@ ونسة حبوبات@

إن ما متنا شقينا المقابر}
من أظرف ماوصلنى من الرسائل :
كانت عاجباه جداً قولةً مشهورةوهي {إن ما متنا شقينا المقابر} وكان يحس بفتونة وقوة وثقة بالنفس لمن تجي مناسبةويقولها .. {يعني بحس بأنه تفتيحه وشايل مفاتيحها} وابوعرام زمانو .. لحدي ما جاءاليوم العرف فيهو إن المقولة دي ما بتنقال ساي وضروري التجربة فيها.. وده كان في يوماً مو ابيض تب من حظه المسنوح ده فيهو عرف انه لمن يقول قولة زي دي يكون قدرها مو ملي خشم ساي بالنضمي -والرجالة ماها تسالي في الخشم ... والأسود من حظه كمان مباراته لود عمه العميكة أب شورتاً زي البصيرة أم حمد.
والزول قاعدلوا اياما كدى مع ناس عمو فى البندر وغرابة اليوم بدت من أوله لمن جاء ود عمه زي الكف يصحيهو من النوم عشان يمشوا سوق أم درمان بدور يشتريلو ساعة يد .. أها قال يا فتاح بعد نقنقة ودخل ليهو في جلابية قلباوية ووينك يا سوق أم درمان الليلة أمانة ماجاك زول. أها السوق يفور وينجلق الشايلو موية يبيع والشايل مناديل والشايل مساويك والشايل عراريق والشايل {مفحضات} كل الناس تبيع مرة يبيعو في تجارتهم ومرة يبيعو في زممهم .. والسوق مااااشى .. أها وصلوا محل الساعات وديك ياحجة ومباصرة ،باقي قريشاتهم شوية ..لامن وصلوا لي واحداً بايعهم بيعاً متهاود شوية .. والمصيبة بقت في باقي القريشات العندهم ما بترجعهم الإتنين يعني يرجع واحداً فيهم بس .. أها ود عمه قال ليهو الدبارةشنو يا الأشتر .. وفي جنبهم كدي محلاً ليل {إسكرين} المتل {الخنجر} داك من فوق تلج ومن تحت {فورمايكا} .. وبالحيل هو بريد الداهي ده ونفسه كدي إتشحتفتلو تب .. أهاقال لود عمه : هأجنا وكت القريشات ماهن تامات للرجعة إننجم ساكت بالإسكرين الصاقط ده ونكرب جريدتنا ونشل بيتنا كداري ساي مو بعيد (طبعاً منطقوا في شان خاتر الإسكرين} .. الجنا إقتنع وجاب الإسكرين .. وقعدوا يتمطقولك في الداهي الساقط ، تسمع الصوت زي {الدلوكة} لامن لهاتم رقد عود عدييل .. وبقوا في هم الرجعة من سوق أم درمان للثورة بالنص .. المهم إتجوعلوا وهاك يا كدرا باغنياتها ولمن بقوا في مقابر شرفي لقوا اللفة طويلة لي شارع النص وقال لود عمه رايك شنو نشق المقابر ونختصر السكة (وهو بدور يختا درب العربات ساي) .. وده الحصل ودخلو بي وسط المقابر وفي النص لقو ليهم نفرين واقفين يحفرولم في قبر لي جنا صغير مكفن ومختوت على جنبه .. واحداً منهم قال ليهم : أجر وصل تعالوا أحفرواشوية .. أها بي تعبهم داك .. قعدوا يحفر معاهم وفي أثناء الحفر يشوفولك إتنين بواليس جايين; عليهم وبقوا لاعندهم تب وقالولم : ياجماعة أحسن الله العزاء .. بس إجراء بسيط طلعتو أمر الدفن .. أها واحد من الأخوان قال : ما طلعنا أمر دفن الطفل المولود إتولد ميت والتقرير في المستشفى وجبنا على طول للمقابر.. العسكري قال : أوقفوا الدفن لحدي ما تجيبوا التقرير من المستشفى .. وبقوا في حجة مع بعض وفي الأخير إتفقوا اهل الوليد يمشوا سوا يجيبوا أمر الدفن من الإستبالية ويجو .. قام الراجل قالهم ياشباب أخدمونا وأحرسوا الجنازة دي لحدي ما نجيب التقرير كلها زي نص ساعة .. الجماعه حنو لحالهم - الزول مكلوم وميتو شافع لازم يقيفوا معاهو شوية وفعلاً هو وود عمه قبلوا وقالولو بس ياللخو لا تتأخر علينا الدنيا مغارب...

النص ساعة مرت بسرعة شديدة والليل بدأ ينزل تب وضلام المقابر يطير ضربات القلب وبعد ماكانت الونسة جاره بينه وبين ود عمه وفي وسطها ضحكات .. بقى يا الله تسمع همهمة كل خمسة دقائق أكان كلمة أكان كلمتين .. والدنيا لبست ضلام الليل عباية .. بقوا في الشك والظن أنو الناس ديل مو راجعينلهم تاني .. والجنا الميت ده مو شيتن بالعديل كدي . والقصد عنهم يورطوهم بيهو.. ودام هم حارسنو لا هسي وناسو هربو كدي معناتو إن بقه في إتهام وياهو الراكبهم طب .. أها الدبارة شنو ؟ يقطع شكهم ده صوت الريح لامن يضرب في شواهد القبر .. وبقوا يسمعوا قلوبهم تدق دقات نوبة {أولاد البرعي} .. وباقي مخهم يكون سرح مع غنم إبليس .. قعد يقابض في طريف ود عمه مقابضة .. مو شان يطمنو .. شان لا يجري ويخليهو براهو في جنس اليوم الأغبر ده .. وتدور الدايرة ويقعد ود العم يقابض فيهومقابضة .. العمر مو واحد مو بعزقة.
قال ليهو : أسي يالأشتر أكان من الأول مشينا ولفينا بي غادي مو كان أحسن من الورطة والخوف ده.
قال ليهو : كمان مو كان أحسن أكان خليتني نايم في نومتي ديك ومشيت إشتريت ساعتك وباقي قروشك رجعتك مو كان أخير من نضميك ده .. بقوا لا قادرين يفوتوا الجنازة ولا قادرين يحرسوها في نص المقابر..
وبقوا يتذكروا في الكلام البقولوا في ناس القبور البقيفوا طابور والزول السكاهو كيس النايلون .. وكديسة المقابر المكحلة اللابسة فنيلة نمرة عشرة.. والهيكل العظمي الخالف كراعو وخاتي سيجارة البرنجي .. والغنماية الممكيجة ولابسة الرحط وترقص بالرقبة في نص القبور وتهيآت لا ليها أول ولا آخر.
وهم في نص المحنة دي وسرحانين في كواسة الدبارة .. وفجاءة وبدون مقدمات يجي نور شديد جداً وقريب منهم يولع فجأة في وشهم ويسمعوا صوتاًيقول : ياهم ديل .. لحظتها ديك .. القلب بقى في الكرعين والعقل الله يفتكروا بالخير .. وفي أقل من ثانية إنفصلت إشارات المخ عن الكرعين .. بقى المخ يقول شي .. والكرعين تقرر شئ تاني .. والصوت مبلوع .. والعرق يملأ {بستلة} و {الرجفي} يحتلونخلة تمر بي عدله .. وعينكم ما تشوف إلا النور الجلابية لاعند الزراير في الخشم والنعلات فردة في {الشنقيطي} وفردة في {الوادي} وجري بي نمرة أربعة .. والجماعة والنور وراهم وهم لا شايفين ولا سامعين غير برطعة الكرعين لحدى شارع النص وشارع البيت .. وباب البيت وتوش جوه البيت وجوه الأوضة .. وتحت العناقريب .. وصياح يجيب أهل أم ضواً بان والعيلفون .. والغريبة النور والجماعة برضو وراهم.. بعد ساعة من الإغماء صحي على صوت عمو يهدي روعهم ويخفف خوفهم .. ويقوليهم .. الجماعة جابوا التقرير ورجعوا وعشان الضلام جابوا الكشافة ديك .. وهم بشكروكم كتير وبعتذروا ليكم عشان التاخير عشان الدكتوركان طلع ورجع تاني . وإنتو الفيكم إتعرفت بالحيل..
وتاني إن سألكم زول من جنسكم قوللوا : زمان كنا جعلية.
لكن أحمدوا الله إنكم ( شقيتوا المقابر بس .. مامتوا)
 
التعديل الأخير:
رائعة يا أم هند ..
زمن جميل .. و ناس أجمل ..
و هو في الحقيقة الزمن ما بتغير الناس هي البتتغير نتيجة للظروف و مشاغل الحياة .. بكون مبسوطة شديد لما أقعد مع حبوباتي الحنان لأنهم لسة عايشين مع قيمهم الزمان .. الحنية و الكرم و ... و .....
تسلمي يا أم هند ..
 
أعلى