد تشكل العطاء بأشكال مختلفة، فحينا يكون ماديا وأحيانا يكون معنويا - ورحم الله شيخنا حاج الماحى وشيخنا عبد الرحيم البرعى فقد كانا عمودان من أعمدة هذا العطاء المعنوى.

وحرى بنا أن ننتهز هذه الفرصة لنؤكد أن هذا الحلف المبارك قد كان أول حلف جمع بين أعراق السودان المختلفة وقبائله المتفرقة سلميا ليرسم بهم المعالم الأساسية لخريطة وطن جديد يمتد من سواكن شرقا الى كردفان غربا ، ومن أسوان شمالا الى حدود الحبشة وأطراف أعالى النيل جنوبا، وكانت تلك هى خريطة السودان بالفعل لأكثر من ثلاث قرون. وبالرغم من دخول محمد على باشا عنوة وما تبعه من انهيار للحلف السنارى إلا أنّ الحدود السودانية توسعت ولم تنقص، ففىعام 1875م ضم الزبير باشا دارفور للسودان الشرقى الذى يحكمه الخديوى بعد أن قتل السلطان إبراهيم قرض وهزم جيشه وقوّض ملكه. ومنذ ذلك التاريخ اصبحت دارفور جزءا من السودان الشرقى حتى عام 1898م عندما دخل الإنجليز أم درمان بعد معركة كررى. وعندما علم الإنجليز أنّ كررى لم تكن كافية لنهاية الخليفة الذى فرّ بمستشاريه وما تبقى من قواته تجاه الغرب قاصدا دارفور، أسرعوا بالإتصال بعلى دينار وعينوه سلطانا قائما بأمرها على جزية يدفعها للحكومة المركزية بالخرطوم، كما أعطوه سلطات واسعة جعلته يطمع فى فصل دارفور لاحقا. والجدير بالذكر أنّ على دينار كان يشارك الإنجليز العداء اللدود للخليفة ودولته فلذلك فرّ من أم درمان برجاله فى الليلة السابقة لمعركة كررى قاصدا دار فور فوصلها قبل أن يصلها الخليفة المهزوم الذى كان يطمع فىاتخاذها قاعدة يكر منها مرة أخرى لاستعادة حكمه فى ام درمان.

وما كان طمع الإنجليز وجشعهم ليدعهم أن يفصلوا دارفور - وهم الذين يطمعون فى حكم كل القارة ويحلمون بسرقة جميع ثرواتها- لو لا السياسة التى لها مكر ومقتضيات تجعلها تظهر خلاف ما تبطن!! فها هم الإنجليز بعد أن إستتب لهم الأمر فى الخرطوم توجهوا مسرعين نحوا دارفور وأعادوها بالفعل لحدود السودان مرة أخرى فى عام 1916 بعد أن قتلوا السلطان الذى جاءوا به كيدا فتمرد عليهم طمعا.

أما الجنوب فقد كانت تربطه بالدولة السنارية علاقة يغلب عليها الطابع التجارى والعلاقات بين القبائل واستمر الحال كذلك الى أن أسس الزبير باشا ملكا فى منطقة بحر الغزال توسع به الى دار فور وضمّ المنطقتين لاحقا الى السودان الشرقى الذى يحكمه الخديوى الذى أقره حاكما على دار فور وبحر الغزال، وهكذا تجنب الطرفان بحنكة سياسية خوض معارك طاحنة بينهما فنالت مصر ماتمنت بضمها لدارفور وبقى الزبير حاكما كما أراد على كل المنطقة.

وعندما جاء الإنجليز رسميا للسودان بعد هزيمة الدولة المهدية أسرعوا جنوبا الى أعماق أعالى النيل وبحر الجبل وشرق وغرب الإستوائية لمنع فرنسا من التغلغل هناك لأنّهم كانوا على قناعة تامة حسب قول اللورد كرومر: "إنّ من يسيطر على أعالى النيل ستكون مصر فى قبضة يده." فعندما استطاعوا التوغل بنجاح عقدوا إتفاقا مع فرنسا فى مارس من عام 1899 حددوا فيه نفوذ كل من الدولتين فى منطقة وسط أفريقيا. وبعد تلك الإتفاقية حاول الإنجليز ضم تلك المناطق الجنوبية ليوغندا و كينيا بحجة أنّ سكان الجنوب أشبه بأهل تلك البلاد عرقيا وثقافيا ودينيا إلا أنّ رفض كل من كينيا ويوغندا أفسد عليهم مخططهم فقرروا ضم تلك المناطق الجنوبية للسودان الشمالى. وهكذا تمددت خريطة دولة الحلف السناري لتشمل أطراف السودان الحديث بخريطته المعلومة للجميع والفضل فى تشكيل هذه الخريطة يرجع لكل من الفونج، والعبدلاب، والزبير باشا، والإنجليز. والجدير بالذكر أنّ المهدية وبالرغم من توجهاتها الأيدلوجية الأممية لم تضف لحدود السودان شيئا، فقد حكمته كما ورثته من غبر زيادة أو نقصان من دارفور غربا الى سواكن شرقا ومن حلفا شمالا الى أطراف أعالى النيل جنوبا.

وأخيرا، هكذا تكون السودان الحديث الذى يسع كل من فيه الآن ويسع أى عدد يفد إليه من البلدان الأخرى لو إتسع صدر الخلف فيه لما إتسع له صدر السلف فى ذلك الحلف المبارك.
 
الشيخ عبدالله جماع ......................................حكم60سنه
الشيخ عجيب المانجلك بن الشيخ عبدالله جماع........ .......حكم48سنه
الشيخ عثمان عجيب المانجلك ........................حكم سنه واحده
الشيخ محمد العقيل بت الشيخ عجيب المانجلك .............حكم 25سنه
الشيخ عبدالله البرنس بن العقيل بن عجيب المانجلك .........حكم17سنه
الشيخ هجو بن عثمانبن عجيب المانجلك .................حكم 5 سنوات
الشيخ عجيب الثاني بن عريبيبن عجيب المانجلك ..........حكم 6سنوات
الشيخ مسمار بن عريبي بن عجيب المانجلك ...............حكم 5سنوات
الشيخ علي بن عثمان بن عجيب المانجلك ..................حكم7سنوات
الشيخ حمد السميح بن عثمان بن عجيب المانجلك ..........حكم10سنوات
الشيخ عجيب الثالث بن محمد العقيل بن عجيب المانجلك .....حكم15سنه
الشيخ بادي بن عجيب الثالث بن محمد العقيل بن عجيب المانجلك 4سنه
الشيخ دياب ابو نائب بن بادي بن العقيل بن عجيب المانجلك..حكم9سنه
الشيخ عبدالله بن عجيب بن العقيل بن عجيب المانجلك ........حكم21سنه
الشيخ تمام بن عجيب بن العقيل بن عجيب المانجلك .......حكم 4سنوات
الشيخ مسمار بن عبدالله بن عجيب بن العقيل بن عجيب المانجلك .حكم5سنه
الشيخ ناصر بن شمام بن عجيب بن العقيل بن عجيب المانجلك ..حكم8سنه
الشيخ عجيب بن عبدالله بن عجيب بن العقيل بن عجيب المانجلك-حكم20سنه
الشيخ عمر بن عبدالله بن عجيب بن العقيل عجيب المانجلك ...حكم عامان
الشيخ الامين بن مسمار بن عبد الله بن بنعجيب بن العقيل بن ع الم20سنه
الشيخ عبدالله بن عجيب بن عبدالله بن عجيب بن العقيل بن ع الم 7سنوات
الشيخ ناصر بن الامين مسمار بن عبد الله بن عجيب بن العقيل بن ع الم حكم 25 سن
ه
 
في بحث الاستاذالدكتور محمدصالح محي الدين(مشيخه العبدلاب واثرها في في حياة السودان السياسية)
وذلك تحت العنوان اصل العبدلاب وموطنهم الاول وبالتحديد العنوان الفرعي تواجد العبدلاب الآن حيث قال (( ينتشر العبدلاب الآن في خمس من مديريات السودان التسع علي النحو التالي :
1- المديرية الشمالية
يقيم الادركوجاب أبناء احمد ادركوجه بنواحي دنقلا وحفيرمشو وتنقسيالجزيره ،كما يقيم الانقراب ابناء ادريس الانقير بن عبدالله جماع في عموديتي ارتولي والباوقه التابعتين لمركز بربر ،ويقطن الديوماب ابناء محمد ديومه جهة جبل جاري ومرنات
2-مديرية الخرطوم
يسكن في بلده الجيلي السباب ابناء محمد سبه .ويقال ان محطة الجيلي الحالية سميت باسم احد اجدادهم .اما في شمبات والحلفاية والحديفي فقد استقر العجيباب والشماباب وبعض زرية محمد العقيل .واقام الحماداب ابناء حمادبن عجيب في الشجرة ،وحلتهم تعرف الي الآن باسمهم ، كذلك يعيش المسامير والشماميم في دبك،وزرية ود عنتر بدبة ود العجيل
3-مديرية النيل الازرق
يقطن في الكاملين من العبدلاب الشماميم والمسامير، ويقال ان اسمها اصلا مشتق منهم ،كما يسكنون ايضا في عد الشيخ جماع وبرنكو والسعداب والهلالية ،وفي الاخيرة يقيم ايضا الاسيداب ابناء الاسيد ،ويعيش العريباب ابناء الشيخ عريبي بن الشيخ عجيب في بلده العريباب بجهة رفاعة قرب الهلالية،وكذلك العبوداب في عبود
4-مديريه كسلا
في مدينة القضارف التابعة لهذة المديرية يقيم الشاوراب ابناء الشيخ شاور ، اما العتامنه ابناء الشيخ عثمان بن الشيخ عجيب المانجلك فانهم يقطنون في منطقه البحر الاحمر ،وينتشرون من محطةمسمار الي حدود مصر والي طوكر وحلايب وبورسودان،ومحمد قول واهم مراكزهم ديم عرب ببورسودان ، ولهم ناظر وشيخ خط وسبع عشرة عمودية وعدد كبير من الشيوخ.
ويقطن اولاد محمد الباقر نواحي مدينة كسلا ،ومنهم الشيخ علي بيتاي المشهور بتعليم القرآن الكريم هناك
5-مديرية كردفان
ابان حرب المسبعات اخذت بطون من العبدلاب تدخل منطقة جبال النوبة ، واستقرت في جبال الضباب الي وقتنا هذا ،وشاركتهم سكناهم بعض القبائل العربية ، وصاروا يعرفون الآن باسم الشوابنة نسبة لجبل شيبون، وسكن بعضهم في منطقة (تيري-مندي) شمال منطقة تالودي والعقبة غرب هيبان التي سميت بذلك تيمنا بعقبة قري عاصمة العبدلاب الاولي . ومنهم جماعة كبيرة انشأت قرية في مدينة كادوقلي تسمي الشمة اما في شمال جبال النوبة فقد اتخذوا اسماء متعددة ، من اشهرها اسم الفونج علي سبيل المجاز للعلاقة التي كانت بين العبدلاب والفونج قديما ، وقد اتجه نفر منهم الي هذه الناحية حيث استقر الرجل الاول منهم -واسمه الحاج احمد - في جبال الكدرو من شمال الدلنج، ومالبث ان اسس قبيلة كاملة تعرف الآن باولاد جبريل ، ومنهم المسعودية وكبير هؤلاء القوم اليوم الشيخ هجين ناصر نقدالله ، وهو صاحب الككر المتنازع عليه اليوم ...ومنهم جماعة استقروا في ديار بني جازم .
كذلك توجد بطون من العبدلاب في منطقة شرق الجبال -تقلي -كما اكد ذلك ابراهيم عباس ضابط تعليم مركز الفولة سنة 1965م بمدينة كادوقلي وفي منطقة شمال كردفان عدد من زراري العبدلاب وخصوصا في مدينة بارا.
 
عندما تقدم فاتح قري الشيخ عجيب المانجلك وفرسانه نحو سوبا وقري للقضاء علي مملكة علوة المسيحية قال شاعرهم
شدوله وركب فوق السبيبو اجر
ودقوله النحاس وهز ابفواطرن غر
لوعت الكفر يا حنظل القيزان المر
صندوق الامان انا بيك بتفشخر
صمد الخيل عريس امات جباها غر
قلب الدود-العديله يا ود القرين الحر
والقصيده طويله نكتفي منها بهذا القدر

2-وسقطت قري وسقط حصنها الحصين في ايدي رجال الغبدلاب فأعتلوا قممه وانزلوا رايات ملوك علوة ورفعوا راياتهم علي ابراجه راية الاسلام ( لا اله الا الله محمد رسول الله ( ووقف فاتح قري الشيخ العظيم عجيب المانجلك قبل ان يتوج ملكا بعد ابيه يستعرض فرسانه او كما عبر شاعرهم
طابت يمينك يوم قري نزالا
والحرب تحكي لجة النيران
حفت بك الابناء آساد الشري
بيض العمائم صاحبي التيجان
لباسهم صلب الحديد، وخيلهم
نشوي بريح الحرب كالسكران
يتسابقون الي المعالي في الوغي
كتسابق الاجيال يوم رهان
وابوك جماع الذي جمعت له
غرر الفضائل طاهر من الادران
جمع الاله به العروبة وهو ذا
شيخ العروبة في ربي السودان
 

farahabi

Administrator
الأخ منعم ما شاء الله إنت موسوعة فى تاريخ العبدلاب الزاخر بالبطولات والفتوحات الإسلامية بجانب العز والجاه الذى بذل فى طاعة الله و خدمة حجاج بيت الله وهى من المعلومات المهمة فى هذا البحث . خدمة الملك عجيب للحجاج داخل وخارج السودان عدم إدراجها فى المنهج الدراسى جريمة فى حق التاريخ والسودان ! هذا دوركم إنتم كعبدلاب لأن التاريخ وثق للسلطان على دينار فى هذه الجزئية بإسهاب وتفصيل .والآن ورثة على دينار قطعوا شوطا كبيرا فى إثبات حقهم فى أوقاف على دينار بجدة والمدينة المنورة فأين العبدلاب من هذا الكنز !؟
ألا توافقنى إن العبدلاب قد أهملوا مسالة توثيق بطولات أجدادهم خاصة فى شرف خدمة الحجيج بجانب تاريخ مملكتهم باواسط السودان وغربه .
 

farahabi

Administrator
أنا عرفت من هذا الموقع إنك بأم القوين تحياتى للأخ المعز رباح وأولاده والأخ معاز , ارجو إرسال تلفون الوالد على الإيميل m_elgieli@hotmail.com أنا متلوم معاو شديد من حقو علينا أن نواصله هو والعم محمد حسنين اصدقاء للوالد رحمه الله واجنا أن نواصل مسيرة الود ونبرهم ما إستطعنا أسال الله أن يحفظهم تحياتى للوالدة وللأخ عبد الله وأولاده
 
أنا عرفت من هذا الموقع إنك بأم القوين تحياتى للأخ المعز رباح وأولاده والأخ معاز , ارجو إرسال تلفون الوالد على الإيميل m_elgieli@hotmail.com أنا متلوم معاو شديد من حقو علينا أن نواصله هو والعم محمد حسنين اصدقاء للوالد رحمه الله واجنا أن نواصل مسيرة الود ونبرهم ما إستطعنا أسال الله أن يحفظهم تحياتى للوالدة وللأخ عبد الله وأولاده [/QU

بعد التحية اخى محمد انا كنت فى ام القوين اما الان فى الرياض السعودية ولنا لقاء انشا الله
 
لك الشكر الباش مهندس منعم سيد على هذه المعلومات التاريخية العظيمة التي وضحت لنا عظمة هؤلاء العبدلاب وبينت لنا معلومات كانت خافية علينا من تاريخ هذه القبيلة ومن عظم إصالتها الضارب في عمق التاريخ ،

تحياتي : ياسر السر

تخريمه : إنت يا خوي الحاجات دي طلعتها لما جوك الجماعة ولا شنو نحن لو عارفينهم بعملوا فيك كده كان من زمااااااااااااااان جبناهم ليك ،، تحياتي لك ولهم وحمد لله على السلامه,, ونحن آآآآآآآآآآآآآآآخر من يعلم ؟؟؟
 
-------------------------------------------------------------------------------- [ صراع السلطه والثروه في السودان
بسبب انحيازها الباكر الى إقليم الوسط وثقافته المسيطرة على مركز السلطة وعاصمتها.. ثم استمر تكريس علاقات المركز وثقافاته من قبل القوى الموالية والمعارضة سوياً وفي آن واحد الى أن اكتمل تهميش الاقاليم والثقافات الأخرى وأحاط التهميش بمركزه تماما... فلم يعد قاصراً على الجنوب وحده فانضمت عند نيفاشا وقبلها و اثناءها كيانات جديدة إلى صراع الأراضي والهوية ومطالب السلطة والثروة في غرب السودان وفي شرقه وشماله أيضاً..
أما النماذج والأمثلة لمفارقات المناهج التعليمية والتربوية في دولة السودان الحديث ودلالاتها عن صراعات السلطة والثروة قبل نيفاشا أو بعدها؛ فأولها ما تلقيناه في المدرسة الابتدائية في أوائل ستينيات القرن الماضي من خلال مادة الجغرافية ودرسها عن هجرة سكان الشمالية بسبب ضيق الأراضي الزراعية، ثم حفظنا عن طريق التلقين تلك المعلومة السالبة ورددناها دون وعي أو تحفظ.. الى أن أدمنا الهجرة آباء وأبناء وأحفاد ولا تزال حتى بعد نيفاشا وبنودها عن تقسيم السلطة والثروة. ولم يستوعب سكان الشمالية وملاك أراضيها حتى الآن دور الأرض وعلاقتها بالسلطة والثروة.. خاصة أن الأراضي المعنية هي أرض النيل ووديانه الخصبة المنتجة التي لا تعادلها ثروة قومية أخرى.. فالبترول الذي تحض عليه نيفاشا وتدعو الى حماية انتاجه إنما يتم استخراجه خصماً على مقومات الاقتصاد الأخرى كالثروة الحيوانية والزراعية التي يذخر بها السودان، والتي تتأثر جميعها سلباً بعوامل تدمير البيئة وتزييفها الناجمة عن صناعة البترول وتكريره.. وعلى سبيل المثال لا الحصر: فإن انتاج كل برميل من النفط يتطلب إهدار اربعمائة برميل من المياه الجوفية ومخزونها (الاستراتيجي) وطبعاً لا مبرر لمثل هذه الخسائر الفادحة الا مناهج الدولة السودانية الحديثة وإعلامها الرسمي الذي أدى الى إقصاء التنمية او تحريف برامجها ومشروعاتها طيلة الحقبة التي أعقبت الاستقلال واستمرت زهاء الخمسين عاماً، قبل أن يتم توقيع اتفاقية نيفاشا.. أو القوى الداعمة والمؤيدة لها عالمياً ومحلياً على تعويض تلك الخسائر في مجال البيئة وثرواتها بالدعم المباشر من عائدات البترول لبنود الاقتصاد الاخرى، في مجال الزراعة وتربية الحيوان الى أن ينعكس ذلك إيجاباً على أصحاب الاراضي في الشمالية او النيل وكل ملاك الأراضي في السودان شرقاً وغرباً وجنوباً!!..
أما النموذج التالي فهو ما وقع بين أيدينا مصادفة ونحن نطالع كتاب (الشامل في تاريخ السودان) للصف الثامن أساس، والذي تشير ديباجة إلى تاريخ طباعته 1998م وأن مشموله وفقاً للديباجة أيضاً عبارة عن اسئلة متنوعة وخرائط مكانية وزمانية آخرى لمفارقة مناهج التربية والتعليم بالسودان لاهداف العملية التربوية و التعليمية نفسها عندما يقترن مضمون الكتاب ومادته بسياسة الافتراءات والأكاذيب التاريخية التي تتبناها بعض الجهات السياسية لتحقيق مصالحها ومكاسبها الاقتصادية والاجتماعية من خلال تزييف المجتمع وتحييد حقوقه ومكتسباته...
فهل كان اصحاب هذا المنهج يستبقون نيفاشا وبنودها عن تقسيم السلطة والثروة منذ ذلك الزمن البعيد؟؟؟
فلقد طال (كتاب الشامل في تاريخ السودان) أهم شرائح المجتمع القبلي المرتبط بأرضه مصدر السلطة والثروة ارتباطاً مصيرياً.. وعلى رأس تلك الكيانات او القبائل في وسط السودان التي امتلكت السلطة والثروة قبيلة العبدلاب، التي شكلت الحليف القوي للفونج عند تأسيس مملكة سنار الإسلامية، ثم حكمت السودان (قبيلة العبدلاب) مع حلفائها الفونج زهاء ثلاثمائة عام، قبل أن تنهار المملكة ويستسلم السودان للاستعمار التركي في العام 1821م.. حيث ظل العبدلاب قبيلة وكيانا سياسيا ذا شأن عظيم خلال كل تلك الحقب السنارية. وقد انبثق اسم القبيلة من (عبد الله) زعيمهم الذي كان نائباً للملك المسيحي في علوة، قبل ان ينقلب عليه وينضم الى حلف الفونج بقيادة عمارة دنقس.. وهذه بديهيات تاريخية معروفة الى جانب كثير من المعلومات وغيرها من العبدلاب وشأنهم التاريخي لكن كتاب (الشامل في التاريخ) لوزارة التربية والتعليم السوداني ينكر هذا التاريخ؛ بل ويتنكر له، وذلك حين يسأل تلميذه السؤال التالي: على يد من سقطت مملكة علوة المسيحية؟ ويجيب الاجابة النموذجية.. على يد القواسمة والفونج. ومؤكداً أن الاجابة إن صحت فإنها قطعاً ليست نموذجياً؛ بل لا نعدو الحقيقة إن قلنا انها تفضح نوايا صاحبها في الالتفاف حول المعلومة الصحيحة التي تحقق نموذجية الاجابة من خلال مصادقيتها. وتلك المعلومة الصحيحة التي تحقق نموذجية الاجابة من خلال مصادقيتها وتلك المعلومة هي التي تؤكد دور العبدلاب الأساسي والتاريخي في الاطاحة بملك علوة المسيحي من خلال تحالفهم مع رصفائهم الفونج.. أما القواسمة هؤلاء الذين زجّ بهم استاذنا الهمام عندما صاغ تلك الاسئلة والاجوبة في مكانة العبدلاب من ناحية الأم.. أما من ناحية الأب فإنهم احفاد محمد الباقر الانقريابي والد عبد الله جماع..!!
ونحن إن وجدنا العذر للمصادر والمراجع التي تجاوزت العبدلاب الى اسلافهم قبل خمسمائة عام عند سقوط علوة فإننا لا نجد عذراً لأستاذ منهج التاريخ ووزارة التربية والتعليم السودانية لذلك التجاوز المتعمد. وبعد أن أصبح العبدلاب قبيلة ممتدة على أرضها بين رفاعة والهلالية جنوباً على أرض النيل الازرق، وبين قرِّي شمالاً على النيل الرئيس، حيث تشبع افرادها وشبوا على زخم اجدادهم وقبيلتهم ومجدها التاريخي طيلة الخمسة قرون التالية لقيام مملكة سنار، والتي كانوا قبلها ملوكاً وزعماء في مملكة علوة المسيحية على نفس الأرض التي استمدوا منها سلطتهم وثروتهم عبر آلاف السنين..
فلماذا تفتري المناهج التعليمية على الحقيقة وتتجنى على أصحاب الأرض العبدلاب وحقوقهم المكتسبة المادية والمعنوية.. أم انها فعلاً واحدة من المحاولات الاستباقية التي أشرنا إليها ضمن سياسة التزييف وتجاوز ملاك الأراضي وحقوقهم في السلطة والثروة؟!!..
عموماً مناهج وزارة التربية و التعليم السودانية تذخر في كثير من موادها الخاصة والتربوية والاجتماعية بالمغالطات والحقائق الزائفةن والتي ضم منها كتاب الشامل في تاريخ السودان، الذي نحن بصدده مما يتعلق منها بالهجرات العربية وانتشار الإسلام في السودان حيث يعمد الكتاب وأصحابه الى الخلط بين الاثنين في محاولة تنقصها الأمانة العلمية للايحاء للتلاميذ الصغار ان العروبة والإسلام وجهان لعملة واحدة، وأن العرب هم الذين نشروا الإسلام من خلال تلك الغزوات التي بدأت بغزوة عبد الله بن أبي السرح على دنقلا في اواسط القرن السابع الميلادي. بينما تؤكد المعلومات التاريخية الموثقة أن السودان (بلاد النوبة وممالكها) ظل مسيحياً مملكة وشعبا حتى حوالي العام 1321م في المقرة (دنقلا) وحتى حوالي العام 1450م في علوة (سوبا)...
فما رأي أهل المناهج وأساتذتها بوزارة التربية والتعليم السودانية؟!!
 
أعلى