الدرس اليومى بعد صلاة الفجر فى بيرمنجهام من بشرى مبارك إدريس


الاحباب يسعدنى بل وانتظر الايام الثلاثة لراحتى العمليه والتى اعتبرها كالايام البيض ( الخميس الجمعة السبت ) والتى بحمد الله وتوفيقة استطيع فيها حضور صلاة الفجر بالمسجد مع الجماعة ومتابعة الشيخ عبدالجليل فى درسة اليومى من بيرمنجهام حى الووم رووك والذى تناول فيه اليوم الخميس 3 صفر 1438 هجرية الموافق الثالث ايضا من نوفمبر 2016 م تناول الحديث عن التنعم فالان الى الحديث وشرحه :
معنى الحديث الشريف:”إياكَ والتنعُّمَ فإن عِبَادَ اللهِ ليسُوا بالمتنعِّمينَ”
ا
معنى الحديث الشريف:"إياكَ والتنعُّمَ فإن عِبَادَ اللهِ ليسُوا بالمتنعِّمينَ"
روى البيهَقِيُّ أنَّ رَسُولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم قالَ لمعَاذِ بنِ جَبَلٍ:"إياكَ والتنعُّمَ فإن عِبَادَ اللهِ ليسُوا بالمتنعِّمينَ" أيْ خِيارَ عبَادِ اللهِ ليسُوُا كذلكَ. والتنعُّمُ هُوَ الاستمرَارُ بالتلذُّذِ بالطعامِ والشرابِ ومَفَاخِرِ الثيابِ ونحوِ ذلكَ.
أمَّا إذا كَانَ في بعضِ الأوقاتِ يأكُلُ الطَّعَامَ اللذيذَ أو يلبَسُ اللباسَ الجميلَ لا بأسَ في هذا لا يكونُ تنعُّمًا. وكذلكَ إذا أكلَ اللحمَ في بعضِ الأحْيانِ لِحفْظِ بَدَنهِ هذا لا يُنَافي تَرْكَ التنعُّمِ. ثمَّ إنَّ تركَ التنعُّمِ عَمَلُ الأنبياءِ والأولياءِ لأنهم يَنْظُرُونَ إلى راحَةِ مُسْتَقْبَلهم. وهذا مَقَامٌ كبيرٌ يصْعُبُ على النفسِ، وذلكَ لأنَّ التنعُّمَ يحُولُ بينَ الشخصِ وبينَ تقْديمِ ما يَنْفَعُهُ لآخِرتهِ ويكونُ لَهُ ذخْرًا لأنَّ الذي يَلزَمُ التنعُّمَ في عيشَتهِ نفسُهُ تَمْنَعُهُ عن تقدِيمِ مَا يكونُ ذخْرًا لَهُ في الآخِرَة تقولُ لهُ إذا قَدَّمتَ هذا تَنْقُصُ عَليكَ وسَائلُ التنعُّمِ فَيَمْنَعُهُ عن تقديمِ هذا العملِ الذي هوَ عَمَلُ برٍّ وإحسانٍ.
حُبُّ الدُّنيا إذا اسْتوْلى على القَلبِ هَانَ على صَاحِبهِ كُلُّ المفَاسِدِ.
عيسى عليهِ السَّلامُ كانَ يَلبَسُ الشعَرَ أي الصُّوفَ الذي يخْرُجُ مِنَ الغَنَمِ مِنْ غَيرِ أنْ يُنْسَجَ وغيرَ ذلكَ ويَأكُلُ الشَّجَرَ أي مِنْ بُقُولِ الأرضِ مِنْ نحوِ الملوخيَّةِ والهُندباءِ والخبيزةِ مِنْ دُونِ طَبْخٍ يَبيتُ حيثُ يُدْرِكُهُ المساءُ كَانَ يَبيتُ في المسجِدِ كَانوا يُسَمُّونَهَا بِيعَةً أو يَبيتُ في البرِيَّةِ تحتَ شجرةٍ.
والرَّسُولُ صلَّى الله عليه وسلم كَانَ يُنْقَعُ لَهُ الزَّبيبُ فيبيتُ الليلةَ ثمَّ يشربُ مِنْهُ ثمَّ الليلةَ الثانيةَ يشربُ والثالثةَ يشربُ ثمَّ قدْ يسقِيِه غيرَهُ أو يشرَبُهُ أو يُرمَى لأنهُ في البلادِ الحارَّةِ يُخشَى أنْ يصيرَ خَمْرًا في اليومِ الرَّابِع أو الخامِسِ. فالذي يترُكُ التنعُّمَ أقرَبُ إلى مواساةِ الغيرِ، لذلكَ تَرْكُ التنعُّمِ طريقٌ إلى تنويرِ القلبِ.​
 
الاحباب الكرام تواصلنا ما زال معكم قائما وبالامس لظروف مواعيد دورية صباحية كشف العيون الخاص بالسكرى لم اتمكن من انزال الدرس صباحاً فانزلته ليلاً اسال الله ان يكون لنا فى الاخرة برداً وسلاماً ، وجنه واستدامه ، وفرحه من غير ندامة ، وفى الدنيا طاعه وإ ستقامه ، وبعد عن الملامه ، وصلوات وتمامه ،
حديثنا اليوم السبت من مسجد الوم رووك بيرمنجهام 5 صفر 1438 هجرية الموافق 5 نوفمبر2016م والشيخ عبدالجليل الباكستانى والدرس ان الدين يسر ولن يشاد الدين احد الا غليه ، فإلى شرح الحديث مفصلاً :
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
عنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صل الله عليه وسلم قَالَ :
( إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا ، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَىْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ )
رواه البخاري (39) ومسلم (2816)
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :
" معنى الحديث : النهي عن التشديد في الدين ، بأن يحمِّل الإنسان نفسه من العبادة ما لا يحتمله إلا بكلفة شديدة ، وهذا هو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم :
( لن يشاد الدين أحد إلا غلبه )
يعني : أن الدين لا يؤخذ بالمغالبة ، فمن شاد الدين غلبه وقطعه .
وفي " مسند الإمام أحمد " – (5/32) وحسنه محققو المسند - عن محجن بن الأدرع قال :
( أقبلت مع النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى إذا كنا بباب المسجد إذا رجل يصلي قال : " أتقوله صادقا " ؟ قلت : يا نبي الله هذا فلان ، وهذا من أحسن أهل المدينة أو من أكثر أهل المدينة صلاة ، قال :
( لا تسمعه فتهلكه - مرتين أو ثلاث - إنكم أمة أريد بكم اليسر )
وفي رواية له :
( إن خير دينكم أيسره ، إن خير دينكم أيسره )
– " مسند أحمد " (3/479) وحسنه المحققون -.
وقد جاء في رواية عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا :
( إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ، ولا تُبَغِّض إلى نفسك عبادة الله ؛ فإن المُنْبَتَّ لا سفرا قطع ، ولا ظهرا أبقى )
– " السنن الكبرى " البيهقي (3/19) وضعفه الألباني في " السلسلة الضعيفة " (1/64) -
والمُنْبَتُّ :
هو المنقطع في سفره قبل وصوله ، فلا سفرا قطع ، ولا ظهره الذي يسير عليه أبقى حتى يمكنه السير عليه بعد ذلك ؛ بل هو كالمنقطع في المفاوز ، فهو إلى الهلاك أقرب ، ولو أنه رفق براحلته واقتصد في سيره عليها لقطعت به سفره وبلغ إلى المنزل
" انتهى باختصار. " فتح الباري " لابن رجب (1/136-139)
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" والمعنى لا يتعمق أحد في الأعمال الدينية ويترك الرفق إلا عجز وانقطع فيغلب .
قال ابن المنير :
في هذا الحديث علم من أعلام النبوة ، فقد رأينا ورأى الناس قبلنا أن كل متنطع في الدين ينقطع .
وليس المراد منع طلب الأكمل في العبادة ، فإنه من الأمور المحمودة ، بل منع الإفراط المؤدي إلى الملال ، أو المبالغة في التطوع المفضي إلى ترك الأفضل ، أو إخراج الفرض عن وقته
كمن بات يصلي الليل كله ويغالب النوم إلى أن غلبته عيناه في آخر الليل فنام عن صلاة الصبح في الجماعة ، أو إلى أن خرج الوقت المختار ، أو إلى أن طلعت الشمس فخرج وقت الفريضة "
انتهى. " فتح الباري " لابن حجر (1/94)
والله اعلم​
 

نتواصل اليوم السبت 18 ربيع الاول 1438 هجرية الموافق 17 ديسمبر 2016 ومن مسجد الوم رووك بيرمنجهام والشيخ عبدالجليل الباكستانى ودرس اليوم حديث ابى هريرة عن رسول الله صل الله عليه وسلم حق المسلم على المسلم خمس فإلى شرح الحديث من رياض الصالحين
بسم الله الرحمن الرحيم
رياض الصالحين
شرح حديث أَبي هريرة -رضي الله عنه- "حقُّ الْمُسْلمِِ عَلَى الْمُسْلِمِ خمسٌ.."
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
ففي باب تعظيم حرمات المسلمين أورد المصنف -رحمه الله- حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس))([1])، متفق عليه، وفي رواية لمسلم ((حق المسلم على المسلم ست قيل: ما هن يا رسول الله؟، قال: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه))([2]).
وقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الرواية الأولى ((حق المسلم على المسلم خمس))، وفي الرواية الثانية ((حق المسلم على المسلم ست)) لا منافاة بينهما، وذلك أنّ ذكْر الخمس في مقام من المقامات -إن كان ذلك قد ضبطه الرواة- لا ينافي أن ثمّة حقوقاً أخرى زائدة على ذلك ذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم- في مقام آخر، تقول: حق فلان عليك كذا وكذا، ثم تقول في مقام آخر: حقه عليك كذا وكذا، فأنت لم تقصد الاستيعاب في كلامك الأول، وإنما ذكرت جملة من الحقوق، وهذا كثير في الأحاديث النبوية، تارة يذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- أموراً معدودة أربعة أو خمسة أشياء أو نحو ذلك، كقوله -صلى الله عليه وسلم- مثلاً: ((فُضلت على الأنبياء بست))([3])، وفي بعضها: ((أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد قبلي))([4]).
فذكرُ الزيادة لا يتنافى مع الرواية التي ذكر فيها الأقل، وهذا التعبير وهو قوله -صلى الله عليه وسلم-: ((حق المسلم على المسلم)) عبر عنه بالحق، والحق هو الشيء الثابت، وكذلك التعبير بـ "على" يشعر بالوجوب، وكأنه قال: إذا سلم وجب عليه أن يرد السلام، وفي الرواية الأخرى ((إذا لقيته فسلم عليه))، ولا شك أن رد السلام آكد من ابتداء السلام.
((وعيادة المريض)) هي من الأمور التي يحبها الشارع، وورد فيها أحاديث تبين فضلها، من تلك الأحاديث قوله -صلى الله عليه وسلم-: ((من عاد مريضًا لم يزل في خُرْفة الجنة حتى يرجع))([5]).
وقوله: ((واتباع الجنائز)) المقصود به منذ أن يصلى عليها حتى تدفن.
وقوله: ((وإجابة الدعوة)) وهي مؤكدة جداً، إلا وليمة العرس فهي واجبة لأنه جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((ومن ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم))([6])، وكذلك أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ((إذا دُعي أحدكم فليجب، فإن كان صائمًا فليُصلِّ، وإن كان مفطرًا، فليَطعَم))([7])، فليصلِّ يعني: فليدعُ لهم بالبركة.
ولكنه يرخص له في ترك إجابة وليمة العرس إن علم أنها تشتمل على منكر، كالمعازف مثلاً، في غير ما يرخص فيه في النكاح في الدف للنساء خاصة.
وحضور وليمة العرس لابد فيه من الإطعام إلا إذا أذنوا له، فإن ذلك من تمام الإجابة، والله تعالى أعلم، وقوله: ((وتشميت العاطس)) هو أن يقول له إذا حمد الله: يرحمك الله، ثم يقول العاطس: يهديكم الله ويصلح بالكم.
ومن الناس من يقول: يهدينا ويهديكم الله، وهذا لم يرد، وهذه الأذكار والأدعية والأوراد التي جاءت عن الشارع يُلتزم لفظها فلا يزيد فيها الإنسان ولا ينقص، والنبي -صلى الله عليه وسلم- حينما كان يلقن أحد أصحابه هذا الدعاء ((اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، قال: فردّدتها على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلما بلغت: اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت قلت: ورسولك، قال: لا، ونبيك الذي أرسلت))([8])، مع أن لفظة رسول أبلغ من نبي، لأن الرسالة تتضمن النبوة، لا يكون رسولاً إلا وهو نبي، ومع ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- أنكر عليه حينما غير هذه اللفظة.
وإذا لم يسمعه يقول: الحمد لله لا يقول له: يرحمك الله، حتى لو عرف من عادته أنه يحمد الله، لكن نحن مأمورون إذا سمعنا ذلك أن نشمته.​
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
إليكم شرح جزئيات هذا الحديث:((إياكم والجلوس في الطرقات......)) :
1- إياكم والجلوس في الطرقات ....... نتحدث فيها :
أيها الأخوة المؤمنون, حديث اليوم: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ, مَا لَنَا مِنْ مَجَالِسِنَا بُدٌّ نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ: فَأَمَّا إِذَا أَبَيْتُمْ إِلا الْمَجْلِسَ, فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ, فَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلامِ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ))
[أخرجهما البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري في صحيحهما]
إياكم: أداة تحذير، وإذا وردت إياكم في القرآن الكريم, فهي تحذير من الله عز وجل، في حديث الإفك, يقول الله عز وجل:
?يَعِظُكُمَ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً?
[سورة النور الآية: 17]
هناك تحذير من الله عز وجل، وإذا كان التحذير من الله, فكفى به محذراً، لأن الأمر كله بيده، قد يحذرك إنسان، ولا يقوى على ما يحذرك منه، ولكن الله سبحانه وتعالى إذا حذرك, فبيده كل شيء, وإذا حذرك النبي الكريم:
?وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى?
[سورة النجم الآية: 3]
?إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى?
[سورة النجم الآية: 4]
الله سبحانه وتعالى أمرك بنص القرآن الكريم, أن تَتَّبِعَ أوامر النبي, قال تعالى:
?وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا?
[سورة الحشر الآية: 7]
فالنبي يقول:
((إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ))
لكن: هل هذا التحذير على مستوى التحريم؟ لو كان كذلك, لكان الجلوس في الطرقات؛ كشرب الخمر، هل هو تحريم؟ لا، ولكن العلماء قالوا: هذا نهي, حمل على الكراهة ، أي مكروه أن تجلس في الطرقات، من منا برأيكم يجلس في الطرقات؟ الحقيقة: علماء هذا الحديث فسروه: على أن الذي يجلس في حانوت, يطل على الطريق، وعينه على المارة يتفحصهم, فهذا حكمه كحكم من يجلس في الطريق، وهؤلاء الذين يجلسون على شرفات منازلهم المطلة على الطرق المزدحمة، ويمتعون أبصارهم بمنظر المارة ذكوراً وإناثاً، فهؤلاء ينطبق عليهم الجلوس في الطريق، وهؤلاء الذين يجلسون في مقاهي الرصيف, هؤلاء ينطبق عليهم هذا الحديث أشد الانطباق، فهذا الذي يجلس في الطريق، أو يطل عليه من شرفة، أو يقبع في حانوت, يطل على الطريق، وهدفه أن يمتع النظر برؤية الناس، والذي يجلس في مكان عام، والناس يرتدون أبهى حلل، وليسوا ورعين، ولا متدينين، ويمتع نظره بمرآهم, ينطبق عليه هذا الحديث أشد الانطباق .
هذا الذي يتنزه في الطريق مجروحة عدالته، الذي يتنزه في الطريق، والذي يتحدث عن النساء، والذي يصحب الأراذل، والذي يعلو صياحه في البيت، والذي يطلق لفرسه العنان، والذي يقود برذوناً، والذي يطفف بتمرة، والذي يأكل لقمة من حرام، والذي يأكل في الطريق ، والذي يبول في الطريق، هؤلاء جميعاً مجروحة عدالتهم .​
 

السلام علييكم الى الذين معهم نتواصل ونسعد بذلك ونسال الله لهم تحقيق الرغبات زيادة الدرجات وكثرة الصلوات ، نتواصل معكم اليوم الاربعاء16 جمادى الثانى1438 هجرية الموافق 15 مارس 2017م من مسجد الووم رووك بيرمنجهام والشيخ عبدالجليل الباكستانى وحديثنا اليوم عن المحبة فى الله ، نسال الله ان نكون فى الله متحابيين والى الحديث :
?بسم الله الرحمن الرحيم
ثمن الحب في الله :
للشيخ "محمد بن ناصر الدين الألباني ":
?سائل: الذي يحب في الله يجب أن يقول له أحبك في الله ؟
?الشيخ : نعم ، ولكن الحب في الله له ثمن باهظ ، قَـلّ من يدفعه ، أتدرون ما هو الثمن في الحب في الله ؟ هل أحد منكم يعرف الثمن ؟ من يعرف يعطينا الجواب …
?أحد الحضور :
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ” ،… منهم رجلا تحابا في الله اجتمعا على ذلك وافترقا على ذلك.
?الشيخ : هذ كلام صحيح في نفسه ، ولكن ليس جواباً للسؤال ،
هذا تعريف للحب في الله تقريباً وليس بتعريف كامل ، أنا سؤالي ما الثمن الذي ينبغي أن يدفعه المتحابان في الله أحدهما للآخر ، ولا أعني الأجر الأخروي ، أريد أن أقول من السؤال ما هو الدليل العملي على الحب في الله بين اثنين متحابين ؟ فقد يكون رجلان متحابان ، ولكن تحاببهما شكلي ، وما هو حقيقي فما الدليل على الحب الحقيقي؟
?أحد الحضور : ”
أن يحب لأخيه ما يحبه لنفسه “.
?الشيخ : هذا صفة الحب أو بعض صفات الحب …
?أحد الحضور : قال تعالى ” قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ” [ آل عمران 31].
?الشيخ : هذا جواب صحيح لسؤال آخر ..
?أحد الحضور :
الجواب قد يكون في الحديث الصحيح ” ثلاث من كن فيه وجد في حلاوة الإيمان ” …. من ضمنه الذين تحابا في الله.
?الشيخ : هذا أثر المحبة في الله ، ما هو ، حلاوة يجدها في قلبه.
?أحد الحضور : قال تعالى : (( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصو بالحق وتواصوا بالصبر)).
?الشيخ : أحسنت ، هذا هو الجواب ، وشرح هذا إذا كنتُ أنا أحبك في الله فعلاً تابعتك بالنصيحة ، كذلك أنت تقابلني بالمثل ، ولذلك فهذه المتابعة في النصيحة قليلة جداً بين المدعين الحب في الله ، الحب هذا قد يكون فيه شيء من الإخلاص ، ولكن ما هو كامل ، وذلك لأن كل واحد منا يراعي الآخر ، بيخاف يزعل ، بيخاف يشرد ….إلى آخره ، ومن هنا الحب في الله ثمنه أن يخلص كل منا للآخر وذلك بالمناصحة ، يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر دائماً وأبداً فهو له في نصحه أتبع له من ظله ، ولذلك صح أنه كان من دأب الصحابة حينما يتفرقون أن يقرأ أحدهما على الآخر (( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصو بالحق وتواصوا بالصبر )).​
 
التعديل الأخير:

ما زلنا نتواصل معكم فى الدرس اليومى بعد صلاه الفجرمن مسجد الوم رووك بيرمنجهام اعذرونى فقد تاخرت عنكم الاسبوع الماضى وهانذا اتواصل معكم اليوم الاربعاء 22 رجب 1438 هجرية الموافق 19 ابريل 2017م وحديث اليوم عن السفر وما يعده وما يقوله المسلم من وحى حديث رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم فإلى الحديث :
يجد الناس في الأسفار والرحلة إلى الأمصار فرصة للاستجمام والراحة من متاعب الحياة ومشاغلها ، وسبيلاً إلى الوقوف على عجائب البلدان ، وبدائع الأوطان ، ومصارع الأمم الغابرة ، مما يزيد العبد يقيناً بعظمة خالقه وبديع صنعه ، كما قال ربنا في محكم كتابه : { وفي الأرض آيات للموقنين } ( الذاريات:20) ، وقال أيضاً : { قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين } ( الأنعام : 11 ) .
وإذا كان الترحال من جملة الحاجات البشرية التي لا غنى عنها ، فقد وضعت الشريعة له من الضوابط والآداب التي تجعله لا يخرج عن إطار التعبّد لله جلّ وعلا.
فعند العزم على المسير ، جاءت السنّة النبوية بالإرشاد إلى صلاة الاستخارة ، وقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يعلّم أصحابه الاستخارة في الأسفار بل في شؤون الحياة كلّها ، كما جاء في حديث جابر رضي الله عنهما قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن " رواه البخاري .
والاستخارة سنّة نبوية يعلم منها المسافر إن كان الخير في بقائه أو رحيله ، وفيها تربيةٌ للمسلم أن يربط أمورها كلّها بخالقه ومدبّر أموره ، فلا يُقدم على شيء ولا يتأخّر عنه إلا بعد أن يستخير الله ويفعل ما ينشرح له صدره ، ثم إن في الاستخارة إبطالٌ لما كان يفعله أهل الجاهليّة من زجر الطير أو سؤال الكهّان والعرّافين ، أو غير ذلك من أنواع الدجل والخرافة .
ومن وصايا النبي – صلى الله عليه وسلم – للمسافر تعهّد المركبة وإعداد العدّة ، اختيار الرفقة الصالحة ، والسفر مع الجماعة ، والنهي عن الوحدة ، حمايةً من الأخطار المحتملة ، ووقاية من كيد الشيطان ووسواسه ، فقد جاء في الحديث الصحيح : ( لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم، ما سار راكب بليلٍ وحده ) رواه البخاري ، وهذا هو المقصود من قوله – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الآخر : ( الراكب شيطان ، والراكبان شيطانان ، والثلاثة ركب ) رواه أبو داود والترمذي ، يقول الإمام الخطابي : " معناه أن التفرد والذهاب وحده في الأرض من فعل الشيطان ، وهو شيء يحمله عليه الشيطان ويدعوه إليه ، وكذلك الاثنان ، فإذا صاروا ثلاثة فهو ركب : أي جماعة وصحب ".
ومن سنن النبوة الإمارة في السفر باختيار من يتولّى شؤون الرحلة ويحدّد مسيرتها ، وقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يأمر أصحابه إذا ارتحلوا أن يجعلوا عليهم أميراً، حتى يكون رأيهم واحداً، ولا يقع بينهم الاختلاف، وكل ذلك حرصاً منه عليه الصلاة والسلام على لزوم الجماعة وتجنب أسباب الفرقة.
وكان من هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – أيضاً السفر يوم الخميس في أول النهار، فعن كعب بن مالك رضي الله عنه قال : " لقلَّما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إذا خرج في سفر إلا يوم الخميس " رواه البخاري ، ويكون خروجه أوّل النهار ووقت البكور لفضله وبركته ، كما قال – صلى الله عليه وسلم - : ( بورك لأمتي في بكورها ) رواه الطبراني .
كما ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – جملة من الأذكار والأدعية التي يقولها المسافر ، وتكون بإذن الله سبباً في حفظه وتوفيقه ، منها أن يقول إذا ركب على دابته، واستقر عليها : ( الحمد لله، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا الى ربنا لمنقلبون، ثم يقول: الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، سبحانك إني ظلمت نفسي، فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ) رواه أبو داود ثم يقول: ( اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا ، واطْوِ عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر ، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وَعْثَاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب، في المال والأهل ) رواه مسلم ، وفي رواية الإمام أحمد : ( اللهم اقبض لنا الأرض ، وهوّن علينا السفر ) ، وله أن ينوّع في الدعاء فيقول : ( اللهم اصحبنا في سفرنا ، واخلفنا في أهلنا ، اللهم أني أعوذ بك من الحور بعد الكور ، ودعوة المظلوم ، ومن سوء المنظر في الأهل والمال ) رواه الترمذي ، والمقصود بالحور بعد الكور : فساد الأمور بعد صلاحها .
ومما ورد عن النبي – صلى الله عليه وسلم - من الأذكار أثناء المسير التكبير عند الصعود والتسبيح عند الهبوط ، ففي حديث جابر الطويل في صفة حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال: ( كنا إذا صعدنا كبرنا، وإذا نزلنا سبحنا ) رواه البخاري ، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " كان إذا قفل – أي : رجع - من غزو أو حج أو عمرة ، يكبر على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات" رواه البخاري ، وكان عليه الصلاة والسلام يوصي بذلك ، كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال : " يا رسول الله ، إني أريد أن أسافر فأوصني " ، فقال له : ( عليك بتقوى الله ، والتكبير على كل شرف ) .
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل قرية أو شارف على دخولها، قال:- ( اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما ذرين، فإنا نسألك خير هذه القرية، وخير أهلها، ونعوذ بك من شرها، وشر أهلها، وشر ما فيها ) رواه النسائي .
ومن سنن النبي – صلى الله عليه وسلم – الاستعاذة عند النزول في أرضٍ من شرّ ما فيها من المخلوقات الضارّة ، فكان يقول : ( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ) رواه مسلم .
وفي وقت السحر كان النبي - صلى الله عليه وسلم – يقول : ( سمع سامع بحمد الله ، وحسن بلائه علينا ، ربنا صاحبنا وأفضل علينا ، عائذا بالله من النار ) رواه مسلم ، ومعنى الدعاء : شهد الناس على حمدنا لله تعالى على نعمه وأفضاله وحسن بلائه ، اللهم صاحبنا في السفر ، وأجزل علينا نعمك ، واحفظنا من كل سوء ، وأعذنا من النار .
فإذا عاد المسافر إلى وطنه ، ورجع إلى أهله، دعا بنحو ما دعا به عند خروجه ، ويزيد عليه قوله : ( آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون ) رواه البخاري .
ومن الهدي النبوي الدعاء للمسافرين عند وداعهم ، والوصية بتقوى الله عزوجل ، كما ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه كان يدعو للمسافر بقوله : ( أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك ) رواه الترمذي ، ودعا عليه الصلاة والسلام لأحدهم فقال : ( اللهم اطو له الأرض ، وهوّن عليه السفر ) رواه الترمذي ، وجاء إليه رجل فقال : يا رسول الله ، إني أريد سفرا فزودني ، فقال له : ( زوّدك الله التقوى ، وغفر ذنبك ، ويسر لك الخير حيثما كنت ) رواه الترمذي .
وإذا كان السفر قطعة من العذاب -كما صحّّ بذلك الحديث – فقد جاءت الشريعة بالتخفيف في الأحكام والترخيص في العبادات ، من ذلك قصر الصلاة الرباعية ركعتين والجمع بين الصلاتين ، والفطر إذا شق الصوم، والمسح على الخفين مدة ثلاث أيام بلياليهن ، ولم يحفظ عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه صلّى في أسفاره السنن الرواتب، إلا سنة الفجر والوتر، فإنه لم يكن يدعهما في حضر ولا سفر.
ومن جملة التخفيفات التي حفلت بها السنّة : إباحة الصلاة على الراحلة للمسافر في النفل دون الفريضة ، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : " كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي في السفر على راحلته حيث توجهت به ، يومئ إيماء ، صلاة الليل إلا الفرائض ، ويوتر على راحلته " رواه البخاري .
وبيّن – صلى الله عليه وسلم – أن المسافر يُكتب له أجر ما كان يعمله من عملٍ صالح في حال إقامته ، ، فضلاً من الله ونعمة ، فقال – صلى الله عليه وسلم - : ( إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا ) رواه البخاري .
كما حرص النبي – صلى الله عليه وسلم – على تطبيق مبدأ التكافل في أسفاره ، فكان الناس يتعاقبون في غزواته على ركوب الرواحل عند قلّتها ، كما حصل في غزوة تبوك وغيرها ، وحثّ الموسرين على الإيثار بما فضل من زادهم ومركوبهم ، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : " بينما نحن في سفر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ جاء رجل على راحلة له ، فجعل يصرف بصره يميناً وشمالاً ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ، ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له ) ، فذكر من أصناف المال ما ذكر ، حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل " رواه مسلم .
وأرشد النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى إعطاء الراحلة نصيبها من الراحة والغذاء خصوصاً في مواسم الخصب ، حتى تتمكّن من متابعة السير ، كما نهى عن النزول في وسط الطريق فقال : ( إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من الأرض ، وإذا سافرتم في السنة -أيام القحط - فأسرعوا عليها السير ، وإذا عرستم بالليل – أي نزلتم في الليل منزلاً - فاجتنبوا الطريق ؛ فإنها مأوى الهوام بالليل ) رواه مسلم .
وجاء النهي أيضاً عن المرور على المواضع التي نزل فيها العذاب إلا أن يكون ذلك على سبيل الاتعاظ والاعتبار ، فعندما مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بحجر ثمود قال لأصحابه : ( لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم ؛ أن يصيبكم ما أصابهم ، إلا أن تكونوا باكين ) ثم قنّع رأسه – أي غطّاه - وأسرع السير حتى أجاز الوادي ، متفق عليه .
وإذا نظرنها إلى أسفار النبي – صلى الله عليه وسلم – وجدنا أنها تتعلق بأحد أربعة أسباب : السفر للهجرة، والسفر للجهاد، والسفر للعمرة والسفر للحج ، وأحياناً كان يسافر مصطحباً إحدى زوجاته ، وكان عليه الصلاة والسلام يختار من ترافقه بالقرعة كما تقول عائشة رضي الله عنها : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه " متفق عليه .
وقد ترك النبي – صلى الله عليه وسلم – مساحةً للترويح عن النفس باللهو البريء والحداء الجميل ليستعين الناس بذلك على عناء السفر ، فجاء عنه مسابقته لعائشة رضي الله عنه في إحدى أسفاره ، وسمح لغلام له يقال عنه أنجشة بالحداء وذكر الأشعار .
وعند عودة النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى دياره كان يبتديء بزيارة المسجد والصلاة فيه ، ثم يتلقّاه الناس بالغلمان حتى يحضنهم ويقبّلهم ، ويذكر عبد الله بن جعفر رضي الله عنه أحد تلك المواقف فيقول : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قدم من سفر تُلُقِّيَ بصبيان أهل بيته ، وإنه قدم من سفر فسُبِق بي إليه ، فحملني بين يديه ، ثم جيء بأحد ابني فاطمة فأردفه خلفه ، فأدخلنا المدينة ثلاثةً على دابة " رواه مسلم .
وقد نهى – صلى الله عليه وسلم- عن أمورٍ في السفر، مثل اصطحاب الكلب والجرس ، وفي هذا جاء قوله عليه الصلاة والسلام : ( لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب ولا جرس ) رواه مسلم .
ومما نهى عنه عليه الصلاة والسلام سفر المرأة بدون محرم، لما يترتب عليه من حصول الفتنة والأذية لها، فقد قال – صلى الله عليه وسلم: ( لا تسافر امرأة إلا ومعها محرم ) رواه البخاري .
كذلك نهى – صلى الله عليه وسلم – أن يأتي المسافر أهله ليلاً، ففي الحديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:- ( إذا طال أحدكم الغيبة ، فلا يطرق أهله ليلاً ) رواه البخاري ، وعنه أيضاً أنه قال: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلاً يتخونهم أو يطلب عثراتهم ) رواه البخاري ، وبالمقابل فقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم – المسافر أن يتعجّل في العودة إلى أهله بعد قضاء حاجته من السفر فقال : (.. فإذا قضى نهمته فليعجل إلى أهله ) متفق عليه.
فصلوات الله على من كان الخير في حله وترحاله ، وإقامته وسفره ، فكان للحق نبراساً ، وللفضائل تاجاً .​
 
2 hrs
الاحباب فى كل مواقع التواصل ما زلنا بكم ومعكم نتواصل من مسجد الوم رووك بيرمنجهام والشيخ عبدالجليل اليوم الخميس 23 رجب 1438 هجرية الموافق 20 ابريل 2017م وحديث اليوم عن ( إذا رايتم الرجل يتعهد المساجد فأشهدوا له بالايمان وقد نقلت لكم الحديث بكل ما ورد فيه من تخريج ومن سند وحكم فالى الحديث :
حديث : ( إذا رأيتم الرجل يتعاهد المسجد فاشهدوا له بالإيمان ) لا يصح
السؤال: ما صحة هذا الحديث : ( من رأيتموه يرتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان ) ؟
الجواب:
الحمد لله
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَتَعَاهَدُ الْمَسْجِدَ فَاشْهَدُوا لَهُ بِالإِيمَانِ ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : ( إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ ) الآيَةَ ) رواه الترمذي (2617) ، وأحمد في مسنده (27325) ، وغيرهما ، جميعهم من طريق دراج أبي السمح ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد به .
وهذا إسناد ضعيف ، علَّتُه : دراج بن سمعان أبو السمح القرشي : قال الدارقطني : ضعيف . وخص الإمام أحمد وأبو داود تضعيفه في الأحاديث التي يرويها عن أبي الهيثم ، كما في هذا الحديث . انظر "تهذيب التهذيب" (3/209) .
ولذلك قال الترمذي عقب روايته الحديث : غريب حسن ، وقال في الموضع الثاني : حسن غريب .
وقال العلامة علاء الدين مغلطاي : " هذا حديث ضعيف الإسناد " انتهى .
"شرح سنن ابن ماجه" (1/1345) .
ولما صحح الحاكم الحديث في "المستدرك" تعقبه الذهبي بقوله : " دراج كثير المناكير " انتهى .
قال الشيخ الألباني رحمه الله :
" ليس بصحيح ولا حسن الإسناد ؛ لأنه من طريق دراج أبي السمح عن أي الهيثم عن أبي سعيد ، ودراج هذا قال الحافظ في " التقريب " : " صدوق في حديثه عن أبي الهيثم ضعف "
ولذلك تعقب الذهبيُّ الحاكمَ بقوله : " قلت : درَّاج كثير المناكير " " انتهى .
"تمام المنة" (ص/291) .
وجاء تضعيفه أيضا في فتوى للجنة الدائمة (4/444) ، وضعفه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "شرح رياض الصالحين" ، وسبق نشر ذلك في موقعنا في جواب السؤال رقم : (34593) ، وقد أشار الحافظ ابن رجب إلى أن متن الحديث فيه ما ينكر أيضا ، لأنه لا يشهد لأحد بالإيمان ، وإنما يشهد بالإسلام ، لأن الإسلام وصف الظاهر ، وأما الإيمان فهو وصف الباطن .
كما في حديث سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَعْطَى رَهْطًا وَسَعْدٌ جَالِسٌ ، فَتَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً هُوَ أَعْجَبُهُمْ إِلَيَّ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! مَا لَكَ عَنْ فُلاَنٍ ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَرَاهُ مُؤْمِنًا . فَقَالَ : أَوْ مُسْلِمًا فَسَكَتُّ قَلِيلاً ، ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَعْلَمُ مِنْهُ ، فَعُدْتُ لِمَقَالَتِي ، فَقُلْتُ : مَا لَكَ عَنْ فُلاَنٍ ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَرَاهُ مُؤْمِنًا . فَقَالَ : أَوْ مُسْلِمًا . ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَعْلَمُ مِنْهُ ، فَعُدْتُ لِمَقَالَتِي ، وَعَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ : يَا سَعْدُ ! ، إِنِّي لأُعْطِي الرَّجُلَ وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ خَشْيَةَ أَنْ يَكُبَّهُ اللَّهُ فِي النَّارِ ) رواه البخاري (27) ومسلم (150) .
يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله :
" والظاهر - والله أعلم - أن النبي صلى الله عليه وسلم زجر سعدا عن الشهادة بالإيمان ؛ لأن الإيمان باطن في القلب ، لا اطلاع للعبد عليه ، فالشهادة به شهادة على ظن ، فلا ينبغي الجزم بذلك ، كما قال : " إن كنت مادحا لا محالة فقل : أحسب فلانا كذا ، ولا أزكي على الله أحدا " .
وأمره أن يشهد بالإسلام لأنه أمر مطلع عليه ، كما في " المسند " عن أنس مرفوعا : " الإسلام علانية ، والإيمان في القلب ". – قال الشيخ الألباني : منكر . "السلسلة الضعيفة" (6906) -
ولهذا كره أكثر السلف أن يطلق الإنسان على نفسه أنه مؤمن ، وقالوا : هو صفة مدح ، وتزكية للنفس بما غاب من أعمالها ، وإنما يشهد لنفسه بالإسلام لظهوره .
فأما حديث : ( إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان ) : فقد خرجه أحمد ، والترمذي ، وابن ماجه ، من حديث دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد مرفوعا . وقال أحمد : هو حديث منكر ، و دراج له مناكير " انتهى .
"فتح الباري" (1/122)​
 
أحمد الله كثيرا ان وفقنى خلال ثلاثة ايام واليوم الجمعة 24 رجب 1438 هجرية الموافق 21 ابريل 2017م ان اكون معكم متواصلاً وغير متكاسلاً ، ناقلاً للحديث اليومى بعد صلاة الفجر من مسجد الووم رووك بيرمنجهام من الشيخ الجليل الباكستانى عبدالجليل ، وقد اعتاد ان يصلى بنا منذ ان وطأت اقدامى هذا لمسجد فى يونيو 2009م ان يصلى بنا فى الفجر يوم الجمعة بسورة الجمعة فى ركعتى الفجر ، والامر الثانى ان يتحفنا بحديث من الاحاديث الرائعة وقد اختار لنا اليوم حديث من نقصت صدقه من مال فإلى الحديث وشرحه :
بسم الله الرحمن الرحيم
شرح رياض الصالحين
شرح حديث أبي هُريرة -رضيَ اللهُ عنه- "مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ" وحديث أَبي كَبشَةَ الأَنمَاريِّ -رضي الله عنه- "ثَلاثَةٌ أُقْسِمُ عَلَيهِنَّ وَأُحَدِّثُكُم حَدِيثاً فَاحْفَظُوهُ"
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
ففي باب الكرم والجود والإنفاق في وجوه الخير أورد المصنف -رحمه الله- حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزًّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله -عز وجل)([1])، هذه أمور ثلاث محكمات وهي جاءت بهذه الصيغة التي تدل على العموم في الأحوال كلها والأشخاص والأزمنة والأمكنة (ما نقصت صدقة من مال)، يعني: قط، أيًّا كانت هذه الصدقة كبيرة أو صغيرة (ما نقصت صدقة من مال)، وأهل العلم حينما يتحدثون على معنى هذا الحديث منهم من يقول: (ما نقصت صدقة من مال)، بمعنى أنه يُبارَك في هذا المال بسبب هذه الصدقة والعبرة بالبركة، فالمال قد يكون كثيرٌ عدده ولكن حينما ترفع بركته لا يبقى منه شيء، ولا ينتفع الإنسان به، ويضمحل من بين يديه ولا يشعر كيف ذهب، فبعضهم قال: يُبارَك فيه، ويحتمل أن يكون أن الله -عز وجل- يعوضه بدلاً من هذا المال الذي أنفقه، يفتح له أبواباً من الرزق كما جاء في الحديث الذي سبق: (اللهم أعطِ منفقاً خلفًا)، فهذا الخلف يكون في الدنيا ويكون في الآخرة.
ومن أهل العلم من يقول: إن ذلك في الآخرة (ما نقصت صدقة من مال)، بمعنى أن الله -عز وجل- يجزيه على هذه الصدقة الأجر والثواب ورفعة الدرجات، وقد كان بعض السلف إذا رأى السائل -يعني: الفقير المحتاج-، قال: مرحباً بمن ينقل أموالنا من دار الدنيا إلى دار الآخرة، بمعنى أن هذا الذي تعطيه لهذا السائل هو ينتقل من مالك في دنياك إلى آخرتك، هذه هي الحقيقة.
والجملة الثانية وهي قوله: (وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزًّا)، وهذا على خلاف ما يتوهمه كثير من الناس أن العفو قد يورثه ضعفاً ومهانة ومذلة فيجترئ عليه الناس، ولكن الواقع خلاف هذا، وهذا العز المذكور في هذا الحديث هو عز في الدنيا، بمعنى أن هذا الإنسان يرتفع بالعفو، والإنسان حينما ينتقم لنفسه لاشك أنه يهبط في منزلته ومرتبته بحيث لا يرتقي ويعلو كما لو أنه عفا، لو وقف الإنسان مع كل من ظلمه وكل من اعتدى عليه وكل من أساء إليه فيريد أن يفاصل الناس في الحقوق ويقتص من هذا وينتقم من هذا ويأخذ حقه من هذا وما أشبه ذلك لا يفوّت شيئاً فإن مرتبته عند الناس ستكون ليست كما ينبغي، ليست في المرتبة العالية، أما الذي يعفو عن الناس فإنه يرتفع وتحبه القلوب ويكون له من العز ما لا يقادر قدره، ولذلك قال الله -عز وجل- لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ سورة آل عمران:159، ولا يمكن للإنسان أن يكون سيداً عزيزاً إلا إذا كان يعفو ويتسع صدره للناس، تصور لو كان النبي -صلى الله عليه وسلم- وحاشاه من ذلك لو كان يريد أن ينتقم من كل أحد أساء إليه، وأخطأ فيه، هذا أمر لا يمكن ولا يليق بمقامه -صلى الله عليه وسلم-، بل مقامه أعظم وأجل وأكبر من ذلك -صلوات ربي وسلامه عليه-، فهكذا من أراد أن يسمو بنفسه وأن يحلق عالياً فلا يقف مع إساءات الآخرين، وإنما يعفو ويصفح؛ ولهذا قال الله -عز وجل-: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ سورة الأعراف:199.
قال: (وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله -عز وجل)، تواضع لله بهذا القيد، والتواضع هو التطامن في النفس، ويظهر ذلك في الأفعال ولابد، فلا يرى لنفسه فضلاً على الناس، فهذا مبتدؤه من القلب ثم بعد ذلك يظهر في أعمال العبد وسلوكه وما أشبه ذلك، لكن يكون ذلك لله، فإن هذا القيد لابد منه؛ لأن الإنسان قد يتواضع ذلة ومهانة؛ لأنه ضعيف أصلاً، وقد يتواضع الإنسان رياء وتصنعاً وسمعة فهو يعلم أن التواضع صفة كمال للإنسان فيُظهر التواضع أمام الآخرين، والواقع أن نفسه الأسد -كما قيل- يربض بين جوانحها، فهي نفس متوثبة تطلب العلو والرفعة ولكنه يفعل ذلك من أجل أن يسمو ويرتفع في نفوس الناس فهو يفعله أمامهم، لكن لو أنه خلا فإنه قد يعامل خدمه في البيت أو العمال الذين عنده أو نحو ذلك يسومهم الخسف والذل ويحتقرهم، ولا يمكن أن يأكل معهم ويجلس معهم، وهكذا بالنسبة للمرأة تتنزه وتترفع أن تأكل مع الخادمة، أو تدعو الخادمة، لا، الخادمة يوضع لها شيء من الطعام ولربما البقايا وهكذا كثير عليها في نظر لربما بعض الناس، والسائق حينما يأتي ويوصله إلى مناسبة ونحو ذلك يجلس في الشارع في الشمس من بعد صلاة الظهر إلى العصر لا يأكل ولا يشرب ولا يستريح، أمّا أن يقال له: ادخل وكل معنا فهذا أمر للأسف قليل أو نادر، هذا هو التواضع الحقيقي أن يجلس الإنسان مع الضعيف والمسكين وذي الحاجة والفقير ويأكل مع هؤلاء، ويسلم على هؤلاء إلى آخره، يقول: (وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله).
ثم ذكر حديث أبي كبشة عمر بن سعد الأنماري -رضي الله عنه-، أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (ثلاثة أقسم عليهن وأحدثكم حديثاً فاحفظوه، وذكر هذا قال:ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظُلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عزًّا)([2])، معناها كما قال العز بن عبد السلام -رحمه الله-: إنه ما يضيع شيء، لاحظ (ولا ظُلم عبد مظلمة)، "مظلمة" نكرة في سياق النفي، نحن نأتي بهذه الأشياء على أساس بعض الإخوان ما تشكل عليه هذه العبارات، لكن هذا للعموم، أيّ مظلمة صغيرة في مال أو نفس أو عرض فصبر عليها إلا زاده الله عزًّا، لا يليق بالإنسان أن يجعل من نفسه مشاكساً لعباد الله، ويريد أن لا يفوت مظلمة ويذهب إلى هذا ويضرب هذا وينتقم من هذا ويزجر، هذا ما يليق، (ولا فتح عبد باب مسألة)، يعني: يسأل الناس (إلا فتح الله عليه باب فقر)، -نسأل الله العافية-، ولهذا هؤلاء الذين يسألون الناس هل يحصل لهم الغنى ويغتنون؟ لا، بل يبقى -نسأل الله العافية- من مسغبة إلى مسغبة، (أو كلمة نحوها).
قال: (وأحدثكم حديثاً فاحفظوه قال: إنما الدنيا لأربعة نفر)، يعني: الناس في هذه الدنيا أربعة، على أربعة أحوال، على أربع صفات: الأولى: (عبد رزقه الله مالاً وعلماً)، علماً ليس المقصود أنه يكون عالماً، لا، علماً يعني بالأمور وبصراً فيما ينبغي أن يكون فيه التدبير وبذل المال وما لله -عز وجل- من حق، قال: (فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقًّا، فهذا بأفضل المنازل)، عنده مال وعنده نظر صحيح هداه الله -عز وجل- إلى الطريق الصحيح في التصرف في هذا المال، وهو ينفقه في وجوهه فهذا في أعلى المنازل، (وعبد رزقه الله علماً ولم يرزقه مالاً فهو صادق النية يقول: لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء)، يقول: لو كان عندي مثل فلان كنت فعلت مثله بنيت مساجد، وضعت أوقافًا، وتصدقت وفطّرت الصائمين، وحججت واعتمرت، وبذلت ذلك في وجوه الخير، الثالث: (وعبد رزقه الله مالاً ولم يرزقه علماً)، هذا إنسان سيئ في عمله وفي تصرفاته وفي بذله للمال قال: (ولم يرزقه علماً فهو يخبط في ماله بغير علم)، يخبط يعني: يتصرف فيه على غير اهتداء، (لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم لله فيه حقًّا، فهذا بأخبث المنازل)، أُعطي مالا لكنه -نسأل الله العافية- لم يُعطَ هداية وعلماً.
قال: (وعبد لم يرزقه الله مالاً ولا علماً فهو يقول: لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان، فهو بنيته فوزرهما سواء)، لاحظوا هذا ما عمل لكن يتمنى يقول: لو أن عندي مثل مال فلان كان كل أجازة أذهب وأسافر، كفلان يفعل ويفجر وما يترك شيئاً، فهذا مماثل له في الوزر مع أنه ما عمل، وهذا يدل على أهمية النية، وأن الإنسان قد يبلغ بها، وقد ينحط وينسحب، فإذا كان الإنسان لا يستطيع أن يبذل وأن يقدم فلا أقل من أن تكون نيته صالحة ينوي الخير دائماً ويتمناه، ويقول: لو كان عندي مثل فلان كنت فعلت كذا وفعلت كذا من وجوه الخير وما إلى ذلك من أجل أن يؤجر، ويحصل له ما يحصل لهؤلاء من الثواب والأجر، وهذا من لطف الله -عز وجل- بعباده.
هذا، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه.​
 

الاخوات الاخوان الحبان فى كل مكان متواصلين بحمد الله الرحمن وتوفيقه فى الحديث بعد صلاة الفجر من بيرمنجهام واليوم الخميس غره شعبان 1438 هجرية الموافق 27 ابريل وحديث اليوم الا ان سلعه الله غاليه الا ان سلعه الله هى الجنة فإلى الحديث وشرحه .
معنى حديث (من خاف أدلج)
الحديث رواه الترمذي بإسنادٍ حسن عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، إلا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة)، ومعنى من خاف يعني من خاف أن يدرك في الطريق وأن يلحقه قطاع الطريق أدلج في السير، يعني سار بالدجى بغاية النشاط والقوة حتى يقطع السير بسرعة وحتى يسلم من خطر قطاع الطريق، والدلجة السير في أول الليل، وقيل في آخره لأن السير في أول الليل وفي آخره يكون فيه نشاط وقوة على السير، وفي الحديث الآخر: (استعينوا بالغدوة والروحة وشيءٍ من الدلجة)، المعنى أن المؤمن يأخذ نصيبه من الطريق بقوة ونشاط وذلك بالجد في طاعة الله والحذر من معاصي الله، فمن خاف النار وخاف غضب الله جد في الطلب واستقام واستمر ولم يرجع القهقرى ولم يكسل بل يستمر في طاعة الله وترك معاصيه حتى يلقى ربه سبحانه وتعالى، كما أن الخائف في السفر يدلج في السير، يعني يجتهد في ليله ونهاره، يمشي في الليل والنهار في الأوقات المناسبة حتى يقطع السير وحتى يبتعد عن شر قطاع الطريق، ثم قال رسول الله : (ومن أدلج بلغ المنزل)، يعني من سار بالجد وصبر ونشاط، وصبر على تعب السير بلغ المنزل بإذن الله في وقتٍ أسرع ممن تساهل وتباطأ، ثم بين أن سلعة الله غالية، هي جديرة بأن يعمل المؤمن ويجتهد ويصبر ويواصل السير حتى يدرك هذه السلعة العظيمة وهي الجنة، وقد جعل الله جل وعلا ثمنها النفس، إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، فالنفس أغلى شيء عند الإنسان فاشتراها سبحانه بالجنة، فالجنة هي الثمن العظيم لمن جد واجتهد وصبر وصابر، فقد باع نفسه على الله وسلمها لله في جهادها في طاعته واستعمالها في مرضاته، وكفها عن محارمه يرجو أن يحصل له الثمن وهو الجنة، وهذا الثمن عند ملي وفي عظيم جواد كريم سبحانه وتعالى.​
 
الاحباب الكرام جمعة طيبة مباركة ما زلنا معكم نبادر ولم نغادر نعاود فى الحديث اليومى بعد صلاة الفجر من مسجد الوم رووك بيرمنجهام والشيخ عبدالجليل الباكستاتى وحديث اليوم الجمعة التاسع من شعبان 1438 هجرية الموافق الخامس من مايو 2017 م عن بادروا الى الاعمال الصالحه وليس المبادره للسكن فى الصالحه وهذا ايضا مطلوب ، هب انك فى منزل ايجار فى حى طرفى وسمعت ان هناك منزل فى الصالحه فى امدرمان صاحبه محتاج لسعره فورا الان ولكن لحوجته الماسه عرض سعر اقل بكثير من الاسعار المالوفه ، اكييد سوف تكون اول من شد الرحال وقهر المحال للوصول للمنال ، فكن بهذه الهمه فى عمل الصالحات تكسب منازل فى جنات مع الصالحين والشهداء ومع سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب الذى عندما جرف سيل مقابر الشهداء فى احد واردوا ان يغيروا المقابر ويعيدوا دفنها فقد انكشفت تماما وكان ذلك فى العام 1400 هجرية قبل 38 عام اتوا بلجنه من كبار علماء الاسلام بالعالم فذكر من كان فى مجموعه قبر حمزة بن عبدالمطلب سيد الشهداء ان جسمه كما هو وعندما حولناه نزف الدم من جسده الطاهر ورائحتة رائحة المسك .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين, أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
ماذا يعني النبي بقوله: بادروا بالأعمال ؟
أيها الأخوة المؤمنون, مع الحديث النبوي الشريف، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا: هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا, أَوْ غِنًى مُطْغِيًا, أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا, أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا, أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا, أَوْ الدَّجَّالَ؛ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ, أَوْ السَّاعَةَ؛ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ؟))
[أخرجه الترمذي في سننه]
هذا الحديث ورد في باب المبادرة إلى الخيرات، وفيه حثٌ على الإقبال على الله بالجد من غير تردد.
ومعنى كلمة: (بادروا), أي سابقوا، وربنا عزَّ وجل أشار إلى هذا المعنى في القرآن الكريم فقال:
?وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ?
[سورة آل عمران الآية: 133]
فإذا كنتَ في أزمة سكن حادة، وأنت بحاجة ماسة إلى بيت، وبلغك أن ثمة بيتًا في منطقة ممتازة، وسعره أقل من سعر أمثاله، والبيت فارغ، وجاهز للسكن، وثمن هذا البيت تملكه، ماذا تفعل؟ أغلب الظن أنك تذهب إلى المعني بالبيع في وقتٍ متأخرٍ من الليل، يقال لك: غداً، تقول: لا، لعل أحداً يسبقني إليه.
لو أنكم لاحظتم: كيف يتصرف الإنسان في أموره الدنيوية؟ وكيف يتسابق الناس إلى الخير، أو إلى ما يظنه خيراً؟ كيف يسابق الناس؟ كيف يسارع؟ كيف يحب أن يفوز؟ كيف يحب أن يتفوَّق في الدنيا؟ الشيء الذي فيه مغنم الناس يقبلون عليه.
النبي عليه الصلاة والسلام قال:
((بادروا بالأعمال...))
، كأن جوهر الحياة الدنيا العمل الصالح، والدليل: هؤلاء الذين يموتون على ماذا يندمون؟ قال تعالى:
?قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً?
[سورة المؤمنون الآية: 99-100]
فهذا الذي ندم عندما جاءه الموت، على ماذا يندم؟ على أنه فرَّط بالعمل الصالح، لذلك ربنا سبحانه وتعالى يقول:
?وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا?
[سورة الأنعام الآية: 132]
والعمل الصالح يرفعك, قال تعالى:
?فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً?
[سورة الكهف الآية: 110]
أنت وجدت في هذه الدنيا من أجل أن تعمل صالحاً، لمَ العمل الصالح؟ من أجل أن يكون هذا العمل الصالح صالحاً لقبولك عند الله عزَّ وجل، من أجل أن يكون هذا العمل الصالح سبباً في دخول الجنة، لذلك جاء في تفسير بعض الآيات:
?فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى?
[سورة الليل الآية: 5-7]
(اليسرى): هو العمل الصالح الذي هو ثمن الجنة، فالإنسان لو أنه في الحياة الدنيا كسب مالاً وفيراً، وحقق نجاحاً كبيراً، واعتلى أعلى الدرجات، وفاز بكل الملذات، وجاب مختلف الأقطار، وأكل أطيب الطعام، وسكن في أجمل البيوت، ولم يكن له عملٌ صالح فهو خاسر، فهو أشد الناس خسارةً, قال تعالى:
?قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً?
[سورة الكهف الآية: 103-104]
نبيٌ كريم حريصٌ علينا يقول:
((بادروا بالأعمال....))
أحدنا يسأل نفسه هذا السؤال: أنا ما عملي؟ ما عملي الصالح؟ ربِحْنا اليوم أرباحاً طائلة، هذه لك، وتناولنا طعاماً طيباً، هذا لك، لبست هذا الثوب الجيد، هذا لك، نريد ماذا فعلت ؟ ماذا قدَّمت؟ ما الذي قدَّمته للناس حتى يرضى الله عنك؟ لأن الله سبحانه وتعالى لا يحب العبد إلا إذا كان ذا نفعٍ عميم,
((الخلق عيال الله, وأحبهم إلى الله, أنفعهم لعياله))
فهذا أمرٌ نبوي، ولا تنسوا أن سيدنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يقول:
((ثلاثةٌ أنا فيهن رجل, وفيما سوى ذلك, فأنا واحدٌ من الناس: ما سمعت حديثاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا علمت أنه حقٌ من الله تعالى))
قال تعالى:
?وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى?
[سورة النجم الآية: 3]
هذا النبي العظيم الذي وصفه الله سبحانه وتعالى, قال تعالى:
?لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ?
[سورة التوبة الآية: 128]
يقول لك هذا النبي, الحريص عليك، الرؤوف الرحيم:​
 

الاحباب الكرام جميعا ما زلنا معكم فى الدرس اليومى بعد صلاة الفجر من بيرمنجهام وعندما يقدم الشيخ عبدالجليل حديث مكرر الجا الى البحث واقدم حديث اتمنى ان نستفيد منه .
اليوم الاربعاء 14 شعبان 1438 هجرية الموافق 10 مايو 2017م اخترنا لكم حديث التداوى بابوال والبان الابل فالى الحديث :
en
83423: فوائد شرب أبوال الإبل
أرجو من فضيلتكم تزويدي بالجواب العلمي - إن توصل العلم له - وذلك بشأن الحديث الصحيح عن شرب أبوال الإبل - عافاكم الله -.
تم النشر بتاريخ: 2006-03-28
الحمد لله
الحديث الذي أشار إليه السائل حديث صحيح ، وفيه أن قوماً جاءوا المدينة النبوية فمرضوا فأشار عليهم النبي صلى الله عليه وسلم بالشرب من ألبان الإبل وأبوالها ، فصحوا وسمنوا ، وفي القصة أنهم ارتدوا وقتلوا الراعي ، ثم أدركهم المسلمون وقتلوهم .
رواه البخاري ( 2855 ) ومسلم ( 1671 ) .
وأما عن فوائد أبوال وألبان الإبل الصحية فهي كثيرة ، وهي معلومة عند المتقدمين من أهل العلم بالطب ، وقد أثبتتها الأبحاث العلمية الحديثة .
قال ابن القيم رحمه الله :
قال صاحب القانون – أي : الطبيب ابن سينا - :
" وأنفع الأبوال : بول الجمل الأعرابي وهو النجيب " انتهى .
" زاد المعاد " ( 4 / 47 ، 48 ) .
وقد جاء في جريدة " الاتحاد " الإماراتية العدد 11172 ، الأحد 6 محرم 1427 هـ ، 5 فبراير 2006 م :
" أهم ما تربى الإبل من أجله أيضا حليبها ، وله تأثير ( فعَّال ) في علاج كثير من الأمراض ، ومنها ( التهابات الكبد الوبائية ، والجهاز الهضمي بشكل عام وأنواع من السرطان وأمراض أخرى " •
وقد جاء في بحث قامت به الدكتورة " أحلام العوضي " نشر في مجلة " الدعوة " في عددها 1938 ، 25 صفر 1425هـ 15 أبريل 2004 م ، حول الأمراض التي يمكن علاجها بحليب الإبل ، وذلك من واقع التجربة : أن هناك فوائد جمة لحليب الإبل ، وهنا بعض ما جاء في بحث الدكتورة " أحلام " :
" أبوال الإبل ناجعة في علاج الأمراض الجلدية كالسعفة - التينيا- ، والدمامل ، والجروح التي تظهر في جسم الإنسان وشعره ، والقروح اليابسة والرطبة ، ولأبوال الإبل فائدة ثابتة في إطالة الشعر ولمعانه وتكثيفه ، كما يزيل القشرة من الرأس ، وأيضا لألبانها علاج ناجع لمرض الكبد الوبائي ، حتى لو وصل إلى المراحل المتأخرة والتي يعجز الطب عن علاجها "
انتهى
وجاء في صحيفة " الجزيرة السعودية " العدد 10132 ، الأحد ، ربيع الأول 1421 ، نقلاً عن كتاب " الإبل أسرار وإعجاز " تأليف : ضرمان بن عبد العزيز آل ضرمان ، وسند بن مطلق السبيعي ، ما يأتي :
" أما أبوال الإبل فقد أشار الكتاب إلى أن لها استعمالات متعددة مفيدة للإنسان دلت على ذلك النصوص النبوية الشريفة ، وأكَّدها العلم الحديث ، ... وقد أثبتت التجارب العلمية بأن بول الإبل له تأثير قاتل على الميكروبات المسببة لكثير من الأمراض .
ومن استعمالات أبوال الإبل : أن بعض النساء يستخدمنها في غسل شعورهن لإطالتها وإكسابها الشقرة واللمعان ، كما أن بول الإبل ناجع في علاج ورم الكبد وبعض الأمراض ، مثل الدمامل ، والجروح التي تظهر في الجسم ، ووجع الأسنان وغسل العيون " انتهى .
وقال الأستاذ الدكتور عبد الفتاح محمود إدريس :
وأبيِّن في هذا الصدد ما ينفع بول الإبل في علاجه من الأمراض ، قال ابن سينا في " قانونه " : ( أنفع الأبوال بول الجمل الأعرابي وهو " النجيب " ) ، وبول الإبل يفيد في علاج مرض " الحزاز " – الحزاز : قيل : إنه وجع في القلب من غيظ ونحوه - ، وقد استخدمت أبوال الإبل وخاصة بول الناقة البكر كمادة مطهرة لغسل الجروح ، والقروح ، ولنمو الشعر ، وتقويته ، وتكاثره ، ومنع تساقطه ، وكذا لمعالجة مرض القرع ، والقشرة ، وفي رسالة الماجستير المقدمة من مهندس تكنولوجيا الكيمياء التطبيقية " محمد أوهاج محمد " ، التي أجيزت من قسم الكيمياء التطبيقية بجامعة " الجزيرة " بالسودان ، واعتمدت من عمادة الشئون العلمية والدراسات العليا بالجامعة في نوفمبر 1998م بعنوان : ( دراسة في المكونات الكيميائية وبعض الاستخدامات الطبية لبول الإبل العربية ) ، يقول محمد أوهاج :
إن التحاليل المخبرية تدل على أن بول الجمل يحتوي على تركيز عالٍ من : البوتاسيوم ، والبولينا ، والبروتينات الزلالية ، والأزمولارتي ، وكميات قليلة من حامض اليوريك ، والصوديوم ، والكرياتين .
وأوضح في هذا البحث أن ما دعاه إلى تقصي خصائص بول الإبل العلاجية هو ما رآه من سلوك بعض أفراد قبيلة يشربون هذا البول حينما يصابون باضطرابات هضمية ، واستعان ببعض الأطباء لدراسة بول الإبل ؛ حيث أتوا بمجموعة من المرضى ووصفوا لهم هذا البول لمدة شهرين ، فصحت أبدانهم مما كانوا يعانون منه ، وهذا يثبت فائدة بول الإبل في علاج بعض أمراض الجهاز الهضمي .
كما أثبت أن لهذا البول فائدة في منع تساقط الشعر ، ويقول :
إن بول الإبل يعمل كمدر بطيء مقارنة بمادة " الفيروسمايد " ، ولكن لا يخل بملح البوتاسيوم والأملاح الأخرى التي تؤثر فيها المدرات الأخرى ، إذ إن بول الإبل يحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم والبروتينات ، كما أنه أثبت فعالية ضد بعض أنواع البكتيريا والفيروسات ، وقد تحسن حال خمس وعشرين مريضاً استخدموا بول الإبل من الاستسقاء ، مع عدم اضطراب نسبة البوتاسيوم ، واثنان منهم شفوا من آلام الكبد ، وتحسنت وظيفة الكبد إلى معدلها الطبيعي ، كما تحسن الشكل النسيجي للكبد ، ومن الأدوية التي تستخدم في علاج الجلطة الدموية مجموعة تسمى FIBRINOLTICS ، تقوم آلية عمل هذه المجموعة على تحويل مادة في الجسم من صورتها غير النشطة PLASMINOGEN إلى الصورة النشطة PLASMIN، وذلك من أجل أن تتحلل المادة المسببة للتجلط FIBRIN أحد أعضاء هذه المجموعة هو UROKINASE الذي يستخرج من خلايا الكلى أو من البول كما يدل الاسم (12 ) (URO) .
وقد كشف عميد كلية المختبرات الطبية بجامعة الجزيرة السودانية البروفسير " أحمد عبد الله أحمداني " عن تجربة علمية باستخدام بول الإبل لعلاج أمراض الاستسقاء وأورام الكبد ، فأثبتت نجاحها لعلاج المرضى المصابين بتلك الأمراض ، وقال في ندوة نظمتها جامعة " الجزيرة " :
إن التجربة بدأت بإعطاء كل مريض يوميّاً جرعة محسوبة من بول الإبل مخلوطاً بلبنها حتى يكون مستساغاً ، وبعد خمسة عشر يوماً من بداية التجربة انخفضت بطون أفراد العينة وعادت لوضعها الطبيعي ، وشفوا تماماً من الاستسقاء .
وذكر أنه جرى تشخيص لأكباد المرضى قبل بداية الدراسة بالموجات الصوتية ، وتم اكتشاف أن كبد خمسة عشر مريضاً من خمس وعشرين في حالة تشمع ، وبعضهم كان مصاباً بتليف الكبد بسبب مرض البلهارسيا ، وقد استجاب جميع المرضى للعلاج باستخدام بول الإبل ، وبعض أفراد العينة من المرضى استمروا برغبتهم في شرب جرعات بول الإبل يوميّاً لمدة شهرين آخرين ، وبعد نهاية تلك الفترة أثبت التشخيص شفاءهم جميعاً من تليف الكبد ، وقال :
إن بول الإبل يحتوي على كمية كبيرة من البوتاسيوم ، كما يحتوي على زلال ومغنسيوم ، إذ إن الإبل لا تشرب في فصل الصيف سوى أربع مرات فقط ومرة واحدة في الشتاء ، وهذا يجعلها تحتفظ بالماء في جسمها لاحتفاظه بمادة الصوديوم ، إذ إن الصوديوم يجعلها لا تدر البول كثيراً ؛ لأنه يرجع الماء إلى الجسم .
وأوضح أن مرض الاستسقاء ينتج عن نقص في الزلال ، أو في البوتاسيوم ، وبول الإبل غني بهما .
وأشار إلى أن أفضل أنواع الإبل التي يمكن استخدام بولها في العلاج هي الإبل البكرية .
وقد أشرفت الدكتورة " أحلام العوضي " المتخصصة في الميكروبيولوجيا بالمملكة العربية السعودية على بعض الرسائل العلمية امتداداً لاكتشافاتها في مجال التداوي بأبوال الإبل ، ومنها رسالتا " عواطف الجديبي " ، و " منال القطان " ، ومن خلال إشرافها على رسالة الباحثة " منال القطان " نجحت في تأكيد فعالية مستحضر تم إعداده من بول الإبل ، وهو أول مضاد حيوي يصنع بهذه الطريقة على مستوى العالم ، ومن مزايا المستحضر كما تقول الدكتورة أحلام :
إنه غير مكلف ، ويسهل تصنيعه ، ويعالج الأمراض الجلدية : كالإكزيما ، والحساسية ، والجروح ، والحروق ، وحب الشباب ، وإصابات الأظافر ، والسرطان ، والتهاب الكبد الوبائي ، وحالات الاستسقاء ، بلا أضرار جانبية ، وقالت :
إن بول الإبل يحتوي على عدد من العوامل العلاجية كمضادات حيوية ( البكتيريا المتواجدة به والملوحة واليوريا ) ، فالإبل تحتوي على جهاز مناعي مهيأ بقدرة عالية على محاربة الفطريات والبكتريا والفيروسات ، وذلك عن طريق احتوائه على أجسام مضادة ، كما يستخدم في علاج الجلطة الدموية ، ويستخرج منه FIBRINOLYTICS ، والعلاج من الاستسقاء ( الذي ينتج عن نقص في الزلال أو البوتاسيوم ، حيث إن بول الإبل غني بهما ) ، كما أن في بول الإبل علاجاً لأوجاع البطن وخاصة المعدة والأمعاء ، وأمراض الربو وضيق التنفس ، وانخفاض نسبة السكر في المرضى بدرجة ملحوظة ، وعلاج الضعف الجنسي ، ويساعد على تنمية العظام عند الأطفال ، ويقوي عضلة القلب ، ويستخدم كمادة مطهرة لغسل الجروح والقروح ، وخاصة بول الناقة البكر ، ولنمو الشعر وتقويته وتكاثره ومنع تساقطه ، ولمعالجة مرض القرع والقشرة ، كما يستخدم بول الإبل في مكافحة الأمراض بسلالات بكتيرية معزولة منه ، وقد عولجت به فتاة كانت تعاني من التهاب خلف الأذن يصاحبه صديد وسوائل تصب منها ، مع وجود شقوق وجروح مؤلمة ، كما عولجت به فتاة لم تكن تستطيع فرد أصابع كفيها بسبب كثرة التشققات والجروح ، وكان وجهها يميل إلى السواد من شدة البثور ، وتقول الدكتورة أحلام :
إن أبوال الإبل تستخدم أيضاً في علاج الجهاز الهضمي ، ومعالجة بعض حالات السرطان ، وأشارت إلى أن الأبحاث التي أجرتها هي على أبوال الإبل أثبتت فاعليتها في القضاء على الأحياء الدقيقة كالفطريات والخمائر والبكتريا .
وأجرت الدكتورة " رحمة العلياني " من المملكة العربية السعودية أيضاً تجارب على أرانب مصابة ببكتريا القولون ، حيث تم معالجة كل مجموعة من الأرانب المصابة بداوء مختلف ، بما في ذلك بول الإبل ، وقد لوحظ تراجع حالة الأرانب المصابة التي استخدم في علاجها الأدوية الأخرى باستثناء بول الإبل الذي حقق تحسناً واضحاً .
" مجلة الجندي المسلم " العدد 118 ، 20 ذو القعدة 1425 هـ ، 1 / 1 / 2005 م .
وقد دعانا الله تعالى إلى التأمل في خلق الإبل بقوله : ( أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإبل كَيْفَ خُلِقَتْ ) الغاشية/17 ، وهذا التأمل ليس قاصراً على شكل الجمل الظاهري ، بل ولا أجهزة جسمه الداخلية ، بل يشمل أيضاً ما نحن بصدد الكلام عنه ، وهو فوائد أبوال وألبان الإبل . ولا تزال الأبحاث العلمية الحديثة تبين لنا كثيراً من عجائب هذا المخلوق .
والله تعالى أعلم .​
 

السلام علييكم الاحباب فى كل مكان ما زلنا معكم نتواصل ونبارك لكم قدوم شهر رمضان شهر القيام والصيام وزياده الدرجات والاكثار من الدعوات .
اختار لنا الشيخ عبدالجليل الباكستانى من مسجد الوم رووك بيرمنجهام اليوم الجمعة 30 شعبان 1438 هجرية الموافق 26 مايو 2017 م حديث من جوامع الكلم التى تميز بها خاتم الرسل والانبياء محمد بن عبدالله ( قل آمنت بالله ثم استقم ) .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الإخوة الأكارم: في كتاب رياض الصالحين عقد الإمام النووي رحمه الله تعالى في الباب الثامن باب الاستقامة، عقد فصلاً ضمنه بعض الأحاديث في مقدمة هذه الأحاديث، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْ لِي فِي الْإِسْلَامِ قَوْلًا لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ، قَالَ:
((قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ فَاسْتَقِمْ))
[ مسلم، أحمد ]
نصيحة جامعة مانعة، حقيقة أساسية، الإسلام كله ضغطه النبي صلى الله عليه وسلم في كلمتين، الإسلام كله:
((قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ فَاسْتَقِمْ))
الإسلام عقيدة وسلوك، إن صحت العقيدة صح السلوك، وإنْ فسدت فسد السلوك، وإن اختلت اختل السلوك، أي عقيدة مغلوطة تعتقدها لا بد - ودققوا في كلمة لابد - لابد من أن تظهر على سلوكك انحرافاً، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول:
((قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ فَاسْتَقِمْ))
السؤال: ما السر الذي جعل الإسلام ينتشر في الآفاق، وراية المسلمين رفرفت في أقاصي الصين، وفي تخوم أوربة إلى فينا، إلى مشارف باريس، إلى شمال إفريقيا، ما هذا السبب، لماذا انتشر الإسلام، لماذا أصبح رعاة الغنم قادةً للأمم، رعاة الغنم أصبحوا قادة للأمم ؟ لأنهم فهموا الإسلام كلمتين لا كلمة واحدة، فهموا الإسلام إيمانًا واستقامة،
((قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ فَاسْتَقِمْ))
لذلك لا أستطيع أن أرى شيئاً أدعى إلى انتشار الإسلام وتركيز دعائمه وترسيخ مفاهيمه وتعزيز قيمه وتمكينه في النفوس كأن نرى مثلاً أعلى، دعنا من أن تقول: قال زيد، أو قال عبيد، موقف صادق أفضل من ألف محاضرة في الصدق، موقف فيه ورع أفضل من ألف محاضرة في الورع، ما الذي جعل الأجداد الأسلاف رحمهم الله تعالى يتفوقون ؟ لأنهم طبقوا هذا الحديث، الإسلام قول وعمل، عقيدة وسلوك، إيمان واستقامة.
يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْ لِي فِي الْإِسْلَامِ قَوْلًا لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ، قَالَ:
((قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ فَاسْتَقِمْ))
هل آمنت بالله الإيمان الذي أراده الله ؟ نحن دائماً عندنا - كما قلت لكم من قبل - مثل دقيق، ميزان، إذا شبهنا الشهوات التي أودعها الله في الإنسان بوزن خمسة كيلو وضعت في كفة، الآن القناعات، الإيمان، التصورات، اليقينيات، الثوابت التي تمتلكها لن تقف في وجه هذه الشهوات إلا إذا كانت بوزنها وزيادة، أما اعتقاد بسيط، إدراك ضبابي، سماع كلمة من دون تحقق، هذا لا يستطيع أن يقف في وجه الشهوات، إذاً أنت بحاجة إلى قناعات، فالطبيب مثلاً لماذا ترونه يبالغ في تنظيف الخضراوات ؟ لأنه من الصباح وحتى المساء يرى مرضى، هذا معه زحار، هذا معه كوليرا، كل هذه الأمراض بسبب التلوث، أو بسبب العدوى، أو بسبب الفاكهة غير المغسولة، أو الخضراوات غير المغسولة، تشكلت عند هذا الطبيب قناعات ثابتة حملته على أن يبالغ في تنظيف الخضار والفواكه، الإنسان لا يتحرك إلا إذا كانت عنده قناعات كافية، أعطيك مقياساً دقيقاً، إذا تحركت فالقناعة كافية، فإذا قلت: أنا اقتنعت، ولم تتحرك فالقناعة غير كافية، وإذا تطببت عند طبيب، ووصف لك وصفة وأنت أعطيته أجرته، وبالغت في الثناء عليه، وأشدت بعلمه، وأثنيت على حكمته، وامتدحت شهادته، وبينت عمق علمه، لمجرد أنك لم تشتر هذه الوصفة فأنت مكذب لعلمه، كل هذا الكلام فارغ، فعدم شرائك الوصفة أقوى دليل على عدم إيمانك بعلم هذا الطبيب، أما لو أردت أن تثني عليه، وأن تملأ الوقت ثناءً عليه، فهذا كلام فارغ، لذلك نحن مشكلتنا مشكلة عمل.
النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ فَاسْتَقِمْ))
الحقيقة الحديث خطير وموجز، لكنني أردت أن أجسد هذا الحديث بقصة لفقيهٍ جليل اسمه على كل فم، هو علم من أعلام الفقه، الفقهاء كلهم عالة عليه، إنه الإمام أبو حنيفة النعمان، الآن ترون معي من خلال قصته أن أبا حنيفة النعمان ما رفعه الله عز وجل لأنه كان ذكياً، ولأنه كان حافظاً، ولأنه كان مستنبطاً، بل لأنه كان ورعاً، ولأنه كان مطبقاً لما يعلم، ولأنه كان قدوةً، ولأنه كان مثلاً.
أبو حنيفة النعمان رحمه الله تعالى من أعلام الفقهاء، فلو وقفنا وقفةً قصيرة عند الإطار الخارجي له كان هذا الفقيه الكبير حسن الوجه، وسيم الطلعة، عذب المنطق، حلو الحديث، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير التي تنبو عنه العيون، وهو إلى ذلك لباس أنيق الثياب.
من قال لك: إن المسلم مظهره غير مقبول، زاهد ؟ من قال لك هذا الكلام ؟ أنت على ثغرة من ثغر الإسلام، فلا يؤتين من قبلك، أنت سفير هذا الدين، كيف يرتدي السفير ثيابه إذا كان مدعوًّا إلى حفل في أعلى درجة ؟ لأنه يمثل أمةً، يمثل دولة، يمثل شعباً، والمسلم سفير دينه، قال عليه الصلاة والسلام:
((أنت على ثغرة من ثغر الإسلام فلا يؤتين من قبلك ))
إياك أن تسمح للعدو أن يهاجم الإسلام من خلالك، إياك أن تكذب، إياك أن تخون العهد، إياك أن تهمل عملك، إياك أن تخلف وعدك، إياك أن تبدو بمظهر غير مقبول، فكان هذا الفقيه العظيم ذا لباس أنيق، بهي الطلعة، كثير التعطر، إذا طلع على الناس عرفوه من طيبه قبل أن يروه، كان مطبقاً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، عَنْ قَيْسِ بْنِ بِشْرٍ التَّغْلِبِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي وَكَانَ جَلِيسًا لِأَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ:
((فَأَصْلِحُوا رِحَالَكُمْ وَأَصْلِحُوا لِبَاسَكُمْ حَتَّى تَكُونُوا كَأَنَّكُمْ شَامَةٌ فِي النَّاسِ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلَا التَّفَحُّشَ قَالَ أَبُو دَاوُد وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ هِشَامٍ قَالَ حَتَّى تَكُونُوا كَالشَّامَةِ فِي النَّاسِ)​
 
الاخوات الاخوان الاهل الزملاء الحبان فى كل مكان مع شهر رمضان ما زلنا نتواصل اليوم السادس من رمضان 1438هجرية من مسجد الوم رووك بيرمنجهام والشيخ عبدالجليل الباكستانى والدرس اليومى فى الحديث بعد صلاة الفجر وكان الحديث اليوم للصائم فرحتان فإلى الحديث :
((للصَّائم فرحتان)) وكُل صَائم يُدرك هذا من نفسِهِ، ((للصَّائم فرحتان: فرحة عند فِطْرِهِ)) ولولا هذا النَّص، فرحة عند فِطْرِهِ يعني في الإنسان جِبِلَّة خِلْقَة إذا قُدِّم الفُطُور ينتظر أذان المغرب، ويبدأ، يفرح هذا موجُود عند النَّاس كُلِّهم، ولولا مثل هذا النَّص لقُلنا إنَّ هذا الفرح فرح بالفراغ من العِبادة وهذا ليس بطيِّب بالشُّعُور بهذا؛ لكنَّهُ ما دام ثبتَ في الشَّرع أنَّ الصَّائم لهُ أنْ يفرح، فليُوجِّه هذا الفرح بأنَّهُ فرحٌ باستكمال هذهِ العِبادة، الحمدُ لله أنَّهُ أكمل هذا اليوم من غير أنْ يَعْرِضَ لهُ شيءٌ يضطرُّهُ إلى الفِطر، ومُباشرة ما امتنَّ الله بِهِ -جلَّ وعلا- عليهِ وأبَاحهُ لهُ ((للصائم فرحتان: فرحةٌ عند فِطْرِهِ)) إذا افترضنا أنَّ هُناك اثنين كِلاهُما صائم، واحد ينتظر كل شوي ينتظر متى يؤذِّن، والثَّاني غافِل عن هذا الأمر يذكر الله ويتلو القرآن والحمدُ لله هُو في عِبادة... هل نقُول إنَّ الذِّي يفرح بقُرب الفُطُور أفضل من هذا الذِّي ينشغل من هذا الأمر بعبادةٍ أُخرى؟! أو على الأقل ما يخطر على بالِهِ إنَّهُ يعني يستوي عنده يُؤذِّن أو ما يُؤذِّن، يستوي عندهُ الأذان وعدمُهُ كُلُّه واحد، لو استمر النَّهار ساعتين ثلاث ما يضُر، في الحديث يقول: ((للصائم فرحتان)) لهُ ذلك؛ لكن هل معنى ذلك أنَّهُ يُؤجر على هذه الفرحة أو لا يُؤجر؟! بحسب ما يَقر في قلبِهِ من هذا الفرح إنْ كان متضايق من الصِّيام لا شكَّ أنَّ هذا لا يُؤجر عليهِ البَتَّه، هذا خلل؛ لأنَّ هذهِ عِبَادة، نعم قد يحتاج إلى الأكل في شِدَّة أيَّام الحر ومثل هذا لا يُؤاخَذ، أمَّا من لم يخطُر الفُطُور والفِطْر على بالِهِ هذا لا شكَّ أنَّهُ مُنْسَجِم مع هذهِ العِبَادة، وإنْ شَغَل وقتُهُ فيما يُرضي الله -جلَّ وعلا- لا شكَّ أنَّهُ أكمل، وأمَّا الفرحةُ هذهِ فرحةٌ جِبِلِّيَّة، الفرحة الثَّانية، ((عند لقاء ربِّه)) إذا رأَى ما وَعَد الله بِهِ عِبَادَهُ الصَّائِمِينْ، وفي الجَنَّة باب يُقال لهُ الرَّيَّان لا يَدْخُل معهُ إلا الصَّائِمُونْ لا شكَّ أنَّ مثل هذا يَبْعَثْ على الفَرَح ويَحُثُّ على العَمَل.​
 

ما زلنا نتابع معكم الحديث اليومى بعد صلاة الفجر من بيرمنجهام ويبدو لى ان شيخ الطيب قد اختار ان يتحدث الى حين حضور الشيخ عبدالجليل فى باب بر الوالدين فنعم الاختيار وفقه الله ونفعنا بما ازرد من احاديث فحديث اليوم رغم انف امرى فالى شرح الحديث :
بسم الله الرحمن الرحيم
رياض الصالحين
شرح حديث أبي هريرةَ -رضي الله عنه-: "رَغِم أَنف مَنْ أَدرْكَ أَبَويْهِ عِنْدَ الْكِبرِ أَحدُهُمَا أَوْ كِلاهُما فَلمْ يدْخلِ الجَنَّةَ"
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
ففي باب بر الوالدين وصلة الأرحام أورد المصنف -رحمه الله- حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف من أدرك أبويه عند الكبر أحدُهما أو كلاهما فلم يدخل الجنة))([1]). رواه مسلم.
فقوله-صلى الله عليه وسلم- ((رغم أنف)) هذا يشبه أن يكون دعاءً عليه بذلك، أي: بالذل والصغار والمهانة؛ لأن هذه العبارة يكنى بها عن هذا المعنى، وأصلها حينما يقال: رغم أنفه أي: صار أنفه في الرغام، والرغام: هو التراب، والإنسان يشمخ بأنفه، يعبّر بذلك عن الارتفاع والعلو والعزة وما أشبه ذلك، يقال: شمخ بأنفه، فإذا كان أنفه في التراب فإن ذلك يعني: الذل والمهانة والصغار.
فالنبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث كأنه يدعو عليه بذلك، ويمكن أن يكون هذا من قبيل الإخبار أيضاً، رغم أنفه يعني: بمعنى أنه يكون ذليلاً صاغراً.
((من أدرك أبويه عند الكبر أحدُهما أو كلاهما فلم يدخل الجنة))، وذلك أن الوالد أوسط أبواب الجنة، كما صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم.([2])
وإذا كان الوالد في حال الكبر فهذا باب واسع للإنسان من أجل مزيد من التقرب إلى الله -عز وجل- بهذه الطاعات التي هي من أجل الطاعات وأفضل القربات، فحاجات هذا الوالد الكبير كثيرة، وكلما كان الأمر أشق كلما كان الأجر فيه أعظم من جهة الغالب، أو الجنس، أو من جهة العموم، وإن لم يكن ذلك مطرداً في كل الجزئيات، لكن الأجر على قدر المشقة، بحيث إن الإنسان لا يقصد المشقة ولا يطلبها، ولكنها المشقات العارضة التي لا يمكن التخلص منها دون أن يتطلبها المكلف، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعائشة -رضي الله تعالى عنها-: ((إن أجرك على قدر نصَبك))([3]) يعني: في الحج، فالوالد الكبير يحتاج إلى مزيد من الجهد في البر أكثر من الوالد الشاب، لربما يكون الوالد أقوى من الولد في فترة شبابه وقوته، ولا يحتاج إلى الولد في شيء من الأشياء، إنما هو طِيب المعشر والكلام الحسن، والتأدب في العبارة، والاستئذان، والوقوف عند أمره وترك ما يسخطه فحسب، لكن والده لا يفتقر إليه بشيء بل هو مسدد لجميع حاجات الولد، هو الذي يرعاه، لكن إذا كان الوالد كبيراً يحتاج إلى من يقوم عليه، فلربما تكثر مواعيده في المستشفى فيرتبط الولد، يترك كثيراً من مصالحه بسبب ذلك، يتعطل من أشغاله، لربما تعطل من دراسته، لربما قام ساعات وساعات من الليل يتعاهده؛ لأن هذا الوالد لا يُترك، كبير مريض يحتاج إلى تعاهد بالدواء، يحتاج هذا الوالد لربما إلى تعاهد أيضاً حتى في حاجاته الخاصة، يحتاج إلى تعاهد أيضاً في أكله وفي عبادته، وفي كل شأن من شئونه، بل يحتاج إلى شيء من المباسطة في الحديث، فالكبير يضجر كأنه في سجن -لكن الإنسان قد لا يشعر بهذا-، فليست المسألة ساعة أو ساعتين، ويومًا أو يومين، من أجل أن يقال: والله زاره فلان وجلس معه فلان، القضية تستمر سنين، وهذا الأب إذا زاره فلان وفلان يوماً أو يومين سيبقى مددًا طويلة جداً، سنوات، لربما كان منسيًّا، ولربما نسيه أولاده وهم معه في بيته، لا يجلسون معه، لا يتحدثون معه، بحجة أنهم في أشغالهم، وهذا الأب موفَّر له كل ما يحتاج إليه بزعمهم، والواقع أنه يشعر أنه في كل يوم يموت عدة مرات، ويسأم تكاليف الحياة، الأيام تكون طويلة جداً بالنسبة إليه، ولربما من كثرة جلوسه في بيته وهو لا يتحرك كما هو معروف فإن الإنسان إذا كان بهذه المثابة يكون عنده شيء من الإشباع الكثير من جهة الراحة فلا ينام، لا يأتيه النوم، يصابح الصبح وهو ينظر ببطء إلى عقارب الساعة تتحرك ببطء شديد.
أنت أيها الشاب لربما بمجرد ما تضع رأسك على الوسادة تنام، وتستيقظ بصعوبة لربما لصلاة الفجر، ولا تشعر بالليل إلا كأنه لحظة، بينما من جرب وعرف وأصيب بالأرق، أو بمرض يسهره، أو نحو ذلك فإنه لا يأتيه الصبح إلا وقد كادت أن تخرج روحه، فهذه أمور يحتاج الإنسان أن يشعر بها، يحتاج أن تكون عنده مشاعر حية من أجل أن يشعر بمشاعر أبويه، هذا الأب أحياناً قد لا ينام؛ لأن الكبير يكون حساساً أكثر من الشاب القوي، فقد يقول لك كلمة أو لأخيك أو نحو ذلك فيبدأ يحسبها، لربما أغضبته، لربما جرحته، فيبدأ يشعر بالخوف أنه وقع في نفسك شيء بسبب ذلك فلا ينام تلك الليلة، أو لربما وقع في نفسه شيء بسبب ما سمعه منك أو من أحد من الناس فيبقى يتقلب ليلة بسبب هذا، وهكذا الكبير يحتاج إلى مزيد من الرعاية، ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لما عظمت المشقة: ((من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كلاهما فلم يدخل الجنة))، هذا سبيل لدخول الجنة، وهذه غنيمة عظيمة جدًّا، وهي من أعظم ما يُزدرع للآخرة.
فعلى الإنسان أن يستغلها، لا أن يشعر أن هذا الوالد لربما يكون عبئاً وشغلاً شاغلاً يشغله ويقطعه عن حاجاته ومصالحه، هذه أعظم الحاجات والمصالح، هذا أفضل لك من قيام الليل وصيام النهار، تسهر عنده تجلس معه ساعة تباسطه فيها أفضل لك عند الله -عز وجل- من قضاء هذه الساعة في ركعات تركعها، فالوالد حقه عظيم، ونحن حينما نمضي الساعات الطوال مع من نأنس معهم من أصحابنا قد لا نشعر بالوقت، ومن الناس للأسف من اعتاد أن يسهر في كل ليلة طول السنة، يجلسون في استراحة، أو في شقة قد استأجروها ونحوه، ولا يأتي إلا في ساعة متأخرة، ولا يشعر بالوقت، وإذا قضى مع أبيه الكبير أو مع أمه ساعة أو نصف ساعة كأنه على مَلَّة، ولربما قضاها وأشغلها بالنظر في صحف أو يكلم بالهاتف، بزعمه أنه يريد أن يستغل الوقت.
فأين المباسطة؟، فأين المحادثة؟، وأين أطايب الكلام؟، هذه أمور نغفل عنها كثيراً، وقد يذهب هذا الوالد أو تذهب هذه الوالدة، ثم بعد ذلك يتندم الإنسان ويفوته هذا الباب من أبواب الجنة، فيكون كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف))، ثلاث مرات للتأكيد.
فأسأل الله -عز وجل- أن يرزقنا وإياكم البر، وأن يجعلنا هداة مهتدين، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا وأحوالنا وذرارينا، ويغفر لنا ولوالدينا ولإخواننا المسلمين، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه.​
 
نتواصل معكم الاحباب فى كل مكان اليوم الاربعاء 18 ربيع الاول 1439 هجرية الموافق 6 ديسمبر 2017م ومن مسجد الوم رووك بيرمنجهام قدم الشيخ الباكستانى الاخ الطيب الحديث عن الصدقه ولو بشق تمره ووسعت لكم حتى شمل كل انواع الصدقات من الكتاب ومن الاحاديث فتابعوا وتصدقوا واقله بشق تمره .
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله على ما أنعم و له الشكر على ما ألهم .
و أفضل الصلاة و أزكى التسليم على خير الخلائق أجمعين محمد و آله الطاهرين وسلم تسليما كثيرا
و اللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .
قال الله تعالى ( إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم ) .
و قال سبحانه ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلواتك سكن لهم والله سميع
عليم ) .و قال عزّ و جلّ ( ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم ) .
- عنه ( صلى الله عليه وآله ) : إن الصدقة لتطفئ غضب الرب .
- رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن الصدقة لتطفئ عن أهلها حر القبور ، وإنما يستظل المؤمن يوم
القيامة في ظل صدقته .
**************************************
تربية الصدقات /
قال الله تعالى ( يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم ) .
- الإمام الصادق ( عليه السلام ) : قال الله تعالى : إن من عبادي من يتصدق بشق تمرة ، فأربيها له كما
يربي أحدكم فلوه ، حتى أجعلها له مثل جبل أحد .
**************************************
من فوائد الصدقة /
- رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الصدقة تدفع البلاء ، وهي أنجح دواء ، وتدفع القضاء وقد ابرم إبراما
، ولا يذهب بالبلاء إلا الدعاء والصدقة .- رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الصدقة تمنع ميتة السوء .
- رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : تصدقوا وداووا مرضاكم بالصدقة ، فإن الصدقة تدفع عن الأعراض
والأمراض ، وهي زيادة في أعماركم وحسناتكم.
- الإمام علي ( عليه السلام ) : استنزلوا الرزق بالصدقة.
- عنه ( عليه السلام ) : إذا أملقتم فتاجروا الله بالصدقة.
- رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أكثروا من الصدقة ترزقوا . **************************************
بعض أنواع الصدقات /
- رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن على كل مسلم في كل يوم صدقة ، قيل : من يطيق ذلك ؟ قال ( صلى
الله عليه وآله ) : إماطتك الأذى عن الطريق صدقة ، وإرشادك الرجل إلى الطريق صدقة ، وعيادتك المريض
صدقة ، وأمرك بالمعروف صدقة ، ونهيك عن المنكر صدقة ، وردك السلام صدقة.
- رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الكلمة الطيبة صدقة ، وكل خطوة تخطوها إلى الصلاة صدقة .- رسول
الله ( صلى الله عليه وآله ) :تبسمك في وجه أخيك صدقة ، وأمرك بالمعروف صدقة ، ونهيك عن المنكر
صدقة ، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة ، وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة ، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك صدقة.
- عنه ( صلى الله عليه وآله ) : كف شرك عن الناس ، فإنها صدقة منك على نفسك - عنه ( صلى الله عليه وآله ) : ما من صدقة أفضل من قول الحق .
- عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله) : كف أذاك عن الناس فإنه صدقة تصدق بها على نفسك .
**************************************
أفضل الصدقة /
- عنه ( صلى الله عليه وآله ) : أفضل الصدقة أن يتعلم المرء المسلم علما ثم يعلمه أخاه المسلم.
- عنه ( صلى الله عليه وآله ) : أفضل الصدقة حفظ اللسان.
- عنه ( صلى الله عليه وآله ) : والذي نفسي بيده ما أنفق الناس من نفقة أحب من قول الخير .
- رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - لما سئل عن أفضل الصدقة - : على ذي الرحم الكاشح.
- رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أفضل الصدقة صدقة اللسان ، الشفاعة تفك بها الأسير ، وتحقن بها
الدم ، وتجر المعروف والإحسان إلى أخيك ، وتدفع عنه الكريهة .
**************************************
فضل صدقة السر/
قال الله تعالى ( إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير ) .
- رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : صدقة السر تطفئ غضب الرب.
- رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : سبعة في ظل عرش الله عز و جل يوم لا ظل إلا ظله : رجل تصدق بيمينه فأخفاه عن شماله .
- الإمام الصادق ( عليه السلام ) : الصدقة والله في السر أفضل من الصدقة في العلانية ، وكذلك والله العبادة في السر أفضل منها في العلانية .
**************************************
حق الصدقة /
- الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : وحق الصدقة أن تعلم أنها ذخرك عند ربك عز و جل ، ووديعتك التي لا تحتاج إلى الإشهاد عليها ، وكنت بما تستودعه سرا أوثق منك بما تستودعه علانية ، وتعلم أنها تدفع البلايا والأسقام عنك في الدنيا ، وتدفع عنك النار في الآخرة .
**************************************
آفات الصدقة /
قال الله تعالى ( قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم * يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب * فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا * والله لا يهدي القوم الكافرين ) .
- الإمام علي ( عليه السلام ) : ترك المن زينة المعروف .
- الإمام الصادق ( عليه السلام ) : المن يهدم الصنيعة .
- الإمام علي ( عليه السلام ) : الجود من كرم الطبيعة ، والمن مفسدة للصنيعة .
وصلى الله على محمد و آله الطيبين الطاهرين​
 
الاعزاء الاخلاء فى كل مكان وزمان لعلكم على عافيه وأطمئنان ، نغيب عنكم بضع ايام مع مشغوليات الحياة ونعود لكم ونحن اكثر امتننان ، نتواصل معكم واليوم قدم الشيخ الطيب حديث الخميس 26 ربيع اول 1439 هجرية الموافق 14 ديسمبر 2017م والحديث اياكم ومحقرات الذنوب فإلى الحديث :

ما معنى محقرات الذنوب؟ وتفسير الحديث الخاص بها؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد روى الإمام أحمد عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياكم ومحقرات الذنوب، فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن وادٍ فجاء ذا بعودٍ وذا بعودٍ، حتى جمعوا ما أنضجوا به خبزهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه. ، قال الحافظ في الفتح: سنده حسن ونحوه عند أحمد والطبراني من حديث ابن مسعود وعند النسائي وابن ماجه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: يا عائشة إياك ومحقرات الذنوب فإن لها من الله طالباً. ، وصححه ابن حبان.
ومحقرات الذنوب هي ما لا يبالي المرء به من الذنوب كما قال السندي في شرحه على ابن ماجه، وقال المناوي: محقرات الذنوب أي صغارها، لأن صغارها أسباب تؤدي إلى ارتكاب كبارها.. قال الغزالي: صغائر المعاصي يجر بعضها إلى بعض حتى تفوت أهل السعادة بهدم أصل الإيمان عند الخاتمة... انتهى.
وقال المناوي في شرحه المثل المضروب في الحديث: يعني أن الصغائر إذا اجتمعت ولم تكفر أهلكت، ولم يذكر الكبائر لندرة وقوعها من الصدر الأول وشدة تحرزهم عنها، فأنذرهم مما قد لا يكترثون به، وقال الغزالي: تصير الصغيرة كبيرة بأسباب منها الاستصغار والإصرار، فإن الذنب كلما استعظمه العبد صغر عند الله، وكلما استصغره عظم عند الله.... انتهى.
والله أعلم.​
 
انا افكر فى قراءه سورة البقرة يوماً فقد طلب منا الدكتور الشيخ عبدالحى يوسف ذلك فى اكثر من محاضره وكرر ذلك كثيرا فى المحاضرة الاخيرة فى مسجد امانة معاذ بيرمنجهام ، ثم اننى فى اجازة اسبوع وهذه فرصه ، واخيرا امر بظروف تحتم على ان اقرأ البقره يوميا ، نسال الله اللطف على الجمييع وسوف اقدم لكم الان فوائد قراءة فوائد قراءة سورة البقرة حسب ما جاء فى احاديث رسول الله صل الله عليه وسلم .

الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين أمابعد
أولا للأمانة الموضوع منقول لنشر الفائدة للجميع

إلى كل مصاب أصيب بالسحر او بالمس او بالعين او بالقلق او بالإكتئاب إلى من لم يوفق في هذه الحياة إلى من أراد السعادة في دنياه إلى من أصابه الملل والسأم في حياته إلى من تكالبت عليه الهموم والأحزان إلى من توالت عليه المصائب إلى من فقد غاليا
إلى كل مريض يبحث عن الدواء سواء وجده أم لم يجده
إلى من حرم الذرية ( العقم)
إلى كل امرأة لا يستمر حملها
إلى من أراد السعادة والخير إلى من أراد البركة في جميع شؤونه إليك هذا العلاج

عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( اقرؤا سورة البقرة فان أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة )0
والبطلة : هم السحرة

أحبتي لنتأمل هذا الحديث 1- لقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم هنا بقراءة سورة البقرة وبين لنا فوائد هذه القراءة بقولة فإن أخذها بركة أي أن البركة ستكون من نصيب قارئ هذه السورة

وجميع ماذكرت بالمقدمة مرتبط بذلك فالسعادة والشفاء سببها تلك البركة بإذن الله إضافة لما سيأتي

2-يذكر لنا النبي صلى الله عليه وسلم أن ترك قراءة هذه السورة حسرة وتأمل كلمة حسرة أي ندامة ولكن على ماذا إنها على تلك البركة والخير والأجر الذي فات كل من لم يقرأ هذه السورة

3- لا تستطيعها البطلة أي السحرة

فهذه السورة بفضل الله تكون حامية لقارئها من السحر والمس والعين
ومن كان به شئ من ذلك (السحر العين المس) فإنه إذا واصل على قراءة هذه السورة فإن الشياطين لا تستطيع أن تقاوم مع هذه القراءة فتضعف وتستسلم فيزول ما كانت تحرسه ويبطل ما كانت تعمله تأمل قوله صلى الله عليه وسلم (لا تستطيعها البطلة)

وما هي الطريقة ؟
أخي يا من تعبت في هذه الحياة اتاك الدواء والخلاص من عند من لم ينطق عن الهوى من عند أصدق البشر .في ساعة أو أقل تستطيع أن تقرأ هذه السورة يوميا فاحرص على ذلك إلى أن يزول ما بك

أخي في الله هذه القصة حدثت
لشخص كان يتعرض بين الفينة والأخرى الى حالة اغماء (فقدان الوعي) إلى درجة أن أهله كانوا يعتقدون أنه قد مات وظلت هذه الحالة مستمرة معه رغم استخدامه العديد من الأدوية

ثم انتظم على قراءة سورة البقرة كل يوم لمدة شهر يقول فذهب عني ما كنت أجد وامتلأت نفسي حبا وودا لمن كنت اكرههم بدون أي سبب

وهذه القصة يرويها الشيخ أسامة المعاني يقول
ذكر لي أحد الإخوة أن زوجته كانت تعاني من أعراض وآلام منذ فترة من الزمن ، وقد راجعت أكثر من معالج بالرقية الشرعية حيث بينوا أنها تعاني من السحر بناء على اعتقاد ظني ، واستمرت الأخت الفاضلة بالرقية الشرعية بعد أن وكلت أمرها إلى الله سبحانه وتعالى ، وذات يوم قرأت في جريدة المسلمون عن امرأة كانت تعاني من هذا الداء الخطير – السحر – وبناء على توصية من أحد المعالِجين قامت في الثلث الأخير من الليل بركعتين قرأت فيهما سورة البقرة كاملة ، وبعد أن انتهت من ذلك ، استفرغت مادة غريبة ، وقد شفيت بإذن الله تعالى ، يقول الأخ : فما كان من زوجتي إلا أن فعلت مثلما فعلت تلك المرأة ، وبفضل الله سبحانه وتعالى استفرغت مادة خضراء غريبة وشفيت بإذنه تعالى .

أخي – أختي
فكرا معي قليلا هل تعتقد أن عدوك(إبليس) الذي يسعده أن تظل مريضا حزينا كئيبا طول حياتك أن يجعلك تستمر بقراءة هذه السورة كلا إنه سيحاول بقدر المستطاع أن يثنيك عن ذلك فسيوحي إليك أن هذه السورة طويلة وأنك غير متقن لتجويد الآيات (لا إثم عليك) فإن أطعته ستظل على حالك وإن توكلت على ربك واستعنت به واخذت بذلك​
 
اليوم الخميس 17 ربيع الثانى 1439 هجرية الموافق 4 يناير 2018م اتواصل معكم من منزلى فى بيرمنجهام بعد ان عدت من صلاة الفجر ولم يقدم الشيخ الطيب الحديث بعد صلاة الفجر ورايت ان اقدمه لكم وقد اخترت امر وللاسف كثٌر فى زماننا هذا الا وهو ( عقوق الوالدين ) واقدم لكم الاحاديث الصحيحة فى عقوق الوالدين وجزاء عقوق الوالدين فى الدنيا والاخرة.

الأحاديث الصحيحة فى عقوق الوالدين

[?]عن أبي بكرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (" ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ , ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ , ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ " , فقلنا: بلى يا رسول الله , قال: " الإشراك بالله (1) وعقوق الوالدين (2)) (3) (وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متكئا فجلس (4) فقال: ألا وقول الزور , وشهادة الزور , ألا وقول الزور , وشهادة الزور (5) ") (6) (قال: " فما زال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكررها " , حتى قلنا: ليته سكت) (7). الشرح (8)

[?]عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (" ثلاثة لا يدخلون الجنة [أبدا] (1) ولا ينظر الله - عز وجل - إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة , المتشبهة بالرجال , والديوث) (2) وفي رواية: (ومدمن الخمر " , فقالوا: يا رسول الله، أما مدمن الخمر فقد عرفناه، فما الديوث؟ , قال: " الذي لا يبالي من دخل على أهله (3) ") (4) وفي رواية: " الذي يقر في أهله الخبث " (5)

[?]عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا يدخل الجنة مدمن خمر , ولا منان، ولا عاق والديه، ولا ولد زنية " (1)

[?]عن أبي بكرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " كل ذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة، إلا البغي (1) وعقوق الوالدين، أو قطيعة الرحم، يعجل لصاحبها في الدنيا قبل الموت " (2) وفي رواية: " اثنتان يعجلهما الله في الدنيا: البغي , وعقوق الوالدين " (3)

[?]عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا: البغي , والعقوق " (1)

[?]عن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله - عز وجل - حرم عليكم عقوق الأمهات (1) ووأد البنات (2) ومنع , وهات (3) وكره لكم: قيل وقال (4) وكثرة السؤال (5) وإضاعة المال " (6) الشرح (7)

[?]عن عمرو بن مرة الجهني قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، شهدت أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وصليت الخمس، وأديت زكاة مالي وصمت شهر رمضان , فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " من مات على هذا، كان مع النبيين والصديقين والشهداء يوم القيامة هكذا - ونصب إصبعيه - ما لم يعق والديه " (1)​
 
الاحباب الكرام المتابعين للدرس اليومى اطل علييكم بعد انقطاع اسبابه عديده منها ان الدرس اليومى قد توقف منذ عام تقريبا بسبب انتقال الشيخ عبدالجليل الى مسجد اخر ومن خلفه لم يقم بالقاء وتقديم دروس .
قبل شهرين اسبدلت فى موقعى على الفيس بوك الحديث بخطب الجمعة التى اقدمها فى مسجد الشركة التى اعمل بها فى بيرمنجهام ، وايضا هناك درس بعنوان بلغوا عنى ولو ايه فى تفسير آيات القرآن الكريم سوف اعمل على مدكم بها إن شاء الله .​
 
أعلى